حماس ستطلق سراح الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر يوم الاثنين في بادرة حسن نية تجاه ترامب
لم يتم إخطار إسرائيل مسبقا بالإفراج عن ألكسندر، الذي تقوم به حماس دون شروط على أمل أن تقنع الولايات المتحدة القدس بقبول اتفاق لإنهاء الحرب مقابل الإفراج عن الرهائن المتبقين

من المقرر أن تطلق حماس سراح الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر يوم الاثنين بعد أكثر من 580 يوما في الأسر، حيث وافقت الحركة الفلسطينية على هذه الخطوة كبادرة حسن نية تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل زيارته للمنطقة، على أمل أن يقنع بدوره إسرائيل بالتوقيع على اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين مقابل إنهاء الحرب، وفقا لما صرح به مسؤول أمريكي ومسؤول فلسطيني ومصدر ثالث مطلع على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الأحد.
وقال مسؤول أمريكي إن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف اتصل بوالدي ألكسندر، ياعيل وعدي، بعد ظهر يوم الأحد لإبلاغهما بالخبر. وتوجه آل ألكسندر إلى إسرائيل برفقة المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر ليلة الأحد من أجل الوصول في الوقت المناسب لإطلاق سراح ألكسندر. وكان من المقرر أن يسافر ويتكوف إلى إسرائيل بشكل منفصل من عُمان، حيث عقد الجولة الرابعة من المحادثات النووية مع إيران يوم الأحد.
وقال عدي، والد عيدان، لموقع “واينت” الإخباري: ”الأسرة بأكملها في طريقها الآن إلى إسرائيل. لقد فوجئنا تماما بتلقي مكالمة ويتكوف. كنا على علم بالمفاوضات ولكننا لم نكن على علم بهذا التطور الدراماتيكي“.
وكتب بوهلر نفسه على منصة X أن خبر إطلاق سراح ألكسندر يمثل خطوة إيجابية إلى الأمام، مضيفا: ”نطلب أيضا من حماس الإفراج عن جثث أربعة أمريكيين آخرين تم اختطافهم“. جثث الرهائن القتلى إيتاي حين، وعومر ناوترا، وغادي حغاي، وجوديث فاينشتاين حغاي، من بين 59 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس. ويُعتقد أن ما يصل إلى 24 من هؤلاء الرهائن ما زالوا على قيد الحياة.
وقالت حماس إنها مستعدة للإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض هذا الاقتراح، بدعوى أنه سيبقي حماس في السلطة.
وتأمل حماس أن يكون الإفراج عن ألكسندر كافيا لإقناع ترامب بالضغط على نتنياهو لقبول الصفقة، حسبما قال المصدر المطلع على الأمر.
وأضاف المصدر أن حماس تلقت تأكيدات من وسيط بأن الإفراج عن ألكسندر ”سيكون له أثر كبير“ على ترامب، الذي يريد الإفراج عن الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب في غزة.

يجب اتخاذ بعض الإجراءات الأمنية حتى تتم عملية الإفراج، مثل وقف إسرائيل لعملياتها العسكرية ومراقبة أجزاء من القطاع بواسطة طائرات مسيرة، كما فعلت في عمليات الإفراج السابقة، حسبما صرح مصدر مطلع على العملية لـ”تايمز أوف إسرائيل“.
ألكسندر، الذي يحمل جنسية مزدوجة ونشأ في نيوجيرسي، كان يخدم في الجيش الإسرائيلي وقت اختطافه. وقد اختُطف من قاعدته خلال الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى اندلاع الحرب في غزة.
وقالت حماس في بيان إن قرار الإفراج عن ألكسندر جاء بعد محادثات جرت مؤخرا مع مسؤولين أمريكيين و”تكثيف الجهود لتحقيق وقف إطلاق النار وفتح المعابر الحدودية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة“.
On this Mother’s Day, it is my honor to travel with Edan Alexander’s mom Yael for reunion of her son from Hamas.
Thank you President Trump for your commitment to bringing all Americans home. @POTUS @SecRubio @SteveWitkoff ❤️❤️❤️ pic.twitter.com/UwcehqJ0xB
— Adam Boehler (@aboehler) May 12, 2025
ولم تذكر متى سيتم الإفراج عن ألكسندر. وقال المسؤولون الذين تحدثوا إلى ”تايمز أوف إسرائيل“ أنه على عكس ما زعمت حماس، لم تجر أي محادثات مباشرة بين الحركة والولايات المتحدة.
وقالت حماس في بيانها أيضا إنها مستعدة للدخول في مفاوضات مكثفة بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الحرب، وإجراء ”تبادل أسرى متفق عليه“، وتمكين غزة من أن تدار من قبل سلطة مستقلة ومهنية.
وتستخدم حماس مصطلح ”تبادل الأسرى“ للإشارة إلى الإفراج عن الرهائن مقابل سجناء أمنيين فلسطينيين، بمن فيهم مدانون بقتل إسرائيليين.

وقال ترامب على منصة التواصل الاجتماعي ”تروث سوشال“ مساء الأحد: ”هذه خطوة اتخذت بحسن نية تجاه الولايات المتحدة وجهود الوسطاء – قطر ومصر – لإنهاء هذه الحرب الوحشية وإعادة جميع الرهائن الأحياء وجثامين القتلى إلى أحبائهم“، مضيفا ”نأمل أن تكون هذه هي الخطوة الأولى من الخطوات النهائية اللازمة لإنهاء هذا الصراع الوحشي. إنني أتطلع بشدة إلى يوم الاحتفال هذا!“
ورحبت قطر ومصر بالخبر في بيان مشترك، ووصفتاه بأنه ”بادرة حسن نية وخطوة مشجعة نحو العودة إلى طاولة المفاوضات لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وضمان وصول المساعدات بشكل آمن ودون عوائق لمواجهة الأوضاع المأساوية في القطاع“.
لم تطلع الولايات المتحدة إسرائيل على الجهود المبذولة لإطلاق سراح ألكسندر إلا بعد التوصل إلى الاتفاق مع حماس، حسبما أفاد مصدر مطلع على تفاصيل إطلاق سراح ألكسندر لـ”تايمز أوف إسرائيل”.
كانت إسرائيل على علم عام بأن الجهود جارية، لكنها لم تعرف عنها سوى من خلال عملياتها الاستخباراتية الخاصة. وقال المسؤول الأمريكي إن ويتكوف أطلع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر على آخر التطورات مساء الأحد.

وأكد مكتب نتنياهو أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأن حماس ستفرج عن ألكسندر ”دون أي تعويض أو شروط“، وكبادرة حسن نية تجاه الولايات المتحدة.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان: ”أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل أن هذه الخطوة من المتوقع أن تؤدي إلى مفاوضات لإطلاق سراح رهائن آخرين، على أساس اقتراح ويتكوف الأصلي – الذي قبلته إسرائيل بالفعل“، في إشارة إلى إطار عمل قالت مصادر لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ إن إسرائيل هي من اقترحه في الواقع، وبموجبه سيتم إطلاق سراح حوالي نصف الرهائن الأحياء مقابل تمديد الهدنة، على أن يتم إطلاق سراح الباقين في وقت لاحق مقابل إنهاء الحرب.
وأضاف مكتب رئيس الوزراء أن إسرائيل تستعد لإمكانية الإفراج عن ألكسندر، مشيرا إلى أن ”وفقا للسياسة الإسرائيلية، ستجري المفاوضات تحت النيران، مع التزام ثابت بتحقيق جميع أهداف الحرب“.
وفي وقت سابق يوم الأحد، نقلت تقارير متعددة عن نتنياهو قوله أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست إن حماس قد تفرج عن ألكسندر خلال زيارة ترامب، ورحب بهذه الإمكانية، مضيفا: ”هذه أيام حاسمة للغاية“.

وقال منتدى عائلات المختطفين والمفقودين في بيان يوم الأحد أن إطلاق سراح ألكسندر “يجب أن يكون بداية اتفاق واحد يعيد جميع الرهائن الـ 59”.
وأضاف المنتدى، الذي طالما دعا الحكومة إلى الموافقة على اتفاق يعيد جميع الرهائن المتبقين دفعة واحدة، وليس على مراحل: ”هناك اتفاق واحد أخلاقي وسليم وضروري: الإفراج الفوري عن جميع الرهائن وإنهاء الحرب“.
وتابع ”حان الوقت لتحقيق انفراجة في المفاوضات. المسؤولية تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية. لا يمكن التخلي عن أحد“.
تحتجز الجماعات المسلحة في قطاع غزة 59 رهينة، من بينهم 58 من أصل 251 شخصا اختطفهم مسلحون بقيادة حماس في 7 أكتوبر 2023، ومن ضمنهم جثامين ما لا يقل عن 35 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
أطلقت حماس سراح 30 رهينة – 20 مدنيا إسرائيليا وخمس مجندات وخمسة مواطنين تايلانديين – وجثامين ثمانية رهائن إسرائيليين قتلى خلال وقف إطلاق النار بين يناير ومارس. وأطلقت الحركة سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر 2023، وأُطلق سراح أربع رهائن قبل ذلك في الأسابيع الأولى من الحرب. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح حوالي 2000 اسير فلسطيني ومعتقلين من سكان غزة اعتُقلوا خلال الحرب.
وتم إنقاذ ثمانية رهائن من الأسر على يد القوات الإسرائيلية، كما تم استعادة جثامين 41 شخصا، من بينهم ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم، وجثمان جندي قُتل في عام 2014.
ولا تزال جثة جندي آخر قُتل في عام 2014، وهو الملازم أول هدار غولدين، في حوزة حركة حماس، ويُحسب ضمن الرهائن الـ 59.
ساهمت وكالات في هذا التقرير