إسرائيل في حالة حرب - اليوم 478

بحث

رئيس الشاباك يتوعد باغتيال قادة حماس في “لبنان وتركيا وقطر”

رونين بار يقول إن هجوم 7 أكتوبر، بالنسبة للمؤسسة الأمنية، هو "ميونيخ الخاص بنا"، في إشارة إلى إلى جهود إسرائيلية استمرت لسنوات في جميع أنحاء العالم لقتل المسؤولين عن هجوم أولمبياد 1972

رئيس الشاباك رونين بار (يسار) ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي في غرفة قيادة العمليات الخاصة للشاباك، 27 أكتوبر، 2023. (Shin Bet)
رئيس الشاباك رونين بار (يسار) ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي في غرفة قيادة العمليات الخاصة للشاباك، 27 أكتوبر، 2023. (Shin Bet)

قال رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، في تسجيلات كُشف عنها يوم الأحد إن إسرائيل مصممة على قتل قادة حماس “في كل مكان” في العالم، بما في ذلك في قطر وتركيا ولبنان، حتى لو استغرق ذلك سنوات كثيرة.

وقال بار في تسجيلات بثتها هيئة البث الإسرائيلية “كان” مساء الأحد: “في كل مكان، في غزة، في الضفة الغربية، في لبنان، في تركيا، في قطر، جميعهم… سيستغرق الأمر بضع سنوات، ولكن سنكون هناك للقيام بذلك”.

وبالامكان سماعه وهو يقول في التسجيلات: “لقد وضعت الحكومة لنا هدفا، القضاء على حماس. ونحن عازمون على القيام بذلك، هذه هي ميونيخ الخاصة بنا”، في إشارة إلى عملية إسرائيلية استمرت لسنوات للقضاء على المسؤولين عن هجوم أولمبياد ميونيخ 1972 الذي أسفر عن مقتل 11 إسرائيليا.

بحسب تقارير، ردت حماس بأنها غير متأثرة بالتهديدات وقالت إن قيام إسرائيل بتنفيذها سيكون بمثابة انتهاك لسيادة الدول الحليفة.

اندلعت الحرب بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، والذي شهد تسلل حوالي 3000 مسلح عبر الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، حيث قاموا بقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين. وتم اختطاف 240 شخصا على الأقل واحتجازهم كرهائن في غزة.

في التسجيل، أقر بار بأن وكالة الاستخبارات فشلت في مهمتها قبل هجوم حماس، لكن الشاباك “في اتجاه تصاعدي الآن”، ويستخلص الدروس بالفعل من اخفاقات ذلك اليوم ويضعها موضع التنفيذ.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل (وسط الصورة) يتحدث مع نائب زعيم حركة حماس موسى أبو مرزوق (يسار) قبل مؤتمرهما في العاصمة القطرية الدوحة، 1 مايو، 2017. (Karim Jaafar/AFP)

وقال بار إن التهديدات ضد إسرائيل خلال العام الأخير كانت “غير مسبوقة”، وأن الكثير منها غير معروف للجمهور. “مهمتنا هي ضمان الأمن ومنح شعور بالأمن لمواطني إسرائيل. للأسف، فشلنا في ذلك في 7 أكتوبر”، على حد قوله.

وتابع قائلا: “على مدى العام الماضي، حتى قبل الأحداث الأخيرة، كان حجم التهديدات لإسرائيل غير مسبوق. ولكن حتى في الحالة الأخيرة، فإن الشيء الرئيسي مخفي عن الأنظار. هناك الكثير من الأمور مخبئة تحت السطح”.

في الأسبوع الماضي، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إسرائيل تخطط لاغتيال قادة حماس من حول العالم بمجرد نقل تركيزها عن قتال الحركة في غزة.

ولقد أوعز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوكالات التجسس بوضع خطط لاغتيال كبار قادة الحركة خارج غزة، المقيمين في تركيا وقطر وأماكن أخرى، وفقا للصحفية، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين.

وفقا للتقرير، دعا البعض إسرائيل إلى اغتيال القيادي في الحركة خالد مشعل، المقيم في الدوحة، وآخرين على الفور في أعقاب هجوم 7 أكتوبر. إلا أن بعض الأنشطة على الأراضي القطرية أو التركية قد تؤدي إلى توتير أو نسف الجهود الدبلوماسية لتحرير الرهائن، وتم استبعاد الفكرة.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (من اليمين) يتحدث مع رئيس الموساد دافيد برنياع في مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، 15 أكتوبر، 2023. (Kobi Gideon/GPO)

وأدت هدنة تم التوصل إليها في نهاية المطاف واستمرت أسبوعا إلى إطلاق سراح العشرات من النساء والأطفال الإسرائيليين المحتجزين كرهائن مقابل إطلاق سراح أسرى أمنيين فلسطينيين. ورغم إمكانية تمديدها، انتهكت حماس الهدنة يوم الجمعة واستؤنف القتال.

وأفادت “كان” أن حماس ردت على تصريحات بار بالقول إن التهديدات لاغتيال قادتها “تعكس الأزمة السياسية والعسكرية التي يعيشها العدو بسبب صمود الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة الشجاعة”.

وقالت إن التهديدات “لا تخيف قادة المنظمة، وهي تشكل انتهاكا صارخا لسيادة ’الدولة الشقيقة’، التي ذكرها كبار مسؤولي العدو، وتمس مباشرة بأمن هذه الدول”.

وقد ألمح نتنياهو إلى خطط إسرائيل لتنفيذ اغتيالات في الخارج في خطاب ألقاه في أواخر نوفمبر، مما أثار حفيظة البعض، الذين فضلوا إبقاء الحملة المستقبلية طي الكتمان، وفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

كما أفادت الصحيفة أن إسرائيل تدرس إمكانية طرد مقاتلي حماس من المستوى الأدنى من غزة لتقصير مدة الحرب.

قوات الجيش الإسرائيلي تعمل في قطاع غزة في هذه الصورة المنشورة في 3 ديسمبر، 2023. (IDF)

في السبعينيات، شرعت إسرائيل في حملة لاغتيال الفلسطينيين المشاركين في هجوم الألعاب الأولمبية في ميونيخ. وبحسب ما ورد استمرت الجهود لأكثر من 20 عاما. وقُتل خلالها عدة شخصيات فلسطينية، على الرغم من تضارب الادعاءات حول عدد المتورطين بشكل مباشر في المجزرة. وقد تم تصوير العملية في فيلم “سيف جدعون” (Sword of Gideon) في عام 1986، وفيلم “ميونيخ” للمخرج ستيفن سبيلبرغ في عام 2005.

بالإضافة إلى عمليات الاغتيال المحتملة في الخارج، أفادت تقارير أن الموساد والشاباك أقاما مركز عمليات خاصة مكلف بتعقب وقتل أعضاء وحدة الكوماندوز التابعة لحماس التي قادت هجمات 7 أكتوبر.

بحسب موقع “واينت” الإخباري، سيتم تسمية الوحدة على اسم المنظمة السرية اليهودية التي تعود إلى حقبة الحرب العالمية الأولى “نيلي”، وهي اختصار لعبارة عبرية تعني “خلود إسرائيل ليس كذبة”.

وقد أعلنت إسرائيل بالفعل اغتيالها لقياديين كبار في غزة خلال القتال، إلا أن الزعيم المحلي للحركة يحيى السنوار ونوابه ما زالوا طلقاء.

اقرأ المزيد عن