إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

حماس تؤكد أنها لا تنوي التراجع عن عرض صفقة الرهائن الذي رفضته إسرائيل بالفعل مع انتهاء المحادثات في القاهرة

الحركة تزعم أن "الكرة في ملعب الاحتلال" بعد أن عاد وفدها إلى الدوحة مع الإصرار على أنها لن تقدم أي تنازلات؛ مصر تقول إن المرونة مطلوبة من الجانبين

متظاهرون يحتجون للمطالبة بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة خارج مقر وزارة الدفاع  (الكيرياه) في تل أبيب، 9 مايو، 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)
متظاهرون يحتجون للمطالبة بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة خارج مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب، 9 مايو، 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

يبدو أن المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس حول اتفاق لوقف القتال في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن المختطفين في 7 أكتوبر قد انتهت دون إحراز أي تقدم ملموس، حيث قالت الحركة إن لا نية لها للتراجع عن الاقتراح الذي رفضته إسرائيل بالفعل.

ومع توقف المفاوضات على ما يبدو مرة أخرى بعد أن بدا أن الجانبين على وشك التوصل إلى اتفاق مستعص في وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت مصر إنه ينبغي على كل من إسرائيل وحماس إظهار “مرونة”.

وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطر يوم الخميس إن وفد حماس غادر القاهرة متوجها إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث تتمركز قيادة الحركة، بعد أن أكد تمسكه بالشروط التي وافقت عليها الحركة يوم الاثنين.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الوفد الإسرائيلي غادر القاهرة أيضا بعد أن سلم الوسطاء قائمة بتحفظاته على اقتراح حماس.

يوم الإثنين، زعمت حماس أنها قبلت اتفاق الهدنة مع إسرائيل، على الرغم من أنه تبين لاحقا أن الاقتراح الذي قالت إنه جاء من وسطاء مصريين وقطريين يتضمن عدة عناصر تختلف جوهريا عما وافقت عليه إسرائيل. ورفضت إسرائيل بسرعة الاقتراح لعدم تلبيته “مطالبها الحيوية”، لكنها وافقت على إرسال وفد على مستوى العمل إلى المحادثات غير المباشرة في القاهرة.

وفي رسالة إلى الفصائل الفلسطينية الأخرى نشرتها قناة “الأقصى” التابعة للحركة يوم الجمعة، قالت حماس إن المحادثات انتهت بعد أن “رفضت [إسرائيل] الاقتراح الذي قدمه الوسطاء وأبدت اعتراضات عليه”.

وقالت القناة إن حماس قررت التمسك بشروط الاقتراح الذي وافقت عليه يوم الإثنين، ورفضت إمكانية تقديم أي تنازلات.

واختُتم البيان بالقول: “الكرة الآن بالكامل في ملعب الاحتلال”.

ولم يتضح متى سيتم استئناف المحادثات. وذكرت شبكة CNN أن المسؤولين الأمريكيين وصفوا فترة التوقف بأنها “توقف مؤقت” بينما زادت كثافة العمليات العسكرية في رفح.

متظاهرون يحتجون للمطالبة بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة ة خارج مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب، 6 مايو، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

تقتصر عملية الجيش الإسرائيلي في رفح حتى الآن على الضواحي الشرقية للمدينة والمعبر الحدودي مع مصر. وقال الجيش يوم الجمعة إن اللواء 401 مدرع قتل عدة مسلحين في قتال من مسافة قريبة عند المعبر الحدودي، بينما عثر لواء “غفعاتي” على فتحات أنفاق في الجزء الشرقي من المدينة.

في غضون ذلك، تم إطلاق صاروخين من منطقة رفح على منطقة كيرم شالوم في إسرائيل يوم الجمعة. واعترضت منظومة الدفاع الجوي “القبة الحديدية” كلا الصاروخين.

تفاصيل الاقتراح الذي قالت حماس إنها قبلته يوم الاثنين (النص باللغة العربية هنا) تختلف في جوانب عديدة عن الشروط المزعومة لما أشادت به الولايات المتحدة باعتباره العرض الإسرائيلي “السخي للغاية”.

ومن بين الاختلافات: اقتراح حماس ينص على إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية، أحياء أو أموات، في حين أن النص الإسرائيلي يطالب بإطلاق سراح سراح 33 رهينة أحياء؛ اقتراح حماس يزيل حق النقض الذي طالبت به إسرائيل بشأن إطلاق سراح بعض الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، ويزيد عدد الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم؛ وينص اقتراح حماس على حرية الحركة لسكان غزة للسماح لهم بالعودة إلى شمال القطاع، دون الخضوع لفحوصات أمنية كما تطالب إسرائيل لمنع مسلحي حماس من العودة.

ويغير اقتراح حماس أيضا مواعيد إطلاق سراح الرهائن ضمن المراحل، وبعض التفاصيل المتعلقة بانسحاب القوات الإسرائيلية. كما تطالب الحركة بالإفراج عن جميع الأسرى الأمنيين الذين تم إطلاق سراحهم في صفقة شاليط عام 2011 وتم إعادة اعتقالهم منذ ذلك الحين.

أشخاص يسيرون من أمام صور الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين كرهائن لدى حماس في غزة. 5 مايو، 2024. (ميريام ألستر/FLASH90)

تجدر الإشارة إلى أن حماس قالت ليل الإثنين إنها تعتبر نفسها قبلت شروط إنهاء الحرب، في حين أن النص الذي حظي بدعم إسرائيل ورد حماس يشيران إلى استعادة “الهدوء المستدام”. وفي فقرة تمهيدية، يقول نص حماس إن “الاتفاق الإطاري يهدف إلى … العودة إلى الهدوء المستدام وبما يحقق وقف إطلاق النار الدائم”.

لقد قالت إسرائيل باستمرار إنها لن تقبل صفقة تنطوي على وقف دائم لإطلاق النار، وأنها ستستأنف حملتها العسكرية بعد أي اتفاق هدنة مقابل الرهائن من أجل استكمال هدفي الحرب المعلنين: تحرير الرهائن وتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية.

ووفقا لشبكة CNN، خلقت حماس عقبة كبيرة أخرى في المفاوضات يوم الإثنين بعد أن طالبت إسرائيل بالموافقة على هدنة لمدة 12 أسبوع في المرحلة الأولى، بدلا من الأسابيع الستة التي ينص عليها الإطار الأصلي.

قوات الجيش الإسرائيلي على الجانب الغزاوي من معبر رفح الحدودي، 7 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

وبعد تعثر المحادثات، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن محادثة هاتفية اتفقا فيها “على أهمية حث الأطراف على إبداء المرونة وبذل الجهود اللازمة للتوصل إلى اتفاق هدنة يضع حدا للمأساة الإنسانية”.

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا يوم الجمعة قالت فيه إن المحادثات كانت في “مرحلة دقيقة” مع إعراب القاهرة عن مخاوفها من أن يؤدي توغل إسرائيلي واسع في مدينة رفح المكتظة بالسكان والتي تقع على الحدود المصرية، إلى تهديد “الاستقرار والأمن” في المنطقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن بلينكن أكد لشكري خلال محادثتهما أن “الولايات المتحدة لا تدعم عملية عسكرية كبيرة في رفح” وترفض “أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة”.

قوات الجيش الإسرائيلي تعمل في شرق رفح في جنوب قطاع غزة، في صورة تم نشرها في 8 مايو، 2024. (Israel Defense Forces)

ويُعتقد أن أكثر من مليون فلسطيني يحتمون في رفح، إلا أن إسرائيل تصر على أن هدفها المتمثل في القضاء على حماس لا يمكن تحقيقه دون التعامل مع المدينة وكتائب حماس الأربع التي يُعتقد أنها متحصنة داخل المدينة وأسفلها.

عرضت الولايات المتحدة دعما فاترا للعملية المحدودة لإخراج حماس من منطقة معبر رفح، لكنها حذرت من أن موقفها قد يتغير إذا اتسع نطاق الهجوم ليشمل المناطق المدنية أو إذا تم إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية لفترة طويلة، حيث حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء من احتمال وقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل إذا شنت الأخيرة هجوما كبيرا على رفح. وجاء ذلك بعد أن أكد البيت الأبيض تعليق نقل قنابل تزن 2000 و500 رطل إلى إسرائيل بسبب مخاوف من أن الجيش الإسرائيلي يمكن أن يستخدمها في رفح، كما فعل في أجزاء أخرى من غزة.

ووفقا لتقرير في صحيفة “الأخبار” اللبنانية، تخطط إسرائيل لتقسيم اجتياحها إلى عمليات منفصلة أصغر في مناطق مختلفة في رفح حتى لا تثير غضب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي شهد قيام مسلحين بقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطاف 252 آخرين.

ويُعتقد أن 128 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك.

رجل ينظر إلى دخان أسود كثيف يتصاعد من حريق في مبنى في رفح بجنوب قطاع غزة، 10 مايو، 2024. (Photo by AFP)

وأنقذت القوات ثلاث رهائن أحياء، كما تم استعادة جثث 12 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.

وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 36 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستندا إلى معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة. كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.

وتحتجز حماس أيضا رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى مواطنيّن إسرائيلييّن، وهما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عام 2014 و- 2015 تباعا.

وأدى الهجوم الإسرائيلي ضد حماس إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني في غزة، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة. ولا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل وهو لا يفرق بين المدنيين ومقاتلي الحركة. وتقول إسرائيل إنها قتلت أكثر من 13 ألفا من مقاتلي حماس في غزة منذ بدء الحرب وحوالي 1000 مسلح في الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر.

اقرأ المزيد عن