حماس على استعداد ة للإفراج عن 22 فقط من بين 34 رهينة على قيد الحياة تطالب بهم إسرائيل في الصفقة – تقرير
لا تزال مسألة من سيتم إطلاق سراحه في المرحلة الأولى المقترحة تعيق الاتفاق؛ رئيس الوزراء يثير بحسب تقرير قلق المفاوضين بتعليقاته حول تصميمه على استئناف الحرب بعد إتمام أي اتفاق
رفضت حركة حماس الفلسطينية جزئيا قائمة الرهائن الذين تصر إسرائيل على أنه يجب إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من أي اتفاق لوقف إطلاق النار، بحسب تقرير يوم الاثنين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، نقلا عن مصدر فلسطيني لم تسمه، إن حماس على استعداد لإطلاق سراح 22 من الرهائن الـ 34 المدرجين في القائمة، لكنها ترفض الموافقة على إطلاق سراح الـ 12 الآخرين. وبدلا من ذلك، بحسب التقرير، عرضت الحركة إطلاق سراح 22 رهينة أحياء و 12 جثة خلال المرحلة الأولى من الصفقة المحتملة.
وأضاف التقرير أن إسرائيل رفضت الفكرة وأوضحت أنها لن تقبل سوى الرهائن الأحياء خلال المرحلة الأولى من الصفقة.
ولم يقدم التقرير مزيدا من التفاصيل حول الرهائن الذين تردد أن حماس ترفض إطلاق سراحهم. وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت صحيفة “الغد” المصرية أن إسرائيل طلبت إدراج 11 رجلا تعتبرهم حماس جنودا في قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة محتملة.
الحركة تصنف جميع الرجال الإسرائيليين في سن القتال على أنهم جنود.
وهناك حجر عثرة آخر ذكرته وسائل الإعلام العبرية وهو إصرار حماس على أن تتضمن الصفقة المقترحة بنودا لإنهاء الحرب. وورد أن الحركة رفضت التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستستأنف القتال بعد إطلاق سراح الرهائن.
وتبادلت إسرائيل والحركة الفلسطينية اللوم على الفشل الأخير في التوصل إلى اتفاق بعد دفعة من المفاوضات المتجددة، بعد حوالي 15 شهرا من احتجاز مسلحين بقيادة حماس 251 شخصا كرهائن خلال هجومهم في 7 أكتوبر، 2023، من بينهم 96 ما زالوا محتجزين في قطاع غزة – بما في ذلك 34 تم تأكيد مقتلهم.
في غضون ذلك، تصر حماس على ضمانات من الوسطاء بأن إسرائيل ستنهي الحرب كشرط للتوصل إلى صفقة رهائن شاملة، حسبما ذكر موقع “واينت”. على الرغم من أن الحركة لا تطالب بمثل هذه الضمانات في المرحلة الأولى من الاتفاق المتصور المكون من ثلاث مراحل، إلا أنها تريد إدراج نهاية للحرب في الاتفاق في ضوء التصريحات الأخيرة لنتنياهو بأنه ينوي مواصلة القتال بعد اكتمال الاتفاق، مما يجعل أي هدنة مؤقتة.
خلال اجتماع رفيع المستوى في الأسبوع الماضي، قال نتنياهو للحاضرين إن إسرائيل ستستأنف القتال بعد صفقة الرهائن إذا تم التوصل إليها، حسبما ذكرت القناة 12 يوم الاثنين.
ونقلت القناة 12 عن نتنياهو قوله “إذا كان هناك اتفاق – وآمل أن يكون هناك اتفاق – ستعود إسرائيل إلى القتال بعد ذلك. لا فائدة من التظاهر عكس ذلك لأن العودة إلى القتال ضرورية من أجل استكمال أهداف الحرب. قول ذلك لا يحبط صفقة بل يشجعها”.
وقالت الشبكة التلفزيونية إن التصريحات أثارت مخاوف جديدة بين أعضاء فريق التفاوض بشأن الرهائن، حيث يرى هؤلاء أن مثل هذه التصريحات – خاصة عندما يتم الإدلاء بها علنا – تزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق، بالنظر إلى أن حماس تأمل في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
التصريح المنسوب إلى نتنياهو في القناة 12 كان مشابها جدا للأقوال المنسوبة إلى مسؤول إسرائيلي كبير لم يذكر اسمه، الذي قال لموقع “واينت” الإخباري في وقت سابق من يوم الاثنين، “حتى لو وافقت إسرائيل على صفقة، فسوف تستأنف القتال بعد ذلك من أجل استكمال أهداف الحرب”.
كان المسؤول الكبير يرد على تقرير سابق لموقع واينت، الذي نقل عن كبار أعضاء المؤسسة الأمنية تحذيرهم من أن رفض نتنياهو التخطيط لإدارة ما بعد الحرب في غزة يمكن أن يؤدي إلى سيناريو تستعيد فيه حماس السيطرة الكاملة على القطاع.
كما أفادت تقارير أن المفاوضين الإسرائيليين مستائين من تصريحات نتنياهو لصحيفة “وول ستريت جورنال” هذا الشهر بأنه لن يوقّع على اتفاق ينهي الحرب، وتصريح وزير دفاعه يسرائيل كاتس من محور فيلادلفيا في غزة في الأسبوع الماضي، الذي قال إن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على القطاع – حيث اعتبر المفاوضون إن كلا التصريحين سيؤديان على الأرجح إلى قيام حماس بتشديد موقفها.
ولطالما حثت شخصيات بارزة في المؤسسة الأمنية نتنياهو على تقديم بديل عملي لحماس، وجادلت بضرورة السماح للسلطة الفلسطينية بالحصول على موطئ قدم في غزة.
ويرفض نتنياهو هذا الاقتراح، وشبه السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بحركة حماس. على الرغم من أن السلطة الفلسطينية تدعم حل الدولتين، إلا أن إسرائيل تقول إن السلطة فشلت أيضا في إصدار إدانة قوية لهجوم حماس والفظائع التي ارتكبتها في 7 أكتوبر 2023، وتدعم الإرهاب من خلال دفع رواتب لمنفذي الهجمات وعائلاتهم.
وقال المسؤول الأمني الذي تحدث إلى موقع “واينت” إن فشل المستوى السياسي في تقديم بديل عملي لحماس يؤدي إلى التراجع التدريجي للمكاسب العسكرية التي حققها الجيش الإسرائيلي في غزة.
هذا الأسبوع، أرسلت وزارة الصحة تقريرا للأمم المتحدة بشأن الفظائع التي عانى منها الرهائن المفرج عنهم خلال أسرهم لدى حماس.
يوم الإثنين، أفادت القناة 12 أن وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي يعارض اتفاقا من شأنه إنهاء الحرب، التقى في الأسبوع الماضي مع عائلات الرهائن وقال لهم إنه لا يمكنه أن يكون متأكدا من عودة أحبائهم أحياء. وذكر التقرير أن العائلات هي من طلبت عقد الاجتماع في ضوء معارضة سموتريتش المستمرة للصفقة.
عندما قالت له العائلات إن الوقت ينفد بالنسبة للرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة، رد سموتريتش، بحسب التقرير، “لا يمكنني أن أضمن لكم بأننا سنعيدهم أحياء”.
خلال الاجتماع، قال سموتريتش أيضا، وفقا للتقرير، إنه “غير مستعد لإعادة الجثث مقابل الإرهابيين”، في إشارة إلى الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من صفقة الرهائن.
وقال مكتب سموتريتش ردا على التقرير إن “الوزير ملتزم بإعادة الرهائن… إلى جانب الحرب حتى النصر والقضاء على حماس”.