إسرائيل في حالة حرب - اليوم 371

بحث

رئيس الأركان الإسرائيلي يتوعد بتكثيف الضربات على حزب الله حتى “يفهم”

هليفي ووزير الدفاع غالانت يقولان إن الجيش سيفعل ما هو ضروري لإعادة سكان الشمال النازحين إلى منازلهم؛ تقرير يقول إن المنظمة قد تضرب عمقا أكبر في إسرائيل

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يتحدث في قاعدة تل هانوف التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في وسط إسرائيل، 22 سبتمبر، 2024. (Screenshot: IDF Spokesperson, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يتحدث في قاعدة تل هانوف التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في وسط إسرائيل، 22 سبتمبر، 2024. (Screenshot: IDF Spokesperson, used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

وعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يوم الأحد بمواصلة قصف حزب الله حتى يفهم أنه لا يمكنه منع عشرات الآلاف من الإسرائيليين، الذين نزحوا منذ ما يقرب من عام، من العودة إلى منازلهم في الشمال، في حين قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن الأسبوع الماضي كان الأسوأ الذي مرت به المنظمة اللبنانية على الإطلاق.

في بيان مصور تم تسجيله في قاعدة “تل هانوف” التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في وسط إسرائيل، واقفا أمام طائرة مقاتلة من طراز F-15، تعهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي بأن إسرائيل ستشهد عودة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، وأشاد بالغارة الإسرائيلية في بيروت يوم الجمعة التي أسفرت عن مقتل القائد الأعلى لحزب الله إبراهيم عقيل وقياديين آخرين.

وقال هليفي إن اغتيال عقيل “سيهز” حزب الله، مشيرا إلى أن القيادي وقادته “خططوا منذ سنوات لاحتلال الجليل؛ إنهم مسؤولون عن قتل العديد من الإسرائيليين، بما في ذلك جنود، على مر السنين”.

مرددا تصريحات أدلى بها رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ في وقت سابق من اليوم، قال هليفي إن قادة المنظمة كانوا “يخططون لكيفية تنفيذ الهجوم التالي – قد يكون هذا هو ما كانوا يتعاملون معه في ذلك الاجتماع بعد ظهر الجمعة – كيفية التسلل إلى دولة إسرائيل وقتل مدنيين واختطاف جنود إسرائيليين”.

وقال هليفي إن الضربة بعثت “رسالة واضحة” لحزب الله بأن إسرائيل تمتلك القدرات لـ”الوصول إلى كل من يهدد مواطني دولة إسرائيل”.

وأضاف “لقد ارتفع الثمن الذي يدفعه حزب الله، وهجماتنا ستزداد”، مشيرا إلى أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية استهدفت مئات المواقع في لبنان في الأيام القليلة الماضية.

وتعهد قائلا “سوف نعيد السكان إلى منازلهم بسلام، وإذا لم يفهم حزب الله ذلك بعد، سيتلقى ضربة أخرى وضربة أخرى – حتى تفهم المنظمة”.

كما حذر رئيس الأركان من أن إسرائيل تمتلك “المزيد من القدرات التي لم نقم بتفعيلها بعد”، وقال إن البلاد “على مستوى عال جدا من الجهوزية في الهجوم والدفاع”.

وزير الدفاع يوآف غالانت (على اليمين) يلتقي بالميجور جنرال أوري غوردين وضباط كبار آخرون في الجيش الإسرائيلي في القيادة الشمالية، 22 سبتمبر، 2024. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

في الأسبوع الماضي، قام المجلس الوزاري الأمني المصغر بتحديث أهداف الحرب الجارية مع حماس في غزة لتشمل الهدف المتمثل في السماح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم بأمان بعد نزوحهم منهما بسبب هجمات حزب الله منذ أكتوبر.

وتأتي التصريحات بعد أن أطلقت المنظمة اللبنانية 85 صاروخا إلى عمق شمال إسرائيل صباح الأحد، وبعد أن نفذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة ضد أهداف تابعة لحزب الله.

كما أدلى غالانت بتصريحات يوم الأحد، مؤكدا على أن “الأسبوع الماضي كان الأسبوع الأصعب في تاريخ حزب الله، وخاصة في اليوم الأخير”.

كما أشاد وزير الدفاع بالغارة التي قتلت عقيل في بيروت، متحدثا لوسائل الإعلام خلال تقييم للوضع العملياتي في القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي مع الميجر جنرال أوري غوردين وضباط كبار آخرين.

وتعهد غالانت قائلا إن “عمل جيش الدفاع في الضاحية [الجنوبية لبيروت] مهم وكبير وقوي. لدينا هدف: إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان، وللقيام بذلك سنقوم باتخاذ كل الإجراءات اللازمة”.

وشهد الأسبوع الماضي أيضا سلسلة تفجيرات لأجهزة “بيجر” وأجهزة اتصال باللاسلكي وأجهزة اخرى يستخدمها عناصر حزب الله، مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف. العملية، التي لم تعلق عليها إسرائيل، نُسبت على نطاق واسع إلى الدولة اليهودية في ما قيل إنه مسعى بعيد المدى ومبتكر أظهر قدرات واسعة.

