إسرائيل في حالة حرب - اليوم 533

بحث

رئيس الأركان: اعتبرت غزة بأنها الحدود الأقل مقلقة؛ أنا أعرف أن الضحايا تساءلوا “أين جيش الدفاع؟”

في تصريحات مسربة لرؤساء المجالس المحلية أثناء عرض نتائج تحقيق الجيش، هليفي يشير إلى أن القوات الأولى وصلت إلى كيبوتس نير عوز الذي تعرض لضربة شديدة فقط بعد رحيل آخر المسلحين

رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يتحدث في مؤتمر للجيش، 24 فبراير، 2025. (Screenshot: Israel Defense Forces)
رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يتحدث في مؤتمر للجيش، 24 فبراير، 2025. (Screenshot: Israel Defense Forces)

تحدث رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته وقائد القيادة الجنوبية بعمق في تفاصيل سلسلة الاخفاقات الاستخباراتية والعملياتية الكارثية التي مكنت وقوع هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، خلال تقديم النتائج الواسعة التي توصل إليها الجيش الأسبوع الماضي لرؤساء المجالس المحلية الجنوبية، وفقا للتسجيلات التي تسربت إلى وسائل الإعلام وتم بثها مساء الأحد.

وأقر رئيس الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته هرتسي هليفي بأنه والجيش الإسرائيلي كانا يعتقدان أن حركة حماس غير قادرة على الإطلاق على تنفيذ الهجوم المفاجئ الواسع النطاق الذي انتهى بها الأمر إلى تنفيذه، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن، وأنه كان أقل قلقا بشأن التهديد القادم من غزة مقارنة بالمخاطر على كل حدود إسرائيل الأخرى.

وقال هليفي إن مفهوم الجيش الإسرائيلي “انهار” في السابع من أكتوبر، وإنه يعلم أن الكلمات الأخيرة التي قالها العديد من الإسرائيليين الذين قُتلوا في ذلك اليوم كانت “أين جيش الدفاع؟”

وأكد هليفي، الذي من المقرر أن يتنحى عن منصبه في وقت لاحق من هذا الأسبوع بعد أن تحمل المسؤولية الشخصية عن الإخفاقات، في بداية التسجيل أنه فشل هو، بصفته قائد للجيش الإسرائيلي، والجيش الإسرائيلي ككل في حماية مواطني إسرائيل. “أعرف أن الكثير من الناس قُتلوا، وكانت كلماتهم الأخيرة: ’أين جيش الدفاع؟’ أنا أعرف ذلك. من الصعب جدا علينا [معرفة ذلك]”.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي “توقع شيئا مختلفا للغاية من نفسه”، ولم يتصور قط أن شيئا مثل السابع من أكتوبر يمكن أن يحدث. وقال إنه من الواضح أن الجيش كان سيتصرف بشكل مختلف لو كان يعلم إمكانية حدوث ذلك.

وقال: “كنا نعتبر حماس قوة عسكرية محدودة. ولم نعتبر سيناريو الهجوم المفاجئ الواسع [من قبل حماس] سيناريو واقعيا. وإذا كان هناك شيء من هذا القبيل، فقد افترضنا أننا سنحصل على تحذير مسبق من الاستخبارات [العسكرية]”.

بحسب هليفي فإن التقييم كان مزيجا من التحذيرات الاستخباراتية والسياج الأمني ​​حول غزة والاعتقاد أن الحماية التي توفرها قوات الجيش الإسرائيلي توفر الحماية المناسبة. لقد “انهار” هذا التقييم.

وقال: “عندما قمت بتصنيف الحدود، وضعت غزة كآخر الحدود التي تحتاج إلى الانتباه. شعرنا أن الجدار تحت الأرض كانت بجودة عالية جدا، وأن جمع المعلومات الاستخباراتية كان متقدما، وأن التضاريس كانت نافعة، واعتبرنا الحدود الشمالية بأنها [ذات أولوية] قصوى… في مواجهة حزب الله”.

“اعتقدنا أن وضعنا بشكل عام كان جيدا”.

سكان غزة يحتفلون بدبابة إسرائيلية مدمرة عند السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة، شرق خان يونس، 7 أكتوبر، 2023. (AP Photo / Yousef Masoud)

“وصل الجندي الأول بعد رحيل الإرهابي الأخير”

في تصريحات أخرى، أشار هليفي إلى أن القوات الأولى للجيش الإسرائيلي لم تصل إلى كيبوتس نير عوز، حيث قُتل أو اختُطف ربع السكان، إلا بعد رحيل آخر المسلحين.

وقال هليفي إن الكثير قيل في وسائل الإعلام عن إرسال عدد كبير من القوات إلى سديروت، وهي بلدة تقع على حدود قطاع غزة كانت من بين العديد من البلدات التي تعرضت للهجوم. وأضاف أنه تم إرسال مجموعتين من القوات إلى نير عوز، ولكنها انشغلت بمعارك أخرى في الطريق ولم تصل إلى الكيبوتس. “كانت النتائج رهيبة. وكما أخبرني أحد سكان نير عوز، وصل الجندي الأول بعد أن غادر الإرهابي الأخير. هذا هو أسوأ شيء يمكن أن نسمعه”، على حد قوله.

وأضاف إن غياب المواد الاستخباراتية “في هذه الحرب كان جزءا كبيرا من الفشل. كنا نريد أن يكون لدينا إنذار مسبق، كنا نريد أن نعرف [ما كان على وشك أن يحدث]. كان من الممكن أن يغير هذا الواقع، لكننا لم نحصل عليه…”

ثم ناقش المؤشرات التي وردت في الساعات التي سبقت الهجوم والتي أشارت إلى أن حماس تخطط لشيء ما، وقال: “السؤال المركزي هنا هو: هل كان بوسعنا أن نفهم ما ورد في تلك الليلة بشكل مختلف، وعندها كنا اتخذنا بالطبع قرارات مختلفة؟”

وأشار إلى حقيقة أن مسلحي حماس قاموا بتشغيل بطاقات SIM إسرائيلية مساء الجمعة 6 أكتوبر، وأن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أفادت بذلك. لكنه قال إن هذا حدث “في العام السابق… 10-12 مرة”، وتم التحقق منه.

كما تم التحقق من تحركات كبار مسؤولي حماس، على حد قوله.

وأشارت عمليات الفحص إلى أن ما كان يجري كان “روتينيا” وأن هناك “تفسيرات بديلة جيدة” لما كان يحدث في غزة.

على سبيل المثال، كما قال، فإن حماس، في الأسابيع التي سبقت اقتحامها للبلاد والمذبحة التي أعقبت ذلك، “كانت تناقش بشكل رئيسي توجيه الهجمات من غزة لتنفيذها في الضفة الغربية”.

مناورة بالذخيرة الحية أطلق عليها اسم “الركن الشديد” خارج بلدة المواصي على الساحل الجنوبي لقطاع غزة، 12 سبتمبر، 2023. (Hamas via AP)

وقال إن هذه المسألة أثيرت مع القيادة السياسية، وأثارت الحديث عن تنفيذ “ضربات مستهدفة [على شخصيات رئيسية من حماس] في غزة”.

وقال هليفي: “كثير مما رأيناه [في الساعات التي سبقت الغزو]، نسبناه إلى علمهم بأن مجلس الوزراء قد يوافق على ضربة مستهدفة أخرى يوم الأحد”.

وأضاف أن كبار قادة الجيش الإسرائيلي كانوا على اطلاع بالمؤشرات المقلقة من غزة في حوالي الساعة الثالثة من فجر السابع من أكتوبر – قبل ثلاث ساعات ونصف من الهجوم – وأن هذا كان متأخرا بشكل غير مبرر: “دخلت هيئة الأركان العامة، بما في ذلك أنا، الصورة في حوالي الساعة الثالثة فجرا. أعتقد أن ذلك كان متأخرا للغاية. فقد ظهرت العلامات الأولى في التاسعة أو التاسعة والنصف من مساء [اليوم السابق]… ولكنها لم تكن كافية…”

وقال أنه ليس صحيحا أن الضباط امتنعوا عن إيقاظ رئيس الأركان، بل إن “كل من اطلع على المعلومات كان يعتقد أن ما يرونه في غزة لن يحدث الآن أو غدا. [لقد اعتقدوا] أن هناك شيء ما وهو غير واضح ولا يوجد [ما يبرر التنبيه العاجل]”.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يجري تقييما في القيادة الجنوبية في بئر السبع، 8 أكتوبر، 2023.(Israel Defense Forces)

وفي تلخيصه لـ”الإخفاقات الرئيسية”، قال هليفي: “لم يتم رفع مستوى التأهب”. وأضاف أنه على الرغم من حقيقة أن “الكثير من الأمور [التي كانت تتكشف في غزة] لم تكن واضحة”، فإن الجيش الإسرائيلي كان بحاجة إلى أن يكون “أكثر حدة، وقد أخطأنا”.

