رئيس الأركان يعين جنرالا للتحقيق في “الإخفاقات المنهجية” في هجوم إطلاق النار الدامي على الحدود المصرية
الميجر جنرال نيمرود ألوني سينظر في "الدفاع عن الحدود السلمية" من الناحية النظرية والعملية بعد تسلل شرطي مصري عبر بوابة حدودية كانت بالكاد مغلقة بواسطة أربطة بلاستيكية
عين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يوم الأحد جنرالا لقيادة التحقيق في الظروف المحيطة بمقتل ثلاثة جنود بنيران شرطي مصري في هجوم وقع على الحدود في اليوم السابق.
وسيترأس الميجر جنرال نيمرود ألوني، الذي من المقرر أن يدخل منصبه كقائد لفيلق العمق والكليات العسكرية في الأشهر المقبلة، الفريق الذي سيحقق في الاخفاقات “المنهجية” التي ساهمت في الهجوم الدامي، حسبما قال الجيش الإسرائيلي.
وأضاف الجيش أن فريق ألوني “سيبحث في التصور العملياتي والمنهجي للدفاع عن الحدود السلمية”.
في غضون ذلك، سيحقق قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال إليعزر توليدانو، وقائد الشعبة 80، البريغادير جنرال إيتسك كوهين، في سلوك القوات خلال الهجوم.
ومن المقرر أن يقدم توليدانو وكوهين نتائج تحقيقهما لهليفي في غضون أسبوع، بحسب الجيش.
الجنود الثلاثة الذين قُتلوا بنيران شرطي مصري تسلل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية في ظروف غامضة هم الرقيب أول يتسحاق إيلوز، والرقيب أول أوهاد دهان، والرقيب ليا بن نون، جميعهم جنود مقاتلون في كتيبتي“برديلاس” و”كركل” المكلفتين بحراسة الحدود، وأقيمت جنازتهم في بلداتهم يوم الأحد.
بحسب التحقيق الأولي للجيش الإسرائيلي، تسلل الشرطي المصري عبر الحدود من خلال بوابة طوارئ فجر السبت.
البوابة الصغيرة – التي كانت مغلقة بأربطة بلاستيكية فقط – تُستخدم من قبل الجيش الإسرائيلي لعبور الحدود عند الضرورة، بالتنسيق مع الجيش المصري. وزعم الجيش المصري أن الشرطي عبر الحدود لملاحقة مشتبه بهم في حادثة تهريب مخدرات.
سار المسلح نحو خمسة كيلومترات من موقع حراسته في مصر وصعد منحدرا للوصول إلى بوابة الطوارئ، مما يشير إلى معرفته بالمنطقة والحاجز الأمني، وقام بقطع الأربطة البلاستيكية بواسطة بسكين قتالية، وفتح المدخل الصغير لإسرائيل، وسار حوالي 150 مترا إلى نقطة الحراسة حيث تواجد إيلوز وبن نون.
בלי תלתלית, פרוץ, וקשור באזיקונים: כך נראה פתח החירום שדרכו חדר המחבל לשטח ישראל pic.twitter.com/F2FJNeQWXC
— רועי שרון Roy Sharon (@roysharon11) June 4, 2023
كان بن نون وإيلوز قد بدآ نوبة حراسة تستمر لمدة 12 ساعة في الساعة التاسعة من مساء الجمعة في موقع عسكري بالقرب من الحدود مع مصر. حوالي الساعة 2:30 فجرا أحبطت القوات محاولة لتهريب مخدرات عبر الحدود، على بعد نحو 3 كيلومترات شمال موقع بن نون وإيلوز، وضبطت بضائع مهربة تقدر قيمتها بنحو 1.5 مليون شيكل (400 ألف دولار).
في الساعة الثالثة فجرا، تم اختتام واقعة التهريب – على بعد نحو 3 كيلومترات من موقع الهجوم. في الساعة 4:15 فجرا، اتصلت القوات باللاسلكي بمركز الحراسة حيث تواجد بن نون وإيلوز، اللذين ردا بأن كل شيء على ما يرام.
هناك محاولات متكررة لتهريب المخدرات من مصر إلى إسرائيل. يعمل المهربون المصريون عموما عن طريق إلقاء الممنوعات عبر الحدود على بدو إسرائيليين، الذين يبيعون المخدرات بعد ذلك في إسرائيل. يتاجر المهربون في الغالب في الماريجوانا من بيوت محمية في شبه جزيرة سيناء، ولكن في بعض الأحيان يتم تهريب مخدرات أقوى مثل الهيروين أيضا.
