رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي، المتهم بالإعدام الجماعي، يقول إن إسرائيل تشاركه ‘شغفه للناس’
مستضيفا رئيس الفلبين، الذي شبه نفسه بهيتلر لقتله الاف تجار المخدرات، اشاد نتنياهو بدور البلاد في انقاذ اليهود خلال المحرقة

قال رئيس الفلبين المتشدد رودريغو دوتيرتي ان مانيلا وإسرئيل تتشاركان التزام بالسلام وضد “الفكر الفاسد” خلال زيارة الى اسرائيل يوم الاثنين.
“نحن نتشارك ذات الشغف للسلام. نحن نتشارك ذات الشغف للبشر”، قال دوتريتي، الذي نظم قتل عدة الاف تجار مخدرات ومدمنين مفترضين والمتهم بانتهاكات لحقوق الانسان.
“نحن ايضا نتشارك ذات الشغف لعدم السماح بتدمير عائلات من قبل الذين [يعتنقون] فكر فاسد”، اضاف دوتيرتي، بما يبدو انه اشارة الى حربه ضد جرائم المخدرات.
“من هذه الناحية، يمكن لإسرائيل ان تتوقع اي مساعدة يمكن للفلبين توفيرها”، قال.
وأتت هذه الملاحظات قبل لقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزيارة مخططة لمتحف “ياد فاشيم” في ذكرى المحرقة.
وفي عام 2016، قال إنه سيكون “سعيدا في ذبح” ملايين مستخدمي المخدرات في بلاده، وشبّه نفسه بهتلر الذي قتل ملايين اليهود.
واعتذر لاحقا على ذكر اليهود، ولكن لم يتراجع ابدا عن عمه الظاهري للقتل الجماعي.
وأقرت حكومة دوتيرتي بقتل 5000 شخص واعتقال 50,000 خلال حربه ضد تجارة المخدرات؛ ولكن تقول منظمات حقوق انسان ان العدد اكبر بكثير، وتقول ان معظم الضحايا كانوا من الفقراء في المدن.
ونشرت وكالة “رويترز” سلسلة من التقارير التي كشفت فيها عن أن شرطة دوتيرتي قام بإعدام مئات تجار المخدرات المزعومين – حيث قامت بإطلاق النار عليهم في الرأس والقلب من مسافة قريبة.
ومتحدثان قبل لقائهما الاثنين في مكتب رئيس الوزراء، اشاد كل من نتنياهو ودوتيرتي بالعلاقات الثنائية الدافئة ولكن اضافوا نبرة شخصية لملاحظاتهما، التي ركزت ايضا على عشرات الاف عمال الرعاية الفلبينيين في اسرائيل.

وقال نتنياهو ان والده الراحل، المؤرخ البارز بن تسيون نتنياهو، “تلقى رعاية مدهشة” من عاملة فلبينية، “لي”، قبل وفاته عام 2012 في جيل يناهز 102 عام.
“اعتنت بكل احتياجات والدي. عندما توفي، اعتنت باحتياجات شقيقه، حتى وفاته”، قال.
“هناك ظاهرة بارزة في اسرائيل حيث الاف والاف العائلات فرحت من دعم عمال الرعاية الفلبينيين للمسنين. انا واحجا من هذه العائلات، سيد الرئيس”، قال نتنياهو، وأضاف انه ينضم الى العديد من الإسرائيليين ب”التأثر جدا من هذه الانسانية”.
واشاد نتنياهو “الدور الاستثنائي” الذي تولته الفلبين بفتح ابوابها لليهود الفارين من ملاحقة النازيين ولكونها الدولة الوحيدة في اسيا التي صوتت لصالح خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947، والتي مهدت الطريق لقيام اسرائيل في العام التالي.
“سيد الرئيس، نحن نذكر اصدقائنا. وهذه الصداقة ازدهرت عبر السنوات، وخاصة في السنوات الاخيرة”، قال نتنياهو.
وبدأ دوتيرتي ملاحظاته بشكر اسرائيل على استضافة عشرات الالاف من سكان بلاده، واشاد بالإسرائيليين على طريقة معاملتهم الفلسطينيين اللطيفة.
“انهم سعيدون جدا بالعمل هنا”، قال، متحدثا باللغة الانجليزية. “وسمعت انه يتم معاملتهم كالبشر، خلافا لأماكن اخرى، لن اذكرها الان”.
وعرف دوتيرتي ايضا نتنياهو على ابنته سارة دوتيرتي كاربيو، رئيسة بلدية مدينة دافاو، احدى اكبر مدن الفلبين. وقال دوتيرتي انها ابنة زوجته السابقة الامريكية اليهودية، اليزابيث زيمرمان.
وتصافح نتنياهو ودوتيرتي كاربيو قبل متابعة والدها ملاحظاته.
“لنتبارك بعلاقة قوية”، قال.
وجاء التعارف يوم بعد دوتيرتي، الذي كان رئيس بلدية دافاو، عن ملاحظات جدلية حول قضايا اغتصاب في المدينة، حيث قال إنه ستكون هناك العديد من حالات الاغتصاب في المدينة “طالما أن هناك العديد من النساء الجميلات”.

وبعد ملاحظاتهم القصيرة، وقع وزراء اسرائيليين وفلبينيين على سلسلة اتفاقيات ثنائية، بما يشمل اتفاقية تهدف لتحسين ظروف عمال الرعاية الفلبينيين في اسرائيل. واضافة الى ذلك، سوف تؤذي اتفاقية وقع عليها وزير الداخلية ارييه درعي ووزير العمل الفلبيني سلفسترو هرناندو بيلو الى “تقليص مبلغ يصل 12,000 دولار من تكاليف كل موظف رعاية”، قال نتنياهو.
“هذه اموال تؤخذ من عمال الرعاية والعائلات، العائلات الإسرائيلية التي تريد خدماتهم. هذا اتفاق رائع واعتقد انه يبشر بشكل الصداقة التي نطورها”.
وفي وقت لاحق الاثنين، سوف يزور دوتيرتي وبعثته متحف ياد فاشيم في ذكرى المحرقة.
وفي يوم الثلاثاء، سوف يستقبله الرئيس رؤوفن رفلين في منزله الرسمي وسوف يشرف على مؤتمر اعمال رؤساء شركات كبيرة من اسرائيل والفلبين في فندقه في القدس.
ويشارك اكثر من 150 رجل اعمال في بعثة دوتيرتي. وفي يوم الاربعاء، سوف يضع الرئيس اكليل زهور في نصب “الابواب المفتوحة” التذكاري في حديقة ذكرى المحرقة في ريشون لتسيون. وسوف ينضم اليه ناجين من المحرقة ذهبا الى الفلبين عام 1939 وانتقلا الى اسرائيل بعدها.
وبالرغم من عدم تسجيل ذلك في جدول اعماله، يتوقع ان تركز زيارة دوتيرتي الى اسرائيل على صفقة شراء اسلحة محتملة.
وقال في الماضي انه يعتبر اسرائيل موفرا بديلة للأسلحة بعد رفض الولايات المتحدة ودول اخرى بيع الاسلحة له بسبب انتهاكات حقوق الانسان.