رئيس الأركان يحذر: على الإسرائيليين الاستعداد لـ”حملة طويلة” ضد إيران
إيال زمير يقول إنه كان لإيران 2500 صاروخ في بداية الحملة، وكان من المقرر أن تصل إلى 8000 في غضون عامين؛ مصادر عسكرية تشير إلى أن إسرائيل لا تعاني من نقص في الصواريخ الاعتراضية

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال إيال زمير، يوم الجمعة، إن على الإسرائيليين الاستعداد لـ”حملة طويلة” ضد إيران من أجل ”القضاء على تهديد بهذا الحجم“، مشيرا إلى أن إنهاء الحملة بسرعة أمر غير مرجح.
وقال زمير في بيان مصور إن إيران ”عملت لسنوات على وضع خطة واضحة لتدمير دولة إسرائيل“، وإنه في الأشهر الأخيرة ”وصلت الخطة إلى نقطة اللاعودة، حيث أصبحت القدرات جاهزة للتنفيذ“.
وأضاف أن إسرائيل شنت هجومها الأولي على إيران وهي تعلم أن ”إيران تمتلك حوالي 2500 صاروخ أرض-أرض، بمعدل إنتاج مرتفع، بحيث كان من المتوقع أن تمتلك حوالي 8 آلاف صاروخ في غضون عامين تقريبا“.
وقال الجنرال إن جهود إيران في مجال الصواريخ الباليستية وتقدمها النووي ووكلائها في المنطقة ”أجبرتنا على ضربها وتوجيه ضربة استباقية“.
“لن يقف جيش الدفاع مكتوف الأيدي متفرجا بينما تتطور التهديدات”.
وأردف قائلا: “كجزء من عقيدة ناشئة، سنتصرف بشكل استباقي ومسبق لمنع أي تهديد وجودي ومواجهة أي تحد”.

أطلقت إسرائيل العملية ضد إيران بعد حوالي 20 شهرا من قيام الدولة اليهودية بتقويض وكلاء الجمهورية الإسلامية في غزة ولبنان واليمن بشكل كبير، في سلسلة من الصراعات التي بدأت بهجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.
وفقا لزمير، فإن الجيش الإسرائيلي ”استعد لهذه العملية لسنوات“ وأطلقها ”بفضل تلاقي الظروف العملياتية والاستراتيجية“.
وقال: ”لو تأخرنا، لكان هناك خطر فقدان هذه الظروف والدخول في الحملة في المستقبل من موقع ضعيف بشكل واضح“، مضيفا ”لقد أدركنا أن التاريخ لن يغفر لنا إذا لم نتحرك الآن للدفاع عن وجود الشعب اليهودي في دولة إسرائيل“.
وقال زمير إن الضربات ”المفاجئة“ التي شنها الجيش الإسرائيلي على إيران ”حققت نتائج استثنائية“.
وأضاف: ”قضينا على القيادة العليا للعدو، وألحقنا أضرارا جسيمة بمكونات البرنامج النووي، وفتحنا ممرا جويا إلى طهران، وحددنا ودمرنا حوالي نصف منصات إطلاق الصواريخ، بعضها قبل دقائق من الإطلاق، وفاجأنا العدو على الرغم من حالة الاستنفار القصوى التي كان عليها“.

وتابع قائلا: ”أيها المواطنون الإسرائيليون الأعزاء، إلى جانب العمليات الهجومية، يستمر الدفاع عن الجبهة الداخلية. هذا تحد مختلف عما عرفناه حتى الآن. فالعدو، في ضعفه، يستهدف المدنيين عمدا، كما شهدنا مرة أخرى في القصف الأخير. أعداؤنا لا يفهمون أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية هي مصدر قوة جيش الدفاع، وليست مصدر ضعفه“.
”نحن نستعد لمجموعة من التطورات المحتملة. لقد شرعنا في الحملة الأكثر تعقيدا في تاريخنا. أطلقنا هذه الحملة من أجل القضاء على تهديد بهذا الحجم، ضد عدو كهذا، الأمر الذي يتطلب الاستعداد لحملة طويلة“.
وأضاف: ”جيش الدفاع مستعد لذلك. مع مرور كل يوم، تتسع حرية تحركنا، بينما تضيق حرية تحرك العدو. الحملة لم تنته بعد. على الرغم من أننا حققنا نتائج مهمة، إلا أن أياما صعبة لا تزال تنتظرنا، ويجب أن نظل يقظين ومتحدين حتى تكتمل المهمة“.
”أنا واثق من أننا سننهي هذه الحملة معا بانتصار إسرائيل“.

جاء تحذيره من الاستعداد لحملة طويلة في الوقت الذي أفادت فيه القناة 12 أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أدركت أن الحملة العسكرية ضد إيران، التي بدأت يوم الجمعة الماضي، ستستغرق وقتا أطول مما كان متوقعا قبل أيام قليلة.
وقال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي لصحفيين يوم الثلاثاء إن أهداف الحملة ستتحقق في غضون أسبوع أو أسبوعين. ومن المرجح أن يكون هذا التغيير مرتبطا بتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيستغرق ما يصل إلى أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن انضمام الولايات المتحدة إلى الحملة.
وتقول إسرائيل إن هجومها الشامل على كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين ومواقع تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ضروري لمنع الجمهورية الإسلامية من تحقيق خطتها المعلنة لتدمير الدولة اليهودية.
أطلقت إيران أكثر من 470 صاروخا باليستيا وحوالي 1000 طائرة مسيرة على إسرائيل منذ أن بدأ الجيش الإسرائيلي عملياته ضد الجمهورية الإسلامية يوم الجمعة الماضي. حتى الآن، أسفرت الهجمات الصاروخية الإيرانية عن مقتل 24 شخصا وإصابة الآلاف في إسرائيل، وفقا لمسؤولي الصحة والمستشفيات.
وتسببت بعض الصواريخ في أضرار جسيمة لشقق سكنية وبنية تحتية مدنية أخرى، بما في ذلك جامعة ومستشفى ومصفاة نفط.
الجيش الإسرائيلي يؤكد أن مخزونه من الصواريخ الاعتراضية لا يعاني من نقص
في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لصراع أطول، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أنه ”مستعد وجاهز للتعامل مع أي سيناريو“، في ما يبدو أنه نفي لتقارير إعلامية أمريكية أفادت بأن إسرائيل ستضطر إلى البدء في ترشيد استخدام صواريخها الاعتراضية.
وقد رفض الجيش رسميا التعليق على مسائل تتعلق بذخائر محددة.
وقال مسؤولون عسكريون لـ”تايمز أوف إسرائيل“ أن العملية في إيران استغرقت شهورا من التخطيط، وأن الاستعدادات أخذت في الاعتبار مخزون إيران من الصواريخ الباليستية والمسيّرات التي يمكن أن تطلقها على إسرائيل.
وهذا يعني أن الجيش الإسرائيلي كان قد استعد مسبقا لحوالي 2500 صاروخ أرض-أرض قال زمير إن إيران تمتلكها في بداية الأعمال العدائية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي ي يستخدم عددا أقل من الصواريخ الاعتراضية مما كان متوقعا في هذه المرحلة من العملية. ولقد قدّر الجيش الإسرائيلي أن إيران ستطلق عدة مئات من الصواريخ الباليستية على إسرائيل في ردها الأولي. لكنها في الواقع أطلقت 100 صاروخ فقط.
وقال مسؤولون عسكريون إن الصواريخ الباليستية الـ 470 التي أطلقتها إيران على إسرائيل في الأسبوع الماضي كانت أيضا أقل من ”السيناريو المرجعي“ للجيش الإسرائيلي للعملية.
ووفقا للجيش، تم اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على إسرائيل في الأيام الأخيرة، بمعدلات مماثلة لمعدلات اعتراض الصواريخ الإيرانية في أول هجومين لها على إسرائيل، في أبريل وأكتوبر من العام الماضي.
وقال مسؤولون عسكريون إن 5-10 في المائة من الصواريخ ”تتسرب“ وتضرب إسرائيل. وهذا يشمل الصواريخ التي يقول الجيش الإسرائيلي إنه لا يحاول إسقاطها ”وفقا للبروتوكول“، مما يسمح لها بضرب مناطق مفتوحة دون إلحاق أضرار بأي بنية تحتية حيوية، بالإضافة إلى الصواريخ التي فشل في اعتراضها والتي ضربت مناطق حضرية وتسببت في سقوط ضحايا وأضرار.
وقد أكد الجيش بشكل روتيني أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، على الرغم من جودتها، ليست محكمة.

نتنياهو: العملية ضد إيران ستنقذ الإسرائيليين والإيرانيين على حد سواء
وافقا أمام معهد وايزمان للعلوم في رحوفوت، قال نتنياهو في بيان أدلى به باللغة الإنجليزية يوم الجمعة إن المؤسسة ذات الشهرة العالمية ”دُمرت بصاروخ من هذا النظام الشرير“.
في صباح يوم الأحد، دمر صاروخ باليستي إيراني مبنيين في معهد وايزمان – مبنى للعلوم الحياتية ومبنى خال كان لا يزال قيد الإنشاء. ولحقت أضرار بعشرات المباني الأخرى.

وقال رئيس الوزراء إن إيران تعمل ”لتدمير تقدم البشرية. هذا هو هدف هذا النظام“.
وأضاف: ”إنهم يقهرون شعبهم. لقد داسوا عليهم لأكثر من 50 عاما – الشعب الإيراني الذي طالما عانى ونحن نحتضنه. نحن نتفهم ما يمرون به، ونتفهم ما تمر به المنطقة وما يمر به العالم“.
وجادل نتنياهو بأن إسرائيل تعمل ضد إيران لإنقاذ نفسها من الفناء، ”ولكننا بذلك ننقذ الكثيرين غيرها“.
وقال رئيس الوزراء إنه حذر وزير الدفاع الأمريكي آنذاك دونالد رامسفيلد قبل غزو العراق عام 2003، قائلا ”ستنتهون من هذا بسرعة كبيرة. لكن هدفكم الأساسي هو النظام الإيراني. والنظام الإيراني يحاول تطوير سلاح نووي، حتى في ذلك الوقت“.
جاء هذا التعليق في الوقت الذي سخرت فيه بعض وسائل الإعلام الأمريكية من نتنياهو هذا الأسبوع ببث شهادته أمام الكونغرس عام 2002، عندما حث رئيس الوزراء، الذي كان حينها مواطنا عاديا، الولايات المتحدة على غزو العراق، مؤكدا أن ذلك سيؤدي إلى استقرار المنطقة.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في هذا التقرير.