يُعتقد أن الشرطي المصري تسلل إلى موقع الحراسة وفتح النار ما بين الساعة السادسة والسابعة صباحا، مما أدى إلى مقتل بن نون وإيلوز. بعد أن لم يرد الجنديان على الاتصالات باللاسلكي صباح السبت، وقبل وقت قصير من انتهاء نوبتهما في الساعة التاسعة صباحا، توجه ضابط إلى المكان واكتشف جثتيهما بالقرب من الموقع.
بحسب تحقيق الجيش الإسرائيلي، لم يطلق الجنديان النار من سلاحيهما، مما يشير إلى أن منفذ الهجوم فاجأهما تماما. ويحقق الجيش في احتمال أن يكونا قد غطا في النوم أو لم ينتبها إلى الحدود.
جنود تحدثوا لـ”تايمز أوف إسرائيل” انتقدوا الصعوبة في إجراء مناوبات حراسة تستمر لـ 12 ساعة على حدود تُعتبر سلمية. وقال أحد الجنود، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه لأنه ليس مخولا بالتحدث لوسائل إعلام، “الاعتقاد بوجود تهديد محتمل صعب للغاية في بعض المناطق. من الصعب التعامل مع الأمر على محمل الجد”.
كما يحقق الجيش أيضا في سبب عدم وجود تنبيه بعد تسلل الشرطي المصري إلى إسرائيل، ويفحص الترتيبات الأمنية المحيطة بالبوابات الصغيرة المختلفة في السياج.
بعد أن اكتشف الضابط جثتي بن نون وإيلوز حوالي الساعة التاسعة صباحا، أعلن مسؤلون عسكريون عن وقوع اعتداء في المنطقة وبدأوا عمليات تفتيش.
بعيد الساعة 11 صباحا، تعرفت طائرة مسيرة عسكرية على منفذ الهجوم على بعد حوالي 1.5 كيلومتر من الحدود.
أطلق منفذ الهجوم النار على مجموعة من الجنود اقتربت من المنطقة – على بعد نحو 200 متر – مما أسفر عن مقتل دهان. بعد بضع دقائق، حاصرت مجموعة أخرى من الجنود الشرطي المصري وقتلته. وأصيب ضابط صف بجروح طفيفة في الاشتباك الثاني الذي وقع قبل الظهر.
وتبين أن المصري كان يحمل سكاكين قتالية – استخدمها لخرق الحاجز – وطعام، ونسخة من القرآن، وستة مخازن ذخيرة لبندقيته الهجومية، مما يشير إلى أنه خطط لهجوم أكبر.
يجري الجيشان الإسرائيلي والمصري تحقيقا مشتركا في دوافع منفذ الهجوم.
ولقد قام ضابط مصري كبير بزيارة موقع الهجوم بعد ظهر الأحد وتحدث مع توليدانو وكوهين، حسبما أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان”.
سعت مصر إلى النأي بنفسها عن الشرطي، حيث قال مسؤولون مصريون إنهم لم يكونوا على دراية بنواياه، حسبما أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، نقلا عن مصدر إسرائيلي.
ولقد شدد كبار القادة السياسيين والعسكريين مرارا وتكرارا على أن إطلاق النار لا يعكس العلاقات بين البلدين، والتي أصبحت قريبة بشكل متزايد في المسائل الأمنية منذ معاهدة السلام التي وقّعها الجانبان عام 1979 وأنهت رسميا عقودا من العداء المسلح بينهما.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الجيش المصري يتعاون بشكل كامل مع التحقيق.
تشهد الحدود الإسرائيلية-المصرية هدوءا إلى حد كبير منذ أن وقّع البلدان على معاهد سلام في عام 1979، وهو أول اتفاق سلام لإسرائيل مع دولة عربية. في العقد الأخير، بنت إسرائيل جدارا كبيرا على طول الحدود، يهدف إلى حد كبير لإبعاد المهاجرين الأفارقة وجهاديين إسلاميين ينشطون في سيناء المصرية.
نفذ المسلحون المتمركزون في سيناء عدة هجمات ضد إسرائيل في 2011 و 2012. في هجوم متعدد المراحل في أغسطس 2011، قُتل ستة مدنيين إسرائيليين وجندي إسرائيلي وعنصر في شرطة مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى خمسة جنود مصريين.