دول في معاهدة منع الإنتشار النووي ستحاول إحياء مسألة نزع الأسلحة
المشاكل التي قد تسبب فشل الإجتماع: التوتر الأميركي الروسي بسبب أوكرانيا والجدل بين إسرائيل والدول العربية حول مشروع منطقة خالية من السلاح النووي

أ ف ب – ستحاول الدول الموقعة لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية اعتبارا من الإثنين في نيويورك، إحياء مسألة نزع السلاح النووي، بينما تشهد العلاقات بين القوتين النوويتين الكبريين الولايات المتحدة وروسيا توترا في حين تمر المفاوضات مع إيران بمرحلة أساسية.
وسيحضر وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف إلى نيويورك لإفتتاح هذا المؤتمر المخصص لمتابعة معاهدة الحظر النووي. وقد يواصلان على هامش المؤتمر، محادثاتهما حول الإتفاق الذي تم التوصل إليه في لوزان (سويسرا) في الثامن من نيسان/ابريل حول البرنامج النووي المثير للجدل لطهران.
والإتفاق الذي يفترض أن يستكمل في نهاية حزيران/يونيو واحد من الأنباء السارة الأخيرة في مجال مكافحة انتشار الأسلحة النووية.
وقال دبلوماسي غربي، أن “اتفاق لوزان سيكون له تأثير إيجابي” على مناقشات معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وأضاف، “نسعى إلى تسوية واحدة من أزمتين كبيرتين في هذا المجال”، في إشارة إلى الأزمة الكورية الشمالية أيضا.
والمعاهدة التي دخلت حيز التنفيذ في 1970، تضم 190 بلدا او كيانا وتعقد مؤتمر متابعة كل خمس سنوات.
وبين الدول التي تملك سلاحا ذريا رسميا أو بشكل غير رسمي، وحدها الهند وباكستان وإسرائيل لم توقع المعاهدة. والقوى النووية الخمس الموقعة على المعاهدة هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.
وانسحبت كوريا الشمالية من المعاهدة في 2003 وأجرت منذ ذلك الحين ثلاث تجارب نووية.
ويعبر الدبلوماسيون والخبراء عن خيبة أملهم لعدم حدوث تقدم في فصول المعاهدة الثلاثة وهي نوع الأسلحة والتحقق من الطابع السلمي للبرامج النووية للدول والإستخدام السلمي للذرة، منذ المؤتمر السابق في ايار/مايو 2010.
وانتهى ذلك المؤتمر ببرنامج عمل طموح يتأخر تطبيقه. ويفترض أن يدرس المندوبون الذين سيجتمعون في نيويورك التقدم الذي يجب أن يتحقق في السنوات المقبلة.
وقالت الممثلة العليا للأمم المتحدة لنزع الأسلحة انجيلا كين، “نراوح مكاننا على الطريق الذي يؤدي إلى عالم بلا أسلحة نووية”، موضحة أن “الدول التي تمتلك (السلاح الذري) لا تحترم وعودها بخفض ترساناتها”.
وأشارت إلى الإحباط المتزايد للدول غير النووية التي “تشعر بأنها لا تؤخذ على محمل الجد” والخطر الذي يشكله ذلك على “مصداقية” المعاهدة.
وذهب وزير الخارجية الاسترالي السابق غاريث ايفانز الذي ترأس اللجنة الدولية حول منع الإنتشار النووي الى حد الحديث عن “شلل وحتى تراجع”.
وهذا التشاؤم تغذيه الجهود الكبيرة التي تبذلها واشنطن وموسكو لتحديث ترسانتيهما.
إلا أن مسؤولا في وزارة الخارجية الأميركية قال أن الولايات المتحدة “خفضت عدد رؤوسها النووية بنسبة 85% منذ 1967” في أوج الحرب الباردة، أي من 31 الفا و800 إلى 4200 رأس.
ولا يستبعد دبلوماسيون فشل المؤتمر كما حدث في 2005 عندما اخفق المندوبون في الإتفاق على وثيقة نهائية.
وهناك مشكلتان يمكن أن تسببا فشل الإجتماع هما التوتر الأميركي الروسي بسبب اوكرانيا والجدل بين إسرائيل والدول العربية حول مشروع منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط.
وقال دبلوماسي متخصص في هذا الملف، ان “التشنج الروسي الأميركي لا يبشر بالخير لإستئناف المفاوضات حول نزع الأسلحة بين موسكو وواشنطن” المتوقفة منذ 2011. وأضاف أنه “امر مقلق لمؤتمر المتابعة”.
وكان الإعلان الختامي للمؤتمر في 2010 ينص على عقد اجتماع في هلسنكي في 2012 حول إقامة منطقة خالية من السلاح الذري في الشرق الأوسط، لكن الإجتماع لم يعقد. وترفض إسرائيل التي يقول خبراء أنها تمتلك مئتي رأس نووي المشاركة في اجتماع من هذا النوع ما لم يتم توقيع اتفاق سلام في المنطقة.
لكن ايفانز قال أن المصريين الذي جعلوا هذا الملف محور معركتهم في 2010 “لا يميلون إلى استخدامه لتقويض مؤتمر 2015”.