خلال جولة في غزة، نتنياهو يتعهد بعدم عودة حماس إلى السلطة ويعرض مبلغ 5 ملايين دولار لمن يسلم الرهائن
رئيس الوزراء يقول أنه سيتم تحرير المختطفين على أية حال، حتى في الوقت الذي حذره فيه مسؤولو دفاع بحسب تقارير بأن اتفاق لوقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياتهم
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء بأن حماس لن تحكم قطاع غزة بعد الحرب، رافضا على ما يبدو الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع بقاء الحركة سليمة جزئيا أثناء زيارته لموقع عسكري إسرائيلي في الجيب الساحلي.
كما كرر رئيس الوزراء عرضا بدفع مبالغ سخية لسكان غزة الذين يسلمون الرهائن الإسرائيليين، بزيادة المكافأة إلى 5 ملايين دولار مقابل كل مختطف، بعد أن اقترح سابقا أن تدفع إسرائيل “عدة ملايين” لاستعادتهم.
تأتي الزيارة في الوقت الذي تشن فيها إسرائيل هجوما في شمال غزة لاجتثاث نشاط حماس المتجدد، ووسط تحذيرات شديدة بشأن حالة الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا في الأسر بعد حوالي ثلاثة عشر شهرا من اختطافهم من قبل مسلحين بقيادة حماس في 7 أكتوبر 2023.
في مقطع فيديو للزيارة نشره مكتب رئيس الوزراء، قال نتنياهو إن قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع “حققت نتائج ممتازة نحو هدفنا المهم – ألا تحكم حماس في غزة. إننا ندمر قدراتها العسكرية بطريقة مذهلة، ونحن ننتقل إلى قدراتها الحاكمة… حماس لن تكون في غزة”.
بالإضافة إلى ذلك، قال إن إسرائيل تبذل كل ما في وسعها “لتحديد مكان رهائننا وإعادتهم. لن نتوقف. سنواصل القيام بذلك حتى نعيدهم جميعا – الأحياء والأموات”.
“أولئك الذين يحتجزون رهائننا”، “كل من يجرؤ على إيذاء رهائننا – فهو رجل مستهدف. سنلاحقكم وسنصل إليكم”.
وتحدث نتنياهو بعد زيارة محور نتساريم، وهو حزام يمتد على عرض القطاع حيث تسيطر القوات الإسرائيلية منذ عدة أشهر، وتتحكم في الوصول بين النصف الشمالي والجنوبي من القطاع وتقوم ببناء بنية تحتية لوجود شبه دائم، على الرغم من إصرار حماس على انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل في أي اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
في تصريحاته، عرض رئيس الوزراء مبلغ 5 ملايين دولار وممر آمن للخروج من غزة لأي شخص يسلم رهينة، في ما تبدو أنها زيادة في عرض سابق.
وقال: “الاختيار بين أيديكم، لكن النتيجة ستكون واحدة، سنعيد الجميع إلى الوطن”.
يُعتقد أن 97 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 34 رهينة على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما أطلقت سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات ثماني رهائن أحياء، كما تم استعادة جثث 37 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا بالخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.
كما تحتجز حماس مواطنَين إسرائيليَين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثث جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.
ويصر نتنياهو على أن إسرائيل يمكنها مواصلة القتال واستعادة بقية الرهائن، على الرغم من إصرار الوسطاء على أن أفضل طريقة لإخراج الرهائن هي من خلال صفقة. أشارت التقارير في الأيام الأخيرة إلى أن كبار مسؤولي الدفاع يتفقون مع هذا الرأي، حيث حذروا نتنياهو من أن المختطفين معرضون للخطر بسبب الحرب الجارية ونصحوه بأن التوصل إلى اتفاق مع حماس هو السبيل الوحيد لتحريرهم.
وكان من المقرر أن يشارك رئيس الوزراء في اجتماع رفيع المستوى مساء الثلاثاء بشأن ظروف الرهائن، حيث كان من المتوقع أن يحذره مسؤولو دفاع مرة أخرى من أن استمرار الحرب قد يمس بالمختطفين الذين ما زالوا على قيد الحياة، حسبما أفادت القناة 12.
يوم الأحد، استمع نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي رافقه إلى غزة، إلى إحاطة منفصلة من كبار مسؤولي الدفاع حول مسألة الرهائن، وعُرضت عليهما صورة قاتمة بشأن حالة الرهائن الأحياء، وفقا للقناة 12.
في الأسبوع الماضي، قدّر فريق صحة تابع لمنتدى عائلات المختطفين إن بعض الرهائن المتبقين فقدوا نحو نصف وزنهم بسبب نقص الغذاء في الأسر، الأمر الذي سيحد من فرص بقائهم على قيد الحياة في الشتاء القادم.
المفاوضات من أجل تحرير الرهائن والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة متوقفة فعليا منذ عدة أشهر، مع عدم وجود أفق واضح لاستئناف المحادثات بشكل هادف.
لقد أظهرت استطلاعات الرأي أن أغلبية كبيرة من الإسرائيليين تؤيد إبرام صفقة رهائن مع حماس لإنهاء الحرب في غزة، واتهم منتقدو نتنياهو رئيس الوزراء بإبقاء الحرب مستمرة لضمان بقاء ائتلافه اليميني – والذي يضم عناصر من أقصى اليمين تريد استمرار القتال وإقامة مستوطنات في شمال غزة – وليس بسبب مخاوف أمنية، مما يمنع التوصل إلى اتفاق.
تم تسجيل نتنياهو في أواخر الشهر الماضي وهو يقول لمشرعي حزب “الليكود” إن إسرائيل لا تستطيع قبول مطلب حماس بإنهاء الحرب في مقابل الرهائن، ظاهريا بسبب المخاوف من أن الصفقة ستسمح لحماس بالبقاء في غزة بشكل ما.
يوم الإثنين، خلال خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست، قال نتنياهو: “سنعيد العشرات من المختطفين إلى الوطن، وآمل أن يتم ذلك في المستقبل القريب”، لكن لم يكن من الواضح على أي أساس استند هذا التقييم.
خلال زيارته إلى غزة، قام نتنياهو بجولة في محور نتساريم، برفقة كاتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار. هناك، التقى هو وكاتس في نقطة مراقبة مع قائد فرقة المشاة 99 يوآف برونر وقائد القيادة الجنوبية الميجر جنرال يارون فينكلمان، لإجراء مسح للمنطقة.
في وقت لاحق، التقى المسؤولان مع قادة وحدات الاحتياط على ساحل غزة، الذين استعرضوا إنجازات وتحديات القتال المستمر في القطاع، بحسب بيان صادر عن مكتب الاعلام الحكومي.
وكانت هذه أول زيارة لكاتس إلى القطاع منذ تعيينه وزيرا للدفاع في وقت سابق من هذا الشهر. وقد اختاره نتنياهو لهذا المنصب بعد إقالة يوآف غالانت بسبب ما قال إنه عدم وجود ثقة متبادلة.
وبحسب غالانت، فقد تمت إقالته بسبب خلافات مع نتنياهو حول الحاجة إلى التخطيط لحكومة في غزة ما بعد حماس والمقايضات التي تنطوي عليها صفقة الرهائن مع حماس، من بين أمور أخرى.
متحدثا من غزة، حدد كاتس “إنقاذ” الرهائن باعتباره “المهمة الأكثر أهمية”، مضيفا “الجميع هنا يرون ذلك”، بينما تعهد أيضا “نحن بحاجة إلى التأكد ألا تحكم حماس هنا في ’اليوم التالي’”.