خلال جنازة عقيل في بيروت الأحد، قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إن المنظمة دخلت مرحلة جديدة في معركتها مع إسرائيل وصفها بأنها “معركة الحساب المفتوح”.

أشخاص يشاركون في موكب جنازة إبراهيم عقيل، الذي شغل منصب قائد قوة الرضوان الخاصة في حزب الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت في 22 سبتمبر، 2024. (AFP)

حزب الله قد يطلق صواريخه نحو عمق أكبر

بحسب تقرير للقناة 12 يوم الأحد الذي لم يشر إلى مصادر فإن المؤسسة الأمنية تقدّر حاليا أن حزب الله سيحاول الوصول إلى مناطق أعمق داخل إسرائيل، بعد أن أطلقت المنظمة صواريخ في وقت سابق من اليوم على منطقتي حيفا ومرج ابن عامر، على بعد نحو 50 كيلومترا جنوب الحدود اللبنانية.

وقال التقرير إنه قد يتم إطلاق المزيد من الصواريخ على إسرائيل في وقت قريب، مشيرا إلى أن نحو 1.5 مليون إسرائيلي أصبحوا الآن في مرمى نيران حزب الله.

وزعم حزب الله أن الصواريخ التي أطلقها صباح الأحد استهدفت منشأة تابعة لشركة “رفائيل” الدفاعية في منطقة حيفا وقاعدة “رمات دافيد” الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قرب يوكنعام في مرج ابن عامر.

وأضاف التقرير أن حزب الله لم يستخدم بعد الصواريخ الدقيقة الموجودة في ترسانته، خشية أن يؤدي ذلك إلى حرب شاملة مع إسرائيل بعد 11 شهرا من الهجمات عبر الحدود التي يقول الحزب إنها نفذت لدعم غزة وسط الحرب المستمرة ضد حماس هناك.

ونقل التقرير عن مصدر مجهول قوله إن غالانت وهليفي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتفقون على الاستراتيجية الحالية المتمثلة في زيادة الضغط تدريجيا على حزب الله، الأمر الذي له مخاطره ولكنه يتجنب إشعال حرب واسعة النطاق.

ودعت أصوات أخرى في الغرفة، بحسب التقرير، إلى عملية برية في لبنان وقصف أكثر لبيروت من أجل استعادة الأمن على الحدود الشمالية.

ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني (الكابينت) مساء الإثنين في الساعة السابعة في مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب لمناقشة التصعيدات، حسبما قال مكتب أحد الوزراء ل”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأحد.

وصرح الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء حديث مع الصحفيين يوم الأحد بأنه قلق بشأن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط لكن إدارته “ستبذل كل ما في وسعها لمنع اندلاع حرب أوسع نطاقا. وما زلنا نضغط بقوة”.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث إلى الصحفيين في الحديقة الجنوبية عند عودته إلى البيت الأبيض في 22 سبتمبر 2024، في واشنطن العاصمة. (Drew Angerer/AFP)

مسيّرات من العراق

أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” يوم الأحد أنها أطلقت طائرة مسيّرة على هدف في غور الأردن، في ما زعمت أنه هجومها الخامس هذا اليوم.

وجاء بيان الجماعة المدعومة من إيران بعد تفعيل صفارات الإنذار محذرة من تسلل مسيّرة في عشرات البلدات في شمال إسرائيل قرب بحيرة طبريا. وأظهرت مقاطع فيديو تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي ما زعمت أنها اعتراضات للمسيّرة فوق المنطقة.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم أنه من المقرر أن تظل المدارس في شمال إسرائيل مغلقة يوم الاثنين في ضوء الوضع الأمني ​​المستمر.

سيتم إجراء الفصول الدراسية عن بعد ولن يتم إجراء أي أنشطة وجها لوجه، بما في ذلك الرحلات الميدانية وأنشطة ما بعد المدرسة. وقالت الوزارة إنها ستعيد تقييم الوضع مساء الاثنين، بالتعاون مع قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي.

وتم إغلاق المرافق التعليمية في جميع أنحاء شمال البلاد يوم الأحد بسبب الأعمال العدائية في المنطقة، لكن المدارس في بقية أنحاء البلاد تعمل كالمعتاد وستظل مفتوحة، بحسب الوزارة.

دخان يتصاعد من موقع غارة إسرائيلية استهدفت مواقع لحزب الله في قرية الخيام بجنوب لبنان، 22 سبتمبر، 2024. (Rabih DAHER / AFP)

منذ الثامن من اكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب الدائرة هناك.

حتى الآن، أسفرت المناوشات بين إسرائيل وحزب الله منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر عن مقتل 26 شخصا على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل 22 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.

وقد أعلن حزب الله أسماء 504 من أعضائه الذين قتلتهم إسرائيل خلال القتال، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 79 عنصرا آخر من فصائل مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.

اقرأ المزيد عن