إسرائيل في حالة حرب - اليوم 426

بحث
المرشد الأعلى الإيراني: "من اجبنا أن ننتقم لدمه"

خامنئي أمر بشن ضربة مباشرة على إسرائيل بعد اغتيال اسماعيل هنية في طهران – تقرير

مسؤولون إيرانيون يصرحون لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن الخيارات التي يتم دراستها تشمل هجوما منسقا مع وكلاء طهران، ويقولون إن الخطط الدفاعية جاهزة أيضا في حالة قيام إسرائيل أو الولايات المتحدة بضرب إيران

عمال إيرانيون يقومون بتثبيت لافتة ضخمة على جدار تحمل صورة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية  وقبة الصخرة في القدس وكًتب عليها بالفارسية والعبرية: "توقعوا عقابا شديدا" في ميدان فلسطين في طهران، إيران، 31 يوليو 2024. اغتيل هنية في المدينة قبل ساعات. (AP Photo/Vahid Salemi)
عمال إيرانيون يقومون بتثبيت لافتة ضخمة على جدار تحمل صورة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وقبة الصخرة في القدس وكًتب عليها بالفارسية والعبرية: "توقعوا عقابا شديدا" في ميدان فلسطين في طهران، إيران، 31 يوليو 2024. اغتيل هنية في المدينة قبل ساعات. (AP Photo/Vahid Salemi)

أمر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بتوجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل ردا على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وفقا لتقرير نُشر يوم الأربعاء، حيث تعهد هو ومسؤولون إيرانيون كبار آخرون بالرد على اغتيال زعيم الحركة الفلسطينية في طهران.

نقلا عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين لم تذكر أسماؤهم مطلعين على الأمر، من بينهم اثنان من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن خامنئي أعطى التوجيه في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي عُقد بعد وقت قصير من الإعلان عن مقتل هنية صباح الأربعاء.

وكجزء من الأمر، قال المسؤولون إن خامنئي طلب من قادة الحرس الثوري والجيش الإيراني إعداد خطط الهجوم والدفاع “في حالة توسع الحرب وقيام إسرائيل أو الولايات المتحدة بضرب إيران”.

ولم تعلق إسرائيل على الحادث، الذي جاء وسط حربها مع حركة حماس في قطاع غزة وبعد ساعات من غارة للجيش الإسرائيلي في بيروت أسفرت عن مقتل القائد العسكري الأعلى لحزب الله المدعوم من إيران. ومع كون إسرائيل في حالة تأهب قصوى تحسبا لرد محتمل، حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه للمواطنين مساء الأربعاء من أن “أياما صعبة مقبلة”، لكنه تعهد بأن البلاد “مستعدة لكل سيناريو”، و”سوف تنتزع ثمنا باهظا للغاية على أي عدوان علينا”، دون أن يأت على ذكر هنية.

المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي (إلى اليمين) يلتقي برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، 30 يوليو، 2024. (KHAMENEI.IR / AFP)

واستضاف خامنئي هنية، الذي كان يزور طهران لحضور حفل أداء اليمين الدستوري للرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان، في لقاء يوم الثلاثاء قبل ساعات من مقتله.

وقال خامنئي في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية: “بهذا العمل، مهد النظام الصهيوني المجرم والإرهابي الطريق لعقوبة قاسية لنفسه، ونعتبر من واجبنا الثأر لدمه حيث أنه استشهد على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (في الوسط، يرتدي قميصا أبيض)، محاطا بالمشرعين، يشير بعلامة النصر خلال مراسم أداء اليمين للرئيس الإيراني الجديد، في البرلمان في طهران في 30 يوليو، 2024، قبل ساعات من اغتياله. (AFP)

ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إيرانيين قولهم إنه بين الخيارات التي يتم دراستها هجوم بمسيّرات وصواريخ – مشابه للهجوم المباشر الذي شنته إيران على إسرائيل قبل بضعة أشهر – على أهداف عسكرية حول تل أبيب وحيفا. وأكد المسؤولون أن إيران ستبذل قصارى جهدها للامتناع عن ضرب مواقع مدنية.

وقالوا أيضا إن القادة العسكريين يدرسون شن الهجوم بالتنسيق مع وكلاء إيران في جميع أنحاء المنطقة “لتحقيق أقصى قدر من التأثير”، مع ذكر اليمن وسوريا والعراق من بين الدول التي يعمل فيها حلفاء إيران.

إيرانيون يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويحملون صور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقتول إسماعيل هنية (وسط الصورة) خلال مظاهرة تندد بمقتله، في ساحة فلسطين بالعاصمة طهران، 31 يوليو، 2024. (AFP)

وقد نفذت إيران في السابق تهديداتها بالانتقام من إسرائيل، بشكل عام من خلال وكلائها الإقليميين. ولكن في شهر أبريل، ولأول مرة، ردت مباشرة على اغتيال جنرال عسكري كبير في غارة إسرائيلية مزعومة في بيروت. وفي تلك المناسبة، أطلقت إيران مئات الصواريخ والمسيّرات على إسرائيل، التي تمكنت من اعتراضها كلها تقريبا بمساعدة التنسيق الأمريكي مع قوى أخرى في المنطقة، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية. ولحقت أضرار طفيفة بقاعدة جوية وأصيبت طفلة بدوية بجروح خطيرة جراء سقوط شظايا.

وفي إشارة إلى الرد الدولي المشترك على هذا الهجوم، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة “ستساعد بالتأكيد في الدفاع عن إسرائيل” إذا تصاعد الصراع الإقليمي بعد مقتل هنية وفؤاد شكر، القيادي في حزب الله.

وقال أوستن في مؤتمر صحفي في الفلبين: “لا نريد أن نرى أيا من ذلك يحدث”، مضيفا “سنعمل جاهدين للتأكد من أننا نقوم بأشياء للمساعدة في خفض حدة التوتر ومعالجة القضايا من خلال التجمعات الدبلوماسية”.

وأضاف أنه لا يعتقد أن نشوب حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط هو أمر “حتمي”.

أعضاء حماس يحملون ملصقًا لرئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية خلال مظاهرة لإدانة مقتله، في مخيم البص للاجئين الفلسطينيين، في مدينة صور الساحلية الجنوبية، لبنان، 31 يوليو، 2024. (AP Photo/Mohammed Zaatari)

في وقت لاحق الأربعاء، تحدث أوستن هاتفيا مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مكالمة هاتفية بين الوزيرين بخصوص حزب الله ولبنان. ولم يذكر بيان البنتاغون ولا وزارة الدفاع الإسرائيلية هنية، حيث قالت الولايات المتحدة إنها “ليست على علم أو متورطة” في عملية الاغتيال، وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها لن تعلق على الأمر.

ومع ذلك، قال البنتاغون إن الوزيرين “ناقشا التهديدات التي تشكلها مجموعة من الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران على إسرائيل”، وأكد أوستن “التزامه الثابت بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس”.

ساهمت وكالات في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن