إسرائيل في حالة حرب - اليوم 397

بحث

تقارير: حماس قريبة من التوصل إلى اتفاق هدنة مع إسرائيل، لكن نتنياهو يدعي أن المطالب لا تزال “سخيفة”

يبدو أن الحركة قامت بإدراج الأسرى الذين تريد إطلاق سراحهم لأول مرة ومصدر يقول لهيئة البث إن الصفقة ممكنة؛ نتنياهو يقول إن الضغط على قطر للضغط على حماس "بدأ يؤتي ثماره"

أشخاص يزورون نموذج نفق في ساحة المخطوفين في تل أبيب، 14 مارس، 2024. (Miriam Alster/Flash90)
أشخاص يزورون نموذج نفق في ساحة المخطوفين في تل أبيب، 14 مارس، 2024. (Miriam Alster/Flash90)

قلل مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الآمال في التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لوقف القتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن ليل الخميس، بعد أن أشار تقرير إسرائيلي إلى أن الجانبين على وشك التوصل إلى اتفاق.

وقال مصدر مجهول لهيئة البث الإسرائيلية “كان” مساء الخميس إن رد حماس على الموقف التفاوضي الإسرائيلي شمل مطالب “معقولة”، مما يشير إلى أنه “يمكن التوصل إلى اتفاق”.

ولكن بعد ساعات، ادعى بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن الحركة لم تظهر مرونة، واصفا مطالبها بـ”السخيفة”.

يسعى وسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة للتوسط في اتفاق بين الطرفين المتحاربين لوقف القتال في غزة لعدة أسابيع والإفراج عن حوالي 100 رهينة وعشرات الجثث المحتجزة في القطاع.

ويبدو أن المحادثات انهارت أواخر الأسبوع الماضي عندما طالبت حماس إسرائيل بإنهاء الحرب وسحب جميع قواتها من غزة، بدلا من وقف القتال لمدة ستة أسابيع والانسحاب الجزئي الذي وافقت عليه القدس بالفعل.

لكن الآمال ارتفعت في الأيام الأخيرة، حيث قال دبلوماسي عربي رفيع المستوى لـ”تايمز أوف إسرائيل” في وقت سابق من هذا الأسبوع إن المحادثات تتقدم بعد أن مارست قطر ضغوطا شديدة على حماس لتخفيف مطالبها، محذرة الحركة من إمكانية ترحيل قادتها المقيمين في الدوحة إذا لم يعدلوا نهجهم في المفاوضات.

وبحسب تقرير “كان”، فقد مرر الوسطاء القطريون رد حماس الرسمي لفريق التفاوض الإسرائيلي مساء الخميس، والذي قال مصدر مطلع على الشأن إنه يشير إلى “تقدم إيجابي في المحادثات”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تل أبيب، 29 فبراير، 2024. (Nimrod Klikman/POOL)

ونقل موقع “واللا” الإخباري عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن رد حماس شمل لأول مرة عدد الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين تريد إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح رهائن في مرحلة أولى من الصفقة. وبحسب الدبلوماسي العربي الذي تحدث مع تايمز أوف إسرائيل، فإن المرحلة الأولية، التي ستستمر ستة أسابيع، ستشهد إطلاق سراح نحو 40 رهينة من النساء وكبار السن والجرحى. سيتم إطلاق سراح الجنود وجميع الرهائن الذكور الآخرين خلال المرحلة الثانية، وستشهد المرحلة الثالثة إطلاق سراح جثث الرهائن.

وقال المسؤول لموقع واللا إن مطالب حماس لا تزال عالية للغاية، ولكن “هناك شيء للعمل عليه”.

وكانت الحركة قد طالبت في البداية بالإفراج عن جميع الأسرى الأمنيين من الإناث والقاصرين الفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل، بالإضافة إلى قائمة بأسماء قياديين ذوي قيمة عالية مسؤولين عن تفجيرات وهجمات أخرى أودت بحياة العشرات من الإسرائيليين.

وبحسب ما ورد، أبدت إسرائيل التي وافقت على صفقات غير متوازنة لإطلاق سراح الأسرى في الماضي، بعض الاستعداد للتنازل بشأن عدد وهوية الأسرى الذين يمكن أن توافق على إطلاق سراحهم، في حين تمسكت بمطالبتها بأن تكون أي هدنة مؤقتة، وأصرت على أن الحرب ستستمر حتى يتم القضاء على حماس.

تظهر هذه الصورة التي قدمتها وزارة الخارجية الإيرانية في 13 فبراير، 2024، اجتماع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (على اليمين) مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الدوحة. (Photo by Iranian Foreign Ministry / AFP)

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما أرسلت حماس آلاف المسلحين من غزة إلى جنوب إسرائيل في هجوم غير مسبوق أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واختطاف 253 آخرين.

ويُعتقد أن نحو 100 رهينة ما زالوا في غزة، إلى جانب جثث 32 شخصا، بعد إطلاق سراح 105 من الرهائن خلال هدنة استمرت أسبوعا.

ويسعى الوسطاء الدوليون بشدة إلى التوصل إلى وقف مؤقت للقتال بعد حوالي ستة أشهر من الحرب التي تركت القطاع في حالة خراب، مع نزوح أكثر من مليون من سكان غزة، وتفشي الجوع، وبطء وصول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى المدنيين لأسباب مختلفة. وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 31 ألف شخص قُتلوا، رغم أنها لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.

أشخاص يتفقدون الدمار بعد غارة إسرائيلية على دير البلح وسط قطاع غزة، 13 مارس، 2024. (AFP)

وأكدت حماس أنها عرضت على الوسطاء موقف الحركة من صفقة تبادل الأسرى والرهائن، دون الخوض في تفاصيل.

في بيان زعمت الحركة أنها عرضت رؤية شاملة لاتفاق هدنة يستند على وقف “العدوان” الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وتوفير الإغاثة والمساعدات، وعودة النازحين من سكان غزة إلى منازلهم وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

لكن في وقت متأخر من يوم الخميس، أصدر مكتب نتنياهو بيانا اتهم فيه الحركة بمواصلة تقديم “مطالب سخيفة”.

وقال مكتب رئيس الوزراء إن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) سيتلقى تحديثا بشأن رد حماس يوم الجمعة.

متظاهرون يحملون لافتات خلال مظاهرة تطالب بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في تل أبيب، 14 مارس، 2024. (Jack Guez/AFP)

في وقت سابق الخميس، قال نتنياهو لممثلي عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة إن “الضغط على قطر بدأ يؤتي بثماره”.

وقال رئيس الوزراء إن الدولة الخليجية غيرت أسلوبها وهي تضغط الآن على حماس للموافقة على صفقة رهائن، ونسب هذا التحول في أسلوب الدوحة إلى الضغوط الإسرائيلية.

وقال نتنياهو خلال الاجتماع الذي عُقد في تل أبيب، بحسب مكتبه “بدأت قطر تقول لهم: ’سنقوم بطردكم. سنقوم بحجب الأموال عنكم’. هذه الأشياء التي قيلت؛ لقد تأكدنا من أنها قيلت بالفعل. هذا تغيير وهو تغيير إيجابي”.

وفي الوقت نفسه، انتقد نتنياهو “عدم وصول أي رد حقيقي من حماس”.

وقال: “لا تزال لديهم مطالب غير مقبولة. إنهم مترددون في المضي قدما؛ ويريدون أيضا إشعال المنطقة في شهر رمضان”.

رجل ينظر إلى صور الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين كرهائن في غزة، في “ساحة المخطوفين” في تل أبيب. 14 مارس 2024. (Miriam Alster/FLASH90)

وقال أحد أفراد الأسر للكاميرات بعد الاجتماع إن المسؤولين الذين التقوا بهم قاموا “بمحاولة حقيقية” لتقديم إجابات على أسئلة العائلات.

وجاء في بيان صادر عن منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين في وقت لاحق الخميس أن الممثلين ضغطوا على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق.

وجاء في البيان “أكدنا له أن التوقيت حاسم الآن للإفراج عن الرهائن، وعليه ألا يفوت الفرصة الحالية المطروحة على الطاولة”.

عائلات الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة تتحدث إلى وسائل الإعلام بعد لقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تل أبيب، 14 مارس، 2024. (Credit: Flash90)

كما انتقدت المجموعة رئيس الوزراء على مقدار الوقت الذي انقضى منذ الاجتماع الأخير.

وتصاعدت الضغوط الداخلية للتوصل إلى اتفاق في الأسابيع الأخيرة من أنصار عائلات الرهائن والناشطين المناهضين للحكومة. يوم الخميس، سار عشرات الآلاف من المتظاهرين في مظاهرتين  منفصلتين ضد حكومة نتنياهو  وللمطالبة بصفقة رهائن في تل أبيب، حيث قام بعض المتظاهرين بإغلاق طريق سريع رئيسي لفترة وجيزة.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن