رئيس الشاباك يتوجه إلى القاهرة وسط تقارير عن سعي إسرائيل لإنهاء حرب غزة بصفقة رهائن
غالانت يجتمع بمسؤولي الأمن لمناقشة قضية الرهائن قبل اجتماع مجلس الوزراء الأمني؛ المسؤولون يقولون إنه لا يمكن تحقيق تقدم يذكر حتى تنتهي الجولة الأخيرة من التصعيد مع إيران

قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار زار القاهرة يوم الأحد لمناقشة محاولة إحياء مفاوضات صفقة الرهائن بعد مقتل زعيم حماس يحيى السنوار في غزة الأسبوع الماضي.
وقتل السنوار، الذي كان ينظر إليه على أنه عقبة كبيرة أمام التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، يوم الأربعاء في اشتباك مع قوات الجيش الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة.
وقد أشعل مقتله الآمال في فرصة إحياء المفاوضات المتعثرة منذ فترة طويلة لإطلاق سراح 101 رهينة تحتجزهم حماس وإنهاء القتال بين إسرائيل والحركة الفلسطينية الذي حول قطاع غزة إلى أنقاض خلال العام الماضي.
وذكرت القناة 12 أن بار التقى برئيس المخابرات المصرية المعين حديثا حسن رشاد، بعد أن تم تعيين سلفه عباس كامل فجأة الأسبوع الماضي كمستشار خاص للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وورد أن آخر لقاء جمع بار مع كامل لمناقشة مفاوضات الرهائن المتعثرة كان في 14 أكتوبر، قبل مقتل السنوار. وبحسب التقارير في ذلك الوقت، لم يسفر الاجتماع عن أي اختراقات.
لكن أفادت القناة 12 أن إسرائيل أشارت هذه المرة للولايات المتحدة في الأيام الأخيرة إلى استعدادها لتقديم تنازلات في بعض المجالات التي لم تكن مطروحة للنقاش في السابق.
ولم يوضح التقرير ما يمكن أن تتضمنه تلك التنازلات.

وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل يوم الأحد إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبحث عن فرصة لإنهاء الحرب بصفقة رهائن، حيث حثه أقارب العديد من الرهائن على القيام بذلك.
وقال المسؤول إن إسرائيل تخطط لاستخدام جثة السنوار، التي تم نقلها إلى مكان سري داخل إسرائيل بعد تشريحها مساء الخميس، “كورقة مساومة أخرى” في المفاوضات.
وأضاف المسؤول: “سنستخدم مجموعة من الأدوات للضغط على حماس، سواء العسكرية أو الدبلوماسية”.
ورفض مكتب رئيس الوزراء تأكيد التقرير، وقال بدلا من ذلك إن إسرائيل “لن تنهي الحرب حتى نحقق كل أهدافنا”.
وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: “إننا نواصل الضغط على حماس عسكرياً. ويمكنك أن ترى آثار ذلك في جباليا. فنحن نواصل قتل أعضاء حماس. ونحن ندفع باتجاه الانهيار النفسي”.
وأضاف أنه بمجرد حدوث ذلك، قد تكون هناك إمكانية لإبرام صفقات أصغر منفصلة مع فصائل مختلفة من حماس.
وفي الوقت الذي يسعى فيه بار إلى إحياء المحادثات مع الوسيط مصر، التقى وزير الدفاع يوآف غالانت مع كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل مساء الأحد لمناقشة قضية الرهائن وفرص إطلاق سراحهم، قبل اجتماع مقرر لمجلس الوزراء الأمني.
وانضم إلى غالانت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ومدير عام وزارة الدفاع إيال زامير، ومفاوض الجيش الإسرائيلي في ملف الرهائن اللواء (احتياط) نيتسان ألون، ورئيس مديرية العمليات اللواء عوديد باسيوك، ورئيس مديرية الاستخبارات العسكرية اللواء شلومي بيندر، ورئيس مديرية الاستراتيجية والدائرة الثالثة في الجيش الإسرائيلي اللواء إليعازر توليدانو، بالإضافة إلى العديد من كبار المسؤولين الآخرين.
وكان من المقرر أن يتناول اجتماع مجلس الوزراء الأمني في المقام الأول رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته إيران في وقت سابق من هذا الشهر، والهجوم بطائرة مسيّرة على منزل نتنياهو الخاص في قيسارية يوم السبت، ومستجدات القتال في غزة ولبنان.
وقال مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن الوزراء سيناقشون أيضا فرص إحراز تقدم في صفقة الرهائن.
ولكن الرد المخطط له على الهجوم الصاروخي الإيراني قد يعقد في حد ذاته فرصة التوصل إلى صفقة رهائن. ونقلت إذاعة “كان” العامة عن مصدر سياسي لم تسمه أن الحكومة تعتقد أنه من غير المرجح تحقيق أي تقدم في مفاوضات الرهائن حتى انتهاء الجولة الأخيرة من التصعيد مع إيران.
وأكد مسؤولون أميركيون لم يكشف عن أسمائهم هذا التقييم، وقالوا لموقع “واينت” أنه حتى لو بدأت المفاوضات قبل أن تقوم إسرائيل بالرد على إيران، فمن غير المرجح أن توافق حماس على أي شيء حتى تتضح عواقب الضربة.
وفي حين سعى المسؤولون إلى استئناف المفاوضات، عقد أقارب الرهائن المحتجزين لدى حماس مؤتمرا صحفيا مساء الأحد حثوا فيه نتنياهو على إعطاء الأولوية للتوصل إلى اتفاق لتحرير أحبائهم.

وقالت شارون شرابي، التي اختطف شقيقاها إيلي ويوسي شرابي إلى غزة في السابع من أكتوبر وقُتل يوسي في الأسر فيما بعد، إن “فرصة حقيقية قد أتيحت لإعادة الرهائن”.
وأضافت “لقد قيل دائما إن السنوار يجعل الأمور صعبة ولا يريد التوصل إلى اتفاق. والآن بعد إزالة العقبة الرئيسية، هناك إمكانية كبيرة لتحقيق إرادة الجمهور الإسرائيلي والتصرف وفقا للبوصلة الأخلاقية التي كانت صامتة لمدة عام كامل”.
وقالت شرابي إن “النصر يتألف من أمرين رئيسيين: هزيمة حماس وإعادة الرهائن. لقد هُزمت جميع القيادات العليا في حماس. والآن هو الوقت المناسب لتوجيه فريق التفاوض إلى اتخاذ موقف حاسم في إعادة الرهائن”.
وقالت شيلي شيم طوف، التي اختطف ابنها عومر شيم طوف (21 عاما) من مهرجان نوفا الموسيقي، إن “الجيش الإسرائيلي حقق خلال الشهر والنصف الماضيين إنجازات استثنائية على كافة الجبهات”.
“سمعنا رئيس الوزراء يقول أنه يريد التوصل إلى اتفاق ولكن لا يوجد أحد يمكن التحدث معه – ولكن الآن حان الوقت لذلك”.
“العقبة الكبرى لم تعد هنا. لقد حان الوقت للقيام بما يجب القيام به وهو إعادة أحبائنا إلى ديارهم”، قالت شيم طوف، مشيرة إلى السنوار الذي قيل إنه شدد موقفه بشأن صفقة الرهائن المحتملة في الأسابيع التي سبقت وفاته.
وقال جلعاد كورنغولد، الذي يحتجز ابنه طال شوهام في غزة، في تصريحات وجهها إلى رئيس الوزراء إن “الجيش الإسرائيلي حقق إنجازات كبيرة في غزة، والآن تبقى المرحلة الأخيرة للوفاء بواجبكم الأخلاقي وإعادة جميع الرهائن”.
كما أعربت الولايات المتحدة عن تفاؤلها بأن وفاة السنوار قد تخلق فرصة جديدة للإفراج عن الرهائن والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. لكن التقارير الصادرة يوم الأحد أشارت إلى أن المسؤولين يشككون في الأمر.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لم يكشف عن اسمه لصحيفة “هآرتس” أنه لا توجد محادثات جارية حاليا للتوصل إلى اتفاق، وأن الرحلة المخطط لها من قبل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط في وقت لاحق من هذا الأسبوع كانت “محاولة يائسة للقيام يخطوة دبلوماسية ما” قبل رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني.
ويعتقد أن 97 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصاً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وتحتجز حماس أيضًا مدنيين إسرائيليين اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قتلا في عام 2014.
وقد تعثرت المحاولات المستمرة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس، مع تبادل إسرائيل والحركة الفلسطينية الاتهامات بعرقلة المفاوضات.