رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: غمر أنفاق غزة بمياه البحر “فكرة جيدة”
هاليفي يقول إن الجيش يتجه إلى "المرحلة الثالثة" من العملية البرية، بينما يسعى لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين في القطاع؛ الجيش الإسرائيلي يخوض "حربا مبررة" و"العالم يتيح لنا القيام بذلك"
يبدو أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أكد يوم الثلاثاء تقريرا يفيد بأن إسرائيل تهدف إلى إغراق شبكة أنفاق حماس في قطاع غزة، ووصفها بأنها “فكرة جيدة”.
وقال هاليفي ردا على سؤال في مؤتمر صحفي بخصوص تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”: “إننا نرى الكثير من البنية تحت الأرض في غزة، وكنا نعلم أنها كثيرة. جزء من الهدف هو تدمير هذه البنية التحتية”.
وقال: “لدينا طرق مختلفة [للتعامل مع الأنفاق]، لن أتحدث عن تفاصيل، لكنها تشمل متفجرات لتدميرها، ووسائل أخرى لمنع نشطاء حماس من استخدام الأنفاق لإيذاء جنودنا”.
وأضاف هاليفي: “لذلك فإن أي وسيلة تعطينا تفوق على العدو الذي [يستخدم الأنفاق]، وتحرمه من ذلك، هي وسيلة نقوم بتقييم استخدامها. إنها فكرة جيدة، لكنني لن أعلق على تفاصيلها”.
أن الجيش الإسرائيلي قام الشهر الماضي بإقامة خمس مضخات مياه كبيرة بالقرب من مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة، وهي قادرة على غمر الأنفاق في غضون أسابيع عن طريق ضخ آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة فيها.
وقال المسؤولون إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالخطة الشهر الماضي، لكنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستنفذها أم لا.
وفي حديثه للصحافة، قال هاليفي يوم الثلاثاء إن الجيش قام بتطويق مدينة خان يونس بجنوب غزة مع إطلاقه “المرحلة الثالثة” من عمليته البرية ضد حماس في القطاع.
وتعهدت إسرائيل بإسقاط حماس بعد أن اقتحم مسلحون فلسطينيون الحدود من غزة في 7 أكتوبر، وذبحوا حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزوا حوالي 240 رهينة.
“بعد مرور 60 يوما على بداية الحرب، قواتنا تحاصر منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة. وفي الوقت نفسه، نعمل على تعزيز الإنجازات في شمال القطاع. من ظن أن الجيش الإسرائيلي لن يتمكن استئناف القتال بعد الهدنة فهو مخطئ. حماس تشعر بهذا”، قال هاليفي.
وأضاف: “في الأيام الماضية، تمت تصفية العديد من العناصر، ومن بينهم قادة كبار”.
ونشر الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء لقطات وصورة تظهر كبار قادة حماس داخل أنفاق الحركة في الجزء الشمالي من قطاع غزة قبل عدة أشهر، وقال إن خمسة من الحاضرين في الصورة قد قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية منذ بدء الحرب، بما في ذلك وائل رجب، نائب قائد لواء شمال غزة التابع لحماس.
وقال هاليفي: “لقد استولينا على العديد من معاقل حماس في شمال غزة، ونحن الآن نعمل ضد مراكز ثقلها في الجنوب”.
“نحن نعمل بمهنية، ونقوم بإخلاء مناطق القتال من السكان [الفلسطينيين] مسبقا. نحن نضرب حماس فوق وتحت الأرض، من الجو والبر والبحر”.
وقال قائد القيادة الجنوبية للجيش في وقت سابق إن القوات تعمل “في قلب خان يونس”، واصفا يوم الثلاثاء بأنه أكثر أيام القتال كثافة حتى الآن.
“إنهم يسألوننا كثيرًا عن الدمار في غزة. حماس هي العنوان، [زعيم حماس يحيى] السنوار هو العنوان. قواتنا تجد في كل منزل تقريباً أسلحة ومسلحين. نحن ندرك أن جزءًا من طريقة عملهم هو ترك أسلحة في المنازل، ويأتي إرهابي إلى المنزل بملابس مدنية، ويقاتل من هناك”، قال هاليفي.
“هذا يتطلب نيران ثقيلة لضرب العدو ولحماية قواتنا. وهم يعملون بقوة شديدة لهذا السبب، لكنهم في الوقت نفسه يعملون على تجنب إلحاق الأذى بغير المتورطين قدر الإمكان”.
وردا على سؤال بخصوص دخول المساعدات إلى قطاع غزة وسط العملية البرية، قال هاليفي إن الجيش الإسرائيلي يبذل “جهودا كبيرة” لضمان أنه يقاتل حماس وحدها، ولا يلحق الضرر بالسكان المدنيين الفلسطينيين.
وقال: “عدونا هو حماس، وليس سكان قطاع غزة، وبالتالي هناك مساعدات إنسانية بما في ذلك الوقود، مما يسمح للمستشفيات ومضخات المياه ومحطات الصرف الصحي بالوقاية من الأمراض التي يمكن أن تتفشى”.
