حماس تقول إنها ستؤجل دفعة إطلاق سراح الرهائن القادمة، متهمة إسرائيل بانتهاك الهدنة
وزير الدفاع يصف التأجيل بأنه "انتهاك صريح" للاتفاق، ويأمر بوضع الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى، بينما يقدم رئيس الوزراء اجتماع المجلس الأمني إلى صباح الثلاثاء؛ الوسطاء قلقون
أعلنت حركة حماس يوم الاثنين أنها تعتزم تأجيل عملية إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المقررة يوم السبت “حتى إشعار آخر”، ردا على ما زعمت أنها انتهاكات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الجاري.
ودفع هذا الإعلان رئيس الوزراء إلى تقديم موعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني، بينما أمر وزير الدفاع بوضع الجيش في حالة تأهب قصوى. وجاء ذلك في الوقت الذي يظل فيه مستقبل الاتفاق غير مؤكد، حيث لم ترسل إسرائيل بعد مفاوضين إلى قطر لمناقشة المرحلة الثانية المحتملة، على الرغم من مرور الموعد النهائي المنصوص عليه في الاتفاق للقيام بذلك.
في الأيام الأخيرة، أبقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الباب مفتوحا لاستئناف القتال مع حماس بدلا من الاستمرار في المرحلة الثانية من الاتفاق، في حين أصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن ودعا إلى سيطرة أميركية على القطاع ونقل جميع سكانه بمجرد انتهاء الحرب.
وقال المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس حذيفة الكحلوت – المعروف باسم “أبو عبيدة” – يوم الاثنين إن إسرائيل لم تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، وزعم أن الجيش الإسرائيلي يعيق تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة ويستهدف الفلسطينيين العائدين إلى شمال القطاع.
وقال الكحلوت إنه “سيتم تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم الموافق 15 فبراير حتى إشعار آخر، ولحين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي”، في إشارة إلى الرهائن الذين اختطفتهم حماس من جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. ولا يزال 73 من أصل 251 رهينة محتجزين في غزة.
وأضاف المتحدث “ؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال”.
وفي تصريحات لاحقة، قالت الحركة إنها مستعدة لتنفيذ عملية الإفراج في الموعد المحدد إذا أوقفت إسرائيل انتهاكاتها المزعومة. وقالت إنها أعلنت عن ذلك عمدًا قبل خمسة أيام من موعد الإفراج المقرر “لإعطاء الوسطاء الفرصة الكافية، للضغط على الاحتلال لتنفيذ ما عليه من التزامات، ولإبقاء الباب مفتوحا لتنفيذ التبادل في موعده إذا التزم الاحتلال بما عليه”.
ونقلت القناة 12 عن مصدر إسرائيلي قوله إنه لو أرادت حماس نسف الصفقة، لكانت أعلنت عن التأجيل في وقت أقرب إلى الموعد المقرر، وليس قبل أسبوع كامل تقريبا لإتاحة المجال للعودة إلى الجدول الزمني.
حماس تزعم أن إسرائيل تعرقل الحركة والمساعدات
وقالت حماس في بيان يوم الاثنين إنها راقبت “خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود الاتفاق”.
وأضافت أن هذه الانتهاكات تشمل “تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها بحسب ما اتفق عليه”، مؤكدة أن حماس “نفذت كل ما عليها من التزامات”.

انسحبت القوات الإسرائيلية من كامل منطقة محور نتساريم وسط قطاع غزة ليل السبت الأحد، تطبيقا لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، ما يسمح للفلسطينيين بالعودة إلى المناطق التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي منذ الأيام الأولى للحرب.
وأطلقت قوات الجيش الإسرائيلي الأحد النار على مجموعة من عشرات الفلسطينيين اقتربت من الحدود الإسرائيلية في شمال قطاع غزة، ووصلت إلى مسافة مئات الأمتار فقط من القوات المتمركزة في منطقة عازلة. وقال الجيش إن القوات تقدمت بمركبات عسكرية وأطلقت أعيرة نارية تحذيرية.
ولم يتضح على الفور ما الذي كانت حماس تشير إليه في تعليقاتها بشأن المساعدات الإنسانية، التي تدخل القطاع بكميات كبيرة. وكانت الحركة قد ادعت في الماضي أن مواد معينة، مثل الوقود والخيام والآلات الثقيلة، لم يُسمح لها بالدخول إلى القطاع، وهو ما نفته إسرائيل.

رئيس الوزراء يقدم موعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني
وقال مسؤول إن نتنياهو أجرى عقب الإعلان مشاورات مع قيادة المؤسسة الدفاعية لبحث المسألة.
وقال المسؤول لوسائل الإعلام إن نتنياهو سيقدم موعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني الذي كان مقررا عقده بعد ظهر الثلاثاء إلى ساعات الصباح، في أعقاب بيان الحركة الفلسطينية.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن المفاوضين الإسرائيليين عادوا من الدوحة في وقت سابق من اليوم الاثنين استعدادا للاجتماع، بعد نحو 24 ساعة قضوها في قطر. وكان المفاوضون في قطر لمناقشة أمور تتعلق بالمرحلة الحالية من وقف إطلاق النار، وليس المرحلة التالية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الاثنين إن خطوة الحركة لتأخير إطلاق سراح الرهائن هي “انتهاك صريح لوقف إطلاق النار”، وقال إنه أمر الجيش الإسرائيلي “بالاستعداد على أعلى مستوى من التأهب لأي سيناريو محتمل في غزة وحماية البلدات [الحدودية]”.
وقال “لن نعود إلى واقع 7 أكتوبر”.
وقال مصدران أمنيان مصريان لوكالة رويترز إن الوسطاء يخشون انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال مفاوضون من حماس إن الضمانات الأمريكية لوقف إطلاق النار لم تعد قائمة في ضوء خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهجير سكان غزة من القطاع، وأرجأوا المحادثات حتى يروا إشارات واضحة على نية واشنطن مواصلة الاتفاق المؤلف من مراحل.
وقال عضو المكتب السياسي في حركة حماس خليل الحية يوم الاثنين، في الذكرى السادسة والأربعين للثورة الإيرانية في طهران، إن خطة ترامب بشأن غزة “إلى زوال”.
وأضاف “سنسقطها كما أسقطنا المشاريع التي قبلها”.
وذكرت تقارير أن حماس أشارت أيضًا إلى أن خطة ترامب قد تعرض الصفقة مع إسرائيل للخطر.
وفي غضون ذلك، قال نتنياهو للكنيست يوم الاثنين: “نحن نتفق مع الإدارة الأمريكية بشأن تحقيق جميع أهداف حربنا، بما في ذلك القضاء على حماس، وإعادة جميع رهائننا إلى ديارهم، وضمان أن غزة لن تشكل تهديدًا لإسرائيل مرة أخرى، [و] إعادة سكاننا إلى الشمال والجنوب”.
عائلات الرهائن تحث على الالتزام بالاتفاق
وفي بيان صدر يوم الاثنين، قال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين إنه تواصل مع الدول الوسيطة للمساعدة في إنقاذ الاتفاق.
وقال المنتدى “نحن نقف مع الحكومة الإسرائيلية ونشجع على الحفاظ على الظروف التي من شأنها ضمان استمرار الاتفاق بنجاح، بما يؤدي إلى العودة الآمنة لإخواننا وأخواتنا الـ76”.
وقالت العائلات إن شهادات الرهائن المفرج عنهم “فضلاً عن الظروف المروعة التي عاشها الرهائن الذين أطلق سراحهم يوم السبت الماضي، لا تترك مجالاً للشك – الوقت حاسم، ويجب إنقاذ جميع الرهائن على وجه السرعة من هذا الوضع المروع”.
وقال الأطباء إن الرهائن الثلاثة الذين تم إطلاق سراحهم خلال نهاية الأسبوع – إيلي شرابي (52 عاما)، وأور ليفي (34 عاما)، وأوهاد بن عامي (56 عاما) – يعانون من سوء التغذية الحاد ومشاكل صحية، بما في ذلك اضطرابات في القلب والالتهابات.

وفي بيان صدر مساء الاثنين، قال مكتب رئيس الوزراء إن “جميع عائلات الرهائن أُبلغت” بإعلان حماس، وأن العائلات “أُبلغت بأن دولة إسرائيل ملتزمة باحترام الاتفاق”.
بعد خمس جولات من إطلاق سراح الرهائن ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الجاري في غزة حتى يوم السبت، لا يزال من المفترض إعادة 17 رهينة إسرائيليًا في المرحلة الأولى، مقابل مئات الأسرى الأمنيين الفلسطينيين.
لا يزال 73 شخصا من أصل 251 اختطفتهم حماس خلال هجومها في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة وأشعلت فتيل الحرب في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
بن غفير يدعو للعودة للحرب
ودعا وزير الأمن القومي الأسبق إيتمار بن غفير إسرائيل إلى استئناف حملتها ضد حماس في غزة في ضوء الإعلان.
وقال النائب اليميني المتطرف، الذي عارض وقف إطلاق النار واستقال من الحكومة بسببه، إن إسرائيل يجب أن تنفذ “هجوما واسع النطاق على غزة، من الجو والبر، إلى جانب وقف كامل للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، بما في ذلك الكهرباء والوقود والمياه، بما في ذلك قصف حزم المساعدات التي تم إدخالها بالفعل وهي في أيدي حماس”.
“يجب أن نعود للحرب وندمر [حماس]!”، كتب في منشور على موقع إكس.