رئيس الشاباك: أحد القياديين الذين تم اغتيالهم في غزة كان يدير خلية صنع صواريخ في الضفة الغربية
رونين بار يكشف أيضا عن مقتل قيادي في الجهاد الإسلامي، الذي وقف وراء القتل المروع لعائلة حاطوئيل في عام 2004، في الغارة في غزة؛ نتنياهو يحذر الفصائل الفلسطينية من شن معركة متعددة الجبهات
قال رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار يوم الثلاثاء إن القوات الاسرائيلية أحبطت مؤخرا خلية تابعة لحركة “الجهاد الإسلامي” في الضفة الغربية كانت قد بدأت في تصنيع صواريخ لإطلاقها باتجاه إسرائيل بتوجيه من أحد القادة الكبار في المجموعة الذي اغتالته إسرائيل في سلسلة من الغارات الجوية في غزة.
جاء الكشف خلال مؤتمر صحفي عقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي وبار لإطلاع الإسرائيليين على قرار إطلاق عملية “الدرع والسهم” فجر الثلاثاء، وتحذير الفصائل الفلسطينية في غزة ضد محاولات تحويل التصعيد الأخير إلى معركة متعددة الجبهات.
وقُتل خليل البهتيني، الذي قاد الجهاد الإسلامي في شمال غزة؛ وجهاد غانم، وهو مسؤول كبير في المجلس العسكري للتنظيم؛ وطارق عز الدين، الذي أدار أنشطة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية من قاعدة في غزة، في غارات جوية إسرائيلية بالإضافة إلى عشرة مدنيين كانوا بالجوار منهم.
وقال بار إن عز الدين وجه 20 خلية استهدفت إسرائيل، تقع إحداها في مخيم جنين في شمال الضفة الغربية.
وأضاف: “في الأسابيع الأخيرة، بدأت [الخلية] في إنتاج صواريخ وقاذفات” لإطلاقها على إسرائيل، معتبرا ذلك “سابقة خطيرة”.
وقال رئيس الشاباك إن إسرائيل اعتقلت أعضاء الخلية وأنهم اعترفوا منذ ذلك الحين بالتهم ضدهم، مضيفا: “لا نعتزم السماح بأن تصبح العفولة … هدفا لنيران [الصواريخ]”، في إشارة إلى المدينة الواقعة شمال إسرائيل.
واصل بار الكشف عن خلية إضافية في رام الله كانت تخطط لإطلاق طائرات مسيرة هجومية على إسرائيل ولكن تم إحباطها من قبل قوات الأمن.
وأكد أن حركة الجهاد الإسلامي “ممولة بالكامل من إيران”، مضيفا إن “الأيدي فلسطينية، لكن الصوت صوت إيران… لن ندع إيران تعمل عبر وكلاء”، وقال إن إسرائيل ستتصدى لكل جهودها.
كشف نتنياهو وغالانت وبار أن غانم كان أحد منظمي هجوم وقع قبل 19 عاما وقُتل فيه خمسة أفراد من عائلة واحدة. قُتلت طالي حاطوئيل، التي كانت حاملا في شهرها الثامن في ذلك الوقت، مع بناتها الأربع، اللاتي تراوحت أعمارهن بين عامين و 11 عاما.
وقال بار إن مقتل غانم يوفر “خاتمة” – وهو أمر أساسي لدى الأجهزة الأمنية و”أمر حاسم للردع الإسرائيلي ويوفر بعض العزاء لعائلات الضحايا”.
وحذر من أن “الأسرة تتذكر والشاباك لا ينسى. سنصل إليهم جميعا، أينما كانوا”.
في تصريحات افتتحت المؤتمر الصحفي مساء الثلاثاء، أشاد نتنياهو بالعملية الإسرائيلية الليلية في غزة، قائلا إن أعضاء الجهاد الإسلامي الثلاثة البارزين الذين قُتلوا كانوا مسؤولين عن إطلاق صواريخ من القطاع وتوجيه هجمات في الضفة الغربية.
وفي إشارة إلى مقتل مدنيين غير مقاتلين، أصر نتنياهو على أن إسرائيل تفعل كل شيء لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين، بينما يستهدفهم الناشطون الفلسطينيون.
كما حذر رئيس الوزراء الجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة من أن “أي تصعيد من جانبكم سيقابل برد ساحق من جانبنا”.
