رئيسا المخابرات الإسرائيلية والأمريكية يبحثان قضية الرهائن؛ و”الجهاد الإسلامي” تنشر تسجيلا لاثنين من الرهائن
الحركة تنشر مقطعي فيديو دعائيين لسيدة سنة وصبي، وتزعم أنها ستفرج عنهما؛ وكالات أنباء تقول إن رئيسي جهازي المخابرات التقيا برئيس الوزراء القطرى في الدوحة لمناقشة اتفاق محتمل
وصل رئيس جهاز الموساد، دافيد برنياع، ورئيس جهاز المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى قطر يوم الخميس لمناقشة الجهود لإطلاق سراح الرهائن في غزة مع رئيس الوزراء القطري، بحسب مسؤول أمريكي.
في اليوم نفسه، نشرت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية فيديو دعائي لرهينتين إسرائيليين وأشارت إلى أنها قد تطلق سراحهما، دون تقديم أي جدول زمني. من جهتها، وصفت إسرائيل التسجيل بأنه “حرب نفسيه”.
والتقى برنياع وبيرنز مع رئيس الوزراء القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حسبما قال المسؤول لوكالة “أسوشيتد برس”. المسؤول تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية المسألة.
ووفقا لتقرير في وكالة “رويترز”، نقلا عن “مصدر مطلع على الاجتماع”، اجتمع الثلاثة معا بعد أن التقى مسؤولون قطريون بقادة سياسين في حركة حماس – معظمهم يقيم في الدوحة – لمناقشة اتفاق محتمل.
كما أكد مسؤول لوكالة “فرانس برس” وجود مثل هذه المفاوضات، وقال إن “المحادثات حققت تقدما بشكل جيد نحو التوصل إلى اتفاق في الأيام القليلة الأخيرة”.
مساء الخميس، نشرت حركة الجهاد الإسلامي مقطع فيديو تم تصويره بالإكراه على ما يبدو للرهينتين حانا كتسير (77 عاما)، وياغيل يعكوف (13 عاما)، اللذين تم اختطافها من كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر.
الرهينتان تحدثا باللغة العبرية في التسجيل، واتهما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتسبب في الوضع الحالي وأشادا بالسلوك الانساني في الظاهر لخاطفيهما. هذه هي المرة الأولى التي تقوم بها الجهاد الإسلامي بنشر تسجيلات للرهائن الذين تحتجزهم.
وزعمت الجهاد الإسلامي يوم الخميس إنها على استعداد لإطلاق سراح الاثنين “لأسباب انسانية وطبية” بمجرد “استيفاء التدابير الملائمة”.
ردا على نشر التسجيل، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن الجيش “لا ولن يفوت أي فرصة لإعادة الرهائن إلى الديار”.
وأضاف هغاري إنه من المهم رؤية “علامة حياة” لاثنين من الرهائن، لكنه انتقد التسجيل وادعاء الجهاد الإسلامي بإنها تنوي إطلاق سراحهما في وقت لم تحدده باعتبارهما “حربا نفسية”.
ويُعتقد أن هناك أكثر من 240 رهينة محتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر، عندما تسلل الآلاف من المسلحين بقيادة حركة حماس الحدود من غزة إلى الأراضي الإسرائيلية وقتلوا حوالي 1400 شخصا.
وأفادت التقارير أن المناقشات في قطر شملت امكانية إطلاق سراح رهائن مقابل هدنة في القتال في غزة، وكذلك السماح بدخول الوقود وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن بدعوى أنه ضروري لقدرات حماس القتالية.
وصل بيرنز إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع لأول مرة منذ اندلاع الحرب، وكانت له محطتين أيضا في الإمارات العربية المتحدة وفي مصر خلال جولته الإقليمية.
وترددت تقارير يوم الأربعاء عن اتفاق وشيك توسطت فيه قطر للإفراج عن 10 إلى 15 رهينة مقابل وقف القتال لعدة أيام. لكن لم يتحقق الكثير مما ورد في هذه التقارير، وقد سعى المسؤولون الإسرائيليون مرارا إلى نفيها.
في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، نفى نتنياهو التقارير باعتبارها “شائعات فارغة”، مكررا مرة أخرى يوم الخميس أنه “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون تحرير رهائننا”. وترك بيانه الباب مفتوحا أمام احتمال هدنة إنسانية قصيرة، بدلا من وقف إطلاق نار طويل الأمد، فضلا عن إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن عدد معين من الرهائن بدلا من جميعهم.
يوم الخميس، قال رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ أنه “لا يوجد اقتراح حقيقي قابل للتطبيق من جانب حماس” على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن.
وقال هرتسوغ في مقابلة أجرتها معه شبكة “NBC نيوز” الأمريكية: “في حين أن هناك العديد من الأشخاص الذين يرسلون باعتبارهم أطرافا ثالثة رسائل متفائلة إلى نشرات الأخبار، فإنني أقول صراحة: حسب علمي، حتى الآن، لا توجد هناك معلومات جوهرية حقيقية تظهر أي عرض حقيقي لأي عملية على الطاولة”.
بعد ظهر الخميس، توجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برفقة رئيس الوزراء القطرى إلى أبو ظبي، حيث التقيا بالرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وذكرت وكالة “فرانس برس” يوم الأربعاء أن مصدرا مقربا من حماس أكد المحادثات التي تجري بوساطة قطرية، وقال إنها تركزت على إطلاق سراح اثنتي عشر رهينة تحتجزهم الحركة، من ضمنهم ستة أمريكيين، مقابل وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في قطاع غزة.
وأفادت تقارير أن رئيس الموساد السابق يوسي كوهين زار قطر في نهاية الأسبوع الماضي للمشاركة في محادثات بشأن إتفاق محتمل للإفراج عن الرهائن، مما دفع الموساد إلى الإعلان عن أن “هناك قناة رسمية واحدة فقط تدير مسألة إطلاق سراح الرهائن”.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء في وقت لاحق بيانا قال فيه إن كوهين “بادر إلى لقاء مع زعيم عربي بموافقة رئيس الوزراء”.
وفقا للتقديرات الإسرائيلية، تحتجز حماس حاليا حوالي 180 رهينة، وتحتجز حركة الجهاد الإسلامي ما يقارب من 40 رهينة، ويُعتقد أن عائلات إجرامية غير تابعة لهما تحتجز 20 رهينة إضافية، مما يعقد المفاوضات بشكل كبير، حيث أن اتصالات الوسطاء القطريين تكون في الغالب مع قادة حماس السياسيين في الخارج، الذين تم تهميشهم إلى حد كبير من قبل القادة العسكريين للحركة الذين ما زالوا في غزة، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الثلاثاء.
وانخرطت قطر في جهود دبلوماسية مكثفة لتأمين إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس وتفاوضت بنجاح على تسليم أربع رهائن – إسرائيليتين وأمريكيتين – في الأسابيع الأخيرة.
ودفعت الإمارة الخليجية الثرية في السنوات الأخيرة رواتب الموظفين الحكوميين في قطاع غزة، وقدمت مساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة، وحافظت على قنوات اتصال مفتوحة مع حماس، التي تحكم القطاع منذ الاستيلاء الدامي على السلطة في عام 2007.
كما تستضيف قطر المكتب السياسي لحركة حماس في عاصمتها الدوحة منذ أكثر من عقد من الزمن. ومن بين المسؤولين المتمركزين هناك زعيم حماس السابق خالد مشعل، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي الحالي للحركة.
إلى جانب كونها مقرا لمسؤولين كبار في حماس، تستضيف قطر أيضا أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.