إسرائيل في حالة حرب - اليوم 490

بحث

حماس تقول أنها لن تتفاوض بشأن الرهائن ما لم يتوقف القتال في غزة؛ الأمر الذي ترفضه إسرائيل

قالت الحركة الفلسطينية إنها لن تشارك في المحادثات بينما أرسلت إسماعيل هنية إلى القاهرة؛ هرتسوغ لمسؤول فرنسي: إسرائيل "أوضحت أنها مستعدة لهدنة إنسانية"

صورة قدمتها وزارة الخارجية الإيرانية في 20 ديسمبر 2023، تظهر زعيم المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في قطر إسماعيل هنية يرحب بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قبل اجتماعهما في الدوحة، قطر. (Iranian Foreign Ministry / AFP)
صورة قدمتها وزارة الخارجية الإيرانية في 20 ديسمبر 2023، تظهر زعيم المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في قطر إسماعيل هنية يرحب بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قبل اجتماعهما في الدوحة، قطر. (Iranian Foreign Ministry / AFP)

رفضت إسرائيل يوم الخميس قطعا طلب حماس بوقف دائم للقتال قبل إطلاق سراح المزيد من الرهائن المحتجزين لدى المسلحين في غزة، في حين يبدو أن المحادثات في القاهرة للتوصل إلى اتفاق هدنة لم تحقق تقدما يذكر.

وقال مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس إن “وقف إطلاق النار الشامل وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة شرط مسبق لأي مفاوضات جدية” بشأن تبادل الأسرى.

وقد رفضت إسرائيل مرارا أي اقتراح من هذا القبيل، وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الخميس على هذا الموقف بعبارات لا لبس فيها، “نحن نقاتل حتى النصر. لن نوقف الحرب حتى نحقق جميع أهدافها – تدمير حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن”.

وأضاف نتنياهو أنه يمنح حماس “خيارًا بسيطًا للغاية: الاستسلام أو الموت. ليس لديهم ولن يكون لديهم أي خيار آخر”.

“بعد أن ندمر حماس، سأعمل بكل قوتي لضمان أن لا تشكل غزة بعد الآن تهديدا لإسرائيل” – في إشارة واضحة إلى أنه لا ينوي التنحي أو تحمل المسؤولية علنا عن الإخفاقات التي مكنت هجوم حماس في 7 أكتوبر.

وصرح مسؤول إسرائيلي كبير للصحفيين يوم الخميس أنه لا توجد حاليا مفاوضات بشأن اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن مع حماس، لكنه أشار إلى أن مسؤولين إسرائيليين التقوا مرتين هذا الأسبوع مع مسؤولين قطريين لمناقشة إطار عمل جديد لمثل هذه الصفقة.

وقال المسؤول خلال مؤتمر صحفي غير رسمي: “لقد أوضحنا للجميع في إسرائيل وخارجها أن الوقت قد حان لتشكيل هيكل جديد [لإطلاق سراح] الرهائن”. وقال إن صفقة الرهائن السابقة – التي تم بموجبها إطلاق سراح 105 رهائن خلال وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة أسبوع والذي شهد إطلاق إسرائيل سراح 240 أسيرًا أمنيا فلسطينيا – عملت بشكل جيد، وأن إسرائيل مستعدة الآن لمناقشة مراحل جديدة لإطلاق سراح الرهائن وإعادة 129 الرهائن المتبقين إلى إسرائيل.

عضو المكتب السياسي لحركة حماس غازي حمد خلال مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس في بيروت، لبنان، 26 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Bilal Hussein)

وقال مسؤول كبير في حماس لقناة الجزيرة في وقت لاحق الخميس إن الحركة لم تطلق سراح الرهائن مقابل توقف مؤقت للقتال حتى لمدة أسابيع، لأن إسرائيل ستواصل الحرب بعد ذلك.

وقال غازي حمد، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في لبنان “البعض يسعى إلى وقفة صغيرة – توقف هنا وهناك لمدة أسبوع، أسبوعين، ثلاثة أسابيع. لكننا نريد وقف العدوان [تماما]”.

“لأنني أعتقد أن إسرائيل ستأخذ ورقة الرهائن، وبعد ذلك ستبدأ جولة جديدة من القتل الجماعي والمجازر ضد شعبنا. أعتقد أننا لن نلعب هذه اللعبة”، قال حمد، الذي قال في وقت سابق إن حماس ستسعى إلى تنفيذ هجمات شبيهة بهجمات 7 أكتوبر بشكل متكرر في المستقبل حتى يتم تدمير إسرائيل.

ويأتي ادعاء حماس بأنها لن تتفاوض حتى بعد أن أرسلت زعيمها إلى القاهرة لإجراء محادثات بشأن الرهائن. وفي الوقت نفسه، التقى مفاوضون إسرائيليون هذا الأسبوع مع مصادر قطرية في أوروبا، بينما يبدو أن إسرائيل تتطلع إلى الإفراج عن المزيد من الرهائن.

