إسرائيل في حالة حرب - اليوم 424

بحث

رئيس أركان الجيش يتعهد بإجراء تحقيق “متعمق” في الإنفجار الذي أدى إلى مقتل 21 جندي في غزة

أدى الهجوم على مبنى كان يتم تفخيخه من أجل هدمه إلى انهيار مبنيين آخرين، مما أسفر عن مقتل 19 جنديا، وقتل اثنين آخرين باستهداف دبابة

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي وضباط آخرون يقومون بجولة في موقع انفجار دام في وسط قطاع غزة، 23 يناير، 2024. (IDF)
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي وضباط آخرون يقومون بجولة في موقع انفجار دام في وسط قطاع غزة، 23 يناير، 2024. (IDF)

تعهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء بإجراء تحقيق “متعمق” في الانفجار القاتل الذي وقع في قطاع غزة في اليوم السابق، والذي أسفر عن مقتل 21 جنديا، بينما أصدر الجيش تفاصيل جديدة عن تحقيقه الأولي في الحادث.

وكان الانفجار الذي وقع بعد ظهر يوم الاثنين، والذي أدى إلى انهيار مبنيين على الجنود على بعد حوالي 600 متر من الحدود الإسرائيلية، بالقرب من بلدة “كيسوفيم”، هو الحادث الأكثر دموية منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي في القطاع، ورفع عدد القتلى العسكريين في العملية إلى 219.

وبحسب تفاصيل جديدة من تحقيق الجيش الإسرائيلي، أطلق نشطاء حماس صاروخ “آر بي جي” على أحد المباني من مخبأهم في مزرعة مجاورة.

وكان قد تم زرع حوالي 20 لغما لتفجير المبنيين، في إطار جهود الجيش لإقامة منطقة عازلة بين إسرائيل وغزة، والتي قال الجيش إنها تهدف إلى تمكين سكان البلدات الحدودية الإسرائيلية من العودة إلى منازلهم. ويعتقد أن المنطقة العازلة تهدف إلى إعطاء الجيش رؤية أوضح للقطاع لمنع محاولات التسلل المحتملة.

ومن المحتمل أن يكون صاروخ “آر بي جي” أطلق من على بعد بضع عشرات من الأمتار تسبب في انفجار الألغام، مما تسبب في انهيار المباني ومقتل 19 جنديا بداخلها وبالقرب منها، بحسب تحقيق الجيش.

ورصدت دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي كانت تحرس العملية عناصر حماس وكانت على وشك الرد بإطلاق النار، ولكن أطلق المسلحون قذيفة “آر بي جي” أخرى قبل أن تتمكن من القيام بذلك، فأصابت الدبابة وقتلت جنديين.

الجنود الذين قُتلوا في قطاع غزة في 22 يناير 2024: الأعلى (من اليسار إلى اليمين): الرقيب (احتياط) مارك كونونوفيتش، الرقيب (احتياط) إسرائيل سوكول، الرقيب (احتياط) آدم بسموت، الرقيب (احتياط) شاي بيتون هيون، الرقيب (احتياط) إيتامار تال، الرقيب (احتياط) دانييل كاساو زيغي، الرقيب (احتياط) سيدريك جارين؛ الوسط: الرقيب (احتياط) هدار كابيلوك، الرقيب (احتياط) ماتان لازار، النقيب (احتياط) أرييل موردخاي وولفستال، الرقيب (احتياط) إلكانا فيزيل، النقيب (احتياط) نير بنيامين، الرقيب (احتياط) ساجي عيدان، الرقيب (احتياط) أحمد أبو لطيف؛ الأسفل: الرقيب (احتياط) رافائيل إلياس موشيوف، الرقيب (احتياط) نيكولاس بيرجر، الرقيب (احتياط) يوآف ليفي، الرقيب (احتياط) يوفال لوبيز، الرقيب (احتياط) الكانا يهودا سفيز، الرقيب (احتياط) سيرجي جونتماهر، الرقيب (احتياط) باراك حاييم بن وليد. (Israel Defense Forces, courtesy; combo image: Times of Israel)

ويبدو أن المسلحين استطاعوا الإنسحاب من المكان.

ويقوم الجيش بالتحقيق في أمن مثل هذه العمليات، بالإضافة إلى تقييم عدد القوات المنتشرة بالقرب من المباني التي يعتزم هدمها وداخلها.

وفي أعقاب الانفجار يوم الإثنين، عمل عدد كبير من القوات من وحدات البحث والإنقاذ التابعة للجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى أعضاء من خدمات الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية، على انتشال الجنود من المباني المنهارة.

ووصفت قوات الإنقاذ المشهد بأنه يذكر بـ”آثار الزلازل”.

وقد تم بالفعل تنفيذ العديد من عمليات الهدم المماثلة في قطاع غزة.

وأصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بيانا بالفيديو حول الحادث، بعد قيامه بجولة في مكان الحادث والتحقيق في الانفجار.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يصدر بيانا بالفيديو، 23 يناير، 2024. (IDF)

وقال هاليفي: “إننا نشارك عائلاتهم حزنهم على الخسارة الفادحة، ونعلم أن الألم لا يطاق”.

“إذا كان هذا يبعث على الراحة، أود أن تعرف العائلات أنهم سقطوا في معركة بالقرب من السياج الحدودي، خلال عملية دفاعية في المنطقة العازلة بين البلدات الإسرائيلية وغزة. هذه مهمة هدفها بالكامل خلق الظروف الأمنية للعودة الآمنة لسكان [البلدات الحدودية لغزة] إلى منازلهم”.

“لتحقيق هذه الغاية، ذهبنا إلى الحرب، التي بدأت بمحاولة قاسية لوقف الحياة، ونحن عازمون أكثر من أي وقت مضى على إعادة الحياة إلى هنا، بقوة أكبر”.

وأضاف أنه التقى بالقادة في مكان الحادث وأطلع على التحقيق الأولي في الانفجار.

وقال هاليفي: “نحن، كما هو الحال دائما، سنحقق في الحادث بعمق ونتعلم الدروس أثناء القتال، حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث مرة أخرى”.

كما أنه حذر من أن القتال في غزة سيكون طويلا ويحمل “العديد من التحديات”، وبالتالي يقوم الجيش الإسرائيلي بسحب القوات خارج القطاع من أجل الراحة.

وتابع: “في هذا اليوم الصعب، من المهم أن نقول إننا نقاتل منذ 108 أيام ولا ننسى 7 أكتوبر، ولا ننسى لماذا ذهبنا إلى الحرب”.

وقال إن الجيش الإسرائيلي قام خلال اليوم الماضي “بتوسيع القتال في خانيونس، وتحقيق المزيد من الإنجازات، وفي الوقت نفسه يواصل القتال في شمال قطاع غزة ويعزز الإنجازات [هناك]”.

“في هذا اليوم، نشعر بثمن الحرب الكبير والمؤلم، لكن الحرب التي نخوضها الآن ضرورية ولا مثيل لها. سنواصل النضال من أجل حقنا الواضح في العيش هنا بأمان”، أضاف هاليفي.

وشنت إسرائيل هجومها على غزة بعد هجوم حماس في الجنوب في 7 أكتوبر، عندما اجتاح مسلحون قواعد عسكرية وبلدات ومهرجانا موسيقيا، وقتلوا حوالي 1200 شخص، واحتجزوا 253 رهينة.

القوات العاملة في قطاع غزة في صورة غير مؤرخة تم نشرها في 23 يناير، 2024. (IDF)

وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس وتحرير الرهائن. لكن بعد مرور ثلاثة أشهر، لم يحقق الهجوم بعد هذه الأهداف، وتصاعدت الضغوط داخل إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مع الحركة من أجل عودة 136 شخصا ما زالوا محتجزين في غزة – وليس جميعهم على قيد الحياة. كما تكثفت الضغوط الدولية لوضع حد للحرب، وسط تزايد الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين وتدهور الوضع الإنساني في غزة.

وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الإثنين إن الحرب أسفرت عن مقتل 25,295 فلسطيني. ولا يمكن التحقق من هذه الأعداد بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل المدنيين وعناصر حماس الذين قتلوا في غزة، بما في ذلك نتيجة لصواريخ طائشة تطلقها الفصائل الفلسطينية. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 9000 مسلح في غزة، بالإضافة إلى حوالي ألف آخرين داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

وكثفت إسرائيل حملتها العسكرية في جنوب غزة في الأيام الأخيرة، وركزت على مدينة خان يونس.

لكن العديد من أفراد عائلات الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم حماس أصبحوا صريحين بشكل متزايد في معارضتهم لاستراتيجية الحكومة، قائلين إن القتال المستمر يعرض أحبائهم للخطر.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن