إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث

رئيس الاستخبارات العسكرية المنتهية ولايته يقول أنه فشل في في التحذير من السابع من أكتوبر ويطالب بفتح تحقيق حكومي

رئيس الاستخبارات العسكرية الجديد، اللواء شلومي بيندر، يدعو إلى تركيز الجهود على المهمة "العاجلة" المتمثلة في إعادة الرهائن

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الدفاع الإسرائيلي المنتهية ولايته، اللواء أهارون حاليفا (على يمين الصورة)، والقائد الجديد للشعبة، اللواء شلومي بيندر (يسار الصورة)، ورئيس الأركان اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي (وسط الصورة) يحضرون مراسم تسليم واستلام المنصب في قاعدة غليلوت بالقرب من هرتسليا، 21 أغسطس، 2024. (Tomer Neuberg/Flash90)
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الدفاع الإسرائيلي المنتهية ولايته، اللواء أهارون حاليفا (على يمين الصورة)، والقائد الجديد للشعبة، اللواء شلومي بيندر (يسار الصورة)، ورئيس الأركان اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي (وسط الصورة) يحضرون مراسم تسليم واستلام المنصب في قاعدة غليلوت بالقرب من هرتسليا، 21 أغسطس، 2024. (Tomer Neuberg/Flash90)

قال الميجر جنرال أهارون حاليفا، ، في آخر خطاب له كرئيس لشعبة الاستخبارات العسكرية، يوم الأربعاء إنه كان مسؤولا عن عدم تقديم تحذير قبل هجوم حماس في السابع من أكتوبر.

في خطاب استقالته، ألمح حاليفا إلى أنه يتوقع من ضباط آخرين أن يتحملوا أيضا المسؤولية عن إخفاقاتهم، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق حكومية في الإخفاقات التي أدت إلى الحرب.

وقال خلال حفل تسليم واستلام المنصب في قاعدة غليلوت بالقرب من مدينة هرتسليا في وسط البلاد، والتي تضم بعض وحدات الشعبة: “في ذلك السبت لم ننفذ المهمة الأكثر أهمية التي كُلِّفنا بها، وهي تقديم تحذير بشأن الحرب”.

وقال حاليفا: “إن المسؤولية عن إخفاقات شعبة الاستخبارات العسكرية تقع على عاتقي”.

في أبريل، أعلن حاليفا أنه سيستقيل من الجيش الإسرائيلي بسبب تورطه في الإخفاقات التي أدت إلى الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر. ويحل محله الميجر جنرال شلومي بيندر، القائد السابق لقسم العمليات في الجيش الإسرائيلي.

وقال “إن المسؤولية وإرساء مثال يحتذى به هي من القيم الأساسية في جيش الدفاع وفي القيادة بشكل عام. إن تحمل المسؤولية ليس بالقول، بل يجب أن يكون بالأفعال. إن قراري بإنهاء دوري والاستقالة من جيش الدفاع هو القاعدة التي نشأت عليها… وهذا ما هو متوقع من أولئك الذين يسيرون إلى الأمام وأولئك الذين يهاجمون في الجبهة”.

كما دعا حاليفا إلى إنشاء لجنة تحقيق رسمية في “جميع الجوانب التي أدت إلى الحرب، حتى لا يتكرر ما حدث لنا مرة أخرى”.

قائد مديرية المخابرات العسكرية الإسرائيلية، اللواء أهارون حاليفا، يجري تقييما عملياتيا في قطاع غزة، 15 ديسمبر، 2023. (IDF)

ولقد قوبلت الدعوات المتكررة لإجراء مراجعة مستقلة لما حدث في السابع من أكتوبر بالرفض من جانب زعماء الحكومة، الذين يشخون على ما يبدو من تعرضهم للانتقاد، ويصرون على أن التحقيقات يجب أن تنتظر إلى ما بعد نهاية الحرب ضد حماس.

وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجديد، بيندر، خلال المراسم، إن إسرائيل يجب أن تكرس جهودها الاستخباراتية لإعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة، في حين تستعد للتصعيد مع حزب الله في لبنان.

وقال “نحن في خضم حرب عادلة، حرب صعبة وطويلة، قد تتوسع، وسنواصل الجهود لتحقيق أهدافها. يجب أن نكرس جهودنا لإعادة 109 رهائن في قطاع غزة. إنها مهمة وطنية وأخلاقية وفي غاية الأهمية وملحة”.

وتابع بيندر قائلا “علينا أن نستمر في زيادة جاهزيتنا للحملة [العسكرية] المتوسعة في الشمال، وبناء [صورة] استخباراتية جيدة للدفاع والهجوم، وللساحات الأبعد، كما أثبتت هذه الشعبة مؤخرا”.

إلى جانب القتال والاستعداد للتصعيد، قال بيندر إن شعبة الاستخبارات ستحتاج أيضا إلى التحقيق في نفسها وتصحيح أخطائها والتعلم منها.

وقال: “حيث فشلنا، سنحتاج إلى التحقيق والتحسين؛ حيث ارتكبنا أخطاء سنتعلم ونتغير؛ حيث تم فتح الشقوق، مهما كانت كبيرة، سنصر على إصلاحها والتوبة”.

وأضاف: “ليس للشعب الإسرائيلي بلد آخر، ولا يوجد لدولة إسرائيل جيش دفاع آخر، ولا يوجد لجيش الدفاع شعبة استخبارات أخرى”.

وقد اعتُبر تعيين بيندر في هذا المنصب مثيرا للجدل، حيث شغل سابقا منصب رئيس قسم العمليات التابع لشعبة العمليات – وربما يكون له دور في الإخفاقات المتعلقة بهجوم السابع من أكتوبر.

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجديد، الميجر جنرال شلومي بيندر، يتحدث في مراسم تسليم واستلام المنصب في قاعدة غليلوت بالقرب من هرتسليا، 21 أغسطس، 2024. (Tomer Neuberg/Flash90)

إن حاليفا هو أول ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي يقدم استقالته في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر. (وكان أحد كبار جنرالات الاستخبارات الذين كانوا يخططون للتنحي بسبب الهجوم قد استقال من منصبه بعد تشخيص إصابته بالسرطان).

في يونيو، أعلن البريغادير جنرال آفي روزنفيلد، قائد فرقة غزة، استقالته من منصبه بسبب هجوم السابع من أكتوبر. ومن المقرر أن يحل محله في الأسابيع القريبة البريغادير جنرال باراك حيرام، القائد السابق للفرقة 99.

وقال مسؤولو دفاع كبار آخرون إنهم يتحملون المسؤولية عن الهجوم الدامي الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر، من ضمنهم رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي. ولم يعلن أي منهم عن نيته الاستقالة حتى الآن، رغم أنه من المتوقع أن يفعل الكثيرون ذلك بمجرد استقرار الوضع الأمني.

ولكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومعظم أعضاء حكومته رفضوا مرارا تحمل المسؤولية عن دورهم في سلسلة الإخفاقات الاستراتيجية والعملياتية التي أدت إلى هجوم حماس، ويصرون على ألا يتم التعامل مع مسألة مسؤوليتهم إلا بعد الحرب.

اندفع نحو 3000 مسلح بقيادة حماس من قطاع غزة إلى جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، وقاموا بهجوم لم يسبق له مثيل من حيث شدته واتساعه. وواجه الجيش الإسرائيلي صعوبة في الرد، حيث اجتاح المسلحون القواعد الأقرب إلى الحدود وبدا أن سلسلة القيادة قد انهارت وسط الفوضى.

وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، واختطاف 251 آخرين وتدمير أجزاء كبيرة من المنطقة.

اقرأ المزيد عن