ذوو الرهائن يغلقون الطريق السريع بين القدس وتل أبيب؛ ورئيس الـ CIA يلقي باللائمة في جمود المفاوضات على حماس
بيرنز يقول إن حماس "تقف في طريق" حصول سكان غزة على المساعدات التي يحتاجونها؛ مسؤول يقول إن غارة الجيش الإسرائيلي التي قتلت أبناء هنية وأحفاده دفعت الحركة إلى تشديد مطالبها بشأن اتفاق الهدنة

قام العشرات من أقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مع أنصارهم بإغلاق الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين القدس وتل أبيب يوم الجمعة، احتجاجا على تقاعس الحكومة عن إعادة المختطفين.
وأحرق المتظاهرون براميل وُضعت في منتصف الطريق السريع ورفعوا لافتات حملت صور أقاربهم، مطالبين إسرائيل ببذل المزيد من الجهد للتوصل إلى اتفاق مستعص.
وتدخلت الشرطة وطواقم الإطفاء بعد ذلك لتفريق المتظاهرين وإخماد النيران.
وبينما ألقى المتظاهرون المسؤولية على الحكومة الإسرائيلية، ألقى رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) بيل بيرنز، في تعليق علني نادر، اللوم على حماس في المفاوضات المتوقفة، قائلا إن الحركة رفضت الاقتراح الأخير.
وقال بيرنز خلال فعالية أقيمت في مركز جورج دبليو بوش الرئاسي في دالاس: “لقد كانت خيبة أمل كبيرة أن نحصل على رد فعل سلبي من حماس”.
وقال بيرنز: “في الوقت الحالي، رد الفعل السلبي هذا هو الذي يقف أمام حصول المدنيين الأبرياء في غزة على مساعدات الإغاثة الإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها”.

وقال بيرنز أنه لا يستطيع ضمان نجاح المحادثات.
وأضاف: “الأمر يفطر قلبي لأنه بالإمكان أن ترى من منظور انساني للغاية ما الذي على المحك هنا أيضا”.
מפגינים ובני משפחות חטופים חוסמים כעת את כביש 1 ומבעירים אש בחביות. ״מבעירים את מחדלי הממשלה על רעותיה: הפקרה, הזנחה, שחיתות, זלזול בחיי אדם, מרמה, אינטרסים פוליטיים, אדישות״ מסרו pic.twitter.com/0b0TDEMOSg
— Bar Peleg (@bar_peleg) April 19, 2024
وقد ترددت أنباء على نطاق واسع عن الاقتراح الأخير الذي ينص على وقف مؤقت لإطلاق النار لعدة أسابيع على الأقل مقابل إطلاق سراح عشرات الرهائن. وستطلق إسرائيل أيضا بموجب الاقتراح سراح مئات الأسرى الأمنيين الفلسطينيين المحتجزين في سجونها إلى جانب تمكين زيادة المساعدات لغزة، حيث تفاقمت الأزمة الإنسانية وسط القتال.
ومع ذلك، قال مسؤول عربي كبير لـ”تايمز أوف إسرائيل” أن آثار الغارة الإسرائيلية في الأسبوع الماضي والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وأربعة من أحفاده، ساهمت في الجمود المستمر في المفاوضات.
وقال المسؤول العربي الكبير إن الغارة جاءت في مرحلة حرجة من المفاوضات قبل أن تقدم حماس ردها على الاقتراح الأخير، مشيرا إلى أن الحركة واصلت في وقت لاحق تشديد مطالبها.
كما واجهت المحادثات انتكاسة أخرى هذا الأسبوع، حيث قالت قطر إنها تسعى إلى إعادة تقييم دورها كوسيط بين الجانبين وسط انتقادات شديدة.
وتنخرط قطر، مع الولايات المتحدة ومصر، في أسابيع من المحادثات خلف الكواليس لتأمين هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين – الذين اختطفتهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر – مقابل إطلاق سراح أسرى أمنيين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
إلى جانب رفض حماس للصفقة الأخيرة، ساهمت انتقادات عدد من المشرعين الأمريكيين الديمقراطيين والجمهوريين لطريقة تعامل قطر مع المفاوضات، في دفع القطريين إلى إعادة تقييم دورهم بالكامل، بحسب المسؤول العربي نفسه.

في حين أوضح المسؤولون القطريون أن غالبية الإحباط الذي تشعر به قطر كان موجها إلى الحكومة الإسرائيلية، التي كانت وراء الكثير من الانتقادات ضد الدوحة، إلا أنهم أشاروا إلى أن التصريحات الأخيرة لأعضاء الكونغرس لعبت أيضا دورا في قرار إعادة تقييم دور الوساطة.
دعا أحد كبار المشرعين الديمقراطيين، وهو النائب ستيني هوير من ولاية ماريلاند، في وقت سابق من هذا الأسبوع، الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم علاقاتها مع قطر إذا فشلت الدوحة في الضغط على حماس في المفاوضات، وقدمت مجموعة من المشرعين الجمهوريين تشريعات تهدف إلى تجريد الدوحة من مكانتها المرغوب فيها كحليف رئيسي من خارج الناتو.
وأكدت قطر أنها مجرد وسيط ولا تملك القدرة على الضغط على الطرفين، وأن إسرائيل وحماس وحدهما هما المسؤولتان عن التوصل إلى اتفاق أم لا. وتعتبر الدولة الخليجية من الداعمين لحماس منذ فترة طويلة وهي تستضيف قادتها.
وفي إعلانه عن قراره بإعادة تقييم دوره كوسيط، لم يقدم رئيس الوزراء القطري جدولا زمنيا، على الرغم من أن بعض المحللين توقعوا أنه من غير المرجح أن تتخلى الدوحة عن موقعها.
بعد مرور أكثر من ستة أشهر على هجوم حماس، يُعتقد أن 129 رهينة تم اختطافهم من إسرائيل ما زالوا في غزة، وقد تأكد مقتل 34 منهم على الأقل، من بين 253 تم أسرهم يوم 7 أكتوبر. وقد أصبحت عائلاتهم يائسة على نحو متزايد، وهي تنظم مسيرات منذ أشهر تطالب أن تتوصل الحكومة إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراحهم.
وتم التوصل إلى اتفاق هدنة لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر، حيث تم إطلاق سراح 105 رهائن مقابل إطلاق سراح 240 أسيرا أمنيا فلسطينيا. وأعاد الجيش الإسرائيلي ثلاث رهائن أحياء، كما تم الأفراج عن أربعة قبل التوصل إلى الصفقة، في حين استعاد القوات جثث 12 رهينة من غزة.