خلال لقاء بلينكن بنتنياهو، الجيش الإسرائيلي يبث مكالمة يقول إنها تظهر قيام حماس بتخزين الوقود تحت مستشفى في غزة
إسرائيل تعمل على مقاومة الضغوط الدولية للسماح بدخول الوقود إلى القطاع؛ عدد القتلى من الجنود في العمليات البرية العسكرية يصل إلى 24؛ طائرات مسيرة أمريكية تحلق فوق غزة بحثا عن رهائن، بحسب تقرير
في الوقت الذي قام فيه وزير الخارجية الأمريكية بزيارة إلى إسرائيل يوم الجمعة، نشر الجيش الإسرائيلي تسجيلا لما قال إنها مكالمة هاتفية من اليوم السابق يقر فيها مسؤول طبي في غزة بأن احتياطات الوقود لدى حماس مخزنة مباشرة تحت مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في القطاع.
بحسب هيئة البث الإسرائيلية “كان”، خطط المسؤولون الإسرائيليون لعرض المكالمة، بالإضافة إلى أدلة أخرى في هذا الشأن، على بلينكن، في محاولة لتخفيف الضغط الدولي للسماح بدخول الوقود إلى القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن “المكالمة تؤكد أن حماس تسيطر على موارد الطاقة والوقود في قطاع غزة وتختار توجيهها للإرهاب”.
وجاء في البيان أيضا “علاوة على ذلك، إذا سُمح بدخول الوقود إلى قطاع غزة، فإن حماس تخطط للاستيلاء على تلك الموارد”.
وأضاف الجيش أنه “سيواصل الكشف عن المعلومات التي تثبت أن منظمة حماس الإرهابية تستخدم موارد السكان المدنيين في قطاع غزة للإرهاب”.
في الأسبوع الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إن قاعدة العمليات الرئيسية لحركة حماس تقع تحت مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وقدم صورا ومقاطع صوتية تم اعتراضها كدليل على أنشطة الحركة الحاكمة للقطاع.
In a call that took place yesterday, on November 2nd with an official in the Medical System in Gaza, it was revealed again that Hamas is holding the fuel reserves in the Gaza Strip and is using it >> pic.twitter.com/eXADezfwFo
— דובר צה״ל דניאל הגרי – Daniel Hagari (@IDFSpokesperson) November 3, 2023
ورفضت إسرائيل مرارا وتكرارا السماح بدخول الوقود إلى غزة، مشيرة إلى مخاوف من إمكانية استخدامه من قبل حماس لتعزيز جهودها ضد إسرائيل.
واتهمت إسرائيل حماس بسرقة وتخزين الوقود المخصص للمستشفيات والاستخدامات الإنسانية في القطاع، وتحويله لأغراض إرهابية، وهو ادعاء أكده مسؤولون غربيون وعرب لصحيفة “نيويورك تايمز” الأسبوع الماضي.
ونشر الجيش الإسرائيلي أيضا صورا في الأسبوع الماضي لنصف مليون لتر من الديزل قال إن الحركة تحتجزها في القطاع.
يوم الخميس، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، إن إسرائيل ستسمح بدخول الوقود إلى قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر إذا خلصت إلى أن الوقود قد نفد من المستشفيات.
وأشار هليفي إلى أن المستشفيات في غزة، التي تعتمد على الوقود لتشغيل المولدات، تحذر منذ أكثر من أسبوع من أن الوقود فيها على وشك النفاد، ولكن لم يحدث ذلك حتى الآن.
وقال هليفي: “لم ندخل الوقود حتى هذه المرحلة”، مضيفا “نحن نتحقق من الوضع في القطاع كل يوم. منذ أكثر من أسبوع يقولون لنا أن الوقود في المستشفيات سوف ينفد، ولم يحدث ذلك. سنرى متى سيأتي ذلك اليوم. سيتم نقل الوقود، تحت رقابة، إلى المستشفيات، وسنبذل قصارى جهدنا لضمان عدم وصوله إلى البنية التحتية لحماس وألا يخدم أهدافها الحربية”.
بعد وقت قصير من تصريحات هليفي، أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا مقتضبا أشار فيه فقط إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “لم يوافق على دخول الوقود إلى غزة”.
يوم الجمعة أيضا، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل خمسة جنود خلال المعارك في قطاع غزة في اليوم السابق، لترتفع بذلك حصيلة قتلى الجيش منذ بدأت إسرائيل هجومها البري ضد حماس إلى 24.
ونشر الجيش أسماء الجنود الخمسة وهم النقيب بيني فايس (22 سنة)، وهو قائد سرية في الكتيبة 195 التابعة للواء المدرعات 460، من حيفا؛ الرائد (احتياط) أوريا مش (41 سنة)، وهو جندي احتياط في الكتيبة 52 التابعة للواء المدرعات 401، من تالمون؛ الرائد (احتياط) يوناتان يوسف براند (28 سنة)، وهو جندي احتياط في الكتيبة 52 التابعة للواء المدرعات 401، من القدس؛ المقدم (احتياط) غيل بيشيتس (39 سنة)، سائق دبابة في الكتيبة التاسعة التابعة للواء المدرعات 401، من حريش؛ والرقيب ايتاي سعدون (21 عاما)، قائد دبابة في الكتيبة 52 التابعة للواء المدرعات 401، من هار حالوتس.
بالإضافة إلى ذلك، أصيب جندي احتياط من الكتيبة 7008 التابعة للواء 551 بجروح خطيرة خلال العمليات في قطاع غزة.
وواصلت القوات توغلها في القطاع يوم الجمعة، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل مصطفى دلول، قائد كتيبة صبرا-تل الهوى التابعة لحماس والذي “تولى دورا رئيسيا في إدارة القتال ضد قوات جيش الدفاع في قطاع غزة”، في ضربة ليلية.
بالإضافة إلى ذلك، قصفت طائرات مقاتلة ومروحيات قتالية والمدفعية وقتلت العديد من مقاتلين آخرين تابعين لحركة حماس، ونفذت قوات سلاحي الجو والبحرية ضربات ضد عدة مواقع تابعة لحماس في قطاع غزة، بما في ذلك المباني التي يستخدمها النشطاء لإطلاق النار على القوات البرية ومواقع لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات.
كما ضبطت القوات أسلحة – بنادق هجومية وأسلحة رشاشة وقنابل يدوية وعبوات ناسفة وقذائف آر بي جي وذخيرة، بالإضافة إلى مواد استخباراتية – خرائط ومعدات اتصالات – خلال عمليات تفتيش في بيت حانون شمال غزة.
وصلت القوات الإسرائيلية إلى مدينة غزة بعد عدة أيام من القتال على مشارف المدينة، بما في ذلك شن غارات جوية كبيرة على أجزاء من جباليا، وهي ضاحية مزدحمة بالأبراج السكنية.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري يوم الجمعة إن “قوات جيش الدفاع تطوق مدينة غزة من الجو والبر والبحر، وتتقدم في المعارك، وتقوم بتدمير بنى تحتية إرهابية فوق الأرض وتحتها، وتقضي على إرهابيين”.
سيكون دخول المدينة، وهي أكبر مدينة في غزة ومعقل حكام حماس في القطاع، مهمة شاقة للجيش الإسرائيلي، الذي ستجبر تطلعاته في الإطاحة بحركة حماس الجنود على القتال عبر المتاهة الحضرية المزدحمة المليئة بالقنابل والأفخاخ المتفجرة والتي تمر تحتها شبكة واسعة من الأنفاق التي يستخدمها المسلحون لنصب الكمائن أو مباغتة القوات.
كما قال هغاري إن الجيش قام بتعديل عدد الرهائن الذين يعتقد أنهم محتجزون في قطاع غزة عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر إلى 241، مقارنة بـ 242 سابقا.
وأضاف أن العدد ليس نهائيا حيث يحقق الجيش في معلومات جديدة عن الأشخاص المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولم يوضح سبب تعديل الرقم.
ولا يشمل الرقم أربع رهائن تم الإفراج عنهن وجندية إسرائيلية أنقذها الجيش الإسرائيلي، أو مدنييْن محتجزين في غزة منذ سنوات.
يوم الجمعة، ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء أن طائرات استطلاع مسيرة أمريكية تحلق فوق غزة بحثا عن رهائن، الذين يعتقد أن بينهم حوالي 10 أمريكيين.
وجاء التقرير في الوقت الذي وصل فيه بلينكن إلى إسرائيل في زيارته الثالثة منذ بداية الحرب، حيث التقى بنتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار آخرين قبل أن يستعد لمواصلة رحلته إلى الأردن للمشاركة في قمة عربية.
وقال مسؤولون أمريكيون لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن بلينكن يهدف إلى حشد الدعم لوقف القتال لأسباب إنسانية في غزة، في ما سيكون على الأرجح مهمة شاقة.
تدرك الولايات المتحدة أن الهدن الانسانية قد تسمح لحماس بإعادة تجميع صفوفها، إلا أنها تعتقد أن هذه الهدن ستكون ضرورية للمساعدة في تحديد مكان الرهائن والعمل على إطلاق سراحهم، فضلا عن منع الانهيار الكامل للوضع الإنساني في القطاع.
قبل مغادرته إلى تل أبيب يوم الخميس، قال بلينكن إنه سيسعى إلى اتخاذ “خطوات ملموسة” لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في غزة خلال رحلته إلى المنطقة، والتي تشمل محطة لحضور قمة وزراء الخارجية العرب في الأردن.
وقد نزح ما يقدر عددهم بنحو 800 ألف فلسطيني إلى الجنوب من مدينة غزة والمناطق الشمالية الأخرى في أعقاب دعوات إسرائيلية متكررة للإخلاء، لكن مئات الآلاف ما زالوا في الشمال، بما في ذلك العديد ممن غادروا ثم عادوا لاحقا لأن إسرائيل تشن أيضا غارات جوية في الجنوب.
وقالت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في غزة يوم الخميس إن أكثر من 9000 فلسطيني قُتلوا منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، من بينهم 3760 طفلا. ولا يمكن التأكد من العدد بشكل مستقل، وقد تم اتهام الحركة بتضخيم عدد القتلى. الأرقام لا تفرق بين المسلحين والمدنيين ولا بين القتلى في الغارات الإسرائيلية والذين قُتلوا جراء مئات الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية وسقطت داخل القطاع.
أعلنت إسرائيل الحرب، بهدف القضاء على حماس، في أعقاب الهجوم المدمر الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر، والذي قُتل فيه حوالي 1400 إسرائيلي، وتم اختطاف مئات آخرين.
بعد 28 يوما من تنفيذ مسلحي حماس الهجوم، الذي أدى إلى إغراق المنطقة في حالة حرب، واصلت الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.