إسرائيل في حالة حرب - اليوم 502

بحث

“حياتنا رخيصة”: أم فلسطينية تطالب بالتحقيق في اعتداء المستوطنين على ابنها

المواطن الأمريكي مشهور الكوك (16 عاما)، الذي يُزعم ان جمجمته تهشمت جراء حجر ألقاه متطرفون يهود هاجموا بلدة ترمسعيا الفلسطينية؛ والدته تطالب الولايات المتحدة بممارسة الضغط للتحقيق في الحادثة

مشهور كوك (16 عاما)، من بلدة ترمسعيا الفلسطينية، أصيب بجروح خطيرة في رأسه بسبب حجر ألقاه عليه إسرائيلي بواسطة مقلاع من مستوطنة قريبة، يوم السبت، 15 يناير، 2025.  (Courtesy)
مشهور كوك (16 عاما)، من بلدة ترمسعيا الفلسطينية، أصيب بجروح خطيرة في رأسه بسبب حجر ألقاه عليه إسرائيلي بواسطة مقلاع من مستوطنة قريبة، يوم السبت، 15 يناير، 2025. (Courtesy)

طالبت امرأة فلسطينية أمريكية أصيب ابنها بجروح خطيرة في الرأس خلال هجوم شنه مستوطنون إسرائيليون متطرفون على بلدة ترمسعيا بالضفة الغربية نهاية الأسبوع، بإجراء تحقيق من قبل الشرطة في الحادث، فضلا عن إشراك السلطات الأميركية.

وتقول حسنة الكوك (38 عاما) إن ابنها مشهور كان يتجول مع أصدقائه في حي سكني في بلدة ترمسعيا بعد ظهر يوم السبت عندما نزل المهاجمون، الذين يبدو أنهم من المستوطنات القريبة، على البلدة وهاجموها.

خلال الاعتداء، أصيب مشهور البالغ من العمر 16 عاما في رأسه بحجر تقول الكوك إنه ألقي عليه بواسطة مقلاع، مما تسبب له في صدمة شديدة في الرأس، وكسر في جمجمته في أماكن عديدة، ما تطلب إجراء عملية جراحية شاملة لإزالة شظايا العظام.

وبالإضافة إلى المطالبة بالتحقيق من قبل الشرطة الإسرائيلية، قالت الكوك، التي ولدت ونشأت في شيكاغو، إنها تدعو السلطات الأمريكية إلى الضغط على نظيرتها الإسرائيلية للتحقيق في الهجوم وملاحقة الجناة.

وقالت الكوك ل” تايمز أوف إسرائيل”: “نريد من الولايات المتحدة أن تضغط على الحكومة الإسرائيلية لإجراء تحقيق، للعثور على من فعل هذا ومحاكمته”.

وأضافت “حياتنا رخيصة جدا، لا قيمة لحياتنا. يخرج أولادنا للعب ولا نعلم إذا كانوا سيعودون أحياء”.

مشهور الكوك (16 عاما،) من سكان بلدة ترمسعيا الفلسطينية، الذي أصيب بجروح خطيرة في رأسه بسبب حجر ألقاه عليه إسرائيلي بواسطة مقلاع من مستوطنة قريبة، يوم السبت، 15 يناير، 2025. (Courtesy)

وتابعت قائلة “لكل شخص الحق في أن يشعر ويعلم أنه عندما يكون أطفاله في الخارج فإنهم سيعودون إلى المنزل بأمان”.

وردت الشرطة بالقول إنه لم يتم تقديم شكوى رسمية بشأن إصابة مشهور الكوك.

وكثيرا ما يواجه الفلسطينيون الراغبون في تقديم شكوى إلى الشرطة عقبات عديدة، بما في ذلك الوصول إلى أحد مراكز الشرطة الإسرائيلية، نظرا لوقوعها داخل المستوطنات. يتعين عليهم في كثير من الأحيان الانتظار لعدة ساعات أو حتى يوما كاملا لتقديم شكوى. وقليلة هي التحقيقات التي تجريها الشرطة التي تنتهي إلى مقاضاة مرتكبي الجرائم، ولذلك ينظر إليها الفلسطينيون في كثير من الأحيان على أنها مضيعة للوقت.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات من الجيش وشرطة حرس الحدود دخلت القرية “بعد دقائق” من ورود تقارير عن الهجوم لتفريق جميع المشاركين في المواجهات التي تلت ذلك، وأكد أن مشهور أصيب قبل وصول القوات.

ولم توضح الشرطة أو الجيش سبب تواجد المواطنين الإسرائيليين في ترمسعيا.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، شهد عام 2024 أعلى عدد من الحوادث المتعلقة بالمستوطنين في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ أن بدأ OCHA في حفظ السجلات قبل ما يقرب من عقدين من الزمن.

نسبة الحالات التي يتم فيها محاكمة الإسرائيليين بتهمة ارتكاب مثل هذه الجرائم تعد على أصابع اليد الواحدة، بحسب منظمة “يش دين” المناهضة للاستيطان.

وكانت بلدة ترمسعيا واحدة من ثلاث بلدات فلسطينية التي تعرضت لهجوم من قبل المستوطنين المتطرفين يوم السبت إلى جانب اعتداءات على بلدة يتما المجاورة، وبلدة كيسان في منطقة بيت لحم.

صورة التقطها مواطنون فلسطينيون من بلدة ترمسعيا، يُزعم أنها للمستوطنين الإسرائيليين الذين هاجموا البلدة يوم السبت 11 يناير 2025. ويبدو في الصورة أحد الأشخاص وهو يحمل مقلاعا. (Courtesy Turmus Ayya town council)

ويبدو أن هذه الهجمات جاءت انتقاما لإطلاق نار وقع الأسبوع الماضي، عندما فتح مسلحون فلسطينيون النار على مركبات إسرائيلية كانت تمر عبر قرية الفندق بالضفة الغربية، مما أسفر عن مقتل امرأتين مسنتين وشرطي خارج الخدمة وإصابة ثمانية آخرين على الأقل.

ولم يتضح بعد عدد المواطنين الإسرائيليين الذين شاركوا في الهجوم على ترمسعيا، إلا أن مقاطع الفيديو والصور التي التقطها السكان، والتي يُزعم أنها للإسرائيليين، تظهر ما لا يقل عن 10 مهاجمين، جميعهم ملثمين، داخل البلدة.

وتوجه بعض سكان بلدة ترمسعيا الفلسطينية لمواجهة الإسرائيليين، وأظهرت اللقطات الإسرائيليين والفلسطينيين وهم يرشقون بعضهم البعض بالحجارة.

ولم تكن الكوك مع مشهور في وقت الهجوم، لكنها سمعت عنه من خلال إعلانات بثت عبر مكبرات الصوت في مساجد البلدة.

وأكدت أنه لم يكن متورطا في إلقاء الحجارة على المهاجمين الإسرائيليين.

وعندما سمعت الكوك بالهجمات، حاولت الاتصال بابنها لكن بطارية هاتفه كانت فارغة، فبدأت تشعر بالقلق، خاصة عندما سمعت، عن طريق الخطأ على ما يبدو، أن بعض الجرحى أصيبوا بطلقات نارية.

وقالت الكوك إنها قفزت إلى سيارتها وانطلقت مسرعة إلى العيادة المحلية.

وروت “كنت في حالة هستيرية. تخيل أما تعتقد أن طفلها أصيب برصاصة. أطلقوا الحجر بالمقلاع. بهذه السرعات يصبح مثل الرصاصة”.

صور الهجوم تظهر أحد المهاجمين على الأقل يحمل مقلاعا كما يبدو.

وقال الكوك عن إصابات مشهور: “كانت جبهته مفتوحة، ورأسه مهشما، وكان هناك ثقب في رأسه”.

وقالت إنها انتظرت مع ابنها لمدة 20 دقيقة حتى وصلت سيارة الإسعاف، وخلال هذا الوقت تدهورت حالة مشهور، حيث قال إنه لا يستطيع التنفس، وأن لسانه كان مخدرا، فضلا عن علامات أخرى مثيرة للقلق.

ونُقل إلى المستشفى الاستشاري العربي في رام الله، حيث قالت الكوك إن الجراحين احتاجوا إلى فتح جمجمته من نقطة منفصلة لإزالة شظايا العظام من رأسه بشكل كامل، في عملية استغرقت ثلاث ساعات ونصف.

وقالت “ابني يبلغ من العمر 16 عاما. إنه يعاني من صدمة نفسية، ونحن خائفون على حياتنا”، مشيرة إلى أن هجمات المستوطنين أصبحت روتينية وتشكل تهديدا متزايدا. “هناك شعور باليأس. تخيل أنك تعيش في خوف دائم. لم أنم لمدة عام بسبب الصدمة، لأنه قد تتعرض للهجوم في الليل”.

وقالت الكوك إن مشهور يتعافى الآن ولكن عملية الشفاء ستكون طويلة، وأضافت أنه قد يحتاج إلى عملية جراحية ترميمية نتيجة لإصاباته.

وأكدت أنه “يجب أن يكون هناك شخص مسؤول عما حدث”، مضيفة أنها لا تأمل كثيرا في حدوث ذلك.

وقالت “أود أن تتدخل حكومتي الأمريكية، على الأقل للرد على هذا الإرهاب. وأود أن أطلب من حكومتي الأمريكية أن تدين هذه الحادثة. أريد منهم أن يشاركوا، وأن يجدوا طريقة لحماية مواطنيهم”.

وأقرت الكوك بأنها لم تتقدم بشكوى للشرطة بعد.

وقال الجيش الإسرائيلي ردا على طلب للتعليق “في يوم السبت، ورد بلاغ عن نشوء احتكاك عنيف بين المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين في منطقة ترمسعيا في منطقة السامرة، حيث وقع رشق متبادل بالحجارة في المنطقة وأطلق الفلسطينيون الألعاب النارية على المدنيين الإسرائيليين”.

وأضاف “وبعد دقائق من تلقي البلاغ، وصلت قوات من جيش الدفاع وشرطة حرس الحدود إلى القرية، واستخدمت وسائل تفريق المتظاهرين، وفرقت أعمال الشغب العنيفة”.

وقالت الشرطة إن “الحادث المذكور وقع داخل قرية ترمسعيا الفلسطينية. وصلت قوات من جيش الدفاع إلى المكان وتعاملت مع الإخلال بالنظام العام. ويجب التأكيد على أن البلاغ الذي تلقته الشرطة كان يتعلق بإخلال بالنظام العام فقط، وليس بوقوع إصابات”.

اقرأ المزيد عن