وقال إنه خلال التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي في تلك الليلة، تم رسم مخطط يوضح “ما عرفناه في تلك الليلة” مقابل “ما كان ينبغي لنا أن نعرفه في تلك الليلة”.

وقال هليفي أنه عند النظر إلى هاتين المجموعتين من البيانات، “وخاصة الاختلافات بينهما، فإنك تقول، ’لو كان هناك شخص واحد فقط رأى هذا المخطط بالكامل في تلك الليلة’”.

تم التعامل مع التهديد من غزة بجدية ولكن بـ”استنتاجات غير صحيحة”

كما بثت القناة 12 تسجيلات لتصريحات أدلى بها قائد القيادة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان في نفس الاجتماع مع رؤساء المجالس المحلية.

وقال فينكلمان إن الليلة التي سبقت الهجوم كانت “ليلة بلا نوم” بالنسبة له، حيث استعرض الإشارات الاستخباراتية الغريبة القادمة من غزة، والتي قرر الجيش الإسرائيلي أنها مثيرة للقلق ولكنها ليست ملحة للغاية، وبالتالي فوت فرصته لمنع الهجوم الذي قادته حماس.

أرشيف: قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، اللواء يارون فينكلمان، يتحدث إلى القوات بالقرب من حدود غزة، 19 أكتوبر، 2023. (Israel Defense Forces)

وقال فينكلمان للقادة المحليين في التسجيل “لقد بقيت مستيقظا طوال الليل أقوم بتقييمات مستمرة للوضع”. وأصر فينكلمان على أنه لم يكن غير مبال بالعلامات المزعجة. “لقد تحديت واستجوبت مسؤولي الاستخبارات، أربعة مسؤولين مستقلين مختلفين. كانت الصورة التي قدموها لي تتألف من عنصرين رئيسيين: أولا، أن هذا لم يكن شيئا وشيكا في الإطار الزمني الفوري. ثانيا، أن قوة حماس الهجومية، ’النخبة’، كانت تعمل كالمعتاد – لم تكن في حالة طوارئ”.

وأضاف “كانت هذه هي الحقائق الاستخباراتية التي تلقيتها. بالمناسبة، بغض النظر عن ذلك، فإن القائد مسؤول عن كل شيء، بما في ذلك المعلومات الاستخباراتية”، في إشارة على ما يبدو إلى مسؤوليته في نهاية المطاف.

وقال: “لقد اتخذنا عدة إجراءات، والتي كانت بالطبع غير كافية في نظرة إلى الوراء. لقد أعدنا نشر القادة في القطاع، وإن لم يكن جميعهم، وهكذا فوجئنا في الساعة 6:29 صباحا”.

وأكد فينكلمان أن المناقشات استمرت طوال الليل. “لم تكن مجرد مناقشة واحدة أو اثنتين، بل كانت سلسلة كاملة. لقد تعاملنا معها بأقصى قدر من الجدية. بالطبع، مع استنتاجات غير صحيحة، ولكن بجدية بالغة”، على حد قوله.

كما دافع فينكلمان عن سلوك القوات التي ردت على الهجوم أثناء تطوره. وقال إنه على الرغم من ترك البلدات بلا دفاع مع انتشار المسلحين الغازين في جميع أنحاء المنطقة، وقيامهم بالقتل وارتكاب الفظائع، إلا أن القوات غير الكافية التي كانت هناك قاتلت بشجاعة.

“لقد سعى الجميع إلى الاشتباك [مع العدو]”، كما قال وأضاف “كانت لدينا حالات استثنائية حيث لم يفعلوا ذلك، وقمنا أيضا بالتحقيق فيها وفحصها، ويمكننا الإشارة إليها. أعتقد أن هذا كان يوما رهيبا من حيث نتائجه. لكن … سعى شعب إسرائيل وقوات الأمن إلى الاشتباك. لقد واجهوا إطلاق النار لإنقاذ المدنيين”.

وأضاف: “لقد ارتكبت خطأ في شيء يتعلق بكم، أيها المدنيون. أعتقد أن الطريقة التي تعاملنا بها مع إجلائكم من البلدات – سواء من حيث السرعة أو الطريقة أو حتى الموقف – لم تكن جيدة بما فيه الكفاية، وأنا اعتبر هذا خطأ شخصيا”.

اقرأ المزيد عن