وزار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في قطر إسماعيل هنية مصر يوم الأربعاء لإجراء محادثات مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

رئيس الموساد دافيد بارنيع (يسار) يلتقي بمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في مقر الموساد في تل أبيب، 14 ديسمبر، 2023. (Courtesy)

وعقد مدير الموساد دافيد بارنيع “اجتماعا ايجابيا” في وارسو مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في وقت سابق من هذا الاسبوع، حسبما أفاد مصدر مطلع على المحادثات لوكالة فرانس برس.

وخلال لقاء مع رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي في القدس يوم الخميس، قال الرئيس يتسحاق هرتسوغ إن إسرائيل “أوضحت أنها مستعدة لهدنة إنسانية ومواصلة المساعدات الإنسانية لغزة من أجل السماح بعودة الرهائن” وأضاف أنه “يمكننا أن نسمح بدخول 300 أو حتى 400 شاحنة يوميا”، ملقيا اللوم على الأمم المتحدة في الحد من توزيع هذه المساعدات في القطاع.

وقال هرتسوغ يوم الثلاثاء أمام دبلوماسيين أجانب إن “إسرائيل مستعدة لهدنة إنسانية أخرى ومساعدات إنسانية إضافية من أجل تمكين إطلاق سراح الرهائن. والمسؤولية تقع بالكامل على عاتق [رئيس حماس في غزة يحيى] السنوار وقيادة حماس”.

الرئيس يتسحاق هرتسوغ (يمين) يلتقي برئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه في القدس، 21 ديسمبر، 2023. (GPO)

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الأربعاء أن حماس رفضت اقتراحا إسرائيليا بهدنة لمدة أسبوع في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح حوالي 40 رهينة، بما في ذلك جميع النساء والأطفال الذين لا تزال الحركة الفلسطينية تحتجزهم.

وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين مصريين أنه بموجب الاقتراح المرفوض، كانت حماس ستطلق أيضا سراح الرهائن المسنين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. وفي المقابل، ستوقف إسرائيل العمليات الجوية والبرية في غزة لمدة أسبوع وتسمح بزيادة المساعدات إلى القطاع الساحلي.

لكن بحسب ما ورد، أبلغت حركتي حماس والجهاد الإسلامي – وهي منظمة أخرى مدعومة من إيران ومن المقرر أن تشارك في المفاوضات لأول مرة – الوسطاء المصريين بأن على إسرائيل وقف هجومها في القطاع قبل أن يناقشوا أي اتفاق محتمل.

وشهد اتفاق الهدنة المؤقتة الأخير، الذي توسطت فيه قطر ومصر، وقف القتال لمدة سبعة أيام مقابل إطلاق حماس سراح 105 رهائن – 81 إسرائيليًا و23 مواطنا تايلانديا وفلبينيا واحدا – بينما أطلقت إسرائيل سراح 240 أسيرا أمنيا فلسطينيا وسمحت بدخول مساعدات إضافية إلى القطاع. وفي وقت سابق، أطلقت حماس سراح أربعة رهائن، فيما أعاد الجيش رهينة واحدة.

صور الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة معلقة على منزل في كيبوتس بئيري، 20 ديسمبر، 2023. (AP/Ohad Zwigenberg)

ويعتقد أن 129 رهينة ما زالوا في غزة، بما في ذلك رفات 21 رهينة قتلوا في الأسر. واستعاد الجيش الإسرائيلي رفات 11 رهينة حتى الآن، من بينهم ثلاثة قتلوا على يد القوات عن طريق الخطأ.

وبالإضافة إلى الرهائن الـ 129 الذين اختطفهم في 7 أكتوبر، تحتجز حماس رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى اثنين من المدنيين الإسرائيليين، أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما كلاهما على قيد الحياة.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أثناء مرافقته بايدن إلى ويسكونسن يوم الأربعاء، “هذه مناقشات ومفاوضات جادة للغاية ونأمل أن تؤدي إلى مكان ما”.

وأخذ عناصر حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى حوالي 240 رهينة إلى غزة في 7 أكتوبر خلال الهجوم في جنوب إسرائيل، والذي قُتل فيه 1200 شخص. وردت إسرائيل بإطلاق حملة عسكرية ضد الحركة في القطاع، وبدأت هجومها البري في أواخر أكتوبر.

وتقول وزارة الصحة في غزة أن ما لا يقل عن 20 ألف فلسطيني في القطاع قتلوا منذ بداية الحرب، ولا يمكن التحقق من هذه الأعداد بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل حوالي 7000 من مسلحي حماس، وفقا لإسرائيل، بالإضافة إلى مدنيين قتلوا بصواريخ فلسطينية طائشة. ويقول الجيش إن 137 جنديا قتلوا خلال الهجوم البري حتى الآن.

ساهم إيمانويل فابيان في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن