إسرائيل في حالة حرب - اليوم 344

بحث

حماس تطلق سراح رهينتين أمريكيتين، جوديث رعنان وابنتها ناتالي

الأم وابنتها، من شيكاغو، كانتا في زيارة إلى والدة جوديث في كيبوتس ناحل عوز عندما اجتاحته حماس في 7 أكتوبر؛ الاثنتان وصلتا إلى إسرائيل حيث كان من المقرر أن تجتمعا مع أفراد عائلتهما

ناتالي رعنان (الثالثة من اليسار)  وجوديث رعنان (من اليمين)، تظهران عند وصولهما إلى إسرائيل بعد إطلاق سراحهما من أسر حماس بينما يمسك مبعوث الحكومة لشؤون لرهائن غال هيرش (في الوسط) أيديهما، 20 أكتوبر، 2023. (Courtesy)
ناتالي رعنان (الثالثة من اليسار) وجوديث رعنان (من اليمين)، تظهران عند وصولهما إلى إسرائيل بعد إطلاق سراحهما من أسر حماس بينما يمسك مبعوث الحكومة لشؤون لرهائن غال هيرش (في الوسط) أيديهما، 20 أكتوبر، 2023. (Courtesy)

أطلقت حركة حماس ليل الجمعة سراح رهينتين – جوديث رعنان وابنتها المراهقة ناتالي – اللتين تم اختطافهما من كيبوتس ناحال عوز خلال هجوم الحركة على إسرائيل في 7 أكتوبر.

هذه المرة الأولى التي يتم فيه الإفراج عن رهائن من بين 203 رهائن على الأقل تحتجزهم حماس منذ تسللها إلى البلدات الجنوبية الإسرائيلية والمذبحة التي ارتكبتها هناك والتي بدأت الحرب الجارية بين إسرائيل والحركة.

وتم تسليم الاثنتين، اللتين تحملان الجنسية الأمريكية، للصليب الأحمر، الذي قام بدوره بتسليمهما لإسرائيل. ولم تتضح على الفور الآلية الدقيقة لعملية التسليم. وقالت حماس إن إطلاق سراح الرهينتين تم “لأسباب إنسانية”.

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان إن غال هيرش، الذي تم تعيينه مؤخرا منسقا لشؤون الرهائن والمفقودين، انضم إلى القوات العسكرية التي التقت بالأم وابنتها على الحدود. ومن هناك تم نقلهما إلى قاعدة عسكرية في وسط البلاد، حيث كان من المقرر أن تجتمعا مع أفراد عائلتهما.

واعتبرت هذه الخطوة على نطاق واسع في إسرائيل بمثابة مناورة علاقات عامة، حيث أن حماس مهتمة بتحسين صورتها إلى حد ما منذ أن ارتكب مسلحوها مذابح وحشية ضد مدنيين إسرائيليين في الهجوم غير المسبوق الذي نفذته الحركة على البلدات بجنوب البلاد.

وقال كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير الدفاع لويد أوستن، إن الفظائع التي ارتكبتها حماس كانت بنفس سوء، إن لم تكن أسوأ، الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش الجهادي، الذي غزا مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية وسيطر عليها بين عامي 2014 و2017.

تظهر هذه الصورة المقدمة من سفارة الولايات المتحدة في القدس، والتي تم التقاطها في 20 أكتوبر 2023، ناتالي رعنان (يسار) ووالدتها جوديث رعنان تتحدثان عبر الهاتف مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد أن اححتازهما من قبل حركة حماس الحاكمة لغزة كرهينتين قبل أن تطلق سراحهما لاحقا.(US Embassy in Jerusalem/AFP)

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري في بيان مقتضب : “حماس تقدم نفسها للعالم في هذه الساعة على أنها من يطلق سراح الرهائن لأسباب إنسانية، ولكن في الواقع نحن نتحدث عن جماعة إرهابية قاتلة، تحتجز في هذه الساعة أطفالا ونساء وشيوخا أسرى”.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي مستمر في جهوده لإعادة الرهائن إلى إسرائيل في حين ما زال يستعد لـ”المراحل التالية من القتال”، والتي من المتوقع أن تشمل هجوما بريا كبيرا. “من المرجح أن يستمر القتال لعدة أسابيع أخرى”، على حد قول هغاري.

وقال مصدر دبلوماسي رفيع لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن قطر قادت المفاوضات مع حماس التي أدت إلى إطلاق سراح الرهينتين، مضيفا أن الولايات المتحدة ساهمت أيضا في هذه الجهود.

الدمار الذي خلفه مسلحو حماس في كيبوتس ناحال عوز، بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة، في جنوب إسرائيل، 20 أكتوبر، 2023. (Yonatan Sindel/Flash90)

وجاءت هذه الخطوة في أعقاب الجهود التي اتخذتها قطر “لتثبت للشعب الأمريكي والعالم أن ادعاءات بايدن وإدارته الفاشية [ضد الحركة] كاذبة ولا أساس لها من الصحة”، كما قال متحدث باسم حماس.

وأفادت شبكة CNN أنه تم إطلاق سراح جوديث رعنان لأسباب صحية.

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم على أن قرار حماس اتُخذ من جانب واحد وأن القدس لم تعرض أي شيء في المقابل.

في الوقت نفسه، ربطت تقارير إعلامية غير مؤكدة عملية الإفراج عن الرهينتين بالدخول المتوقع للمساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي المصري.

ونشرت حماس في وقت لاحق مقطع فيديو يظهر إطلاق سراح جوديث وناتالي رعنان، حيث يظهر أعضاء في الحركة – تم تشويش أجسادهم ووجوههم – وهم يخرجون الأم وابنتها من سيارة. وتظهر الرهينتان في الفيديو قبل أن تقوم حماس بتسليمهما للصليب الأحمر.

وأصدر البيت الأبيض بيانا من بايدن قال فيه إنه “يشعر بسعادة غامرة” لأن الأم وابنتها “ستجتمعان قريبا مع أسرتهما التي انهكها الخوف”.

وشكر بايدن، الذي تحدث في وقت سابق من اليوم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، “حكومة قطر وحكومة إسرائيل على شراكتهما في هذا العمل”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في الكيرياه (مقر الجيش) في تل أبيب، 20 أكتوبر، 2023. (Prime Minister’s Office)

وتابع قائلا “أنا وجيل نحمل في قلوبنا جميع عائلات الأمريكيين المفقودين. وكما أخبرت تلك العائلات عندما تحدثت معها الأسبوع الماضي، لن نتوقف حتى نعيد أحبائهم إلى الوطن. كرئيس، ليس لدي أولوية أعلى من سلامة الأمريكيين المحتجزين كرهائن حول العالم”.

وتحدث بايدن هاتفيا مع جوديث وناتالي رعنان بعد إطلاق سراحهما، حيث قال البيت الأبيض إنه “أبلغهما أنهما ستحصلان على الدعم الكامل من الحكومة الأمريكية أثناء تعافيهما من هذه المحنة الرهيبة”.

وأجرى الرئيس الأمريكي مكالمة هاتفية في وقت سابق مع أفراد آخرين من عائلة رعنان أيضا.

جوديث وناتالي رعنان

وكانت جوديث رعنان وابنتها ناتالي، من منطقة شيكاغو، قد سافرتا إلى إسرائيل للاحتفال بعيد ميلاد والدة جوديث الـ85 في كيبوتس ناحال عوز بالإضافة إلى موسم الأعياد اليهودية.

ولقد أطلعت الاثنتان مجتمعهما على تقدم رحلتهما وكانتا تستمتعان بهذا الوقت “المميز حقا بين الأم وابنتها” قبل أن تختفيا بعد أن شنت حماس هجومها في 7 أكتوبر، حسبما قال الحاخام مئير هيخت في وقت سابق من هذا الشهر.

جوديث راعنان (على اليسار)، وابنتها ناتالي في صور غير مؤرخة. (Courtesy)

وقال هيخت: “لقد تلقينا هذه الأخبار الرهيبة بأن جوديث وابنتها ناتالي مفقودتان ويبدو على الأرجح أنه تم احتجازهما كرهينتين في غزة”، مضيفا “هناك شعور وكأن مجتمعنا قد تم انتهاكه”.

احتفلت الاثنتان بـ”سيمحات توراة”، وهو عيد يحيي اليهود فيه اختتام القراءة السنوية للتوراة. ومكثت الاثنتان في ناحال عوز، وهو كيبوتس إسرائيلي يبعد حوالي 1.61 كيلومتر عن حدود غزة.

مع تكشف رعب الهجمات، أرسلت الاثنتان رسائل مذعورة إلى أحبائهما من غرفة محمية وصفتا فيها أصوات إطلاق النار والعنف من حولهما قبل أن ينقطع الاتصال بهما.

وقال والد ناتالي، أوري رعنان من ولاية إلينوي الأمريكية، إنه تحدث مع ابنته عبر الهاتف بعد إطلاق سراحها، وصرح رعنان، الذي يقيم في ضواحي شيكاغو لوكالة “أسوشيتد برس” إن ابنته “في حالة جيدة”، مضيفا “إنني أبكي، وأشعر أنني بأحسن حال”.

وروى الرجل (71 عاما) إنه رأى في الأخبار أن حماس ستطلق سراح أم أمريكية وابنتها، وقضى اليوم على أمل أن تكون ابنته ووالدتها جوديث هما المقصودتان.

وقال أوري رعنان إن معرفة أن نتالي ستتمكن من الاحتفال بعيد ميلادها ال18 في الأسبوع المقبل في المنزل مع عائلتها وأصدقائها هو “خبر رائع”.

وأضاف أنه يعتقد أن ناتالي وجوديث ستسافران إلى تل أبيب للم شملهما مع أقاربهما، وأنهما ستعودان إلى الولايات المتحدة مطلع الأسبوع المقبل.

تظهر هذه الصورة التي قدمتها عائلة رعنان ناتالي رعنان ووالدها أوري رعنان في المكسيك. (Courtesy of the Raanan family via AP)

أمضت جوديث معظم حياتها المبكرة في إسرائيل قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة، حسبما روت عائلتها لصحيفة “نيويورك تايمز”. وهي رسامة متخصصة في الموضوعات الدينية اليهودية والإسرائيلية.

صديقتها حافا روحيل غولدن من شيكاغو وصفتها بأنها لطالما كانت”إسرائيلية هادئة، سواء كانت هنا أو هناك”.

وقالت حافا “لقد افتقدت [جوديث] التواجد مع الإسرائيليين.  تشعر وكأنها في منزلها مع الإسرائيليين، ولقد افتقدت تلك الطاقة الإسرائيلية”.

ناتالي رعنان (17 عاما) تخرجت مؤخرا من المدرسة الثانوية وكانت تتطلع إلى أخذ استراحة وزيارة عائلتها في الخارج، حسبما قال خالها، آفي زمير، في حدث اجتماعي لعائلة رعنان في إيفانستون بولاية إلينوي، في 12 أكتوبر.

وقال أمير حينها إن ناتالي هي “شخص طيب ولطيف وتحب الحيوانات”، وأضاف “نخشى أن يحدث لها مكروه ونصلي من أجلها ونأمل أن تكون مع والدتها”.

وقالت خالة ناتالي رعنان، سيغال زمير، وهي تبكي: “أصلي من أجل أن تعودا حيتين. إنهما بريئتان وطيبتان، ولم تفعلا أي شيء”.

قبل مغادرتها إلى إسرائيل، قامت جوديث رعنان بتقديم كتاب صلاة وردي اللون لابنة الزوجين هيخت البالغة من العمر 7 سنوات، التي تحب هذا اللون، كما روت يهوديس هيخت، زوجة الحاخام وصديقة جوديث.

وقالت يهوديت هيخت حينها “جوديث، نحن نفكر فيك وبصمودك وأملك وحبك وكرمك وإيمانك وقوتك”، مضيفة “نحن نعرف أنك امراة قوية ونصلي أن نراك بأمان قريبا مع عزيزتك ناتالي”.

أكثر من 200 رهينة

بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على هجوم حماس على جنوب إسرائيل، لا يزال هناك ما بين 100 إلى 200 شخص في عداد المفقودين، ولا يزال يتم العثور على الجثث، والعدد الفعلي للرهائن المحتجزين في غزة ما زال غير معروف.

يوم الخميس قال الجيش الإسرائيلي إنه يُعرف عن احتجاز 203 أشخاص كرهائن من قبل الحركة خلال هجماتها الصادمة في 7 أكتوبر.

نحو 30 من الرهائن تحت سن 16 عاما، وما بين 10 و 20 آخرين تزيد أعمارهم عن 60 عاما.

عرض المعطيات يوم الخميس الميجر جنرال (احتياط) نيتسان ألون، الذي يقود الجهود الاستخباراتية للعثور على المختطفين.

ويعتقد الجيش أن غالبية الرهائن المحتجزين في غزة على قيد الحياة، إلا أن مسلحي حماس قد اختطفوا بعض الجثث، وفقا لألون.

قُتل نحو 1400 شخص على أيدي مسلحي حماس خلال الاعتداء، والذي اجتاح فيه نحو 2500 مسلح نحو 22 بلدة وقواعد عسكرية إسرائيلية بالإضافة إلى مهرجان موسيقي، حيث قاموا بقتل كل من صادفوه تقريبا واحتجزوا آخرين كرهائن. الهجمات حولت البلدات إلى أنقاض وتركت جثثا متناثرة على الطرق السريعة وفي الحقول، حيث لم يتم العثور على بعضها أو التعرف عليها إلا الآن.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا يزال يعثر على جثث داخل المنطقة العازلة قي غزة بالقرب من الحدود مع إسرائيل، حيث نفذت القوات عمليات محدودة.

معظم الجثث التي تم العثور عليها في المنطقة الحدودية تعود لمسلحين، لكن تم العثور أيضا على بعض الضحايا، مثل نويا دان، وهي طفلة إسرائيلية (12 عاما) كانت تعاني من التوحد، وجدتها كارملا (80 عاما)، اللتين عُثر على رفاتهما يوم الخميس، بحسب تقارير إعلامية عبرية.

وقال ألون “مع بداية الحرب، قبلت المسؤولية عن … المهمة المؤلمة والحساسة التي تمس قلب كل مواطن إسرائيلي – تحديد مكان حوالي 200 رهينة ومفقود في أيدي منظمة إرهابية مجرمة، وإعادتهم إلى ديارهم”.

أرشيف: اللواء نيتسان ألون يتحدث في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، 28 يناير، 2019. (INSS)

وأضاف ألون أن مهمته تواجه العديد من التحديات لكن موظفيه يعملون على مدار الساعة “لإعادة أبناء شعبنا”.

في الأيام ال13 التي مرت منذ الهجوم، ردت إسرائيل بحملة قصف مكثف يقول مسؤولو صحة في غزة إنها أسفرت عن مقتل 3700 شخص. وتقول إسرائيل إن هجومها يهدف إلى تدمير البنية التحتية لحماس، وتعهدت بالقضاء على الحركة الحاكمة للقطاع بالكامل، كما قالت إنها تستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها حماس بينما تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

استشاط بعض أفراد عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة غضبا يوم الأربعاء بعد أن أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستسمح بنقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر مصر دون الحصول على أي تنازلات لأحبائهم في المقابل.

بعض ضغوط من واشنطن، قالت إسرائيل إنها ستسمح بدخول الماء والأدوية والغذاء إلى جنوب قطاع غزة من مصر – وكانت هذه الإمدادات انقطعت منذ المذبحة التي ارتكبتها حماس. ولقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء أن ما يصل إلى 20 شاحنة مساعدات من المقرر أن تدخل غزة الجمعة للمرة الأولى منذ بدء الحرب، مضيفا أنه من المأمول أن يرتفع العدد في المستقبل.

وقال مسؤول في الأمم المتحدة لـ”تايمز أوف إسرائيل” إنه تم تشكيل لجنة ثلاثية مكونة من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر لتسهيل ومراقبة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح التابع لمصر.

وقالت منظمة “أعيدوهم إلى الديار الآن”، التي تم تشكيلها لتمثيل عائلات المختطفين، في بيان لها: “إن قرار السماح بتقديم المساعدات الإنسانية لقتلة غزة أثار غضبا كبيرا بين أفراد العائلات”.

وقالت المجموعة “نذكركم بأن أطفالا ورضعا ونساء وجنودا ورجالا ومسنين – بعضهم يعاني من مشاكل صحية خطيرة، مصابون وتعرضوا لإطلاق النار – محتجزون تحت الأرض مثل الحيوانات دون وجود أي ظروف إنسانية، وحكومة إسرائيل تكافئ هؤلاء القتلة بالبقلاوة والأدوية”.

اقرأ المزيد عن