إسرائيل في حالة حرب - اليوم 370

بحث

رئيسا وكالتي المخابرات الأمريكية والبريطانية يدعوان إلى التوصل إلى صفقة رهائن؛ وبيرنز يدعو إلى “تنازلات سياسية صعبة”

مع الانتهاء من صياغة الاقتراح الجديد، أصدر رئيسا وكالتي التجسس نداء مشتركا غير مسبوق لوقف إطلاق النار لإنهاء "الخسارة المروعة في الأرواح" بين المدنيين في غزة و"الاحتجاز الجهنمي" للرهائن

رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) ريتشارد مور (على يسار الصورة) ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمربكية بيل بيرنز خلال مقابلة في حدث نظمته صحيفة "فاينانشال تايمز" في لندن، 7 سبتمبر، 2024. (Em Fitzgerald/Pool via Reuters)
رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) ريتشارد مور (على يسار الصورة) ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمربكية بيل بيرنز خلال مقابلة في حدث نظمته صحيفة "فاينانشال تايمز" في لندن، 7 سبتمبر، 2024. (Em Fitzgerald/Pool via Reuters)

قال رئيسا وكالات الاستخبارات المركزية الأمريكية والبريطانية يوم السبت إنهما “يعملان بلا كلل” من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مستخدمين بيانا عاما مشتركا نادرا للضغط من أجل إنهاء الصراع.

وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ورئيس جهاز الاستخبارات البريطاني ريتشارد مور إن وكالاتهما “استغلت قنواتنا الاستخباراتية للضغط بقوة من أجل ضبط النفس وخفض التصعيد”.

وفي وقت لاحق من يوم السبت، قال بيرنز إن اقتراحا جديدا لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن قيد الإعداد، ومن المرجح أن يتم تقديمه في غضون أيام، لكنه أكد أن إنهاء الصراع يتطلب “بعض الخيارات الصعبة وبعض التنازلات السياسية” من جانب كل من إسرائيل وحماس.

وفي مقال رأي نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز“، قال المسؤولان الاستخباراتيان إن وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس “قد ينهي معاناة المدنيين الفلسطينيين وخسائرهم الفادحة في الأرواح، ويعيد الرهائن إلى ديارهم بعد 11 شهرا من الاحتجاز الجهنمي”.

ويشارك بيرنز بشكل كبير في الجهود الرامية إلى التوسط لإنهاء القتال، حيث سافر إلى مصر في أغسطس لإجراء محادثات رفيعة المستوى تهدف إلى التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف الصراع مؤقتا على الأقل.

ولم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن، رغم إصرار المسؤولين الأمريكيين على أن التوصل إلى اتفاق بات وشيكا. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا إن “هناك قضيتين أخريين فقط” لا تزالان دون حل. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال إن التقارير التي تحدثت عن تحقيق تقدم غير دقيقة، وإنه لا يوجد اتفاق وشيك، وإن حماس “رفضت كل شيء”.

اندلعت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

رجل يسير بين أنقاض مبنى تعرض لقصف إسرائيلي في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة في 3 سبتمبر، 2024. (Omar al-Qattaa / AFP)

الولايات المتحدة وبريطانيا حليفان قويان لإسرائيل ودعمتا الحرب، على الرغم من أن لندن ابتعدت عن واشنطن يوم الاثنين من خلال تعليق بعض صادرات الأسلحة إلى إسرائيل بدعوى خطر استخدامها لانتهاك القانون الدولي.

في حدث نظمته صحيفة “فاينانشال تايمز” في لندن إلى جانب مور يوم السبت، قال بيرنز إن اقتراحا أكثر تفصيلا للتوصل إلى اتفاق سوف يقدَم في الأيام المقبلة، ولكن هذا سوف يتطلب من الجانبين اتخاذ بعض القرارات الصعبة.

وقال بيرنز أنه يعمل بجد على “نصوص وصيغ مبتكرة” مع الوسيطين قطر ومصر لتأمين وقف إطلاق النار، من خلال إيجاد اقتراح يرضي الطرفين، وأضاف “سوف نقدم هذا الاقتراح الأكثر تفصيلا، وآمل أن يتم ذلك في الأيام القليلة المقبلة، وبعد ذلك سوف نرى”.

