رئيس الشاباك يحاول إقناع بن غفير بتأجيل جولته المقررة إلى الحرم القدسي – تقرير
بحسب التقرير فإن رونين بار اتصل بالوزير اليميني المتطرف لتحذيره من التداعيات الأمنية، في حين كان رد بن غفير أن القيام بجولة في الموقع هي أمر مقدس إلا أن التوقيت ليس كذلك
تحدث رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” هاتفيا هذا الأسبوع مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لإقناعه بتأجيل الجولة مخططة على ما يبدو إلى الحرم القدسي لتجنب تفاقم التوترات مع الفلسطينيين، حسبما أفاد تقرير يوم الأربعاء.
في المكالمة الهاتفية، التي وصفتها أخبار القناة 13 بأنها نادرة، قال رونين بار للسياسي اليميني المتطرف إن الفترة الحالية من الأعياد اليهودية هي “وقت سيء للصعود إلى جبل الهيكل”، في إشارة إلى الاسم اليهودي للحرم القدسي، وشرح بالتفصيل التداعيات الأمنية لمثل هذه الزيارة.
وفقا للتقرير الذي لم يشر إلى مصدر، رد بن غفير أن “الصعود مقدس، ولكن التوقيت ليس مقدسا” – ووافق كما يبدو على تأجيل الجولة.
الحرم القدسي هو واحد من بؤر التوتر الرئيسية في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، حيث ينكر الفلسطينيون والمسلمون في جميع أنحاء العالم أنه مقدس لليهود ويعتبرون أي دخول يهودي إليه بمثابة استفزاز – وخاصة من قبل المتشددين البارزين مثل بن غفير، الذي دخله مرتين في وقت سابق من هذا العام، وقوبل في كل مرة بإدانة شديدة من قبل الفلسطينيين والدول العربية.
ورد جهاز الشاباك على تقرير الأربعاء بالقول إنه لا يعلق على محادثات أعضائه مع السياسيين.
وبدا أن ردا من جانب بن غفير يؤكد التقرير، حيث قال الوزير: “أنا ورئيس الشاباك لدينا علاقات عمل جيدة وعلى اتصال دائم. إن مسألة جبل الهيكل يتم الحديث عنها بشكل روتيني بيننا أيضا. وفيما يتعلق بمسألة توقيت الصعود إلى الجبل، أحاول أن آخذ بعين الاعتبار الاعتبارات الأمنية وتقييمات الوضع كما ترد لي من قبل رؤساء الأجهزة الأمنية”.
في بيان شديد اللهجة يوم الأربعاء، اعتُبر بمثابة هجوم على بن غفير، انتقد عضو الكنيست الحريدي موشيه غافني (يهدوت هتوراة) دخول اليهود إلى الحرم القدسي، متهما الذين يدخلون الموقع بـ“انتهاك الحظر الخطير” وأضاف: “لا علاقة لنا بهم، ونحن نطالب بإغلاق جبل الهيكل في وجه اليهود”.
في حين أن دخول اليهود إلى الحرم ارتفع في السنوات الأخيرة، فإن معظم الحاخامات الأرثوذكس يعارضون هذه الممارسة، معتبرين أن الموقع مقدس للغاية بحيث لا يمكن أن تطأه قدم لأن الموقع الدقيق لـ”قدس الأقداس” في الهيكلين غير معروف. “- في حين أنه وفقا للمعتقدات اليهودية، يعاقب أي يهودي تقريبا بالموت الإلهي إذا دخل المكان، فإن اليهود الذين يدخلون الحرم القدسي يتجنبون الوصول إلى جزء معين منه، بدعوى أن الأدلة تظهر أن قدس الأقداس كان موجودا هناك.
أدانت الأردن، التي تلعب “دورا خاصا” في الحرم القدسي وفقا لاتفاق السلام المبرم بين البلدين عام 1994، الجولات اليهودية المتزايدة إلى الحرم القدسي هذا الأسبوع بمناسبة عيد العرش اليهودي، منتقدة القيود المفروضة على وصول المسلمين إلى الحرم للصلاة.
ويخضع الحرم لتفاهمات غير رسمية تُعرف باسم الوضع الراهن، والذي بموجبه يُسمح لليهود المتدينين بدخوله في ساعات معينة، في ظل قيود أكثر صرامة من تلك التي يخضع لها السياح واليهود العلمانيون ومن خلال مسار محدد مسبقا، ولكن ليس للصلاة هناك. وقد تم تصوير بعض اليهود بشكل متزايد وهم يصلون في الموقع في السنوات الأخيرة. وأي جولات يهودية تتم دون تنسيق مسبق مع سلطات الأوقاف الإسلامية تعتبرها الأردن والفلسطينيون – ولكن ليس إسرائيل – انتهاكا للوضع الراهن.
تصاعدت حدة التوتر في الآونة الأخيرة في البلدة القديمة بالقدس، حيث تم اعتقال العديد من اليهود الحريديم بعد تصويرهم وهم يبصقون تجاه مصلين مسيحيين. وأدان بن غفير الحادثة لكنه انتقد أيضا الاعتقالات قائلا إن السلوك “ليس قضية جنائية”.
يوم الأحد، أفادت تقارير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استضاف بن غفير في لقاء خاص في محاولة لنزع فتيل التوترات بينهما بعد أن تم استبعاد بن غفير من اجتماع رفيع المستوى ناقش قضايا أمنية في وقت سابق من اليوم.
أثار غياب بن غفير عن اجتماع يوم الأحد الذي شارك فيه وزير الدفاع يوآف غالانت وضباط عسكريون ومسؤولون كبار آخرين تقارير أفادت بأن حضور الوزير قومي المتشدد لم يعد موضع ترحيب في اجتماعات أمنية رفيعة المستوى بسبب ميله إلى مطالب مثيرة للجدل يُعتقد أنها قد تزيد التوترات مع الفلسطينيون والمجتمع الدولي. وقال مكتب نتنياهو في وقت لاحق إن العلاقات بين الاثنين جيدة.
ولم يعلق بن غفير على التوترات يوم الأحد، لكن خلال القمة الامنية نشر تغريدة تضمنت لقطة لعنوان إخباري أشار إلى زيادة الزيارات اليهودية إلى الحرم القدسي معلقا على الخبر بالقول: “هذا ما يبدو عليه الحكم”.