دبابات إسرائيلية تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، والجيش يسيطر على محور رئيسي
مسؤول يقول إن الجيش أطلق "عملية محدودة" تهدف إلى الضغط على حماس لقبول الصفقة؛ الجيش يقول إنه قتل 20 مسلحا، وعثر على 3 أنفاق، وضرب سيارة مفخخة متجهة نحو دبابة
توغلت الدبابات الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة فجر الثلاثاء، وسيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح على الحدود المصرية، في ما وصفه الجيش بـ”عملية دقيقة” ضد حركة حماس.
وجاء التوغل البري في الجزء الشرقي من مدينة رفح بعد أن قالت القدس إن عرض الهدنة الذي قدمته حماس في اليوم السابق لا يلبي مطالبها، وأعلنت أنها وافقت على المضي قدما في الهجوم الذي هددت به منذ فترة طويلة.
وقال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل إنها كانت “عملية محدودة” تهدف إلى الضغط على حماس لقبول الصفقة.
وذكرت شبكة سي إن إن نقلا عن مصدر مطلع على الخطة الإسرائيلية أن الهجوم على رفح لم يكن الهجوم الواسع النطاق الذيب وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا بأن إسرائيل ستنفذه.
وقال الجيش الإسرائيلي إن اللواء المدرع 401 سيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح صباح الثلاثاء، دون مقاومة تذكر على ما يبدو. وأظهرت لقطات القوات ترفع الأعلام الإسرائيلية عند المعبر الحدودي.
وقال الجيش أنه تم الاستيلاء على المعبر، الذي يقع على بعد حوالي 3 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية، في “عملية دقيقة” ضد حماس في “مناطق محدودة شرق رفح”. ويقع المعبر على طول ما يسمى بمحور فيلادلفيا، الذي يفصل بين مصر وغزة.
وسيطرت إسرائيل بحلول صباح الثلاثاء على جميع المعابر البرية المعروفة المؤدية إلى غزة.
وقال مسؤول مصري وقناة الأقصى التابعة لحماس يوم الثلاثاء إن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا المصريين أن القوات ستنسحب بعد استكمال العملية. ولم يتم تحديد جدول زمني للعملية.
وقال الجيش إن لديه “معلومات استخباراتية تفيد بأن الإرهابيين يستخدمون منطقة المعبر لأغراض إرهابية”. ويوم الأحد، أطلقت حماس صواريخ من مكان قريب من المعبر باتجاه منطقة كرم أبو سالم في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة آخرين.
وقد تم الآن فصل معبر رفح مع مصر عن طريق صلاح الدين الرئيسي الذي يربط بين شمال وجنوب غزة. وقال الجيش إن لواء المشاة جفعاتي سيطر على جزءا من الطريق شرق رفح في عملية ليلية منفصلة. وأن حوالي 20 مسلحا قتلوا وأن القوات عثرت على ثلاثة أنفاق “كبيرة”.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان لا يزال لدى حماس أنفاقًا تمتد من منطقة رفح إلى صحراء سيناء المصرية، والتي كانت تستخدمها سابقا لتهريب الأسلحة والإمدادات.
وقام الجيش المصري خلال العقد الماضي باتخاذ إجراءات صارمة ضد أنفاق التهريب ودمر المئات منها، قائلًا إنها كانت تستخدم لنقل الأسلحة إلى الجماعات الجهادية في سيناء.
وفي خضم الهجوم الليلي أيضا، تم استهداف وتدمير سيارة مفخخة كانت متجهة نحو دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي.
ولم يصب أي جندي في العملية حتى صباح الثلاثاء.
وفي غضون ذلك، قال الجيش إن القوات الجوية قصفا أكثر من 50 موقعا لحماس في رفح خلال الليل. وذكر الجيش أن 50 موقعا آخر تعرض للقصف في المنطقة في وقت متأخر من يوم الاثنين.
وأفاد الفلسطينيون عن غارات جوية مكثفة في شرق المدينة خلال الليل، أسفرت عن مقتل 27 شخصا على الأقل.
وشنت إسرائيل غارات جوية متكررة على رفح في الأشهر الأخيرة، رغم تجنبها إرسال القوات إلى المدينة في ظل المعارضة الدولية الشديدة للعمليات العسكرية في المدينة، حيث يعتقد أن نحو 1.5 مليون فلسطيني يحتمون بها، معظمهم نزحوا من مناطق أخرى في القطاع.
وبعد السيطرة على المعبر، قامت القوات يوم الثلاثاء بتفتيش المنطقة بحثا عن البنية التحتية لحماس والتحضير لمهام إضافية.
وأظهرت لقطات مسربة مركبات عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بين مصر وغزة، المعروف أيضا باسم محور فيلادلفيا، في الجزء الشرقي من رفح، بالقرب من المعبر الذي تم الاستيلاء عليه.
وأظهر المقطع ناقلة جنود مدرعة تحمل علمين ضخمين – أحدهما إسرائيلي والآخر للواء المدرع 401، الوحدة التي استولت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
ציר פילדלפי pic.twitter.com/L6ZUkpXzLQ
— ינון מגל (@YinonMagal) May 7, 2024
ولم يسيطر الجيش الإسرائيلي على كامل ممر فيلادلفيا، الذي يمتد لمسافة 14 كيلومترا على طول الحدود بين غزة ومصر، رغم تعهد نتنياهو بأن إسرائيل ستفعل ذلك.
وتقول إسرائيل إنها لحاجة لأن تسيطر على المحور لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس.
وحذرت وزارة الخارجية المصرية يوم الثلاثاء من أن العملية الإسرائيلية في رفح تهدد جهود وقف إطلاق النار.
كما أطلقت حماس صباح الثلاثاء أيضًا عدة صواريخ وقذائف هاون من المدينة على منطقة كرم أبو سالم، الذي تعرض للهجوم الدامي يوم الأحد والذي يقع على الجانب المقابل من الحدود شرق رفح. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم تقع أضرار أو إصابات في الهجوم.
وقال الجيش قبل إطلاق العملية إنه قام “بالتنسيق مع المنظمات الدولية العاملة في المنطقة، وطلب منها الانتقال إلى المنطقة الإنسانية، ضمن الجهود المبذولة لإجلاء السكان”.
وفي صباح يوم الاثنين، أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء لنحو 100 ألف من سكان غزة في الأجزاء الشرقية من رفح، تطلب منهم الإخلاء إلى “منطقة آمنة” بالقرب من خان يونس، شمال رفح.
وبعد ساعات، قالت حماس إنها قبلت اقتراح وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المصري والقطري، لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن شروط حماس لا تتطابق مع ما وافقت عليه القدس، على الرغم من أن فرق العمل ستسافر إلى القاهرة يوم الثلاثاء لاستئناف المحادثات غير المباشرة.
معلنا أن عرض حماس الأخير كان “بعيدا عن [تلبية] المتطلبات الأساسية لإسرائيل”، قال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن مجلس الوزراء الحربي قرر بالإجماع المضي قدما في عملية الجيش الإسرائيلي في رفح “من أجل ممارسة الضغط العسكري على حماس، بهدف إحراز تقدم في قضية تحرير الرهائن وأهداف الحرب الأخرى”.
وتعهد نتنياهو منذ أشهر بأن القوات الإسرائيلية ستنفذ عملية ضد آخر معاقل حماس في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بغض النظر عن اتفاق إطلاق سراح الرهائن. ويقول مسؤولو دفاع إسرائيليون إن أربعًا من كتائب حماس الست المتبقية موجودة في المدينة، إلى جانب أعضاء قيادة الحركة وعدد كبير من الرهائن.
وفي اتصال هاتفي مع نتنياهو في وقت سابق من يوم الإثنين، أكد بايدن معارضته لهجوم عسكري إسرائيلي كبير في رفح، بحسب ما جاء في بيان للبيت الأبيض، دون الخوض في التفاصيل.
وقد أعربت الولايات المتحدة مرارا عن معارضتها لغزو رفح دون الحصول على ضمانات موثوقة من إسرائيل بحماية أكثر من مليون فلسطيني يحتمون هناك. وتزعم إسرائيل أن بإمكانها إجلاء هؤلاء المدنيين وتوفير الرعاية لهم بأمان، لكن واشنطن لم تقتنع بذلك.
وتطرح إدارة بايدن بدائل لغزو رفح، بما في ذلك تعزيز حدود غزة مع مصر وتنفيذ المزيد من العمليات الموجهة ضد قيادة حماس. لكن نتنياهو حول غزو رفح إلى عنصر أساسي وغير قابل للتفاوض لتحقيق “النصر الكامل” على حركة حماس.
واندلعت الحرب في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، عندما اقتحم أكثر من 3000 مسلح فلسطيني الحدود إلى جنوب إسرائيل وقتلوا حوالي 1200 شخص، واختطفوا 253 آخرين إلى غزة.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب على حماس، وشنت هجوما يهدف إلى الإطاحة بالحركة الحاكمة في غزة وتأمين إطلاق سراح المخطوفين، الذين لا يزال 128 منهم في الأسر.
وتقول وزاة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 34,700 فلسطيني قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي، وهو عدد لا يمكن تأكيده. ولا تفرق الوزارة بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت 13 ألف مسلح على الأقل داخل غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وفي الأيام التي تلته مباشرة. وقتل 267 جنديا إسرائيليا في القتال في غزة.
ساهم لازار بيرمان وطاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في إعداد هذا التقرير