وأضاف أن الأمر في نهاية المطاف يتعلق بالإرادة السياسية. “بقدر ما نعمل بجد على النصوص والصيغ المبتكرة للتوصل إلى اقتراح جيد بما فيه الكفاية، ونأمل أن يحدث ذلك في الأيام المقبلة، فإن هذا في نهاية المطاف يتعلق بالإرادة السياسية… ما إذا كان القادة على الجانبين مستعدين أم لا للاعتراف بأن ما حدث يكفي وأن الوقت قد حان أخيرا لاتخاذ بعض الخيارات الصعبة وبعض التنازلات الصعبة”.

ومضى بيرنز قائلا: “لا أستطيع أن أقول لكم كم نحن قريبون من اتفاق الآن”.

وقال أنه في حين تم الاتفاق على 90٪ من النص بين الطرفين المتحاربين، فإن “الـ 10٪ الأخيرة هي الـ 10٪ الأخيرة لسبب مهم وهو أنها الجزء الأصعب في التنفيذ”.

بالإضافة إلى ذلك، قال مور إنه يعتقد أن إيران لا تزال تخطط للانتقام لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي وقع في طهران في أواخر يوليو، والذي تلقي إيران باللوم فيه على إسرائيل.

وقال مور ردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران سترد: “أعتقد أنهم سيحاولون ولن نتمكن من التخلي عن حذرنا تجاه نوع النشاط الذي قد يحاول الإيرانيون السعي إليه في هذا الاتجاه”.

لم تعلن إسرائيل أو تنف مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع في طهران والذي أدى إلى مقتل هنية.

أشخاص يمرون أمام لافتة تحمل صورة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي اغتيل الشهر الماضي أثناء وجوده في إيران، في طهران في 20 أغسطس، 2024. (Atta KENARE / AFP)

في مقالهما، أكد بيرنز ومور أيضا على قوة العلاقات عبر الأطلسي في مواجهة “مجموعة غير مسبوقة من التهديدات”، بما في ذلك روسيا العنيدة، والصين التي تزداد قوة على نحو متزايد، والتهديد المستمر من الإرهاب الدولي – وكلها معقدة بسبب التغير التكنولوجي السريع.

وحذرا من أن النظام العالمي “مهدد بطريقة لم نشهدها منذ الحرب الباردة”.

كما سلطا الضوء على “حملة التخريب المتهورة” التي تشنها روسيا في جميع أنحاء أوروبا و”الاستخدام الساخر للتكنولوجيا لنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة المصممة لدق إسفين بيننا”.

لطالما اتهم المسؤولون الأمريكيون موسكو بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، وفي هذا الأسبوع، استولت إدارة بايدن على مواقع إلكترونية يديرها الكرملين واتهمت عاملين في شبكة البث الروسية RT بتمويل حملات على وسائل التواصل الاجتماعي سرا لبث رسائل مؤيدة للكرملين وزرع الفتنة حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر.

المقال هو أول مقال رأي مشترك لرئيسي وكالتي التجسس. وأشار المديران إلى عصر جديد من الانفتاح في مجالهما السري، مشيرين إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز المخابرات البريطاني كشفا عن معلومات استخباراتية حول خطة روسيا لغزو أوكرانيا قبل أن تهاجم موسكو جارتها في فبراير 2022.

تظهر هذه الصورة غير المؤرخة، التي أصدرها اللواء الرئاسي للقوات المسلحة الأوكرانية في 5 سبتمبر، 2024، أنقاض مدينة فوفشانسك الأوكرانية في منطقة خاركوف. (Handout / Armed Forces of Ukraine / AFP)

وقالا: “لقد توقعنا ذلك وتمكنا من تحذير المجتمع الدولي حتى نتمكن جميعا من الدفاع عن أوكرانيا”.

وبعد مرور عامين ونصف العام على اندلاع حرب لا تلوح في الأفق أي نهاية سريعة لها، قال رئيسا جهازي الاستخبارات إن “الاستمرار في المسار” في دعم أوكرانيا يظل أمرا حيويا.

وقالا إن الصراع جلب مزيجا غير مسبوق من الأسلحة التقليدية والتكنولوجيا سريعة التطور في شكل طائرات مسيّرة وأقمار اصطناعية وحرب سيبرانية وعمليات معلوماتية “بوتيرة ونطاق لا يصدقان”.

وكتبا “لقد أثبت هذا الصراع أن التكنولوجيا، المنشورة إلى جانب الشجاعة غير العادية والأسلحة التقليدية، يمكن أن تغير مسار الحرب”، مشيدين “بقدرة أوكرانيا على الصمود والابتكار والحيوية”.

اقرأ المزيد عن