درعي لن ينقذ نتنياهو بعد الآن
يعقد رئيس حزب شاس اجتماعاته بين جلسات كابينت الحرب المتكررة على شرفة شقته في القدس، حيث يوضح إنه بعد الانتخابات القادمة، لن ينضم إلى نتنياهو بشكل تلقائي
رئيس حزب “شاس” أرييه درعي يفكر في عرض شقته للبيع. طوال العام الماضي، لم يكن يعيش في هذه الشقة الأسطورية في حي هار نوف في القدس، حيث أمضى الفترات العاصفة من حياته السياسية والشخصية، بل انتقل إلى شقة أصغر في بيت وغان، وهو حي أكثر تهوية وأقل إرهاقا.
ومع ذلك، من الصعب لدرعي أن يودع شرفته في شارع هكبلان. على الشرفة العالية والهادئة المطلة على جنوب القدس، يعقد درعي كافة اجتماعاته المهمة بين جلسات الكابينت الحرب المتكررة.
إلى هنا يأتي أيضا ضابط المخابرات الذي يطلعه على آخر المستجدات يوميا. في هذه المحادثات، تنعكس صورة شخص قلق، بطبيعة الحال، شخص يرغب في أن تسير الأمور بشكل مختلف.
يشارك درعي في كابينت الحرب منذ تشكيله، بعد أيام قليلة من الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر. وبينما ليس لديه حق التصويت، فالكابينت لم يحتاج حتى الآن إلى إجراء أي تصويت حاسم.
أكبر إنجازات درعي كان مساهمته في منع فتح جبهة ثانية ضد حزب الله في الأسبوع الأول من الحرب. استدعى درعي بيني غانتس وغادي آيزنكوت إلى مركز صنع القرار، حتى قبل انضمامهما رسميا إلى الكابينت، ومارس الثلاثة الضغوط على وزير الدفاع يوآف غالانت وآخرين من الذين أرادوا الدخول في حرب مزدوجة.
واليوم، بعد نصف عام لم ننجح في التعامل مع غزة فيه وشهد تورطنا في حرب مباشرة مع إيران، يبدو إن هذا القرار كان مصيريا.
ومع ذلك، يعتقد درعي أن هذه الحكومة تعتمد على عناصر متطرفة تسحبها في اتجاهات خطيرة. فهو ينفر من سلوك بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وسلوك نتنياهو المساوم تجاههما.
تصريحات سموتريش وبن غفير – وكذلك أعضاء الليكود المتطرفين – ضد رئيس الولايات المتحدة جو بايدن خلال الأشهر الماضية تدفع درعي إلى الجنون.
“كيف لم يأمرهم نتنياهو بالانضباط بعد مثل هذه الهجمات على الرئيس. علينا أن الليونة قدر الإمكان تجاهه في هذه الفترة”، يقول درعي، فيما يمكن أن يكون انتقاد مبطن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي اشتبك كثيرًا مع بايدن في الأشهر الأخيرة.
هذه الأمور مهمة بشكل خاص الآن عندما تواجه البلاد أحد أصعب القرارات في تاريخها، كيفية الرد على الهجوم الإيراني الأخير ومتى. بن غفير يطالب برد صارم داخل الأراضي الإيرانية. سموتريش يكتفي بطهران (“التي يجب أن تهتز”).
بالنسبة لدرعي، وجود غانتس وآيزنكوت في كابينت الحرب فائق الأهمية، على الرغم من موقفهما تجاه تجنيد اليهود الحريديم. عليهم البقاء، وإلا ستفقد الحكومة ميزان القوى لصالح الصهيونية الدينية وعوتسما يهوديت في منتصف الحرب.
ويقدر درعي بشكل خاص رئيس الأركان السابق وعضو كابينت الحرب غادي آيزنكوت، ليس بسبب مواقفه التي لا يتفق معها دائما، بل بسبب نزاهته. وكان يحتاج أحيانا إلى آيات من المزامير للإشادة بآيزنكوت في المحادثات المغلقة في الشرفة.
علاوة على ذلك، يرى درعي أن إجراء الانتخابات المبكرة وتشكيل إجماع وطني واسع أفضل من البقاء مع حكومة يمينية ضيقة. ويزعم درعي في محادثات خاصة أن شاس لم يعد ملتزما بنتنياهو. من المدهش أن نسمع ذلك من شخص ظهر في إعلانات ضخمة مع نتنياهو قبل الحملات الانتخابية تحت شعار “بيبي يحتاج إلى أسد (أرييه) قوي”.
هل لم يعد درعي يثق بانتصار نتنياهو ويمهد لشراكة في حكومة مختلفة حتى لا يتم استبعاده؟ في أحد اجتماعات كتلة شاس قال “لن يضمن لنا أحد أننا سنكون في الحكومة المقبلة”.
باختصار، درعي لا يقلص الخيارات. “بعد الانتخابات المقبلة لن نذهب مع نتنياهو بشكل تلقائي، بل مع من لديه أفضل فرصة لتشكيل حكومة”، يقول لمحاوريه.
درعي لن يقول هذه الأشياء في العلن. ولا تزال قاعدة حزب شاس الحريدي تؤيد وحتى معجبة بنتنياهو، ولا يريد درعي إثارة الاضطرابات هناك في هذه اللحظة.
كما أنه يخشى قانون التجنيد. في الأسبوع الماضي، صرح الوزير موشيه أربيل من شاس أنه يجب على الحريديم الذين لا يدرسون في الكليات الدينية أن يتجندوا. بينما قدم مجلس حكماء شاس موقف معاكس، وقال أنه لا ينبغي لأي حريدي أن ينضم إلى الجيش ويندمج في ثقافة علمانية أجنبية.
درعي ليس غاضبا من صديقه أربيل، لكنه يدعي أن حاخامات شاس شددوا مواقفهم لأن المحكمة العليا تنكر شرعية جميع طلاب الكليات الدينية الذين يريدون دراسة التوراة.
“في النهاية، مجلس الحكماء سيقرر في هذه القضية”، قال درعي، لكن يجب أن نتذكر دائما أن نفوذه في المجلس كبير، وهو الذي سيحدد في النهاية ما إذا كان شاس سيبقى في الحكومة أو فقط في الائتلاف، إذا أمرت محكمة العدل العليا تجنيد طلاب الكليات الدينية في أوائل يونيو.