خلال التحقيق معهم، مقاتلو حماس يؤكدون وجود مخبأ للحركة أسفل مستشفى الشفاء في غزة
أحد المسلحين الذين تم القبض عليهم يقول إن الحركة تستخدم الأنفاق تحت مستشفى الشفاء لنقل الأسلحة لأنها تعرف أن إسرائيل لن تستهدف الموقع
نشر الجيش الإسرائيلي يوم السبت مقطعا فيديو لتحقيقات مع عنصرين في حركة حماس شاركا في هجوم 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، أكد فيهما المسلحان أن الحركة لديها مخبأ أسفل مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وجاء نشر اللقطات بعد يوم من تصريح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيئل هغاري، بأن قاعدة عمليات حماس الرئيسية تقع أسفل المستشفى – وهو الأكبر في قطاع غزة، وقدم صورا ومقاطع صوتية تم اعتراضها كدليل على أنشطة الحركة.
مقطعا الفيديو من التحقيقات، اللذين نشرهما الجيش الإسرائيلي يوم السبت مرفقين بترجمة باللغة الانجليزية، يظهران استجواب اثنين من عناصر حماس.
في أحد المقطعين، يقول أحدهما يُدعى عامر سامي مرزوق أبو غوش للمحقق أنه من حي التفاح في مدينة غزة وعضو في “النخبة”، وحدة الكوماندوز البحرية التابعة لحماس. ويظهر أبو غوش وهو يشرح عن شبكة أنفاق حماس، قائلا إن الأنفاق تمر تحت الأحياء ولكن لا يوجد لكل منطقة مدخل.
ويوضح أن الأنفاق مخبأة تحت المستشفيات، ويقول إن مستشفى الشفاء لديه طوابق تحت الأرض.
ويقول أبو غوش في التحقيق إن مستشفى “الشفاء كبير، ليس صغيرا. يختبئون فيه”.
وقال إن المستشفيات والعيادات الطبية والمرافق يتم استغلالها لأن حماس تدرك أن إسرائيل لن تستهدفها. ويمكن استخدام هذه المواقع من قبل الحركة لتمرير “عبوات، أسلحة، طعام، مواد طبية”.
وأضاف أن “[مستشفى] الشفاء آمن، لا يُقصف”.
IDF releases footage of the interrogation of Hamas terrorists who participated in the October 7 massacre in southern Israel, where they reveal that the terror group has a hideout under Shifa Hospital in Gaza City. pic.twitter.com/kCwKOBWUGr
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) October 28, 2023
كما أكد أيضا ادعاء إسرائيليا بأن حماس تقوم بتخزين إمدادات الوقود بدلا من توزيعها على سكان غزة، قائلا: “يقومون [حماس] بتأمين سياراتهم ومركبات الجيب الخاصة بهم، وبعد ذلك يعطونه [الوقود] للناس”.
وأوضح أبو غوش أيضا أن الأشخاص الذين يريدون مغادرة غزة عبر مصر لا يمكنهم القيام بذلك إلا بإذن من حماس.
في مقطع فيديو آخر، يعرّف عنصر آخر عن نفسه بأنه حسن حسان حسين زغرب، وهو مسعف قتالي.
ويقول زغرب إنه شارك في الهجمات على كيبوتس صوفا، وهو تجمع سكاني بالقرب من حدود غزة حيث تنقل المسلحون من منزل إلى آخر وقتلوا كل شخص صادفوه.
وقال زغرب: “حسبما أسمع، فإن مستشفى الشفاء يستخدمونه للاختباء فيه. لكنني لا أعرف بالنسبة للنجار”، في إشارة إلى مركز طبي آخر في غزة، يقع في مدينة رفح.
يوم الجمعة، قال هغاري إن حماس لديها عدة مجمعات تحت الأرض تحت منطقة الشفاء يستخدمها قادة الحركة لتوجيه الهجمات ضد إسرائيل.
وقال المتحدث العسكري إن إسرائيل لديها “أدلة ملموسة” على أن “مئات الإرهابيين تدفقوا إلى المستشفى للاختباء” في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، الذي تسلل خلاله حوالي 2500 مسلح الحدود تحت غطاء سيل من الصواريخ، واجتاحوا أكثر من 20 تجمعا سكانيا قرب قطاع غزة، وقتلوا نحو 1400 اسرائيليا. كما اختطفوا أكثر من 220 شخصا ويحتجزونهم كرهائن في القطاع.
وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس في أعقاب الهجوم بينما تسعى جاهدة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين الفلسطينيين. ونفذت ضربات مكثفة على أهداف تابعة للحركة تمهيدا لعملية برية متوقعة.
وواصلت حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى إطلاق الصواريخ على جنوب ووسط إسرائيل مما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى الإسرائيليين.
وفقا للجيش الإسرائيلي، فإن الأمن الداخلي لحماس لديه أيضا مركز قيادة داخل مستشفى الشفاء، حيث يوجه إطلاق الصواريخ على إسرائيل ويخزن الأسلحة.
وقال هغاري إن البنية التحتية للطاقة في المستشفى تُستخدم أيضا من قبل قاعدة حماس تحت الأرض، واتهم الحركة باستخدام المستشفى ومرضاه – يضم المستشفى 1500 سرير و4000 موظف – كدروع بشرية.
صرح مسؤولون عرب وغربيون لصحيفة “نيويورك تايمز” في نهاية الأسبوع أن حماس تقوم بتخزين الغذاء والوقود في قطاع غزة، وتمنع وصولهما إلى السكان الذين هم في أمس الحاجة إليهما.
وأوقفت إسرائيل، التي عادة ما تزود غزة بالوقود، جميع عمليات النقل بعد هجوم 7 أكتوبر. وقالت إنها ستسمح بدخول الغذاء والماء والإمدادات الطبية – ولكن ليس الوقود – إلى جنوب غزة من مصر، للمدنيين الفلسطينيين، طالما أن الإمدادات لا تصل إلى حماس.
وحذرت الأمم المتحدة من أن المستشفيات وغيرها من الخدمات الحيوية في القطاع الفلسطيني معرضة لخطر الإغلاق إذا لم يتم توصيل الوقود.
ويصر الجيش الإسرائيلي على أنه لا توجد حاليا أزمة إنسانية في غزة وأنه يراقب الوضع عن كثب.
منذ أن شنت إسرائيل غارات جوية ومدفعية في أعقاب الهجوم، قُتل أكثر من 7000 فلسطيني في قطاع غزة، وفقا للأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، وتشمل المسلحين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل وكذلك المدنيين الفلسطينيين الذين “قُتلوا بصواريخ طائشة أطلقتها الجماعات المسلحة في غزة”.
وتقول إسرائيل إنها قتلت 1500 من مسلحي حماس داخل إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر.