خلاف ينشب بين نشطاء والشرطة بشأن نفخ الـ”شوفار” بالقرب من الحرم القدسي
يسعى النشطاء إلى نفخ بوق قرن الكبش في الحائط الشرقي للبلدة القديمة في القدس، حيث تقع مقبرة اسلامية، لكنهم واجهوا معارضة من الشرطة على الرغم من أحكام المحكمة حول حرية العبادة
دخل نشطاء جبل الهيكل في معركة قانونية مع الشرطة بسبب جهودهم لنفخ الـ”شوفار” (بوق من قرن كبش) في ما يعرف بالجدار الشرقي لمجمع الحرم القدسي.
وخلال الشهر الماضي، نشب خلاف بين الجانبين في المحاكم، وتحول إلى نزاع قانوني حول حرية العبادة الدينية ومدى استخدام الاعتبارات الأمنية من قبل الشرطة لتقييد هذا الحق.
وتتمحور المعركة القانونية حول جهود نشطاء جبل الهيكل لنفخ البوق عند باب الرحمة في الجدار الشرقي، حتى يسمعها اليهود في الحرم القدسي أعلاه.
وقد اعتقلت الشرطة النشطاء مرارا، لأن أنشطتهم يمكن أن تشعل التوترات مع الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وتؤدي إلى أعمال عنف.
ويوم الأحد، قام عضو الكنيست سيمحا روثمان من حزب “الصهيونية الدينية” اليميني بزيارة الموقع للمرة الثانية خلال حوالي أسبوع لنفخ الشوفار، وتجنب الاعتقال بسبب حصانته البرلمانية.
وتم توقيف أحد الحاضرين، إيمانويل بروش – أحد النشطاء الأساسيين المتورطين في الجدل – للمرة الثالثة منذ منتصف سبتمبر وأفرج عنه بعد ثماني ساعات.
يوم الاثنين، رفضت محكمة الصلح في القدس للمرة الرابعة محاولات منع بروش من دخول الموقع، وبالتالي دعمت حقه في نفخ الشوفار في أي مكان على طول الجدار الشرقي.
وفي توبيخ للشرطة، أمر القاضي الدائرة أيضًا بدفع 2000 شيكل كتكاليف قانونية لبروش.
وهذا الجدل هو الفصل الأخير في الجهود المستمرة منذ أكثر من عقد من قبل القوميين الدينيين والعلمانيين لفرض سيطرة إسرائيلية أكبر على الحرم القدسي وزيادة حقوق اليهود في الموقع وحقهم بالصلاة.
وكثيرا ما عارضت الشرطة ووزير الأمن العام هذه الجهود بسبب أهمية الموقع في الإسلام وأعمال العنف التي كثيرا ما تلحق بالنشاطات الإسرائيلية في الحرم القدسي.
وابتداء من الشهر الماضي، خلال شهر ايلول العبري وقبل الأعياد اليهودية، قام نشطاء جبل الهيكل بنفخ الشوفار خارج باب الرحمة في الجدار الشرقي حتى يتمكن اليهود في الحرم القدسي أعلاه من سماعه أثناء دخولهم للموقع.
ويشكل الجدار الشرقي الجانب الشرقي من الحرم القدسي، والجدار الخارجي الشرقي لبلدة القدس القديمة. وهي أيضا أقدم الجدران المحيطة بالموقع.
وتحظر الشرطة الصلاة واستخدام أدوات الصلاة مثل التيفيلين وشالات الصلاة والشوفار – قرن الكبش الذي يستخدمه اليهود قبل وأثناء الأيام المقدسة العظمى – داخل الحرم القدسي.
ولذلك، قام النشطاء في السنوات الثلاث الماضية بنفخ الشوفار بالقرب من باب الرحمة، خارج مجمع الحرم القدسي، في الوقت الذي يسمح فيه دخول اليهود الى الحرم.
ومع ذلك، فقد اعتقلت الشرطة مرارا النشطاء الذين كانوا ينفخون الشوفار عند باب الرحمة وعلى الطريق العام الذي يمتد على طول السور الشرقي، وأصرت في المحكمة على أنها تسعوى لتجنب استفزاز السكان المسلمين، مما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية الهشة بالفعل.
وأشارت الشرطة في جلسات الاستماع الى أن باب الرحمة يقع وسط مقبرة إسلامية وأن الصلاة اليهودية في الموقع يستفز المسلمين.
وفي الجلسة الأولى لمحكمة الصلح في القدس في 19 سبتمبر، أشارت الشرطة على وجه التحديد إلى أن النشطاء بثوا احتفالاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وحذرت من أن “السلطات العربية، بما في ذلك كبار المسؤولين في العالم الإسلامي الذين لهم صلات بالحرم القدسي” لاحظت هذه الأنشطة وردت عليها.
لكن دعمت محكمة الصلح في القدس والمحكمة المركزية في القدس الناشطين في كل قضية، رافضة طلبات الشرطة لأوامر ابعاد الناشطين، ودعمت حق النشطاء في نفخ الشوفار عند الحائط الشرقي. وأضاف القاضي عميت شاكيد من محكمة الصلح أن الخطر على الأمن العام لا ينبع من النشطاء أنفسهم، بل من المعادين لهم.
פעם אחר פעם מתעקשת משטרת ישראל לעצור אזרח על תקיעת שופר בכותל המזרחי בירושלים,למרות שזו זכותו הבסיסית,למרות שבית המשפט קבע כי כמובן מותר לו ולמרות שערר של המשטרה למחוזי נדחה. יישר כח לח"כ @rothmar שמלווה את העניין במסירות. pic.twitter.com/62eq2CVDqo
— nati rom נתי רום (@natirom) October 2, 2022
وبعد أخر قرار قانوني صدر يوم الاثنين، قال بروش أنه نظرا لعدم وجود أي حكم قضائي يقيد حركته، فإنه يحق له نفخ الشوفار في أي نقطة على طول الجدار الشرقي.
“النصر الكبير اليوم في المحكمة مكرس أولاً وقبل كل شيء للحرم القدسي”، قال بروش عقب القرار.
“[الشاعر] أوري تسفي جرينبيرج صاغ عبارة من يحكم الجبل يحكم القدس ويحكم الأرض بأكملها. سنواصل العمل من أجل السيادة على الأرض بأكملها”.
وردا على سؤال من تايمز أوف إسرائيل حول سبب اعتقال بروش، صرحت الشرطة: “تسمح الشرطة بحرية العبادة للجميع ضمن حدود القانون والممارسة القائمة، مع الحفاظ على الأمن والحفاظ على السلام وحماية الأماكن المقدسة”.
“للأسف، هناك مجموعة صغيرة تحاول عمدا إثارة استفزازات والقيام بطقوس الأعياد [اليهودية] في المقبرة الإسلامية على وجه التحديد، وهو ما حدث صباح الأحد عندما وصل الناس إلى الموقع ولم يستمعوا إلى تعليمات عناصر الشرطة. أُجبرت الشرطة على اعتقال رجل لم يستمع للتعليمات أثناء اعتقاله”.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الشرطة ستستأنف قرار المحكمة الأخير.
ومع ذلك، توجه صباح يوم الثلاثاء، عشية يوم كيبور، بروش ونشطاء آخرين، بما في ذلك روثمان وزميلته في حزب “الصهيونية الدينية” عضو الكنيست ميخال والديجر وآخرين إلى الحائط الشرقي لنفخ البوق، وسدت الشرطة الطريق امامهم مرة أخرى.
وتم اعتقال ثلاثة نشطاء في الموقع.