وقال نتنياهو إن إسرائيل في خضم ما يمكن أن تكون حملة مطولة وأنه عندما تقرر ذلك قبل أسبوع، بعد أن أطلق الجهاد الإسلامي أكثر من 100 صاروخ على إسرائيل، قال للجيش الإسرائيلي أن يستعد لأي سيناريو، بما في ذلك احتمال نشوب صراع “على أكثر من جبهة”.
وقال نتنياهو مخاطبا أعداء إسرائيل مباشرة إن “أي تصعيد من جانبكم سيقابل برد ساحق من جانبنا”.
وأضاف رئيس الوزراء: “وأريد أن أقول شيئا آخر: نحن جميعا نقف في هذه المعركة معا – كأخوة”، في محاولة على ما يبدو لتبديد المخاوف من الانقسام بين الإسرائيليين وسط الخلاف المستمر حول خطة حكومته المثيرة للجدل لإصلاح القضاء.
متحدثا بعد نتنياهو، وضح وزير الدفاع غالانت إن “الحملة [العسكرية] لم تنته”.
وأضاف أن “المؤسسة الأمنية مستعدة لأي سيناريو”.
وأكد أن عملية “الدرع والسهم” قد تم البت فيها في أعقاب تصعيد الثلاثاء الماضي، عندما “أطلق الجهاد الإسلامي النار بشكل عشوائي على المواطنين الإسرائيليين” فيما وصفه بأنه تحد مباشر لحق إسرائيل في أراضيها.
وقال غالانت إن “كل أهداف” العملية قد تحققت – “اغتيلت قيادة الجهاد الإسلامي في غزة”.
لكنه اضاف ان اسرائيل ستواصل على الارجح “اطلاق صواريخ في مناطق قريبة وبعيدة بقوة كبيرة”.
وحذر من أن الجيش الإسرائيلي إلى جانب عملياته في غزة قادر على “تكرار وتفعيل” العمليات “في مناطق أخرى وضد التهديدات الأخرى”.
في المؤتمر الصحفي نفسه، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي إنه لو كان من الممكن القضاء على قادة الجهاد الإسلامي الثلاثة دون وقوع إصابات بين غير المقاتلين، لكان الجيش الإسرائيلي قد فعل ذلك. وقال إن “الإرهاب يختبئ في مناطق مأهولة” ويسعى إلى إلحاق الأذى بالمدنيين الإسرائيليين، في حين أن إسرائيل “تبذل قصارى جهدها” لتجنب إيذاء غير المقاتلين في غزة.
لم ينجح الجهاد الإسلامي بالرد على الهجوم الإسرائيلي حتى ليل الثلاثاء، وينبع ذلك على الأرجح من أن إسرائيل فاجأت الحركة، ولكن من المرجح أن تشهد الساعات القادمة رشقات صاروخية مكثفة تجاه المدن الإسرائيلية.
يعتقد محللون عسكريون إسرائيليون أن الحركة تسعى لبدء أي رد انتقامي بنوع من الهجوم الدراماتيكي، لتعويض الضربة التي خلفتها خسارة القياديين الثلاثة في غارات الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء في غزة، والتي تم فيها استهداف الثلاثة في غضون 20 ثانية.
ستظل القيود المفروضة على التنقل في المناطق الواقعة على بُعد 40 كيلومترا من غزة والتي أصدرتها قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي سارية حتى الساعة 6 مساء يوم الاربعاء.
وصدرت أوامر لسكان المناطق القريبة من غزة في وقت سابق يوم الثلاثاء بالبقاء في الملاجئ أو بالقرب منها. صدرت تعليمات للسلطات المحلية بفتح الملاجئ عامة، وتم حظر الوصول إلى بعض الطرق القريبة من الجيب الفلسطيني بسبب مخاوف من نيران الصواريخ المضادة للدبابات أو هجمات القناصة.
تم إلغاء التعليم لليوم الثاني على التوالي يوم الأربعاء في مناطق قريبة من غزة حتى المجلس الإقليمي لخيش وبئر السبع. كما سيستمر حظر التجمعات في الهواء الطلق إلى جانب إلغاء حركة القطارات بين أشكلون ونتيفوت. وستظل المعابر بين إسرائيل وغزة مغلقة الأربعاء أيضا.
قوبلت الضربات السابقة على قادة الجهاد الإسلامي بوابل من الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين ومعارك عنيفة مع القوات الإسرائيلية، بعضها استمر لعدة أيام.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان