إسرائيل في حالة حرب - اليوم 349

بحث

رئيس أركان الجيش المصري يزور حدود غزة بعد اتهام إسرائيل للسيسي بالفشل في منع تهريب الأسلحة

القاهرة تقول إن نتنياهو يحاول إخفاء إخفاقاته بتعليقاته حول الحاجة إلى البقاء في محور فيلادلفيا؛ الولايات المتحدة تعرب عن إحباطها من رئيس الوزراء لكنها تلوم حماس على بطء التقدم في المحادثات

رئيس أركان الجيش المصري الفريق أحمد فتحي خليفة يزور حدود غزة على الجانب المصري من رفح، 5 سبتمبر 2024. (X video screenshot: used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
رئيس أركان الجيش المصري الفريق أحمد فتحي خليفة يزور حدود غزة على الجانب المصري من رفح، 5 سبتمبر 2024. (X video screenshot: used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

في ظل الانتقادات العلنية من كبار المسؤولين الإسرائيليين هذا الأسبوع، قام رئيس أركان الجيش المصري الفريق أحمد فتحي خليفة بزيارة مفاجئة يوم الخميس إلى حدود البلاد مع قطاع غزة لتفقد الوضع الأمني، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي نقلا عن المتحدث باسم الجيش.

وقد اعتبرت الزيارة على نطاق واسع بمثابة مؤشر على استياء مصر من التعليقات الأخيرة التي أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، اللذين انتقدا مصر بشكل مباشر هذا الأسبوع لفشلها المزعوم في منع حماس من تهريب الأسلحة من شبه جزيرة سيناء.

وعلى النقيض من نتنياهو، ذكر ديرمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالاسم، وقال إنه “لا يشكك في نوايا المصريين”، بل “يشكك في النتائج”.

ورفضت مصر الاتهامات الإسرائيلية الخميس، وقال “مصدر مصري رفيع المستوى” لقناة القاهرة الإخبارية إن تصريحات نتنياهو غير واقعية، وإنه “يحاول إلقاء اللوم على دول أخرى لفشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة”.

وأضاف المسؤول المصري أن الأشهر الأخيرة أثبتت أن نتنياهو لا يهتم بعودة الرهائن الإسرائيليين إذا كان ذلك يتعارض مع مصالحه الشخصية.

وفي يوم الاثنين، دافع نتنياهو عن الوجود الإسرائيلي الدائم على الحدود بين غزة ومصر، قائلا إنه ضروريا لضمان عدم قدرة حماس على إعادة تسليح نفسها وإعادة بناء سيطرتها بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل. ولكن أشار ديرمر أشار إلى أن هذا المطلب قد لا يكون ثابتا، وأنه يمكن قبول ترتيبات بديلة في سياق وقف إطلاق النار على المدى الطويل.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد مؤتمرا صحفيا في مكتب الصحافة الحكومي في القدس في 4 سبتمبر 2024. (ABIR SULTAN / POOL / AFP)

وتعارض مصر بشدة قيام إسرائيل بفرض أي شكل من أشكال السيطرة على الطريق الحدودي، واحتجت يوم الثلاثاء على أن تعريف محور فيلادلفيا كمنطقة عسكرية يعني انتهاك اتفاق السلام بين البلدين عام 1978.

وقبل تسع سنوات، هدمت مصر آلاف المنازل على جانبها من الحدود لإنشاء منطقة عازلة مع غزة. وقالت إن التهريب لم يعد مشكلة منذ ذلك الحين.

وأثارت الاتهامات الموجهة لمصر غضب حلفائها الإقليميين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا أعربت فيه عن “تضامنها الكامل مع جمهورية مصر العربية، في مواجهة المزاعم والادعاءات الاسرائيلية، بشأن معبر فيلادلفيا، كما أدانت واستنكرت بشدةٍ التصريحات الإسرائيلية المسيئة، في هذا الصدد، والتي تُهدد الاستقرار، وتُفاقم الأوضاع في المنطقة”.

وأعربت المملكة السعودية بدورها عن “إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للتصريحات الإسرائيلية بشأن محور فيلاديلفيا، والمحاولات العبثية لتبرير الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقوانين والأعراف الدولية”.

جنود إسرئيليون في محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر في أغسطس 2024. (IDF)

وبحسب صحيفة “العربي الجديد” القطرية الملكية، أبلغ نتنياهو القاهرة قبل مؤتمره الصحفي يوم الاثنين أنه مستعد لمناقشة مستقبل الحدود بين غزة ومصر في المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة. ولكن قيل له إن القاهرة لن تقبل بأقل من تعهد بالانسحاب، حتى لو لم يحدث ذلك في المرحلة الأولى من الصفقة.

محبط وصعب

بينما قدم نتنياهو حججه للبقاء في محور فيلادلفيا في المؤتمرات الصحفية والمقابلات هذا الأسبوع، ظهرت علامات الاحباط في واشنطن.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن يوم الأربعاء إن تصريحات نتنياهو العلنية المتكررة تجعل الأمور “صعبة”.

لكن في يوم الخميس، خفف كبار المسؤولين الأميركيين من حدة هجماتهم على نتنياهو.

