خدمات الإطفاء تسيطر على حريق غابات هائل قرب القدس بعد معركة استمرت 20 ساعة
أكثر من 100 شاحنة إطفاء وست طائرات شاركت في الجهود؛ سُمح للسكان بالعودة إلى منازلهم؛ يُعتقد أن 10 آلاف دونم من الأراضي احترقت، مع أضرار طفيفة بالممتلكات
بعد معركة دامت أكثر من 20 ساعة، تمكنت طواقم الإطفاء من السيطرة على حريق غابات هائل أجبر على إجلاء عدة بلدات قرب القدس، بحسب ما أعلنته خدمات الإطفاء والإنقاذ في بيان يوم الخميس.
ولم يُصب أي من السكان بأذى في الحريق، الذي اندلع بالتزامن مع موجة حر ضربت البلاد، واقتصرت الأضرار بالممتلكات على خسائر طفيفة. وأصيب عدد من عناصر الإطفاء بجروح طفيفة، وتم نقل اثنين منهم إلى المستشفى بعد استنشاق الدخان.
وقدّرت خدمات الإطفاء أن مساحة الأرض التي التهمتها النيران بلغت نحو 10 آلاف دونم (ما يعادل 2,471 فدانًا).
وقال مفوض خدمات الإطفاء والإنقاذ إيال كاسبي في بيان بعد تقييم ميداني: “سينتهي الحدث خلال الساعات المقبلة”.
وشاركت أكثر من 100 فرقة إطفاء في جهود إخماد النيران في خمس مواقع مختلفة. كما تم تشغيل ست طائرات إطفاء خلال الجهود المتواصلة للسيطرة على الحريق. وعملت فرق الإطفاء جنبًا إلى جنب مع فرق من “الصندوق القومي اليهودي” KKL-JNF ومتطوعين.
وأشار البيان إلى أن جميع البلدات المتضررة عادت إلى حياتها الطبيعية، وأنه لم تُغلق أي طرق حاليًا.
تم إخلاء كل من إشتاؤول وبيت مئير ومسيلات تسيون من السكان يوم الأربعاء بسبب الحريق في منطقة بيت شيمش، وأغلقت الشرطة الطريق رقم 38، وهو طريق رئيسي يربط المنطقة بالقدس. كما أُغلق الطريق رقم 1 من الساعة 11 مساءً حتى منتصف الليل لإتاحة المجال أمام عناصر الإطفاء لاتخاذ تدابير للوقاية من حرائق المحتملة.
ولا تزال النيران مشتعلة في ساعات الصباح في منطقة بيت مئير وغرب البلدة، حيث تعمل فرق الإطفاء على منع انتشار الحريق نحو متنزه رابين. وشاركت الطائرات في تلك الجهود أيضًا.
ولا تزال هناك حرائق أخرى مشتعلة، لكنها تحت السيطرة، في مسيلات تسيون وغابة إشتاؤول ونفيه شالوم ونفيه إيلان.
وطلبت إدارة الإطفاء من الجمهور تجنب المناطق التي لا تزال النيران مشتعلة فيها. وشددت على ضرورة عدم إطلاق طائرات مسيّرة فوق تلك المناطق، لأنها تشكل خطرًا على طائرات الإطفاء.
وأُصيب يوم الأربعاء ثلاثة من عناصر الإطفاء وشرطية أثناء محاولات السيطرة على الحرائق.
واندلع الحريق في البداية بالقرب من موشاف تروم قرب بيت شيمش. وساهمت الرياح القوية في اشتداد ألسنة اللهب بينما كانت الفرق تكافح الحريق من الأرض، بدعم جوي.
بالإضافة إلى أكثر من مئة فرقة إطفاء، عملت سيارات إطفاء تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ومديرية التكنولوجيا واللوجستيات إلى جانب خدمات الإطفاء والإنقاذ والشرطة الإسرائيلية.
كما ساعدت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في بناء “صورة جوية” للحريق، في حين تم إرسال عناصر من قيادة الجبهة الداخلية للمساعدة في إجلاء المدنيين من المناطق المهددة.
وفي حادث منفصل يوم الأربعاء، اقترب حريق آخر من الطريق السريع رقم 6، ما دفع الشرطة لإغلاق الطريق مؤقتًا قرب بلدتي بتاحيا وبديا. وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي حشودًا من الناس يسيرون على الطريق السريع قرب رحوفوت وسط سحب كثيفة من الدخان.
تُعزى الغالبية العظمى من حرائق الغابات في إسرائيل إلى البشر، وغالبًا ما تكون نتيجة للإهمال.
وكانت دائرة الأرصاد الجوية الإسرائيلية قد حذرت من طقس “شديد” يومي الثلاثاء والأربعاء، مع احتمال تسجيل درجات حرارة قياسية. وتشهد إسرائيل صيفًا طويلًا وحارًا وجافًا، وهي ظروف مواتية لاندلاع حرائق الغابات. وقد اندلعت حرائق كبيرة في الأعوام 1989، 1995، 2010، 2015، 2019، 2021، و2023.
ووجد تقرير لاذع صدر عن مراقب الدولة في يوليو 2024 أن سلطة الإطفاء والإنقاذ لم تحقق في سبب سوى نحو 9% من الحرائق التي تعاملت معها في عام 2022، و14% من تلك التي تعاملت معها في عام 2023. كما أن أكثر من 50% من التحقيقات التي فُتحت بين عامي 2020 و2022 ظلت مفتوحة بعد مرور عام.
