إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث

مصدر: آلية المساعدات لغزة ستكون محور إعلان “كبير جدا” من ترامب

كان ترامب قد ألمح إلى هذا الإعلان أمس، قائلًا إنه سيكون "أحد أهم الإعلانات التي تم الإدلاء بها منذ سنوات حول موضوع معين"

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مراسم في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، 6 مايو 2025، في واشنطن. (AP/Mark Schiefelbein)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مراسم في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، 6 مايو 2025، في واشنطن. (AP/Mark Schiefelbein)

قال دبلوماسي أجنبي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن إعلانًا “كبيرًا جدًا” يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإدلاء به خلال جولته في الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، سيكون على الأرجح بشأن آلية دولية لتقديم المساعدات إلى قطاع غزة.

وكان ترامب قد ألمح إلى هذا الإعلان خلال لقائه أمس مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، قائلا إنه سيكون “أحد أهم الإعلانات التي تم الإدلاء بها منذ سنوات حول موضوع معين”، ووصفه بأنه سيكون “إيجابيا للغاية”.

وكان ترامب قال يوم الإثنين إن إدارته ستساعد في إيصال الغذاء إلى “الجائعين” في قطاع غزة وسط حصار إسرائيلي على دخول المساعدات دام أكثر من شهرين، لكنه أضاف أن حركة حماس تجعل ذلك “مستحيلا” عبر تحويل المساعدات الإنسانية لمقاتليها.

وقال ترامب للصحفيين خلال فعالية في البيت الأبيض: “سنساعد سكان غزة في الحصول على بعض الغذاء. الناس يتضورون جوعا، وسنساعدهم في الحصول على الطعام”.

ويدعي المسؤولون الإسرائيليون حتى الآن إن سكان غزة لا يعانون من المجاعة، وأن كمية المساعدات التي دخلت خلال هدنة استمرت ستة أسابيع كانت كافية لإعالة القطاع لفترة طويلة، رغم ادعائهم، على غرار ترامب، أن حماس تسرق المساعدات.

لكن بيانات وشهادات من داخل القطاع تشير إلى تفاقم أزمة الجوع وارتفاع معدلات سوء التغذية، بينما تعمل الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ نظام جديد لتوزيع المساعدات يهدف إلى منع استيلاء حماس عليها. وقالت منظمات إغاثة دولية اطّلعت على المبادرة الأحد إنها لن تتعاون معها، معتبرة أنها لا تعالج الأزمة الإنسانية بالشكل المناسب.

فلسطينيون نازحون ينتظرون الحصول على وجبة ساخنة من مطبخ خيري في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، 5 مايو 2025. (Eyad BABA / AFP)

وقال ترامب: “الكثير من الناس يجعلون الوضع سيئًا جدًا. حماس تجعل الأمر مستحيلًا لأنها تأخذ كل ما يُدخل”.

وأضاف أن الفلسطينيين في غزة “يتعرضون لسوء المعاملة من قبل حماس”.

تتضمن الخطط الإسرائيلية لهجوم كبير ضد حماس، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن قبل انتهاء زيارة ترامب المرتقبة للمنطقة الأسبوع المقبل، نقل السكان المدنيين الفلسطينيين نحو جنوب القطاع، ومهاجمة حماس، ومنع التنظيم من السيطرة على المساعدات الإنسانية، بحسب ما قاله مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الإثنين.

وأوضح المسؤول أن “الحصار” على دخول المساعدات الإنسانية سيستمر، و”لاحقًا فقط، بعد بدء النشاط العملياتي والإخلاء الواسع للسكان نحو الجنوب، سيتم تنفيذ خطة إنسانية”.

وتقضي خطة إصلاح نظام إيصال المساعدات، التي أُقرت من قبل الحكومة مساء الأحد والتي كانت “تايمز أوف إسرائيل” أول من أورد تفاصيلها يوم الجمعة، بابتعاد الجيش عن نموذج التوزيع بالجملة والتخزين المركزي، واللجوء بدلا من ذلك إلى قيام منظمات دولية ومتعاقدين أمنيين خاصين بتسليم صناديق غذاء مباشرة إلى العائلات في غزة

وأعلنت الأمم المتحدة في بيان الأحد أنها لن تشارك في الخطة بصيغتها الحالية، معتبرة أنها تنتهك مبادئها الأساسية.

جنود من الجيش الإسرائيلي يجرون أعمال صيانة لمدفع متنقل في موقع قرب الحدود مع قطاع غزة، 5 مايو 2025. (Menahem KAHANA / AFP)

وبعد إعلان إسرائيل نيتها فرض مزيد من السيطرة على توزيع المساعدات في غزة، أرسل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) رسالة إلكترونية إلى منظمات الإغاثة يحثّها على رفض أي “قيود قمعية على العمل الإنساني”.

من جهته، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي كان العضو الوحيد في الحكومة الذي صوّت ضد خطة المساعدات، إن “المساعدة الوحيدة التي ينبغي أن تدخل إلى غزة هي من أجل الهجرة الطوعية، لتمكينهم من مغادرة القطاع طوعًا”.

وأضاف خلال اجتماع كتلة حزبه “عوتسما يهوديت” في الكنيست: “ما دام لدينا رهائن في الأنفاق، لا أفهم هذا النقاش أصلًا”.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير خلال مراسم يوم الذكرى التابعة للشرطة في مقبرة جبل هرتسل العسكرية، 30 أبريل 2025. (Arie Leib Abrams/Flash90)

وقال: “حتى عودة الرهائن، يجب ألّا يتلقى العدو أي طعام، أو كهرباء، أو أي شكل من أشكال المساعدة، لا من الجيش ولا من المجتمع المدني”.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 52,500 فلسطيني قُتلوا منذ اندلاع الحرب في غزة نتيجة هجوم 7 أكتوبر 2023.

ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، وهي لا تُميز بين المقاتلين والمدنيين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 20 ألف مقاتل حتى يناير، إضافة إلى 1600 مسلح داخل إسرائيل خلال هجوم حماس.

وقد شهد هجوم حماس اقتحام آلاف المسلحين جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأُسر 251 شخصا نُقلوا إلى غزة، لا يزال 58 منهم محتجزين، بينهم ما لا يقل عن 35 يُعتقد أنهم قُتلوا، إضافة إلى رفات جندي قُتل في القطاع عام 2014.

وقد بلغ عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في الهجوم البري ضد حماس والعمليات العسكرية على حدود غزة 416.

اقرأ المزيد عن