إسرائيل في حالة حرب - اليوم 644

بحث

خامنئي يرفض العرض الأمريكي لاتفاق نووي وتعهد بمواصلة تخصيب اليورانيوم

مسؤول إيراني يقول إنه يمكن النظر في كونسورتيوم للتخصيب فقط داخل الأراضي الإيرانية؛ تقرير يشير إلى إمكانية إجراء جولة محادثات إضافية نهاية هذا الأسبوع

صورة نشرها الموقع الرسمي لمكتب المرشد الأعلى الإيراني، تظهر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي خلال اجتماع مع معلمين في طهران، إيران، 17 مايو 2025. (Office of the Iranian Supreme Leader via AP)
صورة نشرها الموقع الرسمي لمكتب المرشد الأعلى الإيراني، تظهر المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي خلال اجتماع مع معلمين في طهران، إيران، 17 مايو 2025. (Office of the Iranian Supreme Leader via AP)

قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الأربعاء إن الاقتراح الأمريكي لاتفاق نووي يتعارض مع مصلحة البلاد، وإن طهران لن تسعى للحصول على موافقة واشنطن لقراراتها.

وقال خامنئي: “الاستقلال يعني عدم انتظار الضوء الأخضر من أمريكا وأمثال أمريكا”، مضيفاً أن الاقتراح “يتعارض 100 بالمئة” مع مبادئ الثورة الإسلامية لعام 1979.

وأكد المرشد الأعلى أن إيران لن تتخلى عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، قائلاً إن البرنامج النووي سيكون “عديم الفائدة” من دون التخصيب، وتساءل موجهاً كلامه للولايات المتحدة: “من أنتم حتى تقولوا لنا إذا كان يجب أن يكون لدينا برنامج نووي أم لا؟”

وقدمت الولايات المتحدة يوم السبت عرضاً لإيران بشأن اتفاق بعد خمس جولات من المفاوضات بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مع احتمال عقد جولة سادسة في الشرق الأوسط نهاية هذا الأسبوع، وفقاً لتقرير موقع “أكسيوس” الثلاثاء.

وبحسب التقرير نفسه، الذي استند إلى تصريح مسؤول إيراني رفيع، فإن الجمهورية الإسلامية منفتحة على اتفاق يستند إلى إنشاء كونسورتيوم دولي لتخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية — لكن فقط إذا كان الكونسورتيوم مقره داخل الحدود الإيرانية.

وقال المسؤول: “إذا عمل الكونسورتيوم داخل أراضي إيران فقد يكون ذلك جديراً بالنظر. أما إذا كان مقره خارج حدود البلاد، فهو بالتأكيد محكوم عليه بالفشل”.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (يسار) والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف. (Karen Minasyan/AFP; Chip Somodevilla/Getty Images via AFP)

وقد تعثرت المفاوضات بسبب قضية تخصيب اليورانيوم، حيث صرح المسؤولون الأمريكيون مراراً أنه لا يجب السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم على الإطلاق، في حين تصر إيران على عدم التخلي عن حقها في ذلك.

ولكن موقف الولايات المتحدة لم يكن ثابتاً تماماً في هذه النقطة — ما أثار استياء المسؤولين الإسرائيليين الذين يصرون على حظر التخصيب — إذ أبدت بعض التصريحات انفتاحاً على اتفاق مشابه للذي وقعته إدارة أوباما عام 2015 والذي يسمح بالتخصيب منخفض المستوى ويضعه تحت رقابة دولية طوال فترة سريان الاتفاق.

وبحسب ما ورد في تقرير “أكسيوس”، فإن العرض الأمريكي المقدم لإيران يوم السبت يسمح لها بالاستمرار بالتخصيب بمستويات منخفضة للاستخدامات المدنية مثل الطب النووي وتوليد الطاقة التجارية إذا وافقت على إغلاق منشآتها المحصنة تحت الأرض لفترة محددة.

ويقضي الاتفاق كما ورد في تقرير الاثنين بوقف إيران لنشاطات الأبحاث والتطوير الجديدة لأجهزة الطرد المركزي، بالإضافة إلى وقف التخصيب عند المستويات العالية التي تبلغها حالياً، ووضع منشآتها التحت أرضية للتخصيب خارج الخدمة لفترة يتم الاتفاق عليها.

ومع ذلك، ستتمكن إيران من مواصلة التخصيب في المنشآت فوق الأرض حتى مستوى 3 بالمئة، وهو المستوى المطلوب لتشغيل مفاعل نووي مدني.

وينص الاتفاق على إنشاء كونسورتيوم إقليمي في نهاية المطاف لتولي تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية — وهو مخطط جرت دراسته لأول مرة قبل أكثر من عقد خلال المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق النووي عام 2015. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد سحب الولايات المتحدة من ذلك الاتفاق خلال ولايته الأولى.

ومن المفترض أن يشمل الكونسورتيوم الولايات المتحدة وإيران ودولاً مثل السعودية وقطر وربما تركيا، على أن تخضع أنشطة التخصيب فيه لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقاً لتقرير “أكسيوس”.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (وسط) يلتقي نظيره الإيراني عباس عراقجي (يسار) والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، في القاهرة في 2 يونيو 2025. (AFP)

وسيتم تخفيف العقوبات بعد أن تحدد واشنطن والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران “تظهر التزاماً حقيقياً” بشروط الاتفاق.

وتنفي إيران سعيها للحصول على أسلحة نووية،لكنها تواصل تخصيب اليورانيوم إلى مستويات لا تخدم أي غرض سلمي، كما أعاقت عمل المفتشين الدوليين في منشآتها النووية، وسعت إلى تطوير قدراتها الصاروخية الباليستية، بينما حذر عدد من مسؤوليها بشكل متزايد من إمكانية السعي لامتلاك القنبلة النووية.

وهددت إسرائيل باتخاذ إجراء عسكري لتدمير البرنامج النووي الإيراني، لكنها من المستبعد أن تقدم على ذلك ما دامت المفاوضات جارية.

علاوة على ذلك، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير سري موسع إلى الدول الأعضاء اطلعت عليه رويترز إن إيران نفذت في السابق أنشطة نووية سرية بمواد لم تعلن عنها للوكالة التابعة للأمم المتحدة في ثلاثة مواقع قيد التحقيق منذ فترة طويلة.

ويمهد التقرير الطريق أمام مسعى للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا يهدف لأن يعلن المجلس أن إيران تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وقال تقرير منفصل إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب حتى نسبة 60%، وهي قريبة من نسبة 90% اللازمة لصنع السلاح، ارتفع بنحو النصف ليصل إلى 408.6 كغم (901 رطل). وهذا يكفي، في حال تخصيبه إلى نسبة أعلى، لصنع تسع قنابل نووية وفقاً لمعيار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

اقرأ المزيد عن