إسرائيل في حالة حرب - اليوم 346

بحث

دخول دبابات وجنود إسرائيليين إلى غزة في ثاني عملية محدودة قبل الهجوم البري

الجيش يقصف أهدافا في مدينة غزة خلال العملية؛ قوات كوماندوز بحرية تداهم موقعا لحماس على الساحل؛ إطلاق صواريخ على وسط وجنوب البلاد؛ عدد الرهائن الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر يبلغ 233

لقطة شاشة من مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي تظهر دبابات إسرائيلية تتوغل في غزة، 27 أكتوبر، 2023. (Screen capture: IDF)
لقطة شاشة من مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي تظهر دبابات إسرائيلية تتوغل في غزة، 27 أكتوبر، 2023. (Screen capture: IDF)

قال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إن إسرائيل أرسلت دبابات وقوات مشاة وقوات كوماندوز بحرية إلى غزة للقيام بدخول محدود ثان خلال الليل، وهي الليلة الثانية على التوالي التي تدخل فيها القوات القطاع لفترة وجيزة قبل هجوم بري كامل متوقع.

وبحسب الجيش فإن العملية بالقرب من حي الشجاعية شرق مدينة غزة نفذتها قوات المشاة والهندسة القتالية وقوات مدرعة، بينما وفرت طائرات مسيرة ومروحيات قتالية تابعة لسلاح الجو غطاء جوي.

وقال الجيش أنه نفذ ضربات مدفعية وغارات جوية ضد مواقع تابعة لحركة حماس، بما في ذلك مواقع إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات ومراكز قيادة.

والقوات أصابت أيضا عددا من أعضاء حماس، بحسب الجيش الذي أضاف أن جميع القوات غادرت المنطقة بعد عدة ساعات، ولم يبلغ عن وقوع إصابات بين الإسرائيليين.

بالإضافة إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل قائد كتيبة غرب خان يونس التابعة لحركة حماس، مدحت مباشر، في غارة جوية ليلية في قطاع غزة.

وأن مباشر “شارك في هجمات قناصة وكان مسؤولا عن عبوات ناسفة كبيرة [استُخدمت] ضد قوات جيش الدفاع والبلدات الإسرائيلية”.

خلال الليل أيضا، نفذت قوات وحدة “شايطت 13” التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي عملية في جنوب قطاع غزة من البحر، وفقا للجيش الإسرائيلي. ودمرت القوات البنية التحتية لحماس وعملت في مجمع تستخدمه قوات الكوماندوز البحرية التابعة للحرك.

وأضاف الجيش أن قوات بحرية أخرى شاركت في المهمة، وغادر جميع عناصر شايطت 13 المنطقة وعادوا إلى إسرائيل بعد العملية.

وزعمت حماس في بيان لها يوم الجمعة أنها تصدت للعملية الإسرائيلية من البحر.

ويستعد الجيش الإسرائيلي منذ عدة أسابيع لعملية توغل واسعة تهدف إلى القضاء على الحركة الحاكمة لغزة في أعقاب هجومها في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل.

ولقد قُصف القطاع على نطاق غير مسبوق من أجل القضاء على التهديدات المحتملة للقوات البرية بمجرد صدور الأوامر في النهاية. وقد سوت الغارات الجوية أحياء بأكملها بالأرض، مما تسبب في مستوى من الدمار لم يسبق له مثيل في الحروب الأربع الأخيرة بين إسرائيل وحماس.

وقال الجيش يوم الجمعة إنه نفذ خلال اليوم الماضي أكثر من 250 غارة جوية ضد مواقع تابعة لحماس في قطاع غزة، وشملت الأهداف أنفاق حماس، ومراكز قيادة، ومواقع إطلاق صواريخ، وعشرات الناشطين.

وأكد الجيش أيضا أن طائرة مسيرة من طراز Skylark 3 تحطمت في حي الزيتون بمدينة غزة في وقت سابق من الجمعة، “نتيجة خطأ تقني”، لكنه قال أنه لا يوجد خوف من تسرب معلومات حساسة من الجهاز.

يوم الجمعة أيضا، أعلن الجيش أن ما لا يقل عن 233 رهينة تم اختطافهم ونقلهم إلى قطاع غزة خلال الهجوم الصادم الذي وقع في 7 أكتوبر.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن الجيش أبلغ عائلات 229 رهينة بأن أقاربهم محتجزون حاليا في القطاع.

ولا يشمل العدد أربع رهينات تم إطلاق سراحهن – جوديث رعنان وابنتها ناتالي رعنان، اللتان تم إطلاق سراحهما قبل أسبوع، والسيدتان المسنتان يوخيفيد ليفشيتس ونوريت كوبر، اللتان تم إطلاق سراحهما ليلة الإثنين.

وقال هغاري إن العدد ليس نهائيا حيث يواصل الجيش التحقيق في معلومات جديدة.

عربات أطفال تحمل صور أطفال إسرائيليين اختطفتهم حركة حماس معروضة في تل أبيب، 27 أكتوبر، 2023. (Tomer Neuberg/Flash90)

ومع ذلك، ادعى عضو في وفد حماس الذي يزور روسيا أن الحركة لا تزال لا تعرف مكان احتجاز جميع الأشخاص الذين اختطفهم المسلحون الفلسطينيون خلال هجومهم.

وادعى مسؤول حماس، ويدعى أبو حامد، في مقابلة مع وكالة “كوميرسانت” الإخبارية شبه الرسمية الروسية أن الحركة على استعداد دائما لإطلاق سراح المدنيين، لكنها “تحتاج إلى وقت للعثور عليهم”. بالإضافة إلى ذلك، ادعى أن أعضاء في جماعات مختلفة يحتجزون رهائن، وأن هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار للسماح لحماس بتنفيذ عمليات البحث، والعثور على الرهائن ثم إطلاق سراحهم.

وجاءت حصيلة الرهائن المحدثة من الجيش بعد أن وعد وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الخميس ببذل “كل جهد” لإعادة الرهائن، حيث أكد مجددا أن عملية برية تلوح في الأفق وتعهد بالانتصار في الحرب، مؤكدا أن السنوات الـ 75 المقبلة للبلاد تعتمد إلى حد كبير على هذه العملية.

في خطاب متلفز، قال وزير الدفاع ”نحن في لحظات حاسمة. هذه حرب من أجل وطننا وسننتصر فيها. إما نحن أو هم”.

وزير الدفاع يوآف غالانت يعقد مؤتمرا صحفيا في 26 أكتوبر، 2023. (GPO/Screenshot)

وقال غالانت مرة أخرى إن الهجوم البري المخطط له سيحدث قريبا، وأضاف: “ستأتي أيضا مراحل إضافية في الحرب، نحن نهيئ لها الظروف وسننفذها. أنا مصمم… على ضمان انتصار دولة إسرائيل على هذا العدو القاسي والشرير – على تجسد الشر هذا”.

“لم يحدث شيء مثل هذا طوال 75 عاما من وجود إسرائيل”، في إشارة إلى حجم المذبحة والدمار وعدد الإسرائيليين المختطفين. “ما سيحدث في السنوات الـ 75 المقبلة يعتمد إلى حد كبير على الإنجازات في هذه المعركة”.

يوم الأربعاء، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن إسرائيل وافقت على طلب من الولايات المتحدة بتأجيل العملية البرية المقررة في قطاع غزة لمنح واشنطن مزيدا من الوقت لنشر المزيد من أنظمة الدفاعات الجوية لحماية قواتها في المنطقة.

كما أن الولايات المتحدة تخشى من افتقار إسرائيل إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق لعملياتها في غزة، مما دفع المسؤولين الأمريكيين إلى الاعتقاد بأن الجيش الإسرائيلي ليس مستعدا بعد للتوغل البري.

ويُعتقد أيضا أنه تم تأجيل الحملة العسكرية للسماح بإجراء مفاوضات مكثفة بوساطة دولية مع حماس بشأن احتمال إطلاق سراح مئات الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين تحتجزهم الحركة.

وأسفرت المفاوضات أيضا عن دخول قدر ضئيل من المساعدات الإنسانية إلى غزة لسكانها المدنيين المحاصرين والمنكوبين.

وشهد الهجوم الذي قادته حماس ونفذته مع فصائل مسلحة أخرى، اقتحام حوالي 2500 مسلح الحدود إلى داخل إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص واحتجاز ما لا يقل عن 230 رهينة، تحت غطاء آلاف الصواريخ التي أطلقت على البلدات والمدن الإسرائيلية.

وتقول إسرائيل إن حربها ضد حماس تهدف إلى تدمير البنية التحتية للحركة المدعومة من إيران، وتعهدت بتفكيك المنظمة بعد المذابح التي ارتكبتها الحركة مع تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في غزة. وأمر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين بإخلاء شمال غزة والتوجه جنوبا، في الوقت الذي كثف فيه غاراته على منطقة مدينة غزة.

فلسطينيون يتفقدون أنقاض المباني المدمرة في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على خان يونس، جنوب قطاع غزة، 26 أكتوبر، 2023. (AP/Mohammed Dahman)

وقال الجيش إن غارة جوية يوم الخميس أسفرت عن مقتل نائب رئيس دائرة المخابرات التابعة لحركة حماس شادي بارود.

واتهم الجيش بارود بالتخطيط لمذبحة 7 أكتوبر مع قائد حماس في غزة، يحيى السنوار. وقال الجيش إن بارود خدم في السابق كقائد كتيبة في منطقة خان يونس وتولى أدوارا أخرى في مديرية المخابرات التابعة للحركة، و”كان مسؤولا عن التخطيط للعديد من الهجمات الإرهابية ضد المدنيين الإسرائيليين”.

وقتلت غارة أخرى قائد مجموعة الصواريخ في شمال خان يونس التابعة لحماس، حسن العبد الله، وفقا للجيش، الذي أضاف أن طائرات مقاتلة استهدفت وقتلت عددا آخر من ناشطي حماس ودمرت عدة مواقع تابعة للحركة على مدار اليوم.

وفي المساء، أعلن الجيش أنه قتل ثلاثة قادة كبار في كتيبة الدرج والتفاح التابعة لحماس وهم قائد الكتيبة رفعت عباس؛ ونائب القائد إبراهيم جذبة؛ وقائد الدعم القتالي طارق معروف. ووفقا للجيش الإسرائيلي، فإن كتيبة الدرج والتفاح هي جزء من لواء مدينة غزة التابع لحماس، والذي “يعتبر أهم لواء في منظمة حماس الإرهابية”.

وتقول مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي إن أكثر من 10 آلاف موقع تابع لحركة حماس وغيرها من الفصائل المسلحة قد تم قصفها منذ بداية الحرب.

الدمار الذي خلفه مسلحو حماس في كيبوتس نير عوز، 19 أكتوبر، 2023. (Erik Marmor/Flash90)

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الغارات أسفرت عن مقتل أكثر من 7000 فلسطيني الكثير منهم أطفال. لا يمكن التحقق من الأرقام التي أصدرتها الحركة بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل ناشطيها ومسلحيها الذين قُتلوا في إسرائيل وغزة، وضحايا ما تقول إسرائيل إنها مئات الصواريخ الفلسطينية الخاطئة التي سقطت في القطاع منذ بدأت الحرب. وتقول إسرائيل إنها قتلت 1500 من مسلحي حماس داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وبعده.

يوم الخميس، أصدرت حماس قائمة تضم حوالي 7000 اسم فلسطيني قُتلوا في الغارات الإسرائيلية، بعد أن شكك الرئيس الأمريكي جو بايدن في عدد القتلى الذي أصدرته وزارة الصحة في غزة التي تسيطر عليها الحركة. ولا يمكن التحقق من هذه القائمة أيضا بشكل مستقل.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى من الجانبين بشكل كبير بمجرد أن تبدأ إسرائيل هجومها البري وبدخول المدن. ويُتوقع أن تواجه القوات شبكة الأنفاق التي حفرتها الفصائل المسلحة في غزة، والفخاخ المتفجرة والقنابل، أثناء قتالها في بيئات حضرية صعبة.

وشهد يوم الجمعة أيضا إطلاق رشقات صواريخ إضافية من غزة باتجاه وسط وجنوب إسرائيل.

اندلع حريق بعد أن أصاب صاروخ تم إطلاقه من غزة منشأة بالقرب من طريق سريع بالقرب من رحوفوت، 26 أكتوبر، 2023. (Courtesy)

ولقد أصاب صاروخ الطابقين العلويين من مبنى سكني في تل أبيب، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص تم نقلهم إلى المستشفيات القريبة.

وأعلنت كتائب القسام التابعة لحركة حماس مسؤوليتها عن عمليات القصف قائلة في بيان إنها تأتي “ردا على المجازر الصهيونية ضد المدنيين”.

وشهد يوم الخميس إطلاق عدة صواريخ باتجاه وسط إسرائيل، بما في ذلك مدن تل أبيب وريشون لتسيون وبات يام وغفعتايم ورمات غان وحولون وغيرها، بالإضافة إلى وابل من الصواريخ التي استهدفت المدن الجنوبية أشدود وأشكلون ونتيفوت، وكذلك التجمعات السكانية المتاخمة لحدود غزة والتي تم إخلاؤها إلى حد كبير.

وقد أطلق المسلحون في غزة آلاف الصواريخ على إسرائيل منذ 7 أكتوبر، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص، وارسال آلاف الأشخاص إلى الملاجئ، وتعطل الدراسة لدى مئات الآلاف من الطلاب حيث أغلقت المدارس أبوابها أو عملت بشكل محدود.

ساهم في هذا التقرير ميخائيل باخنر وطاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات

اقرأ المزيد عن