رئيس الموساد يحذر من أن روسيا قد ترسل لإيران أسلحة “تهدد وجود” إسرائيل
كثفت إيران محاولاتها لإيذاء اليهود والإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، مع إحباط 27 هجوما خلال العام، حسبما قال برنياع، الذي توعد إن إسرائيل سترد على القادة، وفي قلب طهران
قال مدير الموساد دافيد برنياع يوم الأحد إن إسرائيل قلقة إزاء بيع روسيا أسلحة متطورة لإيران يمكن أن تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل.
كشف برنياع أن وكالة التجسس وحلفائها في مجتمع الاستخبارات الدولي أحبطت 27 هجوما إيرانيا ضد يهود وإسرائيليين في الخارج خلال العام الماضي، مما يمثل زيادة “كبيرة”، وحذر من أن إيران يتدفع ثمنا “مختلفا” إذا يتعرض الإسرائيليون أو اليهود للأذى، بما في ذلك استهداف “صناع القرار” الذين يقفون وراء الهجمات والرد “في قلب طهران”.
وفي حديثه في المؤتمر السنوي لمعهد سياسة مكافحة الإرهاب في جامعة رايخمان في هرتسليا، قال برنياع إن إيران تنوي تزويد روسيا بصواريخ قصيرة وطويلة المدى بالإضافة إلى الطائرات المسيّرة التي باعتها للجيش الروسي خلال غزوها لأوكرانيا.
ووسط الغزو المستمر، الذي بدأ في فبراير 2022، استخدمت روسيا طائرات “شاهد-136” المسيرة الإيرانية، بعد أن تلقت مئات الوحدات من طهران، على الرغم من تحذير الدول الغربية إيران من تصدير السلاح.
وقال برنياع أنه تم أيضا إحباط محاولات إيران لتزويد روسيا بالصواريخ وسط الحرب، دون الخوض في مزيد من التفاصيل. “لدي شعور بأنه سيتم إحباط المزيد من الصفقات قريبًا”.
وقال برنياع: “نخشى أن ينقل الروس إلى الإيرانيين في المقابل ما يفتقرون إليه، أسلحة متطورة ستهدد بالتأكيد سلامنا، وربما حتى وجودنا هنا للخطر”.
وقال رئيس الموساد أيضا إن إيران كثفت محاولاتها لمهاجمة الإسرائيليين واليهود في الخارج، حيث أحبط جهاز التجسس وحلفاؤه 27 هجوما من هذا القبيل خلال العام الماضي.
وأضاف أنه “كان لجميع الخلايا التي تم اعتقالها والأسلحة التي تم الاستيلاء عليها معها أهدافا واضحة”، لافتا إلى أن المحاولات وقعت “في جميع أنحاء العالم، في أوروبا وإفريقيا والشرق الأقصى وأميركا الجنوبية”.
“كل هذا بتوجيه وإرشاد من إيران. إننا نشهد زيادة كبيرة في محاولات إيذاء اليهود والإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، ونحن نعمل الآن، حتى في هذه اللحظة، على متابعة الخلايا والوكلاء الإيرانيين لمنعهم من قتل اليهود والإسرائيليين في جميع أنحاء العالم”، قال برنياع.
وقد تم الكشف عن العديد من المؤامرات الإيرانية خلال العام الماضي. وفي يوليو، اعتقلت قوات الأمن الأذربيجانية مواطنًا أفغانيًا يبلغ من العمر 23 عاما للاشتباه في تخطيطه لهجوم على سفارة إسرائيل في باكو. واتهمت إسرائيل إيران في الوقوف وراء المؤامرة.
وفي الشهر السابق، كشفت أجهزة المخابرات القبرصية عن إحباط مؤامرة إيرانية ضد اليهود والإسرائيليين. وفي مارس، ألقت الشرطة اليونانية القبض على مواطنين باكستانيين زُعم أنهما كانا يخططان لشن هجمات كبيرة ضد مطعم يهودي و”بيت حاباد” في أثينا.
وفي نوفمبر من العام الماضي، كشف مسؤولو الأمن الجورجيون عن إحباط محاولة قامت بها الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، “فيلق القدس”، لقتل إسرائيلي جورجي بارز يعيش في العاصمة تبليسي.
وجاءت هذه المحاولة في أعقاب مؤامرات إيرانية أخرى لإيذاء الإسرائيليين في المنطقة. وفي يونيو 2022، أحبطت تركيا وإسرائيل خطة لمهاجمة إسرائيليين في إسطنبول.
وقال برنياع إن “الوقت قد حان لتدفيع إيران الثمن بطريقة مختلفة”.
“إيذاء الإسرائيليين واليهود بأي شكل من الأشكال – بالوكالة، من قبل الإيرانيين، أو عن طريق الأسلحة الإيرانية المهربة إلى إسرائيل – سيؤدي إلى نشاط ضد الإيرانيين الذين أرسلوا الإرهابيين وأيضا ضد صناع القرار، من المشغلين على الأرض إلى القادة الذين وافقوا على العملية، وأنا أعني ما أقول”.
وحذر برنياع من أنه “سيتم فرض هذه الأثمان بدقة كبيرة في أعماق إيران، في قلب طهران”.
وقال إن “النظام الإيراني لم يعد لديه مجال للإنكار، وفوق كل شيء، ليس لديه حصانة”.
“رسالتنا عالية وواضحة وحازمة: لا تخطئوا، من قرروا إرسال الفرق، تأكدوا من أننا سنصل إليكم، وسيتم تحقيق العدالة أمام الجميع. لقد أثبتنا ذلك في الماضي، وفي المستقبل، سنصعد ذلك إلى المستوى التالي”، قال مدير الموساد.
وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني والاتفاق المحتمل مع القوى العالمية الذي سيؤدي إلى تخفيف العقوبات على إيران، حث برنياع المجتمع الدولي على “أن يكون في حالة تأهب قصوى”.
وأضاف إن “طموحات إيران المعروفة في مجال الأسلحة النووية، ومحاولاتها السابقة لتنفيذها، تتطلب أن يكون المجتمع الدولي في حالة تأهب قصوى، وأن يُظهر عزما لا يكل على إحباط هذه الطموحات”.
“الحوار الحالي بين إيران والغرب لا يعكس رغبة حقيقية من جانب إيران للحد من برنامجها النووي. بل ذلك يظهر محاولة إيران الساخرة للإفراج عن الأموال المجمدة ضمن العقوبات الدولية المفروضة عليها، مع الاستمرار في تطوير وتوسيع قدراتها النووية”، قال برنياع.
وفي إشارة واضحة إلى التوترات الداخلية في إسرائيل بشأن الإصلاح القضائي للحكومة، والمخاوف من حدوث أزمة دستورية، قال: “نحن منظمة استخباراتية سرية في خدمة دولة يهودية ديمقراطية تعمل منذ إنشائها وفقًا مجموعة واضحة من القيم، وسنواصل القيام بذلك”.