إسرائيل في حالة حرب - اليوم 405

بحث

خطة بومبيو للإعلان عن جماعات حقوقية بأنها “معادية للسامية” وُضعت على الرف

بحسب مسؤول سابق، فإن السياسة، التي تم طرحها بعد خسارة ترامب في الانتخابات، تواجه رفضا بسبب مخاوف بشأن حرية التعبير؛ ولم يكن لوزارة الخارجية الوقت الكافي للدفع بالخطة قدما

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني بعد اجتماعهما الثلاثي في القدس، 18 نوفمبر، 2020. (Menahem Kahana / Pool via AP)
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني بعد اجتماعهما الثلاثي في القدس، 18 نوفمبر، 2020. (Menahem Kahana / Pool via AP)

أكد مسؤول أمريكي سابق يوم الإثنين أن خطة إدارة ترامب التي تم طرحها في اللحظة الأخيرة لتصنيف منظمات حقوق إنسان دولية تُعتبر أنها داعمة لحركة المقاطعة (BDS) بأنها “معادية للسامية” لم تتحقق.

وقد تم الإعلان عن السياسة من قبل وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو خلال زيارة قام بها إلى إسرائيل بعد أقل من أسبوعين من تعرض الرئيس حينها دونالد ترامب للهزيمة في السباق الرئاسي أمام جو بايدن. وقال كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في حينها إنه أصدر تعليماته للمبعوث الخاص لرصد ومحاربة معاداة السامية في وزارته، إيلان كار، بتحديد منظمات منخرطة في أو داعمة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات المناهضة لإسرائيل.

وفقا لمجلة “بوليتيكو”، فإن الهدف من السياسة كان استهداف عدد من المنظمات البارزة، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، و”هيومن رايتس ووتش”، و”أوكسفام”، وتصنيفها بأنها “معادية للسامية” وإنهاء الدعم الأمريكي لها.

ولكن مع بقاء شهرين فقط من رئاسة ترامب، فشل كار في تقديم القائمة التي أمر بومبيو بوضعها في الوقت المناسب. وقدم كار، المعين من قبل ترامب، استقالته قبل تولي بايدن منصبه.

بالإضافة إلى الوقت الضيق، واجهت السياسة رفضا من موظفين في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية، الذين أعربوا عن مخاوف جدية من أن السياسة ستحد من حرية التعبير، بحسب ما قال مسؤول أمريكي سابق، مؤكدا تقريرا في صحيفة “هآرتس”.

إيلان كار، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية لمراقبة ومكافحة معاداة السامية، في إحاطة لوزارة الخارجية، 11 أبريل، 2019. (YouTube screenshot)

ومن غير المتوقع أن تنتهج إدارة بايدن نفس السياسة المتشددة.

في جلسة الموافقة على تعيينه في الكونغرس في الأسبوع الماضي، قال المرشح لمنصب وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إنه وبايدن “يعارضان بشدة” حركة المقاطعة لأنها “تستهدف إسرائيل بشكل غير منصف وغير لائق وتخلق ازدواجية في المعايير لا نطبقها على دول أخرى”.

لكنه أضاف: “في الوقت نفسه، أنا أحترم تماما التعديل الأول للدستور الذي يسمح للأمريكيين بأن يقولوا ما يؤمنون به”، مشيرا إلى أنه سيعارض إجراءات تلاقي دعما من بعض أبرز المجموعات اليهودية الأمريكية التي تهدف إلى معاقبة كل من يقاطع إسرائيل.

وكان بومبيو جادل أن هذه السياسة من شأنها التصدي لما تزعم الحكومة الإسرائيلية منذ فترة طويلة بأنه تحيز غير منصف ضد الدولة اليهودية.

في العام الماضي، هدد وزير الشؤون الإستراتيجية حينذاك غلعاد إردان (الذي يشغل حاليا منصب سفير إسرائيل لدى واشنطن والأمم المتحدة) بحظر منظمة العفو الدولية في إسرائيل بسبب تقرير لها دعا مواقع إلكترونية مثل Airbnb و Booking.com و Expedia و TripAdvisor إلى الامتناع عن وضع إعلانات لشقق وفنادق في الضفة الغربية والمستوطنات.

واتهمت منظمة العفو هذه المواقع بتحقيق أرباح من “جرائم حرب” من خلال عرض وحدات سكنية في المستوطنات.

في العام الماضي أيضا، طردت إسرائيل المدير المحلي لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” بدعوى دعمه لحركة المقاطعة المناهضة لإسرائيل.

المواطن الأمريكي عمر شاكر ، مدير منظمة هيومان رايتس ووتش في إسرائيل والضفة الغربية وغزة، يلوح بيده قبل دخوله منطقة الرحلات المغادرة في مطار بن غوريون في 25 نوفمبر، 2019، بعد طرده من إسرائيل. (JACK GUEZ / AFP)

وقد اعتمدت إسرائيل موقفا متشددا في السنوات الأخيرة تجاه حركة المقاطعة التي تقول إنها تهدف إلى نزع الشرعية عن وجودها ومحوها عن الخريطة. الحركة من جهتها تقول إنها حملة سلمية من أجل حقوق الفلسطينيين ولا تتبنى حلا محددا لإنهاء الصراع.

حتى قبل الإعلان عن مبادرته، واجه بومبيو انتقادات من عدد من المنظمات اليهودية البارزة، مثل رابطة مكافحة التشهير، التي قالت إن مثل هذه المبادرة من شأنها تسييس الجهود لمكافحة معاداة السامية.

وقالت رابطة مكافحة التشهير، “نحن نؤمن بقوة بأن هذه المنظمات ضرورية لضمان وجود مجتمع مدني قوي ولحماية الديمقراطية في العالم”، مع الإقرار بوجود “خلاف كبير” بينها وبين المنظمات الثلاثة حول سياسة إسرائيل.

وأضافت أن وصف هذه المنظمات بأنها معادية للسامية “غير دقيق ولا يساعد في مكافحة معاداة السامية”.

اقرأ المزيد عن