إسرائيل في حالة حرب - اليوم 564

بحث

دراسة: حوالي مليون إسرائيلي يعيشون في الخارج، مما يغير وجه يهود أوروبا

في حين أن معظمهم يعيشون في الولايات المتحدة، فإن أوروبا الآن هي موطن لحوالي 30% من الإسرائيليين في الخارج، مما يؤدي إلى ”تحول كبير“ في المجتمعات المحلية، وفقًا لمعهد أبحاث السياسات اليهودية

مسافرون ينظرون إلى لوحة الرحلات المغادرة في مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، حيث تم إلغاء وتأخير الرحلات الجوية بسبب هجوم مفاجئ واسع النطاق من قبل حماس، في 7 أكتوبر، 2023. (Gil Cohen-Magen/AFP)
مسافرون ينظرون إلى لوحة الرحلات المغادرة في مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، حيث تم إلغاء وتأخير الرحلات الجوية بسبب هجوم مفاجئ واسع النطاق من قبل حماس، في 7 أكتوبر، 2023. (Gil Cohen-Magen/AFP)

يعيش ما يقارب من مليون إسرائيلي وأبنائهم خارج إسرائيل، وفقا لتقرير جديد صادر عن معهد أبحاث السياسات اليهودية ومقره لندن.

في حين أن معظم المغتربين الإسرائيليين يعيشون في الولايات المتحدة، فقد اختار العديد من الإسرائيليين الانتقال إلى أوروبا على مدى السنوات الـ 25 الماضية، مع تأثيرات عميقة على الجاليات اليهودية المحلية هناك، كما أشار دانييل ستيتسكي، مؤلف التقرير وكبير الباحثين ومدير وحدة الديموغرافيا الأوروبية في معهد أبحاث السياسات اليهودية.

وكتب ستيتسكي في التقرير أن البيانات تشير إلى أن ”الشتات اليهودي يمر بتحول كبير“، مضيفا أنه من المرجح أن يتبع ذلك ”تحول ثقافي… على خلفية التحول الديموغرافي”.

يستند التقرير، الذي يدعي أنه يقدم أكثر المعلومات تفصيلاً عن المغتربين الإسرائيليين حتى الآن، إلى بيانات تم جمعها بين عامي 2021 و2023، ولا يعكس التغيرات السكانية التي حدثت بعد أن شنت حماس حربها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، حسبما قال ستيتسكي لـ”تايمز أوف إسرائيل”.

غادر أكثر من 82 ألف إسرائيلي البلاد في عام 2024، وفقا لبيانات دائرة الإحصاء المركزية. وأشار ستيتسكي إلى أنه لا يزال من السابق لأوانه تقييم تأثيرهم على المدى الطويل.

عاش حوالي 630 ألف إسرائيلي خارج إسرائيل خلال الفترة التي شملها المسح، أي ما يعادل حوالي 6٪ من سكان إسرائيل. ويشمل ذلك 328 ألف شخص ولدوا في إسرائيل و302 ألف آخرين ولدوا في أماكن أخرى لكنهم حصلوا على الجنسية الإسرائيلية وعاشوا في إسرائيل خلال حياتهم.

توضيحية: أشخاص يقفون في الطابور للمرور عبر مراقبة الجوازات في مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل.(Yossi Zamir/Flash90)

وقال التقرير أنه عند إضافة أبنائهم الذين ليسوا مواطنين إسرائيليين إلى الحساب، فإن هناك حوالي 955 ألف شخص ”مرتبطين بإسرائيل“ خارج إسرائيل. حوالي 80٪ من هذا المجموع هم من اليهود، والباقي من المسلمين ومجموعات أخرى.

وقال ستيتسكي لـ”تايمز أوف إسرائيل”: ”يمكننا أن نرى أنه لو بقي كل هؤلاء الأشخاص في إسرائيل، لكان لدى الدولة حوالي مليون شخص آخر، ربما 11 مليون شخص بدلا من 10 ملايين شخص حاليًا“.

مضيفا: ”أنا لست متأكدا من أن هذا الفرق كبير جدًا بالنسبة لإسرائيل في الصورة الكبيرة، ولكن قد يختلف الآخرون في الرأي“.

يقيم أكبر عدد من الإسرائيليين في الخارج في الولايات المتحدة، حيث يقيم نصفهم تقريبًا، تليها كندا وألمانيا وبريطانيا. وأشار التقرير إلى أن حوالي ثلاثة أرباع الإسرائيليين خارج إسرائيل يعيشون في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية.

ومع ذلك، فإن عدد الإسرائيليين الذين ينتقلون إلى أوروبا في السنوات الأخيرة أكثر مما كان متوقعًا في السابق، وذلك بسبب عدد من العوامل التي تشمل تعزيز الاقتصادات والقرب الجغرافي من إسرائيل والعديد من البلدان التي تمنح الجنسية للإسرائيليين بناءً على أصولهم، بحسب التقرير.

أصبحت القارة الأوروبية (بما في ذلك بريطانيا) الآن موطنًا لما يقارب من 30٪ من الإسرائيليين في الخارج، وهي نسبة كبيرة بالنظر إلى أن 16٪ فقط من جميع يهود الشتات الذين يعيشون في القارة.

دانييل ستيسكي (Courtesy)

وقال ستيتسكي: ”إذا نظرت إلى أوروبا ككل، فمن الواضح أن أنماط الهجرة المتغيرة تؤثر على ثقافة السكان الأصليين وطابعهم. هذا أمر طبيعي. وهو نفس الشيء بالنسبة للمجتمعات اليهودية والإسرائيليين. فهم يأتون إلى بلد جديد بعقلية مختلفة، وهذا يؤثر على المجتمعات التي ينضمون إليها“.

وأشار التقرير إلى أن ألمانيا لديها أكبر عدد من السكان المولودين في إسرائيل في أوروبا، تليها بريطانيا. وتضم هاتان الدولتان معًا ما يقرب من 50٪ من الإسرائيليين الذين يعيشون في أوروبا.

وفي الوقت نفسه، شهدت العديد من الجاليات اليهودية الصغيرة تدفقات كبيرة من الإسرائيليين. وأشار التقرير إلى أنه خلال العقد الماضي، ارتفع عدد السكان المولودين في إسرائيل بشكل كبير في دول البلطيق (135٪)، وأيرلندا (95٪)، وبلغاريا (78٪)، وتشيكيا (74٪)، وإسبانيا (39٪)، وهولندا (36٪)، وألمانيا (34٪)، وبريطانيا (27٪).

ويشكل اليهود المولودون في إسرائيل الآن ما يقرب من نصف السكان اليهود في النرويج، و41٪ في فنلندا، وأكثر من 20٪ من الجاليات اليهودية في بلغاريا وإيرلندا وإسبانيا والدنمارك.

وأشار ستيتسكي إلى أن هذه الجاليات كان من المتوقع أن تتقلص تدريجيًا في السابق، بسبب انخفاض معدلات المواليد وشيخوخة السكان واتساع نطاق الهجرة. ومع ذلك، فإن ”انضمام الإسرائيليين إلى هذه المجتمعات يساعد في الحفاظ على مستوياتها العددية بل وزيادتها“.

توضيحية: ترسيم الكهنة والحاخامات في حفل في كنيس ريكستراس في برلين، 5 سبتمبر، 2024. (Toby Axelrod/ JTA)

في هولندا، على سبيل المثال، فإن هجرة 200 إسرائيلي سنويا تعمل على تعويض الانخفاض السكاني في الجالية اليهودية البالغ عددهم 35 ألف نسمة، كما أشار تقرير منفصل في يناير.

في المقابل، يشكل اليهود المولودون في إسرائيل حوالي 3٪ فقط من عدد اليهود البالغ عددهم 7.5 مليون يهودي في الولايات المتحدة.

وقال التقرير إنه يجب على اليهود في أوروبا أن يتكيفوا مع هذه الاتجاهات المتغيرة، لا سيما زيادة خيارات التعليم اليهودي في المجتمعات التي تنضم إليها العائلات الإسرائيلية الشابة.

وخلص التقرير إلى أن ”نظرية ’الشتات المتلاشي‘، حتى وإن كانت لا تزال صالحة في جوهرها على المستوى الأوروبي، إلا أنها تحتاج إلى تأهيل على مستوى كل بلد على حدة. إن الغوص بشكل أعمق في ديموغرافية الإسرائيليين في الخارج، وفي أوروبا على وجه الخصوص، يحمل مفتاحًا لذلك“.

وقدم ستيتسكي مثالاً بسيطًا على الاتجاهات المتغيرة في أوروبا من سوبر ماركت الكوشر المحلي الذي يرتاده: ”في لندن قبل 15 عامًا، لم يكن بإمكانك أن تجد سوى الطعام الأشكنازي، ولم يكن بإمكانك العثور على أي شخص يبيع الكبة. والآن، أصبحت الكبة متوفرة في جميع المتاجر“.

اقرأ المزيد عن