حماس نفذت حملة استمرت سنوات لخداع إسرائيل قبل الهجوم
أقنعت الحركة إسرائيل بأنها غير معنية بالحرب؛ مصدر في حماس يقول إن خلية خاصة قامت بتشويش الإشارات في قاعدة للجيش الإسرائيلي في المرحلة الأولى من الهجوم؛ يزعم تقرير أن إيران شاركت في الخطط
قال مصدر مقرب من حركة حماس لوكالة “رويترز” للأنباء يوم الاثنين إن حماس تفذت حملة استمرت لسنوات لخداع إسرائيل وجعلها تعتقد أن الحركة لا ترغب في صراع مسلح، وأنه يمكن استرضائها بحوافز اقتصادية للحفاظ على الهدوء النسبي.
وقال المصدر للوكالة إن “حماس أعطت إسرائيل انطباعا بأنها غير مستعدة للقتال”.
وقال المصدر: “لقد استخدمت حماس تكتيكا استخباراتيا غير مسبوق لتضليل إسرائيل خلال الأشهر الماضية، من خلال إعطاء انطباع عام بأنها غير مستعدة للدخول في قتال أو مواجهة مع إسرائيل أثناء التحضير لهذه العملية الضخمة”.
وكانت الحدود مع غزة هادئة نسبيا في الأشهر الأخيرة. ولم تتدخل حماس في جولة قتال بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الأصغر في وقت سابق من هذا العام.
واخترق مسلحو حماس حدود إسرائيل يوم السبت، مما أسفر عن مقتل أكثر من 700 إسرائيلي واختطاف ما لا يقل عن 100 رهينة في غزة خلال التسلل غير المسبوق. كما أطلقت الحركة آلاف الصواريخ على إسرائيل.
وقال المصدر أنه كجزء من استعداداتها، قامت الحركة ببناء بلدة إسرائيلية للتدريب على الهجوم، حيث قام المسلحون بالتجول من منزل إلى منزل في البلدات الحدودية يوم السبت، وقتلوا السكان الإسرائيليين.
وقال المصدر: “من المؤكد أن إسرائيل رأتهم، لكنهم كانوا مقتنعين بأن حماس لم تكن تسعى للدخول في مواجهة”.
وقال المصدر إن حماس أقنعت إسرائيل بأنها معنية أكثر بضمان حصول سكان غزة على تصاريح عمل تسمح لهم بدخول إسرائيل، حيث يحصلون على رواتب أعلى مما كانوا سيحصلون عليه في القطاع.
وقال المصدر: “لقد تمكنت حماس من بناء صورة كاملة بأنها غير مستعدة لمغامرة عسكرية ضد إسرائيل”.
وأضاف أنه لم يتم إبلاغ العديد من قادة الحركة بالهجوم المخطط له لمنع تسربه إلى إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم إخبار ما يقرب من 1000 مسلح شاركوا في الهجوم المدمر بالتحديد ما الذي كانوا يتدربون من أجله.
وقال مصدر أمني إسرائيلي لم يذكر اسمه لوسائل الإعلام إن الأجهزة الأمنية وقعت في هذه الحيلة.
وقال المصدر الإسرائيلي: “لقد جعلونا نعتقد أنهم يريدون المال. وطوال الوقت كانوا يشاركون في التدريبات”.
وذكر التقرير إن رفض حماس الشكلي للمشاركة في جولات القتال الأخيرة، حتى عندما أطلقت حركة الجهاد الإسلامي صواريخ على إسرائيل، كان جزءا من الحيلة.
وقال مستشار الأمن القومي السابق يعكوف عميدرور لوكالة “رويترز” إن بعض الدول المتحالفة مع الدولة اليهودية صدقت الكذبة، وأخبرت القدس أن حماس تظهر “المزيد من المسؤولية”.
وقال: “لقد بدأنا بغباء نعتقد أن هذا صحيح. لذا، لقد ارتكبنا خطأ. لن نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى وسندمر حماس، ببطء ولكن بثبات”.
وقال المصدر إن الهجوم تم على أربع مراحل. أولا، تم إطلاق وابل من الصواريخ شمل نحو 3000 صاروخ على إسرائيل.
في الوقت نفسه، قامت خلية بالتحليق بواسطة طائرات شراعية عبر الحدود وأمنت المنطقة، مما سمح لوحدة خاصة باختراق السياج الحدودي الفاصل.
وقال المصدر أنه تم استخدام متفجرات لاختراق الحاجز وأن المسلحين الأوائل عبروه على دراجات نارية. وبعد ذلك تم إحضار الجرافات لتوسيع الفجوة، مما سمح لسيارات الجيب بالمرور.
وقال المصدر إن “وحدة كوماندوز” من المسلحين هاجمت بعد ذلك مقر فرقة جنوب غزة التابعة للجيش الإسرائيلي “وقامت بتشويش اتصالاتها، ومنعت العناصر من الاتصال بالقادة أو ببعضهم البعض”.
بعد ذلك، شن المسلحون هجومهم القاتل عبر البلدات الحدودية والقواعد العسكرية، بالإضافة إلى حفل حاشد، وقتلوا المئات وأخذوا ما لا يقل عن 100 رهينة إلى غزة.
وقال مصدر أمني إسرائيلي لم يذكر اسمه إن القوات القريبة من حدود غزة لم تكن بكامل قوتها لأنه تم نقل بعضها إلى الضفة الغربية – “لحماية المستوطنين الإسرائيليين” وسط تصاعد العنف هناك، قال التقرير.
وقال المصدر: “[حماس] استغلت ذلك”.
وأكدت أخبار القناة 13 تقرير “رويترز” عن التدريبات السرية الجارية منذ فترة طويلة للهجوم، ونشرت القناة اقتباسا من استجواب مسلح من حماس شارك في الهجوم واحتجز في إسرائيل.
وقال: “مرت خمس ساعات قبل أن يطلقوا النار علينا. كنا مستعدين مع ألف مقاتل، واخترقنا السياج في 15 موقعاً”.
وقال: “لقد صدمنا لأن الجيش الإسرائيلي لم يكن في انتظارنا… لقد نقلنا عائلة سيرا على الأقدام إلى قطاع غزة لمدة ساعتين دون انقطاع”.
“نحن نستعد منذ أكثر من عام. لقد شجعتنا المظاهرات في إسرائيل”، قال المسلح، في إشارة على ما يبدو إلى الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي للحكومة. ولطالما حذرت المؤسسة الأمنية من أن خطة الحكومة أثرت على القدرات العملياتية للجيش وأضرت بقدرة الردع الإسرائيلية.
وقال المصدر إن المظاهرات التي قام بها سكان غزة في الأسابيع الأخيرة عند السياج الحدودي كانت “خدعة”.
وقال إن “العملية تجاوزت كل التوقعات”، مضيفا أنه كان يشير بشكل خاص إلى عدد الإسرائيليين الذين تم اختطافهم ونقلهم إلى غزة.
وقالت القناة 13 إن الشاحنات التي استخدمها المسلحون كانت مليئة بالمعدات العسكرية المتطورة، بأعداد كان يمكن أن توفر أسلحة لمزيد من المسلحون إن أتوا لشن المزيد من الهجمات.
في غضون ذلك، زعم تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الأحد أن إيران ساعدت حماس في التخطيط لهجومها على إسرائيل خلال اجتماع في بيروت الأسبوع الماضي، وتعمل على ذلك منذ أسابيع.
واستشهد التقرير بأعضاء كبار في حماس وحزب الله لم يذكر أسماءهم، وقال إن التخطيط جاري منذ أغسطس، وتم عقد عدة اجتماعات في بيروت شارك فيها أعضاء من الحرس الثوري الإيراني.
ومع ذلك، نفى الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين وجود أدلة على تورط إيراني في الوقت الحالي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هجاري: “إيران لاعب رئيسي ولكن لا يمكننا أن نقول بعد ما إذا كانت شاركت في التخطيط أو التدريب”.