حماس تنشر تسجيلا للرهينة ماتان أنغريست، في محاولة كما يبدو لحشد الإسرائيليين من أجل الصفقة
عائلة الجندي الأسير تقول إن الفيديو يظهر أن الوقت قد نفد، مشيرة إلى حالته النفسية السيئة، ويده اليمنى تعاني من خلل وظيفي، وأنفه المكسور وتفاصيل أخرى

نشرت حركة حماس يوم الجمعة فيديو للرهينة ماتان أنغريست وهو يتوسل من أجل الإفراج عنه، في محاولة كما يبدو من الجماعة الفلسطينية لتعبئة الرأي العام الإسرائيلي لصالح استمرار اتفاق وقف إطلاق النار وسط الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات.
في الفيديو، يقول الجندي الإسرائيلي الأسير البالغ من العمر 21 عاما، الذي تم اختطافه من دبابة في ناحل عوز خلال المعارك هناك في 7 أكتوبر 2023، إنه محتجز منذ 511 يوما، مما يشير إلى أنه تم تصويره على الأرجح الأسبوع الماضي.
ويقول أنغريست، الذي وافقت عائلته على نشر المقطع، إنه تم إبلاغه بالجمود في المحادثات وإنه يشعر أن الحكومة الإسرائيلية تتخلى عن الرهائن. “لقد بدأنا في فقدان الأمل”، يقول أنغريست الذي تحدث بصوت غير متأثر طوال الفيديو.
ويحذر أنغريست من عودة الجيش الإسرائيلي إلى القتال، قائلا إن القيام بذلك لن يضمن حرية الـ59 رهينة المتبقيين. ويقول أنغريست إن الطريقة الوحيدة لتحرير الرهائن هي من خلال استمرار الصفقة المرحلية التي اتفق عليها الطرفان بشكل أساسي في يناير.
يوم السبت الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس. وكان من المفترض أن تبدأ المحادثات بشأن شروط المرحلة الثانية المحتملة في 3 فبراير، لكن إسرائيل رفضت إلى حد كبير الانخراط فيها، حيث تتطلب المرحلة الثانية انسحاب إسرائيل الكامل من غزة والموافقة على إنهاء دائم للحرب مقابل الإفراج عن الرهائن الأحياء المتبقين.
بدلا من ذلك، سعت إلى تقديم اقتراح جديد لتمديد المرحلة الأولى خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، الذي ينتهي في 19 أبريل. في بداية الفترة، ستقوم حماس بإطلاق سراح نصف الرهائن المتبقيين وعددهم 59 — يُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة — بينما سيتم الافراج عن النصف الثاني في نهاية وقف إطلاق النار، إذا اتفق الطرفان على شروط لإنهاء الحرب بشكل دائم.
متحدثا عن ظروفه في الأسر في فيديو حماس الدعائي، يقول أنغريست إنه لم ير ضوء الشمس وأنه يعاني من برد الشتاء. مضيفا أنه تم التعامل معه “كجندي”، وليس كرهينة عادية، دون تقديم تفاصيل.
مناشدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضمان إطلاق سراحه، يقول أنغريست: “أنت الوحيد الذي لديه القدرة على التأثير على نتنياهو”.
ويقول لوالديه وإخوته الثلاثة أنه يعلم أنهم يقاتلون من أجله وأنه يتوق لاحتضانهم ورؤيتهم مرة أخرى.
ويختتم أنغريست حديثه بدعوة الجمهور الإسرائيلي للنزول إلى الشوارع بأعداد كبيرة للاحتجاج من أجل الإفراج عن الرهائن المتبقين.
في بيان أصدره منتدى عائلات المختطفين، قالت عائلة أنغريست: “نحن نشعر بالصدمة من الفيديو الذي رأيناه للتو، حيث نرى ماتان وهو يبدو منهكا ويائسا بعد 518 يوما في أنفاق حماس”.

وأضاف البيان “بالإضافة إلى الحالة النفسية الخطيرة الظاهرة في اللقطات، فإن يده اليمنى تعاني من خلل وظيفي، وعيناه وفمه غير متناسقتين، وأنفه مكسور: وفقا لشهادات من عادوا، فإن كل هذا بسبب الاستجوابات والتعذيب في الأسر. ما هي الأدلة الإضافية التي نحتاجها لفهم أن الوقت قد نفد؟”
كما ناشدت العائلة ترامب – في أحدث دليل على أن عائلات الرهائن تؤمن بأن الرئيس الأمريكي، وليس رئيس الوزراء الإسرائيلي، هو المفتاح لإطلاق سراح أحبائهم – داعية إياه إلى “مواصلة القتال من أجل ماتان وجميع الرهائن الآخرين البالغ عددهم 58 بنفس الالتزام الثابت والعزيمة التي لا تتزعزع. يجب ألا نتوقف حتى يتم إتمام الصفقة — فقط عندما يعود آخر المختطفين إلى الوطن”.
يوم الاثنين، نشرت العائلة أول صورة لأنغريست من الأسر، من فيديو سابق تلقته من حماس. انضمت تلك الصورة الثابتة إلى تسجيل صوتي تم نشره قبل عدة أشهر، حيث توسل أنغريست نتنياهو لتأمين إطلاق سراحه، في أقوال من المحتمل أن تكون قد أمليت عليه من قبل خاطفيه.
הקרב על מוצב נחל עוז כפי שמעולם לא נראה, ומעולם לא סופר – כולל תיעוד בלעדי של מתן אנגרסט, השריונר שנחטף מהמוצב ונמצא כבר 514 ימים בשבי חמאס | עובדה בפרויקט מיוחד של @eyalgonen1, מתחילים מיד אחרי החדשות pic.twitter.com/sVPreOqk59
— עובדה (@Uvda_tweet) March 3, 2025
وقالت عائلة أنغريست إنه “يخضع لعذاب جهنمي، واستجوابات مؤلمة، ويُحتجز في ظروف غير إنسانية”.
كما أعربت العائلة عن أسفها لأنه على الرغم من أنه أصيب بجروح خطيرة عندما تم اختطافه إلى غزة، إلا أن الجندي لم يُدرج في “الفئة الانسانية” للرهائن الذين تم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، “لأنه جندي إسرائيلي”.
وكشفت إسرائيل عن عرض لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار قبل أسبوع، وأطلقت عليه اسم “اقتراح ويتكوف” وقالت إنه تم صياغته من قبل المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وأشار مكتب نتنياهو إلى أنه سيكون مستعدا لإجراء محادثات حول شروط وقف إطلاق النار الدائم في هذا الإطار، لكن رئيس الوزراء يصر منذ فترة طويلة على أنه لن يقبل أي شيء سوى استسلام حماس الكامل وخروجها من غزة.
حتى الآن، رفضت حماس “اقتراح ويتكوف” — الذي لم يعلن المبعوث الأمريكي بنفسه دعمه له بعد — مصممة على أنها ستوافق فقط على إطلاق سراح الرهائن من خلال الإطار الذي وقّعه الجانبان في يناير.
في غضون ذلك، بدأت الولايات المتحدة في إجراء محادثات مباشرة مع حماس في الأسابيع الأخيرة، والتي تهدف بشكل كبير إلى تأمين الإفراج عن خمسة رهائن أمريكيين-إسرائيليين. لم تؤت تلك المفاوضات ثمارها بعد، مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إصدار إنذار يوم الأربعاء، مطالبا الجماعة بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن أو مواجهة الدمار.
وأشار مستشارون كبار لترامب بأنهم يتوقعون التحرك نحو هدفهم في الأيام المقبلة.
وأطلق ترامب تهديدا بعد وقت قصير من اجتماعه مع مجموعة تضم ثمانية رهائن سابقين في المكتب البيضاوي.

متحدثا عن تجربته للصحفيين يوم الجمعة، قال ترامب إنه فوجئ عندما علم من الرهائن الذين أطلق سراحهم والتقى بهم أن أيا من خاطفيهم من حماس لم يعاملهم بلطف.
وقال: “قلت ’هل رأيتم أي شخص تعامل معكم بلطف من بين مئات الأشخاص الذين كنت تصادفونهم [من] حماس هل أعطاكم أحدهم غمزة وقال، ’لا تقلق، ستكون بخير’ أو أعطاكم قطعة خبز؟ ’لا’”.
“قلت، ’هل كان هناك أي أشخاص طيبون؟’ كنت مصدوما. الإجابة كانت لا أحد. لم يكن هناك أحد. على العكس تماما. لقد كان يتعرضون للصفع واللكم.أحد الرجال كُسرت أضلاعه. لم يستطع التنفس لمدة شهر. كان الأمر وحشيا”، مشيرا على ما يبدو إلى شهادة الرهينة الذي تم إطلاق سراحه مؤخرا إيلي شرعبي.
وأضاف: “كنت مندهشا. لأن المرء قد يظن أن يكون هناك بعض الأشخاص اللطفاء الذين سيقولون ’ستكون بخير’، ولكن لم يكن لديهم أي من ذلك. إنه لأمر مذهل حقا”.
في غضون ذلك، يوم الجمعة، وقّعت مجموعة من أكثر من 50 رهينة سابقة لدى حماس على رسالة موجهة إلى نتنياهو تدعو إسرائيل إلى الاستمرار في اتفاق وقف إطلاق النار حتى يتمكن الرهائن المتبقون في غزة من العودة إلى الديار.

وكتب الرهائن المفرج عنهم “نحن الذين اختُطفنا خلال مذبحة السابع من أكتوبر، عشنا على أجسادنا الجحيم الذي لم يعد منه أحباؤنا بعد. لقد رأينا الظلام، وسمعنا الرعب، وتنفسنا الخوف”، مضيفين “نحن نعلم، ولسنا نتخيل [فقط] ، ما يمر به المختطفون الذين تُركوا هناك. تعذيب وحشي، وجوع مهين، ومرض بلا علاج، ووحدة قاتلة — هذا هو واقعهم في هذه اللحظات”.
وقال الرهائن المفرج عنهم “كل دقيقة هناك جحيم، وكل لحظة إضافية هي حكم محتمل بالإعدام”.
وحث الرهائن السابقون رئيس الوزراء على إعطاء الأولوية لعودة الرهائن على استئناف القتال، قائلين إنه منذ اتفاق الهدنة الذي استمر أسبوعا في نوفمبر 2023، “تم قتل عدد أكبر من المختطفين من أولئك الذين تم إنقاذهم في العمليات العسكرية”.
وتابعوا “تأسست إسرائيل للدفاع عن الشعب اليهودي، لكنها فشلت في السابع من أكتوبر. إن الطريقة الوحيدة لبدء التكفير عن هذا الفشل المدوي هي إعادة جميع المختطفين، الأحياء لإعادة التأهيل والأموات لدفنهم بشكل لائق على الأراضي الإسرائيلية”.
واختتم الرهائن المفرج عنهم الرسالة بالقول “قد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة”.