رئيس الشاباك حذر نتنياهو قبل 10 أسابيع من هجوم 7 أكتوبر من حرب قادمة – تقرير
في استمرار لمعركة الروايات بين القادة في المؤسستين السياسية والدفاعية، موقع "واينت" يقول إن رونين بار كان على الأرجح يلمح إلى لبنان أو إلى الضفة الغربية؛ مكتب رئيس الوزراء: لم يتم تنبيه نتنياهو بشأن حرب في غزة
حذر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في يوليو 2023 من أن اندلاع الحرب بات مؤكدا بالنسبة لإسرائيل إذا استمرت الحكومة في المضي قدما في تعديلاتها القضائية المثيرة للجدل، وفقا لتقرير يوم الجمعة، وسط استمرار لعبة توجيه اللوم بين المستويين الدفاعي والسياسي بشأن الظروف المحيطة بـ 7 أكتوبر.
وقال التقرير الذي نشره موقع “واينت” الإخباري أنه على الرغم من أن بار بدا متأكد من أن إسرائيل متجهة إلى حرب، إلا أنه كان يشير على الأرجح إلى حرب في الشمال مع حزب الله المدعوم من إيران، أو إلى تصعيد في الضفة الغربية يؤدي إلى انتفاضة ثالثة يمكن أن تتوسع في وقت لاحق، وليس حربا مع حماس.
بحسب الموقع الإخباري، في 23 يوليو، 2023 – قبل يوم من تمرير الحكومة لأول تشريع رئيسي في تعديلاتها القضائية المثيرة للجدل – قال بار لنتنياهو: “اليوم أنا أعطيك تحذيرا من حالة حرب. نحن لا نعرف اليوم والوقت الذي ستندلع فيه، لكن هذا هو المؤشر”.
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، وبموافقة نتنياهو، ورد أن بار أعطى نفس التحذير لزعيم المعارضة يائير لبيد، الذي اعتمد على المعلومات للتحذير من “مواجهة عنيفة متعددة الجبهات” في مؤتمر صحفي عقده في 20 سبتمبر.
ونفى مكتب رئيس الوزراء تقرير موقع واينت، وقال إن نتنياهو “لم يتلق تحذيرا بشأن الحرب في غزة – ليس في التاريخ المزعوم في التقرير ولا في أي لحظة قبل الساعة 6:29 من صباح السابع من أكتوبر”، عندما أطلقت حماس وابلا مكثفا من الصواريخ لتوفير غطاء لهجومها الذي ضم آلاف المسلحين.
في إشارة فقط إلى الحرب في غزة، لم ينف مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو تلقى تحذيرا عاما بشأن احتمال اندلاع حرب.
وجاء التقرير بعد أن ذكرت أخبار القناة 12 يوم الخميس أنه في أوائل أكتوبر – قبل ثلاثة أو أربعة أيام من السابع من أكتوبر – كان الشاباك قد قدر أن زعيم حماس، يحيى السنوار، غير معني “بالانخراط في جولة من القتال”.
واستشهد التقرير بوثيقتين سريتين للغاية للشاباك جاء فيهما أن التنازلات من جانب إسرائيل تجاه غزة “ستمكن من الحفاظ على النظام العام لفترة طويلة”.
وأكدت وكالة الأمن صحة الاقتباسات، لكنها قالت إن التقرير أغفل “تصريحا واضحا لرئيس الشاباك مفاده أنه ’يجب الحفاظ على حالة تأهب قصوى لجولة من القتال وسط حالة طوارئ على الجبهة [في غزة]”.
ونقل موقع “واينت” عن مسؤولين أمنيين يوم الجمعة شعورهم بالفزع من أن “عناصر في مكتب رئيس الوزراء” تقوم كما يُزعم بتسريب وثائق سرية بهدف إعفاء القيادة السياسية من المسؤولية على 7 أكتوبر وإلقاء اللوم بشكل حصري على المؤسسة الدفاعية.
وقال عضو الكنيست وزعيم حزب “يسرائيل بيتنو”، أفيغدور ليبرمان – الذي حذر عندما كان وزيرا للدفاع في عام 2016 من هجوم واسع لحماس واستقال من منصبه في النهاية بسبب ما قال إنها السياسات غير الصارمة المتعلقة بغزة – على منصة “اكس” يوم الجمعة إن “لعبة توجيه اللوم في زمن الحرب، بين رئيس الشاباك ورئيس الوزراء، هي تذكير بأن كل من هو متورط في فشل السابع من أكتوبر والمسؤول عنه يجب أن يرحل”.
وقالت عضو الكنيست نعمة لازيمي من حزب “العمل” إن تقرير واينت يظهر سبب عدم رغبة نتنياهو في تشكيل لجنة تحقيق رسمية في الفشل لتجنب الهجوم الصادم.
وفي ظل رفض نتنياهو، شكلت جماعات مناهضة للحكومة وناجون من أحداث السابع من أكتوبر لجنة تحقيق مدنية مستقلة.
متحدثا أمام اللجنة يوم الخميس، قال لبيد إن نتنياهو تلقى تحذيرا عدة مرات قبل السابع من أكتوبر وإن سياسات حكومته قوضت الردع الإسرائيلي.
وقال لبيد للجنة إنه عندما التقى ببار، حذره رئيس الشاباك من “التداعيات الدفاعية للإصلاح [القضائي] والانقسام الداخلي الذي يسببه”.
وقد التقى الاثنان في الليلة التي سبقت إقرار الكنيست لقانون ينزع “حجة المعقولية” الذي تستخدمه المحاكم لإبطال ما تعتبره تجاوزا تشريعيا. وكانت هذه الخطوة بمثابة وعد رئيسي في التعديلات القضائية المقترحة من قبل الحكومة للحد من استقلال المحاكم، والتي أدت إلى مظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة في الأشهر التي سبقت السابع من أكتوبر.
وقال لبيد يوم الجمعة إن تقرير موقع واينت “دقيق”.
وشهد هجوم السابع من أكتوبر اقتحام آلاف المسلحين بقيادة حماس لجنوب إسرائيل حيث قاموا بقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن، مما أشعل فتيل الحرب في غزة.