إسرائيل في حالة حرب - اليوم 471

بحث

رئيس الأركان الإسرائيلي ينتقد نتنياهو لفشله في وضع استراتيجية ما بعد الحرب في غزة – تقرير

نُقل عن هليفي قوله إن الجيش يواجه مهاما "سيزيفية" دون وجود خطة للحكم دون حماس؛ وزير الدفاع ورئيس الشاباك يدخلان في جدل مع رئيس الوزراء بشأن التخطيط الاستراتيجي

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يسار) ووزير الدفاع يوآف غالانت (وسط) ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي يجتمعون في قاعدة "بهاد 1" العسكرية في جنوب إسرائيل، 7 مارس، 2024. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يسار) ووزير الدفاع يوآف غالانت (وسط) ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي يجتمعون في قاعدة "بهاد 1" العسكرية في جنوب إسرائيل، 7 مارس، 2024. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

انتقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال المشاورات الأمنية في نهاية الأسبوع لفشله في تطوير وإعلان ما يسمى باستراتيجية “اليوم التالي” بشأن من سيحكم غزة بعد الحرب، وفقا لتقرير إخباري عبري مساء السبت.

ونقلت القناة 13 عن هليفي قوله “نحن نعمل الآن مرة أخرى في جباليا. طالما لا توجد عملية دبلوماسية لتطوير هيئة حكم في القطاع غير حماس، سيتعين علينا تنفيذ حملات [عسكرية] مرارا في أماكن أخرى لتفكيك البنية التحتية لحماس. ستكون هذه مهمة سيزيفية”.

وذكر التقرير أن مسؤولين كبارا آخرين في الجيش الإسرائيلي لم يسمهم حثوا أيضا القادة السياسيين على اتخاذ قرارات وصياغة استراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، ورد أن أعضاء مجلس الوزراء حذروا نتنياهو من أن سلوك إسرائيل وعدم قدرتها على اتخاذ القرار في الأسابيع القليلة الماضية كان بمثابة “مخاطرة بالأرواح”.

بشكل منفصل، أفادت القناة 12 أن نتنياهو دخل مؤخرا في صدام مع رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار حول مسألة التخطيط الاستراتيجي، بعد أن أبلغ الأخير رئيس الوزراء أنه التقى مؤخرا بوزير الدفاع يوآف غالانت لإجراء محادثات “أخذت في الحسبان جميع الجبهات والاعتبارات”.

وقاطع نتنياهو بار قائلا، بحسب التقرير: “ماذا؟! أنت تقوم بإجراء مداولات استراتيجية مع وزير الدفاع؟”

وبحسب ما ورد، أجابه بار: “أي سؤال [هذا]؟ بالطبع”.

أرشيف: قوات إسرائيلية في عربة هامفي في منطقة السلاطين شمال غزة، بالقرب من جباليا، 7 ديسمبر، 2023. (Emanuel Fabian/Times of Israel)

وقال التقرير إن نتنياهو أشار بعد ذلك إلى أن الشاباك والموساد يخضعان له، وليس لغالانت، الذي رد بدوره على رئيس الورزاء.

وقال غالانت، بحسب التقرير: “أنت تمنع وزير الدفاع من إجراء مداولات استراتيجية؟ من سيجريها إن لم نكن نحن؟”

ووفقا للتقرير، قال نتنياهو إن المداولات الاستراتيجية “تعقد هنا فقط”، مما أثار ردا ساخنا آخر من غالانت: “في كل مرة تدعو فيها إلى مداولات استراتيجية، نأتي مستعدين. من واجبي أن أعقد اجتماعات لكي أكون مستعدا. المشكلة هي أنك لا تجري هذه المداولات”.

يعمل الجيش الإسرائيلي حاليا مرة أخرى في مدينة جباليا شمال قطاع غزة، بعد أن استولى عليها بالفعل خلال الأشهر الأولى من الهجوم البري الإسرائيلي على المنطقة في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر. وتم إطلاق الحملة العسكرية الجديدة بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد محاولات لحماس لإعادة تنظيم صفوفها في المدينة.

ويعمل الجيش أيضا مرة أخرى في حي الزيتون بمدينة غزة، بعد أن اكتشف أن حماس تعيد تجميع صفوفها هناك أيضا. وقُتل خمسة جنود خلال المعارك مع حماس في الزيتون يوم الجمعة.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (على يسار الصورة) يلتقي برئيس الشاباك رونين بار (على يمين الصورة) ونائبه في اجتماع عمل، 18 أبريل، 2024. (Kobi Gideon/GPO)

وبحسب تقارير، أعادت حماس تأكيد سيطرتها المدنية بشكل كبير في عدد من مناطق القطاع بعد أن اجتاحت القوات هذه المناطق وتركتها.

ويواجه نتنياهو وحكومته منذ فترة طويلة انتقادات بشأن رفضهم وضع خط لإدارة القطاع بعد الحرب، ولقد رفض رئيس الوزراء إجراء مناقشات موضوعية في مجلس الوزراء حول هذه المسألة بسبب مخاوف من احتمال انهيار ائتلافه.

وقد رفض نتنياهو الجهود الرامية إلى إدراج السلطة الفلسطينية في التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، معتبرا أن الخصم الأكثر اعتدالا لحماس، والتي تدعم علنا حل الدولتين، لا تختلف عن الحركة التي تحكم غزة من حيث أنها ترفض أيضا وجود إسرائيل وتعزز الكراهية للدولة اليهودية.

وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن نتنياهو على التخطيط لمن سيحكم غزة بعد الحرب خلال مقابلة أجرتها معه شبكة CNN الأسبوع الماضي وقال : “علينا أن نفكر في ما سيحدث بعد انتهاء هذا [في غزة]”.

وفي مقابلة تلفزيونية أجراها معه عالم النفس الدكتور فيل وبُثت يوم الخميس، طرح نتنياهو فكرة مبهمة حول حكم غزة بعد الحرب.

وقال نتنياهو: “ربما يتعين علينا أن يكون لدينا نوع من الإدارة المدنية من قبل سكان غزة غير الملتزمين بتدميرنا، ربما بمساعدة الإمارات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول أخرى أعتقد أنها تريد أن ترى الاستقرار والسلام”، مضيفا أن إسرائيل ستحتفظ بالحق في دخول القطاع عند الضرورة للقضاء على بقايا الجماعات المسلحة.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث مع دكتور فيل في مقابلة بُثت في 10 مايو، 2024. (YouTube screenshot. Used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

واستنكر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد يوم الجمعة هذا الاقتراح وقال إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يتمتع بأي صفة قانونية لاتخاذ هذه الخطوة، وترفض [الإمارات] الانجرار إلى أي خطة تهدف إلى توفير الغطاء للوجود الإسرائيلي في قطاع غزة”.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء إن خمس دول عربية “مستعدة للمساعدة في إعادة بناء غزة، ومستعدة للمساعدة في الانتقال إلى حل الدولتين… للحفاظ على الأمن والسلام بينما تعمل على إنشاء سلطة فلسطينية حقيقية وغير فاسدة”.

وقال بايدن إنه لا يريد تسمية الدول الخمس “لأنني لا أريد أن أوقعهم في مشاكل”، لكنه كان يشير على الأرجح إلى الإمارات والسعودية والأردن ومصر وقطر.

اندلعت الحرب في غزة بعد هجمات 7 أكتوبر، والتي شهدت  اقتحام حوالي 3000 مسلح الأراضي الإسرائيلية عبر الحدود إلى إسرائيل عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 252 آخرين كرهائن.

اقرأ المزيد عن