خلال جولته على الحدود، نتنياهو يتعهد باستعادة الأمن في الشمال “مع اتفاق أو بدونه”
نتنياهو يقول إن هناك حاجة إلى "إنفاذ القانون" لدفع حزب الله إلى التراجع إلى ما وراء نهر الليطاني، بينما يقول مسؤول إسرائيلي لم يذكر اسمه إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق دبلوماسي في الأسبوعين المقبلين
خلال جولة قام بها على الحدود الشمالية يوم الأحد، صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه سواء من خلال تسوية عن طريق التفاوض أو من خلال القوة العسكرية، فإن إسرائيل ستحقق الظروف التي تحتاجها لاستعادة الأمن في المنطقة وإبقاء حزب الله بعيدا.
خلال الزيارة التي قام بها مع قادة عسكريين كبار، قال نتنياهو “مع الاتفاق أو بدونه” مع لبنان، فإن استعادة الأمن في الشمال وإعادة السكان إلى منازلهم يتطلبان دفع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، ومنع الجماعة من إعادة التسلح والرد على أي نشاط ضد إسرائيل، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.
يقع نهر الليطاني على بعد حوالي 30 كيلومترا داخل لبنان من الحدود مع إسرائيل.
وقال نتنياهو “بعبارة بسيطة: تطبيق القانون”، مضيفا أنه سيكون من المهم أيضا “قطع أنبوب الأكسجين الخاص بحزب الله والذي يمر من إيران عبر سوريا”.
وتلقى نتنياهو، الذي رافقه في الجولة قائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال أوري غوردين وضباط آخرون، تقييما للعمليات بالإضافة إلى تحديث بشأن الخطط الهجومية والدفاعية في المنطقة وسط الحرب الجارية ضد حزب الله.
وأعلن رئيس الوزراء أنه من الممكن، من حيث كان يقف، سماع أصوات “الواقع المتغير” حيث تعمل القوات ضد أهداف حزب الله من الجو وعلى الأرض، مدمرة البنية التحتية التي، على حد قوله، كانت معدة لغزو أكثر تدميرا من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
وتأتي زيارة نتنياهو إلى الحدود في الوقت الذي قال فيه الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 100 قذيفة أطلقت من لبنان على الأراضي الإسرائيلية يوم الأحد، حيث تم اعتراض العديد منها، وسقط بعضها في مناطق غير مأهولة بالسكان.
وتضغط الولايات المتحدة من أجل اقتراح لوقف إطلاق النار من شأنه استعادة الهدوء إلى جانبي الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بعد أكثر من عام من بدء حزب الله بإطلاق هجمات بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل بشكل شبه يومي.
وقال مسؤول إسرائيلي لأخبار القناة 12 وهيئة البث الإسرائيلية “كان” مساء الأحد أنه قد يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في غضون 10-14 يوما، مشيرا إلى أنه تم إحراز تقدم كبير في الأيام الأخيرة.
يوم الخميس، تواجد المساعدان الكبيران في البيت الأبيض بريت ماكغورك وعاموس هوكستين في إسرائيل لإجراء محادثات مع نتنياهو ومسؤولين كبار آخرين بشأن الصراعين مع حماس في غزة ومع حزب الله في لبنان، وكلا الجماعتين مدعومتين من إيران.
ويوم الأربعاء نشرت هيئة البث ما قالت إنها تفاصيل مسودة اتفاق صاغتها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما بين إسرائيل وحزب الله. وتسعى إسرائيل إلى التوصل إلى اتفاق يتم من خلاله تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي يحظر على حزب الله الحفاظ على وجوده جنوب نهر الليطاني. ومع ذلك، ورد أن إسرائيل تريد أيضا أن تكون قادرة على إعادة الاشتباك مع الجماعة في جنوب لبنان إذا شعرت بالتهديد.
وتصاعدت حدة العنف عبر الحدود منذ أكثر من شهر، وزادت إسرائيل من ضرباتها وبدأت ما تقول إنها عملية برية محدودة لطرد حزب الله من المنطقة الحدودية. ووسع حزب الله هجماته بمسيرات وصواريخ لضرب أهداف داخل إسرائيل ويقاتل أيضا قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.
وأجبرت هجمات حزب الله عشرات آلاف المواطنين الإسرائيليين على النزوح من منازلهم.
على الحدود، شكر نتنياهو جنود الاحتياط على انجازاتهم، مشيرا إلى غيابهم الطويل عن حياتهم اليومية وعائلاتهم خلال الحرب. وقال إن كبار الموظفين في مكتبه رافقوه في الجولة بهدف وضع خطة حكومية للمساعدة في دعم جنود الاحتياط وعائلاتهم.
أصبحت خدمة الاحتياط الطويلة المفروضة على الجنود مثيرة للجدل وسط معركة سياسية حول الإعفاءات من الجيش الممنوحة للحريديم. ويرى منتقدو الإعفاءات، بما في ذلك وزير الدفاع يوآف غالانت، أن المجتمع الحريدي قادر على توفير الآلاف من الرجال الأصحاء لتعزيز القوة البشرية في الجيش، مما يساعد على تقليل عبء عمل جنود الاحتياط. وأصبحت هذه القضية نقطة محورية في مفاوضات الميزانية حيث تضم الحكومة أحزابا حريدية تسعى إلى الحفاظ على الإعفاءات.
وكان من المفترض أيضا أن يزور نتنياهو بلدة المطلة الحدودية. لكن قبل نحو 20 دقيقة من الموعد المقرر لوصوله، انفجرت مسيرة تم إطلاقها من لبنان في قاعدة عسكرية بالبلدة، وقام موكب رئيس الوزراء بإلغاء الزيارة.
ونشر مكتبه في وقت لاحق بيانا أكد فيه على أن نتنياهو لا يزال حريصا على زيارة المطلة، لكن المسؤولين الأمنيين قرروا إنهاء الجولة.