السفير الأمريكي جاك لو (يمين) يتحدث مع تامير هايمان (يسار) في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب في 5 سبتمبر 2024. (Screengrab)

وقال السفير الأميركي جاك لو في مؤتمر في تل أبيب إن “التعليقات العامة المتشددة للغاية تتعايش في بعض الأحيان مع المرونة المتبقية، في كل الأحوال تقريبا”.

وعندما سُئل عما إذا كانت تصريحات نتنياهو قد أصبحت عقبة أمام مفاوضات الرهائن، رد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي يوم الخميس بأن “العقبة الأكبر أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هي حماس”.

وقال كيربي خلال مؤتمر صحفي: “هم أخذوا الرهائن في المقام الأول… على الرغم من مدى الإحباط في بعض الأحيان، ومدى كون التعليقات العامة، وحتى التحركات الخاصة في المفاوضات، غير مفيدة للتوصل إلى صفقة، إلا أنها لم تقلل أبدا من التزام الرئيس بايدن بمحاولة رؤية هذا الأمر حتى النهاية”.

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي يتحدث خلال الإحاطة اليومية في البيت الأبيض، 25 يوليو 2024، في واشنطن. (AP Photo/Julia Nikhinson)

وحث رئيس وفد حماس المفاوض الخميس واشنطن على الضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى هدنة في غزة، وأكد أن الحركة لن تقبل بأقل من الانسحاب الإسرائيلي الكامل من محور فيلادلفيا وبقية القطاع.

وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في بيان إن “على الإدارة الأميركية ورئيسها (جو) بايدن، إن أرادوا الوصول فعلا إلى وقف لإطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل للأسرى، التخلي عن انحيازهم الأعمى للاحتلال الصهيوني، وممارسة ضغط حقيقي على نتانياهو وحكومته”.

“ليس قريبا”

في حديثه لبرنامج “فوكس آند فريندز” الصباحي وسط حملة إعلامية مكثفة هذا الأسبوع، قال نتنياهو إن الاتفاق لتحرير الرهائن ووقف الحرب “ليس قريبا”، وأضاف إنه “لا يوجد اتفاق في طور الإعداد، للأسف”.

وقال لو في وقت سابق من اليوم إن “التقدم لا يزال مستمرا” في محاولات التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، “بما في ذلك بشأن القضايا الرئيسية”.

وبدا أن لو يشير إلى أن الموضوع الأكثر صعوبة ليس محور فيلادلفيا، “لقد وصلت المفاوضات إلى القضايا الأكثر صعوبة، وبعضها ليس موضوع معظم المناقشات العامة”.

مظاهرة مناهضة للحكومة تدعو إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين منذ هجوم 7 أكتوبر لدى حماس، أمام وزارة الدفاع في تل أبيب في 4 سبتمبر 2024. (Jack Guez/AFP)

وقال لو من معهد دراسات الأمن القومي “النقاش العام يخفي القضايا الصعبة الحقيقية”.

وبدا أن نتنياهو يوافق، حيث أكد في مقابلته مع قناة فوكس أن هناك قضايا لم يتم حلها بعد غير مسألة مستقبل محور فيلادلفيا.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن يوم الأربعاء إن اتفاق الرهائن بين إسرائيل وحماس متوقف بسبب عقبتين متبقيتين: قائمة الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين تسعى حماس إلى إطلاق سراحهم وانسحاب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا.

وأرسل نتنياهو رئيس الموساد دافيد برنياع إلى الدوحة الاثنين لإبلاغ رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن الجيش الإسرائيلي مستعد للانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من الاتفاق.

رئيس الموساد دافيد برنياع في مراسم يوم الذكرى عند حائط المبكى في البلدة القديمة بالقدس، 12 مايو 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

ويعتقد أن 97 من بين 251 رهينة اختطفوا إلى غزة في السابع من أكتوبر ما زالوا في الأسر، بما في ذلك جثث 33 شخصا على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. كما تم العثور على جثث 37 رهينة آخرين.

وأعدمت حماس ستة رهائن الأسبوع الماضي، قبل أيام من وصول قوات الجيش الإسرائيلي إليهم.

وذكرت شبكة “إن بي سي نيوز” الأربعاء أنه في ظل تعثر المفاوضات وقتل الرهائن، فإن عائلات الرهائن الذين يحملون الجنسية الأمريكية يطالبون إدارة بايدن بإبرام صفقة أحادية الجانب مع حماس لتحرير أحبائهم.

لكن والد مواطن أمريكي إسرائيلي محتجز في غزة قال للقناة 12 إن التقرير كاذب.

وعندما سُئل نتنياهو عن التقرير، قال لفوكس إنه لا يعرف ما قيل في الاجتماع بين ممثلي العائلات ومستشار الأمن القومي لبايدن جيك سوليفان، لكنه أضاف “أنا لا أحكم على العائلات. لقد مروا بهذا الألم الرهيب”.

وقال مصدر إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل يوم الخميس إن مكتب نتنياهو يشعر بالقلق إزاء احتمال التوصل إلى اتفاق أمريكي أحادي الجانب، وعقد مؤتمرا صحفيا باللغة الإنجليزية مساء الأربعاء – والذي كرر فيه إلى حد كبير النقاط التي طرحها للصحافة الإسرائيلية قبل ليلتين – من أجل إقناع واشنطن بعدم القيام بذلك.

اقرأ المزيد عن