إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

خلال زيارته إلى مصر، بلينكن يحث الزعماء الإقليميين “للضغط على حماس للموافقة” على صفقة في غزة

بحسب تقرير فإن الولايات المتحدة قد تتفاوض بشكل منفصل على إطلاق سراح 5 رهائن أمريكيين في حال فشلت المحادثات؛ الدبلوماسي الأمريكي يحط في إسرائيل قبل محادثات مع نتنياهو وغالان

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ينزل من طائرة في تل أبيب، 16 أكتوبر 2023. (Jacquelyn Martin, Pool/AP)
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ينزل من طائرة في تل أبيب، 16 أكتوبر 2023. (Jacquelyn Martin, Pool/AP)

عاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط الإثنين في وقت حرج حيث تسعى واشنطن إلى زيادة الضغط على حماس وإسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وضمان عدم امتداد الحرب إلى لبنان.

في زيارته الثامنة إلى المنطقة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، مما أشعل فتيل الحرب الجارية، توقف كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في القاهرة قبل التوجه إلى إسرائيل. ومن المقرر أيضا أن يسافر إلى الأردن وقطر هذا الأسبوع.

في غياب رد حازم من حماس على الاقتراح الذي تلقاه قبل 10 أيام، بدأ بلينكن زيارته الثامنة للمنطقة منذ بدء الصراع في أكتوبر بالاجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يلعب دور وسيط رئيسي مع حماس.

ودعا بلينكن حماس مرة أخرى إلى قبول الخطة، التي قال إنها تحظى بدعم دولي وقد قبلتها إسرائيل، وقال للصحفيين قبل مغادرة القاهرة: “رسالتي إلى الحكومات في المنطقة… إذا أردتم وقفا لإطلاق النار، أضغطوا على حماس لتقول ’نعم’”.

وقال إن الخطة المطروحة على الطاولة هي “أفضل طريقة” للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح بقية الرهائن وتحسين الأمن الإقليمي.

وأضاف: “أعتقد بقوة… أن الغالبية العظمى من الناس، سواء كانوا في إسرائيل أو في الضفة الغربية أو غزة… يريدون فعلا أن يؤمنوا بمستقبل يعيش فيه الإسرائيليون والفلسطينيون في سلام وأمن”.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (الثالث من اليسار) يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، 10 يونيو، 2024. (Amr Nabil / POOL / AFP)

ونددت حماس بتصريحات بلينكن.

وقال المسؤول في الحركة سامي أبو زهري لوكالة “رويترز”: “خطاب بلينكن خلال زيارته للقاهرة هو مثال للانحياز لإسرائيل وتوفير الغطاء الأمريكي للمحرقة التي يمارسها الاحتلال في غزة”.

وفي مصر، ناقش بلينكن أيضا “أهمية إعادة فتح معبر رفح” خلال اجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وفقا لبيان صادر عن الولايات المتحدة.

وقال مسؤول أمريكي ومسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” الأسبوع الماضي إن المحادثات بين إسرائيل ومصر والولايات المتحدة بهدف إعادة فتح معبر رفح لا تزال تواجه طريقا مسدودا بسبب رفض إسرائيل قبول أي مشاركة من السلطة الفلسطينية في إدارة المعبر الحدودي.

كما ناقش الجانبان أحدث مقترح إسرائيلي لصفقة الرهائن، و”الحكم بعد الصراع” في غزة، “الذي من شأن اقتراح وقف إطلاق النار أن يعززه”، وفقا لبيان وزارة الخارجية الأمريكية.

وأكد بلينكن “رفض الولايات المتحدة لأي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة” – وهو السطر الذي تدرجه الولايات المتحدة بانتظام في البيانات الأمريكية بشأن الاجتماعات مع المسؤولين المصريين بسبب حساسية القاهرة تجاه احتمال أن تؤدي العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى هجرة جماعية للفلسطينيين إلى سيناء.

وصل بلينكن إلى إسرائيل بعد ظهر يوم الاثنين قبل عقد اجتماعات مسائية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس ووزير الدفاع يوآف غالانت في تل أبيب.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يتحدث للصحفيين بعد اجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مطار القاهرة، مصر، 10 يونيو، 2024. (AP Photo/Amr Nabil, Pool)

يوم الإثنين، أفادت شبكة NBC إن مسؤولين في واشنطن يدرسون إجراء مفاوضات مستقلة مع حماس من أجل إطلاق سراح خمسة مواطنين أمريكيين من بين الرهائن إذا فشلت المساعي الدبلوماسية الأخيرة.

وقال التقرير، الذي استند إلى مسؤوليّن حالييّن وآخريّن سابقيّن أمريكيين كبار، إن إسرائيل لن تكون شريكة في المحادثات، التي سيتم عقدها عبر قطر كوسيط.

الرهائن الخمس الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة – من بين ثماني رهائن يحملون الجنسية الأمريكية الإسرائيلية – هم هيرش غولدبرغ بولين، وعيدان ألكسندر، وساغوي ديكل حين، وكيث سيغل، وعومر نيوترا.

وفي حين أن الاتفاق من المرجح أن يزيد من توتر العلاقات بين إدارة بايدن ونتنياهو، فإنه سيضع أيضا ضغوطا سياسية محلية إضافية على رئيس الوزراء الذي سيُنظر إليه على أنه فشل في تأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بينما تمكنت الولايات المتحدة من تحرير الأمريكيين.

ورفض البيت الأبيض التعليق على التقرير في حين نقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عن مصدر حكومي قوله إن القدس ليست على علم بأي خطة كهذه.

وقال مكتب رئيس الوزراء لـ”تايمز أوف إسرائيل” ردا على التقرير إن “إسرائيل ترحب بأي محاولة لتحرير رهائننا”.

وأضاف مسؤول في مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو سيطرح المسألة خلال اجتماعه مع بلينكن يوم الخميس.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يصل إلى مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، في 10 يونيو 2024. (Photo by JACK GUEZ / POOL / AFP)

وقال مسؤول أمريكي مطلع على الأمر إن تقرير شبكة NBC مبالغ فيه وإن الإدارة لا تركز حاليا على البدائل لصفقة الرهائن الحالية المطروحة على الطاولة.

وكان جواب بلينكن مماثلا عندما سُئل عن تقرير شبكة NBC خلال مؤتمر صحفي في القاهرة.

وقال بلينكن: “الأولوية الأولى بالنسبة لي كوزير خارجية هي ضمان سلامة الأمريكيين المعرضين للخطر في أي مكان في العالم، بما في ذلك أولئك الذين يتم احتجازهم ظلما أو احتجازهم كرهائن. والطريقة الأكثر فعالية لإعادة الجميع إلى ديارهم، بما في ذلك الرهائن الأمريكيين، هي من خلال الاقتراح [الإسرائيلي]، ومن خلال اتفاق وقف إطلاق النار المطروح على الطاولة الآن، وهذا ما نركز عليه”.

تأتي زيارة بلينكن بعد أن طرح الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو اقتراحا لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل قدمته إسرائيل قائم على وقف دائم للأعمال العدائية، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين وأسرى أمنيين فلسطينيين، وإعادة إعمار غزة.

في 7 أكتوبر قتل نحو 3000 مسلح بقيادة حماس في هجوم عبر الحدود حوالي 1200 شخصا واختطفوا 251 آخرين إلى قطاع غزة. ردا على ذلك، شنت إسرائيل هجوما يهدف إلى تدمير حماس والإطاحة بنظام الحركة في غزة، وتحرير الرهائن، الذين لا يزال 120 منهم في الأسر.

ومع ذلك، يبدو أن إطار بايدن متعثر في النقطة الرئيسية حول ما إذا كانت الخطة التي روج لها ستؤدي إلى نهاية فورية ودائمة للقتال. تصر حماس على ضرورة حدوث ذلك، في حين تعهدت إسرائيل بعدم التوقف حتى يتم الانتهاء من مهمة القضاء على الحركة.

يوم السبت حررت القوات الإسرائيلية أربع رهائن احتجزتهم حماس منذ السابع من أكتوبر في عملية نُفذت في وسط غزة.

الفنان زئيف إنغيلماير يرفع لوحته التي تحمل رسما لنوعا أرغماني، واحدة من الرهائن الأربع الذين أنقذهم الجيش الإسرائيلي، بينما يتجمع النشطاء في تل أبيب، في 8 يونيو، 2024. (Jack Guez / AFP)

في محادثاته مع السيسي والقادة القطريين، الذين يعد بلديهم الوسيطان الرئيسيان مع حماس في مفاوضات وقف إطلاق النار، سيؤكد بلينكن على أهمية إقناع حماس بقبول الاقتراح المكون من ثلاث مراحل على الطاولة. وتدعو الخطة إلى إطلاق سراح المزيد من الرهائن ووقف مؤقت للأعمال العدائية يمكن أن يؤدي إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان لبرنامج “هذا الأسبوع” الذي تبثه شبكة ABC “نأمل أنه مع وجود مجموعة كافية من الأصوات، ومع مجتمع دولي يتحدث كله بصوت واحد، ستصل حماس إلى الإجابة الصحيحة”.

تأتي رحلة بلينكن بعد أن أعلن الوزير بيني غانتس استقالته من حكومة الطوارئ التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد، وقام بسحب القوة الوسطية الوحيدة في ائتلاف نتنياهو اليميني واليميني المتطرف خلال الحرب في غزة.

وكان بلينكن قد التقى بغانتس في زيارات سابقة لإسرائيل.

إن الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني يسير في اتجاه خطير بعد أكثر من ثمانية أشهر من القتال الذي اندلعت شرارته بسبب حرب غزة في الجنوب، مع تصاعد الأعمال العدائية وإشارات الجانبين إلى استعدادهما لمواجهة أكبر. بعد يوم واحد من هجوم حماس، بدأ حزب الله المدعوم من إيران في شن هجمات على طول الحدود الشمالية بدعوى دعمه لغزة، مما دفع الجيش الإسرائيلي للرد بشن ضربات.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث خلال مؤتمر صحفي في مستشفى شيبا تل هشومير في رمات غان، إسرائيل، 8 يونيو 2024. (Jack Guez/Pool Photo via AP)

وقد تكثفت محادثات وقف إطلاق النار منذ خطاب بايدن، واجتمع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز مع كبار المسؤولين من الوسيطين قطر ومصر يوم الأربعاء في الدوحة لمناقشة الخطة.

ودعا بايدن حماس إلى قبول وقف إطلاق النار، وحدد عددا من العناصر الرئيسية في العرض الإسرائيلي في خطاب عالي الرهانات ألقاه في 31 مايو والذي أحدث هزة في القدس، حيث هدد شركاء نتنياهو من اليمين المتطرف بإسقاط الحكومة إذا قرر رئيس الوزراء دعم الاقتراح.

وبحسب بايدن، فإن الاتفاق سيشهد إطلاق سراح الرهائن المتبقين من النساء وكبار السن والمرضى الذين اختُطفوا خلال الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر خلال مرحلة أولى مدتها ستة أسابيع. وستشهد المرحلة الثانية المحتملة من الاتفاق نهاية دائمة للحرب؛ وقال بايدن إن حماس لن تظل في السلطة في غزة، لكنه لم يوضح كيف سيحدث ذلك.

رئيس حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس يعقد مؤتمرا صحفيا في رمات ان، 9 يونيو 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

كما ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الأمنيين الفلسطينيين في المرحلة الأولى، التي سيتفاوض الجانبان خلالها على عدد متفق عليه من الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الثانية.

وخلال المرحلة الأولى أيضا، ستجري إسرائيل وحماس مفاوضات بشأن شروط وقف إطلاق النار الدائم والإفراج عن الرهائن الأحياء المتبقين في المرحلة الثانية. وستشهد المرحلة الثالثة إعادة جثث الرهائن وبدء خطة إعادة إعمار مدعومة دوليا في غزة.

وأشار مسؤولو حماس إلى أنهم سيرفضون الاقتراح، قائلين إنه لا يضمن إنهاء القتال بصورة تضمن استمرار وجود الحركة. وقال سوليفان يوم الأحد: “لم نتلق إجابة رسمية من حماس في الوقت الحالي”.

أرشيف: زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار يتحدث خلال مسيرة بمناسبة “يوم القدس”، في مدينة غزة، 14 أبريل، 2023. (Mohammed Abed/AFP)

في الشهر الماضي، أكد مسؤولون أمريكيون لـ”تايمز أوف إسرائيل” أنه في حين أن صفقة الرهائن التي يتم الدفع بها قد تسمح بإضعاف حماس بشكل ما، فإن المبادرة الدبلوماسية الأوسع التي تدفع بها واشنطن من شأنها أن ترى الحركة مهمشة في غزة من قبل قوى بديلة مدعومة من حلفاء أمريكا العرب.

في الأسبوع الماضي، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن زعيم حماس يحيى السنوار قوله للوسطاء العرب إن الحركة لن تتزحزح عن مطلبها بوقف دائم لإطلاق النار، ولن توافق على نزع سلاحها في إطار أي صفقة.

ولكن حماس قد لا تكون العقبة الوحيدة.

رغم أن الصفقة وُصفت بأنها مبادرة إسرائيلية ورغم تظاهر آلاف الإسرائيليين دعما لها، فقد أعرب نتنياهو عن تشككه قائلا إن ما تم عرضه علنا ليس دقيقا ورفض الدعوات لإسرائيل لوقف القتال بشكل دائم قبل أن يتم القضاء على حماس.

ولقد صادق كابينت الحرب الذي يرأسه على اقتراح صفقة رهائن من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء الحرب تماما إذا تم تنفيذه بالكامل، لكن رئيس الوزراء يزعم بشكل لا لبس فيه أن هذا الاقتراح من شأنه أن يسمح لإسرائيل بتحقيق أهدافها الحربية – بما في ذلك الإطاحة بحماس – قبل ذلك.

كما هدد الشركاء من اليمين المتطرف في إئتلافه الحاكم بإسقاط الحكومة إذا وافقت على صفقة رهائن توقف القتال قبل تحقيق أهداف الحرب.

عائلات وأصدقاء الرهائن المتبقين المحتجزين في قطاع غزة يطلقون بالونا مطالبين بالإفراج عن أحبائهم في تل أبيب، 9 يونيو، 2024. (AP Photo/Ariel Schalit)

أعلن بايدن مرارا أن وقف إطلاق النار كان وشيكا على مدار الأشهر العديدة الماضية، ولكن لم يكن هناك سوى هدنة واحدة، وهي هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر تم خلالها إطلاق سراح 105 رهائن.

وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 37 ألف فلسطيني قُتلوا خلال القتال حتى الآن. من بين هؤلاء، هناك نحو 24 ألف قتيل تم تحديدهم في المستشفيات أو من خلال بلاغات ذاتية من قبل العائلات، في حين أن بقية الرقم يستند على “مصادر إعلامية” تابعة لحماس. وتشمل الأرقام، التي لا يمكن التحقق منها، نحو 15 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم خلال المعارك. كما تقول إسرائيل إنها قتلت نحو 1000 مسلح داخل الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر.

على الجانب الإسرائيلي، قُتل 295 جنديا وشرطيا خلال العملية البرية ضد حماس ووسط العمليات على طول حدود غزة. كما قُتل مقاول مدني عمل مع وزارة الدفاع في القطاع.

ساهم في هذا التقرير لازار بيرمان

اقرأ المزيد عن