دفن الجنود الإسرائيليين الثلاثة قتلى هجوم إطلاق النار على الحدود المصرية
عائلات وأصدقاء يشاركون في مراسم الدفن المنفصلة للرقيب ليا بن نون (19 عاما) والرقيب أول أوري يتسحاق إيلوز (20 عاما) والرقيب أول أوهاد دهان (20 عاما) بعد يوم من الهجوم الذي نفذه شرطي مصري
شارك الآلاف مساء الأحد في الوداع الأخير لثلاثة جنود إسرائيليين الذين قُتلوا في نهاية الأسبوع على يد شرطي مصري عند الحدود.
دفن الرقيب ليا بن نون (19 عاما) الثرى في المقبرة العسكرية في ريشون لتسيون، ودُفن الرقيب أوري يتسحاق إيلوز (20 عاما) في المقبرة العسكرية في صفد، بينما أقيمت مراسم دفن الرقيب أول أوهاد دهان (20 عاما) في المقبرة العسكرية في أوفاكيم.
خدم الجنود الثلاثة في كتيبتي المشاة المختلطتين “برديلاس” و”كركل” المكلفتين بحماية الحدود.
ووصفت شقيقة بن نون، أوفير، الجندية بأنه “شعاع من أشعة الشمس”.
وقالت أوفير: “لا يمكنني أن أتصور أنها لن تعود، ما الذي مرت به”، مضيفة أن بن نون أحبت الخدمة العسكرية وكان “فخورة” فيها وأضافت “شكرا لك على أنك كنت أختي لمدة 19 عاما. اعتني بنا من الأعلى”.
وقالت عمة بن نون، بازيت سوداري “كيف يمكن أن نتحدث عنك في زمن الماضي؟”
وصف اللفتنانت كولونيل إيفان كون، قائد كتيبة “برديلاس” في الجيش الإسرائيلي التي خدمت فيها بن نون، الجندية بأنها “شخصية ناجحة منذ البداية”.
وأضاف: “لقد كنت نموذجا يحتذى به، مقاتلة، شخصيتك وإرثك سيرافقاننا إلى الأبد”.
وقال رئيس الكنيست أمير أوحانا، الذي مثل الحكومة، إن ليا “بطلة سقطت في حراسة الوطن، سقطت لكي تمنحنا السلام والأمن”.
لكن جدة بن نون صرخت على أوحانا قائلة “أليس هذا هدر لها؟ الآن وهي في الأرض”.
في أوفاكيم، حيث دفن دهان، صرخت صديقته دانا قائلة: “كيف يمكنك أن تتركتي هكذا مع كل الخطط التي كانت لنا – لقد وعدتني بأننا سنبقى إلى الأبد، وماذا الآن؟ الآن، لقد تُركت لوحدي”.
وقالت “لقد كنت قوتي. شكرا لك على كل شيء علمتني إياه”.
وقال العقيد عيدو سعد، قائد لواء “باران” الذي يضم كتيبتي “برديلاس” “وكركل”، إن دهان كان “مثالا يحتذى به لكل جندي”.
وقال: “لقد أظهرت كم أنت محارب وبطل”، مضيفا أن سلوك دهان حدد النتيجة النهائية للاشتباك الذي قُتل فيه المسلح المتسلل. “إن رحيلك خسارة لا يمكن تصورها. ستبقى صورتك معنا دائما. شكرا لك على ما كنت عليه”.
وقال والد إيلوز، شاي إيلوز: “أنا فخور بك، أنا أحبك. أنا فخور بأنك اخترتني لأكون والدك. أنا فخور بكل ما كنت تفعله من أجلنا ونطلب منك جميعنا المغفرة”.
متحدثا في الجنازة، قال شاي أنه لا ينبغي على المرء أن يسأل الله عن سبب حدوث مثل هذه الأشياء، لكنه قال: “كيف لا أستطيع أن أسأل لماذا؟ كيف يمكنني تحمل ذلك؟”
وأشار شاي إلى أن جنازة ابنه أقيمت في نفس يوم إحياء ذكرى والده، الذي توفي قبل ذلك بسبع سنوات، وأن أوري سمي على اسم الجد.
وقال موجها حديثه لوالده المتوفي “نرسل لك حفيدا”.
وقال نائب قائد كتيبة “باران”، أفيعاد غاداسي، إن إيلوز كان قائدا وصفه بأنه “ملح الأرض”.
“الوتيرة السريعة، قوة الضحكة، الاهتمام جعلوا منك قائدا محبوبا ومحببا على الجميع. لقد كنت متفانيا للمهمة وأديتها بأفضل ما لديك. ما زلنا نواجه صعوبة في استيعاب الأخبار التي صدمتنا. على الرغم من أنك لم تعد معنا، فإن صورتك ستظل دائما معنا. أوري البطل، ارقد بسلام”.
وكان رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت من بين الذين حضروا الجنازة.
وفقا للتحقيق الأولي للجيش الإسرائيلي، تسلل الشرطي المصري عبر الحدود من خلال بوابة طوارئ صباح الأحد. يتم استخدام البوابة الصغيرة – التي كانت مغلقة بواسطة أربطة بلاستيكية فقط – من قبل الجيش الإسرائيلي لعبور الحدود عند الضرورة، بالتنسيق مع الجيش المصري. وزعم الجيش المصري أن الشرطي عبر الحدود لملاحقة مشتبه بهم في محاولة تهريب المخدرات.
يُعتقد أن الشرطي المصري تسلل إلى نقطة حراسة وفتح النار في وقت ما بين الساعة السادسة صباحا والسابعة صباحا، وقتل بن نون وأيلوز. بعد أن لم يرد الجنديان على الاتصالات عبر اللاسلكي صباح يوم السبت، قبل وقت قصير من انتهاء نوبتهما في الساعة التاسعة صباحا، توجه ضابط إلى مكان الحادث واكتشف مقتل الاثنين بالقرب من الموقع.
بعد أن اكتشف الضابط جثتي بن نون وإيلوز حوالي الساعة 9 صباحا، أعلن المسؤولون العسكريون وقوع اعتداء في المنطقة وبدأوا عمليات البحث.
تم رصد الدخيل بواسطة طائرة مسيرة وتوجه الجنود إلى موقعه.
أطلق منفذ الهجوم النار على مجموعة من الجنود اقتربت من المنطقة – على بعد نحو 200 متر – مما أسفر عن مقتل دهان. بعد بضع دقائق، حاصرت مجموعة أخرى من الجنود الشرطي المصري وقتلته. وأصيب ضابط صف بجروح طفيفة في الاشتباك الثاني الذي وقع قبل الظهر.
يجري الجيشان الإسرائيلي والمصري تحقيقا مشتركا في دوافع منفذ الهجوم.
يوم الأحد، عين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي جنرالا لقيادة التحقيق في الظروف المحيطة بالواقعة.