خلاف بين قادة الأمن حول الخطط المتعلقة بالحرم القدسي خلال رمضان، وسط مخاوف من جهود إيران لتصعيد الاضطرابات
حث وزير الدفاع والجيش والشاباك على إتاحة وصول المصلين "بقدر الإمكان" خلال شهر رمضان لتجنب التوترات التي قد تحفز الهجمات الفردية؛ بن غفير والشرطة يطالبون بفرض قيود
حث وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار إتاحة وصول المصلين المسلمين بقدر الإمكان للصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وعدم فرض قيود على المواطنين العرب في اسرائيل، نظرا للقلق من جهود إيران، وكذلك حركة حماس، لإشعال الإضطرابات، حسبما ذكرت أخبار القناة 12 يوم الاثنين.
مع اقتراب بدء شهر رمضان مساء الأحد، لم تتفق المؤسسة الأمنية بعد على الترتيبات في الحرم القدسي، حيث من المتوقع أن يصل مئات الآلاف من المصلين خلال شهر رمضان.
ويأتي شهر رمضان هذا العام وسط توترات شديدة على خلفية الحرب مع حماس في قطاع غزة، والتي اندلعت في أعقاب هجوم الحركة في 7 أكتوبر.
وفي اجتماع يوم الأحد مع قادة الأجهزة الأمنية، قال غالانت وهاليفي وبار إن على إسرائيل تجنب خلق بيئة تحفز الهجمات الفردية، في ظل معلومات استخباراتية تشير إلى بذل إيران “جهود كبيرة” لتصعيد الاضطرابات.
وقالوا أنه يجب السماح لأقصى عدد ممكن من المصلين بالوصول إلى الحرم القدسي، بما يتماشى مع قدرته الاستيعابية، وعدم فرض أي قيود على المواطنين العرب، بحسب التقرير الذي لم يذكر مصدره. ويتسع الحرم القدسي وباحاته لحوالي 400 ألف شخص، رغم أن الحضور اليومي عادة ما يكون أقل بكثير.
ومع ذلك، يريد مفوض الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي قصر الحضور على 50 ألف إلى 60 ألف شخص، ويريد السماح فقط للعرب الإسرائيليين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما بالدخول “في المرحلة الأولى” من شهر رمضان، حسبما ذكر التقرير. وقال شبتاي خلال الاجتماع إن الشباب العرب، سواء كانوا مواطنين إسرائيليين أو من القدس الشرقية، هم “المحرضون” الرئيسيون وبالتالي يجب منعهم من الدخول.
ومن جانبه، يريد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يشرف على الشرطة، بالسماح بزيارة بضعة آلاف فقط في أي وقت، مع فرض قيود شديدة على المواطنين العرب، بحسب التقرير. ويقول بن غفير منذ الشهر الماضي أنه يجب منع الفلسطينيين من الدخول تماما.
وأصرت مصادر في الشرطة على أن موقفها استند إلى تقييمات مهنية وليس بسبب أي ضغوط سياسية، وأشارت إلى أنه تم تطبيق ترتيبات مماثلة قبل عامين وأن مستشارين خارجيين وافقوا على التقييم، حسب ما ذكرت القناة 12.
وكان من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع بن غفير وشبتاي يوم الاثنين للاستماع إلى توصياتهما بشأن القيود التي يجب فرضها، إلى جانب مناقشات بين جهاز الأمن العام الشاباك ومسؤولين في الجيش الإسرائيلي. وتم تأجيل اللقاء بسبب إصابة نتنياهو بالأنفلونزا. وقال مكتب رئيس الوزراء إن الجلسة ستعقد في الساعة الخامسة مساء يوم الثلاثاء.
ونقل التقرير التلفزيوني عن مصدر أمني رفيع لم يذكر اسمه قوله إن “رغبة إيران وحماس بإشعال الشرق الأوسط عبر الحرم القدسي، إلى جانب التصريحات غير المسؤولة للسياسيين وغياب القرارات، تدفعنا إلى الجنون”.
وتم عقد الاجتماع الأول حول الترتيبات لرمضان في الحرم القدسي قبل أسبوعين، وذكرت القناة 12 أن جميع المسؤولين الأمنيين يعتقدون أنه كان ينبغي اتخاذ القرار حتى الآن.
وقال عضو الكنيست منصور عباس، زعيم القائمة العربية الموحدة الإسلامية، لموقع “واينت” أنه سيسافر إلى الأردن يوم الثلاثاء بدعوة من الملك عبد الله الثاني “لمناقشة قضايا الحرب والوضع الراهن في المسجد الأقصى استعدادا لشهر رمضان المبارك”.
وفي يوم الاثنين، أجرى ثلاثة مشرعين عرب من أحزاب أخرى مناقشات مع الملك عبد الله حول هذا الموضوع في عمان.
ويتوجه مئات الآلاف من المسلمين إلى الموقع لأداء الصلاة خلال شهر رمضان. وبينما فرضت إسرائيل قيودا على وصول الفلسطينيين خلال فترات التوتر الأمني، فقد امتنعت عن فرض تلك القواعد على الأقلية المسلمة في البلاد.
وقد أعرب المسؤولون عن مخاوفهم من أن تؤدي هذه الفترة الحساسة إلى تفاقم التوترات الناجمة عن الحرب في غزة – التي أثارتها هجمات حماس في 7 أكتوبر – والتي أشعلت غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم تجاه إسرائيل.
في شهر فبراير، قال مسؤول أمريكي ومسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن إدارة بايدن قلقة للغاية من أن بن غفير، من خلال سياساته وأفعاله، يمكن أن يثير اضطرابات في الحرم القدسي خلال شهر رمضان.
أسفر هجوم حماس في 7 أكتوبر عن مقتل 1200 شخص، كما اختطف المسلحون 253 شخصا كرهائن في القطاع الفلسطيني.
وردت إسرائيل بحملة عسكرية لتدمير حماس، وإسقاط نظامها في غزة، وتحرير الرهائن.
هاليفي ضد الوزراء
في غضون ذلك، تصاعدت الخلافات بين الوزراء وقائد الجيش هاليفي خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، حسبما ذكرت القناة 12 في تقرير آخر لم تذكر مصدره يوم الاثنين.
وبحسب ما ورد، احتج عدد من الوزراء في الاجتماع الأخير لهاليفي قائلين إن العملية البرية لم تكن فعالة بما فيه الكفاية، وأنها بطيئة للغاية، وأنه كان من الخطأ ترك التعامل مع رفح حتى النهاية.
وذكر التقرير أن هاليفي رد بتذكير الوزراء بأنهم لم يرغبوا بأي عملية برية في البداية.
وقال: “لو لم يضغط الجيش والمؤسسة الأمنية على ذلك، لما كنا نناور على الإطلاق في غزة”.
ومدينة رفح جنوب قطاع غزة هي آخر معقل لحماس لم يجتاحه الجيش الإسرائيلي. وتعهدت إسرائيل باجتياح المدينة، التي يعتقد أن زعيم حماس يحيى السنوار يختبئ تحتها في شبكة الأنفاق الواسعة التابعة للحركة، وربما يحتفظ ببعض الرهائن داخلها كدروع بشرية.
وهناك قلق بالغ في المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، من أن يؤدي هجوم الجيش الإسرائيلي على رفح إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
ويواجه الهجوم العسكري الإسرائيلي رفضا وانتقادات متزايدة من المجتمع الدولي بسبب ارتفاع عدد القتلى وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، التي شهدت دمارا هائلا، وتشريد أكثر من مليون شخص، والنقص الحاد في المساعدات، التي يصعب وصولها بسبب القتال.
وفشلت حتى الآن جهود الوسطاء الدوليين للتفاوض على وقف للقتال.
وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن أكثر من 30 ألف لقوا حتفهم نتيجة القتال حتى الآن، وهو عدد لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل ويشمل حوالي 13 ألف من مقاتلي حماس تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعركة. وتقول إسرائيل أيضا إنها قتلت حوالي ألف مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.