إسرائيل في حالة حرب - اليوم 533

بحث
من وراء الكواليس

ديرمر يضغط من أجل نقل سكان غزة إلى سيناء خلال اجتماع ”متوتر“ مع مسؤول مصري

الوزير المقرب من رئيس الوزراء يزعم أن الشعب المصري أقل معارضة للفكرة من حكومته، مما أثار قلق القاهرة التي سعت منذ ذلك الحين إلى ترتيب زيارة له إلى البلاد لتوضيح معارضتها للفكرة بشكل أكبر

وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يدخل إلى مبنى المكتب التنفيذي بجوار البيت الأبيض في واشنطن العاصمة في 26 ديسمبر، 2023. (Andrew Caballero-Reynolds / AFP)
وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر يدخل إلى مبنى المكتب التنفيذي بجوار البيت الأبيض في واشنطن العاصمة في 26 ديسمبر، 2023. (Andrew Caballero-Reynolds / AFP)

عقد وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر اجتماعا ”متوترا“ مع مسؤول مصري رفيع المستوى أواخر الشهر الماضي في القدس، سعى خلاله الأخير إلى نقل معارضة القاهرة الشديدة لنقل سكان غزة إلى شبه جزيرة سيناء، بحسب ما قاله مسؤول إسرائيلي ومصدر ثان مطلع لـ”تايمز أوف إسرائيل”.

وقال المصدران إن المسؤول المصري نقل أن القاهرة منزعجة من دعوات الساسة الإسرائيليين لترحيل الفلسطينيين من غزة، وأكد أن مصر تعتبر أي مسعى من هذا القبيل تهديدا وجوديا.

وبحسب المصدرين، رد ديرمر بأن الشعب المصري لا يعارض استقبال سكان غزة بالقدر الذي تعارض فيه الحكومة المصرية الفكرة.

وفي ظل انزعاج المسؤولين المصريين من الإجابة – بالإضافة إلى عدم موافقتهم عليها – سعى المسؤولون المصريون منذ ذلك الحين إلى ترتيب لقاء لديرمر مع بعض كبار قادة البلاد في القاهرة من أجل توضيح الموقف المصري بشكل أكبر ضد نقل الفلسطينيين إلى سيناء.

وبينما كانت مصر تأمل أن يتم عقد الاجتماع في وقت سابق من هذا الشهر، إلا أنه لم يتم بعد، بحسب المصدرين.

وقال متحدث باسم ديرمر إن مكتبه لن يعلق على الاجتماعات الخاصة.

رجل يرفع لافتة كتب عليها “لا للتهجير” في مظاهرة ضد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسيطرة على غزة، على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي، 31 يناير، 2025. (Kerolos Salah / AFP)

وقال المصدران إن آخر مرة زار فيها ديرمر القاهرة كانت في يناير الماضي، حيث سافر إليها بهدوء لعقد اجتماعات لمناقشة التنسيق الأمني الثنائي.

كما يتم الترويج لفكرة نقل الفلسطينيين إلى مصر من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اقترح أن تتولى الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة على غزة ونقل جميع سكانها البالغ عددهم نحو مليوني نسمة.

الفكرة قوبلت بالرفض السريع من قبل مصر، التي أحجم رئيسها عبد الفتاح السيسي عن لقاء ترامب في البيت الأبيض، على الرغم من العروض التي قدمتها واشنطن لعقد مثل هذا اللقاء، الذي من المحتمل أن يتم خلاله حشره في الزاوية لتقديم تعليقات علنية بشأن خطة ترامب، حسبما قال المصدران لـ ”تايمز أوف إسرائيل“.

وقال المصدران إن الاجتماع المتوتر الذي عُقد الشهر الماضي في القدس جاء على خلفية التوترات المتصاعدة بالفعل بين الحكومتين الإسرائيلية والمصرية.

فعلى مدى الأشهر العديدة الماضية، أثار السياسيون الإسرائيليون في اجتماعات مع مشرعين أمريكيين زائرين مزاعم بأن مصر تنتهك معاهدة السلام بين البلدين من خلال حشد قوات على طول حدود غزة.

كما أثار سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة هذه القضية خلال اجتماع مع المسؤولين التنفيذيين للجماعات اليهودية الأمريكية.

على اليسار: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منتجع ترامب ناشيونال دورال ميامي، 27 يناير، 2025. (Mandel Ngan/AFP)؛ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة الاستثنائية المشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية في الرياض، 11 نوفمبر، 2024. (SPA / AFP)

وقال يحيئيل لايتر للقادة اليهود الأمريكيين في تسجيل حصل عليه “تايمز أوف إسرائيل” إن ”مصر تنتهك اتفاقية السلام في سيناء بشكل خطير للغاية. هذه قضية سوف تطفو على السطح لأن هذا الأمر غير مقبول”.

وتابع: ”هناك قواعد يتم بناؤها لا يمكن استخدامها إلا للعمليات الهجومية، للأسلحة الهجومية – وهذا انتهاك واضح… لفترة طويلة تم تنحية هذا الأمر جانبا، وهذا مستمر. ستكون هذه قضية سنطرحها على الطاولة قريبا جدا وبقوة“.

كما اتهم لايتر عائلة السيسي بالتربح من يأس الفلسطينيين الذين يسعون إلى الفرار من قطاع غزة والعمل بشكل خبيث لصالح حماس.

وقال المسؤول الإسرائيلي والمصدر الثاني المطلع على الأمر إن هذه التصريحات أغضبت القاهرة التي أثارت المسألة خلال الاجتماع مع ديرمر الشهر الماضي.

وعلى عكس القادة السياسيين في إسرائيل، لم تعرب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لنظيرتها في القاهرة عن قلقها من الموقف العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء، بحسب المصدرين.

وأشار البعض إلى لقطات نُشرت مؤخرا تظهر وجود دبابات مصرية كبيرة في سيناء، لكن لم يتم التحقق من صحة تلك المقاطع، وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن المقاطع ليست حديثة.

اقرأ المزيد عن