“من المهم أن نلاحظ أن دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي يعملان في حرب مبررة، ونحن نعيش في عالم يمكننا من القيام بذلك، ويفهم حربنا المبررة. طالما أننا نفرق بين العدو والسكان، سنكون قادرين على تعزيز إنجازاتنا، والقتال أكثر، والعثور على المزيد من قادة [حماس]، وتدمير المزيد من البنية التحتية”.
وأثار ارتفاع عدد القتلى والأزمة الإنسانية المستمرة في غزة الغضب في معظم أنحاء العالم. وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة إن العملية الإسرائيلية قتلت أكثر من 16 ألف شخص حتى الآن، معظمهم من النساء والأطفال. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل كلا من مسلحي حماس والمدنيين، والأشخاص الذين قُتلوا نتيجة سقوط صواريخ طائشة أطلقتها الجماعات المسلحة في غزة.
ووفقا لتقديرات الجيش، قُتل حوالي 5000 من عناصر حماس في قطاع غزة، بالإضافة إلى أكثر من 1000 مسلح قُتلوا في إسرائيل أثناء هجوم 7 أكتوبر وبعده مباشرة.
وقال هاليفي في بيانه إن الضغط العسكري الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي على حماس ساهم في تحقيق أهداف الحرب، بما في ذلك إعادة الرهائن.
وأضاف: “نحن نبذل قصارى جهدنا لإعادة الرهائن”.
وردا على سؤال حول سلامة الرهائن، قال هاليفي إن الجيش الإسرائيلي يعمل باستمرار للحصول على معلومات عنهم.
“ليس لدينا معلومات كاملة بالطبع. نحن نعمل على إطلاق سراحهم، وعدم المساس بهم”.
“فيما يتعلق بالرهائن الإناث، لدينا قلق كبير على كل من تحتجزهم حماس. ونحن نعرف سبب قلقنا”، قال، في إشارة على ما يبدو إلى مزاعم العنف الجنسي ضد المحتجزين في غزة.
وعلى الرغم من أن تركيز الجيش لا يزال منصبا على قطاع غزة، قال هاليفي إن العمليات مستمرة في الشمال، حيث استؤنفت الأعمال القتالية أيضا منذ انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعا يوم الجمعة.
وقال هاليفي إن الجيش كان على علم مسبقاً بأن حزب الله سيستأنف هجماته. وأضاف: “لقد جهزنا لذلك، ونعمل بكل حزم ضد كل من يجهز أو ينفذ هجمات على المدنيين أو الجنود… إننا نأخذ ثمناً باهظاً من حزب الله، وهو ما يحاول الحزب إخفاءه، وهو يعرف السبب”.
وقال إن الجيش الإسرائيلي يعمل على السماح للمدنيين بالعودة إلى منازلهم في البلدات الحدودية في الشمال والجنوب في أقرب وقت ممكن.
وقال: “نعلم أننا سنحتاج إلى المزيد من القوات على الحدود، وقدرات أفضل… وهذا ما سنفعله. سنفعل كل ما في وسعنا لإصلاح ما تضرر. بالنسبة للقتلى، فات الأوان. ولكن بالنسبة للأحياء، ومن أجل استمرار العيش في إسرائيل، فإن هذه الإصلاحات ضرورية”.
ومشيرا إلى هجوم وقع في القدس في الأسبوع الماضي، والذي قُتل فيه يوفال كاسلمان على يد جندي احتياط ظن خطأ أنه منفذ الهجوم، قال هاليفي إنه لا ينبغي للجنود إطلاق النار على شخص يرفع يديه.
وكان الرقيب (احتياط) أفيعاد فريجا واحدا من جنديين خارج الخدمة ردا على هجوم في محطة حافلات في القدس يوم الخميس، حيث أطلقوا النار على المهاجمين ولكن أيضا على كاسلمان، وهو مدني مسلح أطلق النار على المسلحين أولا.
وتم اعتقال فريجا، الذي أطلق النار على كاسلمان بعد أن ألقى مسدسه أرضًا ورفع يديه في الهواء، يوم الاثنين.
وقال هاليفي إن الجيش يظهر تقديره للعمل “الشجاع” الذي قام به كاسلمان في القضاء على مسلحي حماس. وأضاف: “إنها حقا بطولة”.
“في الوقت نفسه، نؤكد على ضرورة الالتزام بالقواعد الأساسية والضرورية في المواقف المعقدة مثل إطلاق النار في بيئة مدنية. لا تطلقوا النار عندما ينخفض التهديد، ولا نطلق النار على من يرفع أيديه”.
وأشار إلى أن الحادث، الذي وقع خلال الهجوم في القدس، لا يزال قيد التحقيق.
وفي الضفة الغربية، قال هاليفي إن الجيش حقق نجاحا كبيرا ضد الفصائل المسلحة. وقال إنه تم اعتقال أكثر من 1200 من أعضاء حماس في الأسابيع الأخيرة، كما قُتل العديد ممن كانوا يخططون لهجمات أو نفذوها.