خامنئي يقول إن الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولتان عن سقوط النظام السوري، ويلمح أيضا إلى تورط تركيا
قال الزعيم الإيراني في أول تصريحات له بشأن سوريا منذ الإطاحة المفاجئة بحليفه الأسد إن إيران نفسها لم تضعف نتيجة استيلاء المعارضة على السلطة، وتسعى إلى الحفاظ على "علاقات ودية" مع البلاد
ألقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الأربعاء باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة في سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، واتهم الدولتين بالتخطيط لانهيار الدكتاتور، وتعهد بأن ما يسمى بمحور المقاومة، الذي كانت حكومة الأسد جزءًا منه، سوف يزداد قوة في المستقبل.
وقال خامنئي في كلمة نشرتها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية “ما حصل في سوريا كان مخططا له بشكل أساسي في غرف القيادة بأمريكا وإسرائيل. لدينا دليل على ذلك”.
كانت هذه التصريحات، التي ألقاها خامنئي أمام حشد من المؤيدين، أول تعليقات علنية له بشأن سوريا منذ الإطاحة بنظام الأسد يوم الأحد من قبل تحالف من الجماعات المعارضة بقيادة الجهاديين، بعد هجوم خاطف كسر الجمود الذي دام سنوات بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية.
وأضاف، في إشارة على ما يبدو لتركيا، “كما شاركت حكومة مجاورة لسوريا في الأمر”، مضيفا أن تلك الدولة الجارة كان لها “دور واضح ومتواصل للقيام بذلك”.
ورفض المسؤولون الأتراك بشدة مزاعم التورط في الهجوم ضد النظام. ولكن يقول المحللون إن هجوم قوات المعارضة كان مستحيلاً بدون موافقة تركيا.
وقبل تصريحات خامنئي، كان نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف أكثر صراحة، حيث قال يوم الثلاثاء إن “دور تركيا في هذه المسألة واضح للغاية”، في تصريحات نقلتها قناة إيران الدولية.
واعتبر المرشد الأعلى أن كل “معتدٍ” على سوريا له أهدافه.
وأوضح “لكل من المعتدين على سوريا هدف يسعى إليه. بعضهم يطمح في احتلال الأراضي في شمال سوريا أو جنوبها، وأميركا تسعى لتثبيت أقدامها في غربي آسيا”.
وقد نشرت تركيا قوات في شمال سوريا، بينما نشر الجيش الإسرائيلي قواته في المنطقة العازلة شرقي مرتفعات الجولان في الجنوب. وقال خامنئي إن ما يسمى بمحور المقاومة سوف يطرد في نهاية المطاف الولايات المتحدة، التي لديها أيضًا بعض القوات في سوريا لمساعدة القوات الكردية.
وأظهر مقطع فيديو لخطابه نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي الجمهور يهتف “الموت لأمريكا! الموت لإسرائيل!”
#Iran's Leader: Some are attempting to seize territory in #Syria from north or south. US is seeking to strengthen its foothold in the region. The occupied areas of Syria will be liberated by Syrian youth. US will also be expelled from the region by the Resistance Front. pic.twitter.com/KyyLPqM449
— Iran Nuances (@IranNuances) December 11, 2024
وكان الأسد، الذي فر بعد سقوط نظامه إلى موسكو، حليفًا أساسيًا لإيران، وكانت سوريا طريقا رئيسيا لتوريد الأسلحة الإيرانية لوكلائها في المنطقة.
ويضم وكلاء إيران حزب الله في لبنان، الذي توصلت إسرائيل إلى اتفاق وقف إطلاق نار هش معه الشهر الماضي بعد أكثر من عام من الهجمات اليومية من الحزب، دعما لحليفته حماس في غزة، المدعومة من إيران أيضا، بعد هجووم الحركة على جنوب إسرائيل العام الماضي، والذي أشعل فتيل الحرب المستمرة.
وفي خطابه، زعم خامنئي أن حزب الله وجه “صفعة قاسية” إلى إسرائيل أجبرتها على وقف إطلاق النار.
وقد تم التوصل إلى الاتفاق بعد نحو شهرين من بدء العملية البرية الإسرائيلية ونحو ثلاثة أشهر من بدء الهجوم الإسرائيلي الأوسع ضد الحزب، بعد مقتل الآلاف من عناصره، إلى جانب كل قياداته العليا تقريبا، وتدمير معظم أسلحته.
وقد تم الإشارة إلى ضعف حزب الله نتيجة حربه ضد إسرائيل كأحد أسباب نجاح المعارضين السوريين، بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي جماعة جهادية سنية انشقت عن تنظيم القاعدة.
بالإضافة إلى القتال ضد نظام الأسد، خاضت هيئة تحرير الشام أيضًا معارك ضد قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة في أماكن أخرى في سوريا.
ورغم الخلافات بين إيران وجماعات المعارضة السورية، أكد خامنئي في بيان قبل تصريحاته إن إيران تعوّل على استمرار “العلاقات الودية” مع سوريا، وقال “إيران وسوريا لديهما تاريخ طويل، ونحن نتوقع أن تستمر علاقتنا الودية”.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومة الجديدة في سوريا من أنه “إذا سمح هذا النظام لإيران بإعادة تأسيس نفسها في سوريا، أو سمح بنقل الأسلحة الإيرانية أو أي أسلحة أخرى إلى حزب الله، أو هاجمنا، فإننا سنرد بقوة وسندفعه ثمنا باهظا”.
وقال خامنئي يوم الأربعاء إنه من “الجهل” الاعتقاد بأنه “عندما تضعف المقاومة فإيران تضعف أيضا”، وأردف قائلا “إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى”.
وأضاف “كلما زاد الضغط… تصبح المقاومة أقوى… كلما قاتلت ضدها، زاد توسعها”.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير.