إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

خلاف دبلوماسي بعد قيام الشرطة الإسرائيلية باحتجاز حارسين فرنسيين في موقع ديني بالقدس

باريس تستدعي السفير الإسرائيلي بعد إلغاء زيارة لوزير الخارجية الفرنسي جراء الحادثة في كنيسة الإيليونة التي يديرها الفرنسيون؛ إسرائيل تقول إنه تم إطلاق سراح الحارسين بمجرد أن أظهرا بطاقاتيهما الدبلوماسيتين

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (على يمين الصورة) يغادر بعد إلغاء زيارته المقررة إلى كنيسة الإيليونية في القدس، في 7 نوفمبر، 2024.  (Menahem Kahana/AFP)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (على يمين الصورة) يغادر بعد إلغاء زيارته المقررة إلى كنيسة الإيليونية في القدس، في 7 نوفمبر، 2024. (Menahem Kahana/AFP)

قالت وزارة الخارجية في باريس يوم الخميس إنها ستستدعي السفير الإسرائيلي بعد أن قام شرطيون إسرائيليون باعتقال حارسين فرنسيين يحملان تأشير دبلوماسية خلال مشاحنة قبل زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لكنيسة فرنسية في القدس.

وقال الوزارة في باريس إنه سيتم استدعاء السفير “في الأيام القريبة” لمناقشة الحادثة في كنيسة “الإيليونة” على جبل الزيتون.

وقال بيان فرنسي إن “قوات الأمن الإسرائيلية دخلت الموقع مسلحة دون الحصول على إذن بذلك. ولم يرغب الوزير في زيارة الموقع في ظل هذه الظروف”.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه تم احتجاز حارسي أمن بعد أن رفضا التعريف عن نفسيهما، لكن تم إطلاق سراحهما بعد أن أظهرا بطاقتيهما الدبلوماسيتين. وقالت فرنسا إنه تم إطلاق سراح الرجلين، وهما موظفان في القنصلية الفرنسية في القدس، بعد تدخل بارو.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية “هذه الأفعال غير مقبولة”، مضيفة أن “فرنسا تدين هذه الأفعال بشدة لأنها تحدث في سياق تبذل فيه كل ما في وسعها للعمل على خفض حدة العنف في المنطقة”.

ووقع الحادث في الكنيسة أثناء زيارة بارو إلى إسرائيل لمناقشة اتفاقيتي وقف إطلاق نار محتملتين في غزة ولبنان، حيث تقاتل إسرائيل حركتي حماس وحزب الله المدعومتين من إيران، في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر، 2023، وبدء حزب الله في شن هجمات يومية بالصواريخ والمسيرات في اليوم التالي.

في هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو بثته وكالة فرانس برس، تعتقل الشرطة الإسرائيلية حارسا فرنسيا في كنيسة الإيليونية في القدس، 7 نوفمبر، 2024. (Chloe Rouveyrolles-Bazire/AFP)

وحمّلت وزارة الخارجية الإسرائيلية الدبلوماسييّن الفرنسييّن مسؤولية الخلاف.

وقالت الوزارة “كل وزير من دولة أجنبية يصل إلى إسرائيل في زيارة رسمية يرافقه أمن من قبل الدولة، ويرافق الأمن تحركات الوزير في كل أجزاء زيارته”.

وأضافت الوزارة أن زيارة بارو للكنيسة رافقتها حماية شخصية قدمتها إسرائيل، وهو ما “تم توضيحه مسبقا في الحوار التحضيري مع السفارة الفرنسية في إسرائيل”.

وقالت “خلال الزيارة، نشب جدال بين قوات الأمن الإسرائيلية وحارسي أمن فرنسيين اللذين رفضا التعريف عن نفسيهما. قامت الشرطة باحتجاز الرجلين وإطلاق سراحهما على الفور بعد التعريف عن نفسيهما كدبلوماسيين”.

في لقطات للواقعة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر أحد الحارسين الفرنسيين، الذي لا يرتدي زيا رسميا، وهو يقول للشرطيين مرارا وتكرارا، “لا تلمسوني”، أولا بالفرنسية ومن ثم بالانجليزية، قبل أن يتم الامساك به ووضعه في سيارة شرطة.

في مقطع الفيديو – الذي يبدأ في منتصف المواجهة اللفظية – لا يمكن سماع الحارس الفرنسي، الذي لا يبدو أنه يحمل سلاحا،  يعرّف عن نفسه بأنه دبلوماسي.

المجمع الكنسي، المعروف أيضا باسم “كنيسة باتر نوستر”، حيث يُعتقد أن المسيح علّم تلاميذه الصلاة الربانية هناك، تديره فرنسا، كواحد من أربعة مواقع تُسمى “المواقع الوطنية الفرنسية في الأراضي المقدسة”.

“المواقع الفرنسية” – التي تشمل أيضا “قبور السلاطين” وكنيسة “القديسة حنة” (سانت آن) في القدس ودير البنديكتيين في أبو غوش – كانت موقعا لحوادث دبلوماسية سابقة.

وقال بارو للصحافة يوم الخميس إن “الإيليونة… ليس موقعا تابعا لفرنسا فحسب بل إن فرنسا تقوم أيضا بإدارة أمنه وصيانته، وذلك بعناية كبيرة”.

وأضاف “يجب احترام سلامة المواقع الأربعة التي تتحمل فرنسا مسؤوليتها هنا في القدس”.

وأصدرت الشرطة بيانا قالت فيها إنها كانت تؤدي عملها فقط.

وجاء في البيان أن “شخصين لم يعرّفا عن نفسيهما بداية… منعا عناصر إسرائيليين مكلفين حماية الوزير، من دخول الموقع”.

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في صورة له في جبل الزيتون الذي يطل على البلدة القديمة في القدس أثناء زيارته للمدينة، 7 نوفمبر، 2024. (AP Photo/Maya Alleruzzo)

وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس رجال الشرطة وهم يبلغون الدركيين المرافقين لبارو أنه يتعين عليهما في المرة القادمة إظهار بطاقة الهوية.

ورد أحدهما قائلا: “أتفهم الأمر؛ أنا آسف”، لكنه أضاف أن أفراد الشرطة الذين قاموا باحتجازه كانوا يعلمون من هو.

وقال الدركي: “إنهم يعرفون أننا نعمل في القنصلية الفرنسية لأننا كنا نتجادل مع بعضنا البعض حول كون هذا المكان فرنسيا أم لا”.

وقال الأب بيار المسؤول عن كنيسة القديسة حنة إن الإيليونة “مكان مقدس”.

وأضاف لفرانس برس: “هنا في إسرائيل، الأماكن المقدسة هي أماكن محمية. لا ندخلها بالسلاح. أضف الى ذلك، هو موقع فرنسي”.

وتستند ولاية المواقع الخاصة إلى اتفاقية تم توقيعها في عام 1948 بين فرنسا وإسرائيل والتي كانت بدورها مستندة إلى اتفاقيات يعود تاريخها إلى قرون مع الإمبراطورية العثمانية، لكن لم يتم التصديق عليها رسميا من قبل الكنيست.

في يناير 2020، رفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صوته على أفراد الأمن الإسرائيليين بعد أن قاموا بدفع عناصر أمن فرنسيين لدخول كنيسة القديسة حنة.

وقال ماكرون للشرطيين الإسرائيليين، باللغة الانجليزية، آنذاك: “هذه فرنسا هنا، والجميع يعرف القاعدة”.

وأعادت الحادثتان إلى الأذهان مشاحنة في عام 1996 عندما غضب الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك من الجنود الإسرائيليين لتشبتهم به بشدة أثناء زيارة للقدس وقيامهم بدفع مهنئين وسكان وصحفيين مرافقين بعيدا عندما حاولوا مصافحته أو الاقتراب منه.

وعندما وصل موكبه إلى كنيسة القديسة حنة، غضب شيراك عندما وجد عناصر أمن إسرائيليين مسلحين داخل الكنيسة، وطالبهم بالمغادرة قبل أن يدخل هو إلى الداخل.

اقرأ المزيد عن